على مدار ساعة كاملة ظل جسد "بوريس نِمتسوف" نصف العاري مرميًا على جسر "بولشوي موسكـﭬورتسكي" القريب من أسوار الكرملين، في حين أخذت الشُرطة تفحص موقع الجريمة التي وقعت منتصف الليل في العاصمة الروسية، قبل أن تلف جسده في كيس بلاستيكي أسود وترحل.
كان "بوريس" في طريقه للعودة إلى منزله بعد أن أدلى بحوار في نفس الليلة لمحطة راديو "صدى موسكو" هاجم فيها سياسات الرئيس "فلاديمير بوتين" في تناول الملف الأوكراني، واتهمه بالكذب والتسبب بقطع علاقات روسيا المهمة مع الغرب، قبل أن تقترب منه سيارة مُسرعة ويتلقى خمس رصاصات من أحد ركّابِها.
كان "بوريس" قد تلقّى تهديدات سابقة بالقتل نتيجة لنشاطاته المُعارضة؛ بل وأفصح قبل الجريمة بأسابيع عن خوف والدته من قيام "بوتين" بقتله، وهو ما دفع بالجميع نحو الاستنتاج المنطقي بأن النظام الروسي قتله بأمر "بوتين"؛ ليتخلص منه كما فعل سابقًا مع غيره، بيد أن تفاصيل المشهد وما تبعها تشي بأن ما جرى أكثر تعقيدا مما تصوّره كثيرون؛ بل ومما تصوّره "بوريس" نفسه عمّا وصلته من تهديدات، وأن التصوّرات المنتشرة خارج روسيا عن الكرملين بعيدة عن الواقع قليلًا، أو ربما كثيرًا.