فلسطين مكسدخول

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Empty"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Aa-iao10



مَن منا لا يحب قدوم شهر رمضان، بما يرتبط به من رُوحانيات وجو أسري دافئ، زينات في الشوارع، وفوانيس مضيئة معلقة في شرفات البيوت، والكثير من الحَلْوَيَات الشهية، والأطباق الفريدة التي لا تتكرر كثيرا في باقي شهور العام؟ لكن، وسط كل هذا، يعتبر الكثيرون رمضان أيضا شهرا للراحة والكسل، وربما للتراخي في العمل أو الاستذكار، حيث إن ساعات الصيام تمتلئ بإحساس الجوع والصداع وعدم التركيز، فيما تتسم ساعات الإفطار بالتخمة والكسل والرغبة في الاستلقاء أمام التلفاز لمشاهدة ماراثون مسلسلات رمضان أثناء تناول الحلويات الرمضانية.

ولكن، ماذا لو كنت مضطرا للعمل والاستذكار في رمضان؟ ماذا لو كنت ترغب في الاستمرار في برنامجك الرياضي رغم كل شيء؟ ربما عن طريق فهم كيمياء الصيام، يمكنك إعادة جدوَلَة يومك لتستغل أكثر ساعات اليوم نشاطا للانتهاء من المهمات التي تتطلب تركيزا أعلى، وتتغلب على شعور الإرهاق والكسل المرتبطَينِ بالصيام.

طريق للنجاة
الصيام ليس فقط شعيرة دينية واجبة على المسلمين، أو حتى وسيلة لخفض الوزن أو تحسين الصحة في العموم، بل هو -من منظور أوسع- ضرورة تكيفية أسهمت في بقاء الجنس البشري على قيد الحياة. في الزمن الذي كان يعيش فيه الإنسان العاقل حياة التنقل والتَّرحال من أجل الصيد وجمع الثمار، لم يكن الغذاء بالوفرة المتاحة لنا الآن، لم ينعم أجدادنا بثلاث وجبات ساخنة يوميا، مع وجبات خفيفة فيما بينها، بل كان الحصول على وجبة واحدة أمرا شاقا وقد يستهلك اليوم بأكمله، أحيانا دون النجاح في صيد فريسة مشبعة.

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
الصيام في تلك الحالة كان إجباريا، وكان للأشخاص الأكثر قدرة على تحمل الصيام والجوع ميزة البقاء والتكاثر. تلك الفئة -تحديدا- امتلكت قدرات ذهنية أعلى من حيث حل المشكلات والإبداع واستكشاف الأماكن، وهي ميزات ساعدت أصحابها على العثور على الطعام بطريقة أكثر كفاءة من منافسيهم، ومنحتهم ونسلهم فرصة أكبر للبقاء(1).

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
ومع مرور الزمن، بقيت لدى الإنسان المعاصر آليات للحفاظ على الطاقة خلال ساعات الصيام، ورثها عن جدوده قبل عشرات الآلاف من السنين، على الرغم من انتفاء الحاجة التكيفية للصيام الآن مع وفرة الطعام. بل إن الأمر لا يقتصر على الإنسان فقط، فحتى في الكائنات الدقيقة، فإن الانتقال من بيئة غزيرة الغذاء إلى أخرى فقيرة، يدفع هذه الكائنات -مثل بكتيريا الإيكولاي المعدّلة على سبيل المثال- إلى دخول حالة تشبه الصيام؛ ما يساعدها على الحفاظ على الطاقة والبقاء لفترة أطول بـ4 مرات من نظيرتها الموجودة في الطبيعة(2). لكن هنا ربما تسأل: إذا كان الصيام ارتبط في الماضي بقدرات ذهنية أعلى، فلماذا تَحوَّل الآن إلى دافع للكسل والتراخي؟

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
وجبة من النوم
"مدفع الإفطار.. اضرب"، ينطلق النداء المحبب إلى النفس قبل لحظات من أذان المغرب، وبعد ترديد الأذكار يندفع الجميع لشرب العصائر وأكل التمور، ثم الانقضاض على محتويات المائدة الشهية، من المحاشي واللحوم والطيور والحلوى، تلك الأصناف الدسمة التي لا تقوى على القيام من مكانك بعد تناولها. هنا عليك أن تدرك الفخ الأول الذي تقع فيه لتُصاب بالكسل الرمضاني، وهو فخ التخمة. بعد تناول وجبة دسمة وكبيرة كعادة وجبات الإفطار في رمضان، يندفع الدم بغزارة نحو المعدة، ويوجه جسمك معظم طاقته نحو عملية الهضم؛ ما يؤثر على باقي الجسم ويُشعِرك بالإنهاك وعدم القدرة على الحركة.

