قد يمر الإنسان في مصاعب وفواجع كثيرة في حياته، وفي حالات الحزن العميقة غالبًا ما يصف نفسه بأنه “مكتئب“. ولكن الاكتئاب لا يعتبر حزنًا شديدًا على تجربة صعبة مر بها الشخص في حياته وحسب؛ بل يتجاوز ذلك بكثير، وسنتناول في هذا المقال كل ما يتعلق بالاكتئَاب: ما هو، وأعراضه، وأسبابه، وعلاجه، ومخاطره، وغيرها.
مفهوم الاكتئاب
الاكتئَاب عبارة عن اضطراب نفسي شائع، ويعد من الأمراض الخطيرة؛ يؤثر بشكل سلبي على طريقة تفكير الشخص، ومشاعره، وتصرفاته. والتي بدورها تسبب بعض المشاكل العاطفية والجسدية للشخص بصورة تؤثر على حياته الشخصية أو العملية.أنواع الاكتئاب
يوجد أنواع مختلفة للاكتئاب، وهي:
الاضطراب الاكتئابي الشديد (MDD)
يتم تشخيص الإصابة بالاكتئَاب الشديد إذا ما كان الشخص يعاني من 5 أو أكثر من أعراضه الشائعة باستمرار لمدة أسبوعين على الأقل. وذلك مثل فقدان الشغف أو اضطراب في النوم، ومخاطر الانتحار، ونقص الطاقة، وصعوبة في التركيز، وغيرها.
يختلف تأثيره على الأشخاص على النحو التالي:
القلق: حيث يصبح الشخص قلقًا ومتوترًا في معظم الأوقات، مع مشاكل كبيرة في التركيز وفي السيطرة على النفس.الكآبة: وهي عندما يخسر الشخص اهتمامه وشغفه في الأمور التي يستمتع بها عادةً، بالإضافة لقلة النوم، والأفكار الانتحارية، وفقدان الوزن، ويكون تأثير هذا النوع في أوجه في الصباح الباكر.
الاضطراب: وهي مشاعر عدم الارتياح التي يصاب بها الشخص والتي يرافقها كثرة الكلام والحركة، والتصرف بطريقة مندفعة.
الاضطراب الاكتئابي المستمر (PDD)
عندما يستمر الاكتئاب لمدة تزيد عن عامين يتم اعتباره اكتئابًا مستمرًا، وغالبًا ما يتم استخدامه في وصف الاكتئَاب الخفيف المستمر والاكتئَاب الشديد المزمن. يترافق معه الشعور باليأس، وتدني احترام النفس، وغيرها من الأعراض، ويتم علاجه بالعلاج النفسي أو الأدوية، أو كلاهما.
يعتبر الاضطراب الاكتئابي المستمر أكثر شيوعًا عند النساء والأشخاص الذين لديهم أقارب يعانون من نفس الحالة. ويعاني معظم الأشخاص المصابين به النفاسية أيضًا من نوبة اكتئاب شديد مرة واحدة على الأقل في مرحلة ما. والتي تسمى أحيانًا “الاكتئَاب المزدوج”.
اكتئاب ثنائي القطب
والذي يعرف أيضًا باسم “اكتئاب الهوس”، وهو من أنواع الاكتئَاب التي تجعل المصاب بها يعاني من تقلبات مزاجية شديدة. ويكون مرافقًا للاضطراب ثنائي القطب إلى جانب نوبات الهوس. حيث يمكن أن ينتقل المصاب من أفضل مزاجاته لأسوأها في أقل من ثواني، ويمكن للأدوية السيطرة على هذه التقلبات المزاجية.الاكتئاب الموسمي
الاكتئاب الموسمي من أنواع الاكتئَاب التي تظهر في مواسم وتختفي في مواسم أخرى، وغالبًا ما يظهر خلال موسم الشتاء؛ عندما يتعرض الشخص لكميات أقل من ضوء الشمس ويكون النهار قصيرًا. و يمكن علاجه باستخدام مضادات الاكتئاب.الاكتئاب الذهاني
يتشابه مع الاكتئاب الشديد إلى حدٍ ما إلا أنه يظهر على المصاب به بعض الأعراض الذهانية، كأن يشعر الشخص بالهلوسة ويبدأ برؤية وسماع أمور غير موجودة. أو يتكون لديه أوهام ومعتقدات خاطئة، أو المعاناة من جنون العظمة.ومن العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة به:
وجود أحد أفراد العائلة يعاني منه.
النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالاكتئَاب الذهاني.
المعاناة من أحد الاضطرابات النفسية أو مشاكل الصحة النفسية مسبقًا.
المرور بأحداث مرهقة أو صادمة.
التعرض للإساءة لسوء المعاملة أو الإهمال.
بعض السمات الشخصية مثل البحث عن الكمال أو تدني احترام الذات.
اكتئاب ما بعد الولادة (PPD)
كثيرًا ما تصاب النساء بالاكتئَاب الشديد في الأسابيع أو الأشهر التي تلي الولادة. وهو ما يطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة، وكذلك الأمر بالنسبة للرجال؛ حيث يعاني بعضهم من اكتئاب في فترة الولادة، ويمكن للأدوية التي تستخدم في علاج الاكتئَاب الشديد أن تساعد في علاجه.الاكتئاب السابق للحيض
تعاني النساء أحيانًا من الاكتئاب في بداية الدورة الشهرية (الحيض)، كما تعاني النساء في نفس الفترة من الإعياء، والقلق، وتقلبات المزاج، وغيرها. وأحيانًا يتم وصف حبوب منع الحمل أو الأدوية المضادة للاكتئاب في علاجه.الاكتئاب الظرفي
وهو الاكتئاب الذي يصاب به شخص عند مواجهته مشكلة صعبة في حياته؛ مثل الطلاق، أو وفاة أحد المقربين، أو فقدان الوظيفة، ويكون لفترة محدودة أو ظرف محدد. وعلى الرغم من أنه لا يعد من أنواع الاكتئاب الرسمية في الطب النفسي ولكن يتم علاجه بواسطة العلاج النفسي.الاكتئاب غير النمطي
يختلف الاكتئاب غير النمطي عن أنواع الاكتئاب النمطية بأنه يمكن لحدث جيد أو إيجابي في حياة الشخص أن يخرجه من الاكتئاب ويحسن مزاجه بشكل مؤقت. كما أن أعراض محددة تظهر به مثل زيادة الشهية أو النوم، والثقل في اليدين والقدمين، والحساسية المفرطة للنقد.
تزيد احتمالية أن يصاب به الفرد إذا كان:
إذا كان أحد اللأفراد الآخرون في العائلة مصابين بالاكتئَاب.
امتلاك تاريخ من الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب أو اضطرابات القلق. أو الشخصيات التجنبية، أو اضطراب تشوه الجسم، أو الرهاب الاجتماعي.
وجود تاريخ من تعاطي المخدرات.
كم يستمر الاكتئاب؟
نظرًا لاختلاف تجربة كل شخص مع الاكتئَاب، لا يوجد متوسط لمدة ظهور الأعراض. ولكن تعتمد مدة استمرار الاكتئَاب على العديد من العوامل، وذلك حسب الآتي:
نوع الاكتئَاب
هناك العديد من أنواع الاكتئَاب، وقد يؤثر النوع على طول مدة الأعراض أو شدتها. على سبيل المثال:
الاضطراب الاكتئابي الشديد (MDD): يمكن أن يستمر ما بين 6 – 18 شهرًا أو أكثر.
الاضطراب الاكتئابي المستمر (PDD): قد تستمر أعراضه لمدة عامين أو أكثر.
اكتئاب ثنائي القطب: نوبَات الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب قد تستمر ما بين 8 و 12 شهرًا، أو أكثر.
اكتئاب ما بعد الولادة (PPD): يمكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة بضعة أسابيع أو قد يتطور إلى اضطراب اكتئابي شديد.
الاكتئَاب العاطفي الموسمي: تتراوح مدته عادةً ما بين 4 و 5 أشهر.
