مَن منا لا يحب قدوم شهر رمضان، بما يرتبط به من رُوحانيات وجو أسري دافئ، زينات في الشوارع، وفوانيس مضيئة معلقة في شرفات البيوت، والكثير من الحَلْوَيَات الشهية، والأطباق الفريدة التي لا تتكرر كثيرا في باقي شهور العام؟ لكن، وسط كل هذا، يعتبر الكثيرون رمضان أيضا شهرا للراحة والكسل، وربما للتراخي في العمل أو الاستذكار، حيث إن ساعات الصيام تمتلئ بإحساس الجوع والصداع وعدم التركيز، فيما تتسم ساعات الإفطار بالتخمة والكسل والرغبة في الاستلقاء أمام التلفاز لمشاهدة ماراثون مسلسلات رمضان أثناء تناول الحلويات الرمضانية.
ولكن، ماذا لو كنت مضطرا للعمل والاستذكار في رمضان؟ ماذا لو كنت ترغب في الاستمرار في برنامجك الرياضي رغم كل شيء؟ ربما عن طريق فهم كيمياء الصيام، يمكنك إعادة جدوَلَة يومك لتستغل أكثر ساعات اليوم نشاطا للانتهاء من المهمات التي تتطلب تركيزا أعلى، وتتغلب على شعور الإرهاق والكسل المرتبطَينِ بالصيام.
طريق للنجاة
الصيام ليس فقط شعيرة دينية واجبة على المسلمين، أو حتى وسيلة لخفض الوزن أو تحسين الصحة في العموم، بل هو -من منظور أوسع- ضرورة تكيفية أسهمت في بقاء الجنس البشري على قيد الحياة. في الزمن الذي كان يعيش فيه الإنسان العاقل حياة التنقل والتَّرحال من أجل الصيد وجمع الثمار، لم يكن الغذاء بالوفرة المتاحة لنا الآن، لم ينعم أجدادنا بثلاث وجبات ساخنة يوميا، مع وجبات خفيفة فيما بينها، بل كان الحصول على وجبة واحدة أمرا شاقا وقد يستهلك اليوم بأكمله، أحيانا دون النجاح في صيد فريسة مشبعة.