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
هناك أيضا ذلك الدوار والرغبة الشديدة في النوم اللذان يداهمانك فور انتهاء وجبتك الدسمة، ويرجع هذا التأثير إلى زيادة هرمون الإنسولين في الدم استجابةً للمحتوى النشوي في وجبتك؛ ما يساعد مادة "التريبتوفان (Tryptophan)" على عبور الحاجز الدموي الدماغي (blood-brain barrier) وصولا إلى الدماغ، مسببا الدوار. هذا التريبتوفان هو المُكوّن الأساسي لهرمون السيروتونين (Serotonin)، وهو الهرمون الذي يلعب دورا حيويا في تنظيم النوم؛ ما يفسر رغبتك في النوم بعد تناول الطعام

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
الحل الواضح لذلك كله إذن هو تخفيف تلك الهجمة قدر الإمكان، الصيام هذا العام في معظم الدول العربية يمتد لنحو 15 ساعة في المتوسط، ما يمنحك حوالي 9 ساعات من الإفطار لتناول عدة وجبات صغيرة، تمنحك الطاقة اللازمة للقيام بعملك أو استذكار دروسك، وتمنح جسدك فائضا جيدا لتخزين الطاقة لليوم التالي.

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
جرِّبْ تناول وجبة خفيفة لكسر الصيام، بعض التمر واللبن على سبيل المثال، وتجنب تناول الكثير من العصائر السكرية، لأنها ستؤدي إلى اندفاع الإنسولين بغزارة في الدم؛ ما يسبب النعاس فيما بعد. هكذا يمكنك استغلال فترة ما بعد الإفطار مباشرة في الاستذكار لساعة أو اثنتين، أو تسليم المهمة المطلوبة منك على سبيل المثال، ثم تناول وجبتك الرئيسية باعتدال أيضا لتجنب التخمة

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
بالإضافة إلى استغلال هذا الوقت في رفع إنتاجيتك، يمكنك أيضا ممارسة رياضتك المفضلة بعد تناول وجبة خفيفة بساعة واحدة، حيث توفر لك تلك الوجبة الطاقة التي تحتاج إليها للتمرين، دون أن تكون دسمة للحد الذي يسبب الغثيان أو ألم المعدة أثناء التمرين. ممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى الصيام، يعملان على رفع مستوى التركيز والقدرات العقلية؛ ما يساعدك أكثر على أداء مهماتك الإبداعية بعد الإفطار.

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz

بعد تناول وجبة السحور، يبدأ الجسم فورا عمله في معالجة الطعام. بعد ابتلاع الطعام ووصوله إلى المعدة، تبدأ المعدة عملية هضم البروتينات القاسية، قبل أن ينتقل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة لاستكمال هضم باقي مكونات الطعام. تستهلك هذه العملية من ساعتين إلى 4 ساعات في المتوسط حسب كمية الطعام ونوعه، لذا كلما كانت وجبة السحور دسمة ومتنوعة وكبيرة، استهلكت وقتا أكثر في الهضم(4). إن كنت ممن ينشطون صباحا، فربما عليك تجنب وجبة السحور الدسمة حتى تحتفظ بتركيزك ونشاطك لأداء مهماتك الإبداعية بعد الفجر

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
كذلك تجنب الضغط العصبي، خاصة إذا كان مرتبطا باستذكار دروسك أو اقتراب امتحاناتك، أو لو كنت ممن يعملون في مجال إبداعي يتطلب تركيزا ومواعيد نهائية. ركز على ما يمكنك تغييره فقط، وما يمكنك التحكم به، مثل ساعات نومك ونوعية طعامك والساعات التي ستختار تخصيصها للمذاكرة أو العمل. كن مستعدا لاتخاذ بعض القرارات الصعبة، كالتحكم في كمية الطعام التي تتناولها على الإفطار، خاصة في التجمعات العائلية والولائم الرمضانية الوافرة بالمحاشي والسمبوسك والبقلاوة الشهية.

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
ربما يكون شهر رمضان مرتبطا في أذهاننا بالطعام الشهي، ورفع القيود عن الممنوع من الطعام، والتخلي عن الحمية الغذائية لبعض الوقت، وأيضا التخلي عن الإنجاز والإبداع، والاستسلام للكسل. لذا، إذا كنت ترغب في تخطي هذا الشهر بروح جديدة وإنتاجية عالية، فلا بد من اتخاذ قرار واعٍ بتغيير العادات الرمضانية غير الصحية، والتي تجعل ساعات الصيام أكثر صعوبة، وساعات الإفطار أكثر خمولا، واعتناق عادات جديدة صحية، تنعكس بشكل إيجابي على صحتك وإنتاجيتك على حد سواء

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ 87757010

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

description"ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟ Emptyرد: "ليس شهرا للخمول والكسل".. كيف نحسن إنتاجيتنا في رمضان؟

more_horiz
أحلى لايك لأحلى موضوع
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد