بين يدي جمعة الوداع
كعادتها مضت أيام رمضان مسرعة وبعد ليلة أو ليلتين تُطوى صفحات هذا الشهر المبارك ونتمنى أن تُطوى معها صفحات سيئاتنا، وأن يتقبل الله صالح الأعمال، وأن يعيد علينا الشهر مرارا وتكرارا والجميع بخير وصحة وثبات على الطاعة.
بعد يوم أو يومين ستطوى صفحات الأعمال في رمضان، ولكننا سنجدها يوماً ما في كتاب منشور لا يغادر صغيرة ولا كبيرة "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً".
وعند وضع الكتاب سيبهت الكثير من الغافلين الذين لم يأخذوا الأوامر بالجدية التي تليق بالمقام وأجرموا في حق أنفسهم وفي حقوق الآخرين "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً".
في ذلك اليوم الموعود سينقسم الناس إلى فريقين "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً".
ومن أراد النجاة من هول هذا اليوم الموعود فما تزال أمامه الساعات الأخيرة من رمضان وفيها ليلة من ليالي تحري ليلة القدر فلنجعل ختامه مسك، ولنبادر إلى التوبة والضراعة بين يدي الله نلتمس الرحمة والمغفرة ولنطلب رضا الله بكثرة الإنفاق في سبيل الله والحرص على أداء زكاة الفطر وتجديد العهد مع الله والحرص على الاستفادة من هذه المحطة التربوية الرمضانية في سائر العام.
ونسأل أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
#أحمد_الشيبة_النعيمي29 إبريل 2022
28 رمضان 1443