شدَة الاكتئَاب
لا يعاني كل شخص من الأعراض بنفس الشدة. وتختلف مدته على النحو التالي:
اكتئاب طفيف: قد تختفي أعراضه من تلقاء نفسها بعد فترة قصيرة من الزمن. ولكن يمكن أن يستمر لأشهر أو سنوات.
اكتئاب معتدل: يمكن أن يستمر لمدة 6 أشهر أو أكثر.
اكتئاب حاد: يمكن أن يستمر لمدة 6 أشهر أو أكثر.
أسباب الاكتئاب
يوجد أسباب متنوعة وعديدة للإصابة بالاكتئَاب، وأبرزها:
صعوبات الحياة
تعرّض الشخص للضغوطات والصعوبات المستمرة باستمرار من العوامل الأساسية للإصابة بالاكتئَاب، وذلك مثل:
ضغوطات العمل.
العلاقات السامة.
التجارب السيئة.
البطالة طويلة الأمد.
العزلة طويلة الأمد أو الشعور بالوحدة.
التاريخ العائلي
تزداد مخاطر الإصابة به إذا كان هناك تاريخًا عائليًا من الإصابة به؛ حيث يمكن أن ينتشر بالوراثة. ولكن هذا لا يعني حتمية الإصابة به بسبب إصابة أحد الوالدين أو أفراد العائلة به.
سمات الشخصية
قَد يكون بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالاكتئَاب بسبب شخصيتهم، ومن السمات التي تزيد من مخاطر الاكتئَاب:
الميل للقلق كثيرًا.
احترام الذات المتدني.
السعي للمثالية.
الحساسية للنقد الشخصي.
النقد الذاتي أو التفكير السلبي.
الأمراض
الإصابة بمرض خطير يزيد من التوتر والقلق عند الشخص، وعند التعامل مع هذا المرض بشكل مستمر تزيد مخاطر الإصابة بالاكتئَاب. وبشكل خاص عند الإصابة في مرض مزمن، أو المعاناة من ألم مزمن.
تناول الكحول أو المخدرات من الأمور المسببة للاكتئاب، ومن آثاره أيضًا
التغييرات في الدماغ
تم إجراء الكثير من الأبحاث في هذا المجال المعقد، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة عنه وعن خلل المواد الكيميائية الدماغ. ومع ذلك يمكن أن تتأثر الطريقة التي ينظم بها دماغك حالتك المزاجية بما يلي:
الضعف الجيني.
ضغوطات الحياة الشديدة.
بعض الأدوية والمخدرات أو الكحول.
بعض الحالات الطبية.
علامات وأعراض الاكتئاب
هنَاك العديد من الأعراض المختلفة التي تظهر على الشخص المكتئب، والتي تختلف حسب المرحلة العمرية، ومنها:
الأعراض الشائعة
من الأعراض الشائعة:الشعور بالحزن القلق أو الضيق.
كثرة البكاء واليأس أو التشاؤم.
فقدان الاهتمام بالهوايات المعتادة.
الشعور بالكثير من التعب.
مواجهة صعوبة في التركيز، والتذكر، واتخاذ القرارات.
التحدث ببطء والحركة ببطء عن المعتاد.
مواجهة صعوبات واضطرابات في النوم؛ الإفراط في النوم أو القلق وقلة النوم.
المعاناة من تغييرات في الوزن.
الإصابة بآلام مزمنة في الجسم بشكل مستمر دون وجود أي سبب منطقي لها، ولا يساعد العلاج في التخلص منها.
المعاناة من الصداع، ومشاكل في الجهاز الهضمي.
كثرة أفكار الانتحار أو الأفكار المتعلقة بالموت، ومحاولة إيذاء النفس.
الاكتئاب
الأعراض عند الأطفال
مِن الأعراض التي قد تظهر عند الأطفال:مزاج حزين أو سيء، قد يبدو الطفل حزينًا أو وحيدًا أو غير سعيد أو عابس، قد تستمر أسابيع أو شهور.
قد يبكي الطفل بسهولة أكبر وقد يكون لديه نوبات غضب أكثر من ذي قبل.
كثرة الشكوى أو انتقاد الذات.
نقص الطاقة والجهد حتى أن الطفل قد يبذل جهد أقل في المدرسة أو يستسلم بسهولة.
تغيرَات في النوم وتناول الطعام بشكل ملحوظ عند الأطفال.
ظهور أوجاع وآلام في المعدة أو أجزاء أخرى من الجسم.
يتكرر غياب بعض الأطفال عن المدرسة بسبب تراجُع الحالة الصحية أو النفسية.
الطفل المكتئب قد يقول كلمات مثل:
“لا يمكنني فعل أي شيء بشكل صحيح”
“ليس لدي أي أصدقاء”
“لا أستطيع أن أفعل هذا”
الأعراض عند المراهقين
بعض الأعراض التي من المحتمل أن تظهر عند المراهقين:الحزن مع احتمالية التعرّض لنوبات من البكاء دون سبب واضح لها.
الغضب أو الإحباط من الأمور الصغيرة، مع مزاج عصبي ومتهيج بشكل عام.
الشعور باليأس أو الفراغ مع فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة أو بالأصدقاء والعائلة.
تراجع الثقة بالنفس أو الشعور بعدم القيمة بشكل ملحوظ.
الإفراط في لوم الذات والتركيز على الإخفاقات في الماضي.
الحساسية الشديدة تجاه التعرض للرفض أو الفشل.
الأرق أو كثرة النوم والتي ترافقها تغيرات في الشهية.
أفكار وحديث متكرر عن الموت والأفكار الانتحارية.
البطء في التفكير وضعف التركيز.
عدم القدرة على الجلوس ساكنًا أو سرعة الحركة والإثارة.
تفضيل العزلة الاجتماعية وقضاء الوقت لوحده.
الغيَاب المتكرر عن المدرسة أو الأنشطة التي يشترك بها.
عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية أو المظهر الخارجي.
السلوك التخريبي أو الدخول في نوبات غضب بشكل متكرر.
إيذاء النفس مثل الجرح أو الحرق، أو السلوكيات الإدمانية مثل تعاطي المخدرات أو الكحول.
أعراض الاكتئاب عند كبار السن
تتضمن الأعراض التي قد يواجهها كبار السن:
إهمال المسؤوليات والعناية بالنفس.
التردد ومواجهة صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات.الانسحاب من العائلة أو الأصدقاء.
التباطؤ العام أو انخفاض القدرة على أداء الوظائف اليومية.
صعوبة التحفيز في الصباح أو شعور الشخص كأنه “مُثقَل”.
التصرف خارج الشخصية المعتاد عليها.
إنكار الشعور بالاكتئَاب كآلية دفاع.
مخاوف مفرطة بشأن الوضع المالي.
المزاجية أو الانفعال، ولكن قد تظهر على أنها عصبية أو عدوانية.
صداع غير مبرر أو آلام في الظهر وأجزاء أخرى من الجسد دون وجود مبرر آخر لها.
اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو تغيرات في حركة الأمعاء.
يُعتقد أن الاكتئَاب يصيب 1 من كل 5 كبار سن يعانون من الخَرَف
كيف تشعر عندما تكون مكتئبًا؟
بينما يصف بعض الناس الاكتئَاب بأنه “العيش في ثقب أسود” أو الشعور بالهلاك الوشيك. يشعر البعض الآخر بأنه خمول، أو فراغ ولامبالاة، وقَد تشعر على النحو الآتي:الإحباط أو الشعور بالغضب بسبب أمور صغيرة.
القلق أو تكون سريع الانفعال ومضطرب.
تشعر بالذنب أو كأن لا قيمة لك، وقد تحتقر نفسك.
الفراغ أو الخدران.
الانعِزال أو عدم القدرة على التواصل مع الآخرين
لا تجد متعة في الحياة أو الأشياء التي عادة ما تستمتع بها.
لا تشعر بالثقة بالنفس أو باحترام الذات.
اليأس يكون له نصيبًا كبيرًا من مشاعرك.
التعب الجسدي والنفسي طوال اليوم.
تتحرك ببطء أو كسل كبير.
عدم الرغبة في التحرك أو فعل أي شيء.
ابدأ اختبار الاكتئاب
هل تعتقد أنك مصابًا بالاكتئاب؟ جرّب اختبار الاكتئاب لمعرفة درجة الاكتِئاب لديك. ولكن هذا الاختبار لا يعتبر تشخيصًا، وعليك الحصول على تشخيص معتمد:
اختبار اكتئاب
طريقة تشخيص الاكتئابكما ذكرنا سابقًا أن تشخيص الاكتئاب يحتاج زيارة طبيب أو معالج نفسي مختص. أو يمكنك ببساطة التواصل مع أحد أخصائي عرب ثيرابي للحصول على تشخيص معتمد.
غالبًا ما يتم تشخيص الاكتئاب من خلال مجموعة من الاختبارات المعملية والنفسية، وبالطبع مع التحدث إلى المريض، ويتم ذلك على النحو الآتي:
الفحص البدني
بالبداية يتم الخضوع لبعض الفحوصات البدنية لاستبعاد أي أسباب أخرى قد تكون سببًا في ظهور الأعراض، وذلك مثل:التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ: لاستبعاد الأمراض الخطيرة مثل ورم الدماغ.
مخطط كهربية القلب (EKG): لاستبعاد بعض مشاكل القلب.
مخطط كهربية الدماغ (EEG): لتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ.
فحص الدم الشامل: لتحديد أسباب التعب التي قد تكون بسبب فقر الدم أو الالتهابات.
فحص وظائف الغدة الدرقية: لاستبعاد ضعف الغدة الدرقية، الذي يلعب دورًا مهمًا في كل من الأعراض المزاجية والمعرفية.
الكرياتينين ونتروجين اليوريا في الدم: تقيم هذه الاختبارات مدى كفاءة عمل الكليتين؛ حيث يمكن أن يسبب مرض الكلى أعراضاً شبيهة للاكتئاب.
فحوصات نقص الفيتامينات: مثل نقص فيتامين B12 أو B9، لأنها تسبب أعراضًا نفسية.
معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-5
تشمل أعراض الاكتئاب الشعور بالحزن وسوء الحالة المزاجية وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة. ويجب وجود في مستوى أداء الشخص. مع استمرار الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل. كما يجب أن تكون مصحوبة بخمسة أو أكثر من الأعراض الشائعة الأخرى المدرجة أدناه حسب معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية:الحزن أو المزاج المكتئب معظم اليوم أو يوميًا.
فقدان المتعة في الأشياء التي كانت ممتعة في السابق بالنسبة للشخص.
تغير كبير في الوزن (زيادة أو نقصان أكثر من 5٪ من الوزن خلال شهر).
الأرق أو النوم المفرط بانتظام أو يوميًا.
التعب الجسدي أو الشعور بالتعب الذي يكون ملحوظًا للآخرين.
الشعور باليأس أو انعدام القيمة، مع الشعور بالذنب المفرط بانتظام.
مشاكل في التركيز أو اتخاذ القرارات يوميًا.
الأفكار المتكررة عن الموت أو الانتحار، ووضع خطة للانتحار أو محاولة الانتحار.
استبعاد تعاطي المخدرات، والأمراض الجسدية أو النفسية، ونوبات الهوس.
الاختبارات النفسية
بعد مناقشة حالتك المزاجية والطريقة التي تؤثر بها على حياتك، قد يطرح عليك طبيبك أيضًا أسئلة واختبارات لتقييم حالتك النفسية. والتي من خلالها يمكنه تحديد إذا ما كنت مصابًا بالاكتئَاب أم لا. وقد يبدأ معك باختبار مكوّن من جزئين:خلال الشهر الماضي، هل أزعجك الشعور بالإحباط أو الاكتئَاب أو اليأس؟
خلال الشهر الماضي، هل واجهت القليل من الاهتمام أو المتعة في القيام بالأشياء؟
بناءً على إجابتك على هذين السؤالين قد يتم التشخيص بشكل مباشر، أو يطرح الطبيب المزيد من الأسئلة والاختبارات لتأكيد التشخيص بالاكتئَاب.
وقد يستخدم الطبيب اختبارات واستبيانات التشخيص الأخرى، مثل:
استبيان صحة المريض رقم 9 (PHQ-9): وهو أداة تشخيص مكونة من تسعة عناصر يتم إجراؤها ذاتيًا استنادًا إلى معايير التشخيص الحالية للاكتئَاب الشديد.
مقياس بيك للاكتئاب (BDI): وهو تقرير ذاتي مكون من 21 سؤالًا متعدد الخيارات يقيس شدة الأعراض.
مقياس زينغ للتقييم الذاتي للاكتئَاب (Zung Self-Rating Depression Scale): وهو مقياس قصير يقيس مستوى الاكتئَاب، من العادي حتى الشديد.
مقياس تصنيف هاملتون للاكتئاب (HRSD): وهو استبيان متعدد الخيارات قد يستخدمه الأطباء لتقييم شدة اكتئاب الشخص.
مقياس الاكتئَاب لمركز الدراسات الوبائية (CES-D): وهي أداة تسمح للمرضى بتقييم مشاعرهم وسلوكهم وتوقعاتهم من الأسبوع السابق.
هل يمكن الوقاية من الاكتئاب؟
لَا يزال هذا الأمر غير مؤكدًا؛ حيث يعتقد معظم الخبراء أنه يمكن الوقاية منه. بينما يعتقد آخرون أن ذلك غير ممكنًا؛ نظرًا لأن معظم مسبباته لا يمكن التحكّم بها. قد لا يكون الشخص قادرًا تمامًا على الوقاية من الاكتئاب، ولكن يمكن منعه من التفاقم أو العودة بعد الشفاء. وذلك من خلال:البحث عن طرق للتعامل مع التوتر وتحسين الثقة بالنفس مثل التأمل أو اليوجا.
الاهتمام بالنفس جيدًا والالتزام بالرعاية الذاتية.
المحافظة على التواصل مع العائلة أو الأصدقاء، وبشكل خاص في الأوقات الصعبة.
الحصول على فحوصات طبية بانتظام، والتحدث مع الطبيب عند الشعور بالحاجة لذلك.
الحصول على المساعدة من طبيب أو معالج نفسي إذا اعتقد الشخص أنه يعاني من الاكتئَاب.
الالتزام بخطة العلاج النفسي، وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب للعلاج.
تجنب الكحول والعقاقير المخدرة؛ لأنها تجعل الاكتئَاب أسوأ مما هو عليه.
تجنب اتخاذ قرارات حياتية كبيرة في أي يوم يشعر به الشخص بالإحباط.
طرق علاج الاكتئاب
يتم علاج الاكتئَاب بطرق مختلفة بناءً على حالة الشخص والنوع الذي يعاني منه، ومنها:الأدوية
يطلق على أدوية علاج الاكتئَاب اسم مضادات الاكتئَاب، والتي تعمل على تغيير كيمياء الدماغ التي تسبب الاكتئاب. وعلى الرغم من آثارها الجانبية العديدة لكن تتحسن مع مرور الوقت، وقد لا تكون نتائجها سريعة في الكثير من الأحيان. تشمل مضادات الاكتئاب التي قد يصفها الطبيب للعلاج:
مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs): مثل دولوكستين (Duloxetine) فينلافاكسين (Venlafaxine).
النورادرينالين ومضادات الاكتئاب محددة السيروتونين (NASSAs): مثل ميرتازابين (Mirtazapine).
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs): مثل أميتريبتيلين (Amitriptyline) كلوميبرامين (Clomipramine) إيميبرامين (Imipramine).
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI): سيتالوبرام (Citalopram) إسيتالوبرام (Escitalopram) فلوكسيتين (Fluoxetine)
مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs): مثل ترانيلسيبرومين (Tranylcypromine) فينيلزين (Phenelzine)
العلاج النفسي
غالبًا ما يساعد العلاج النفسي أو الاستشارة من مختص في معالجة المشاكل التي يعاني منها المكتئب. بالإضافة لتطوير مهارات التأقلم. وتتضمن أنواع العلاج النفسي المستخدمة بالعلاج:العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يركَز العلاج السلوكي المعرفي على معالجة أنماط التفكير السلبية والسلوكيات التي تساهم في الاكتئَاب.وقد يطلب منك معالجك الاحتفاظ بمجلة لتتبع أحداث الأسبوع وأي ردود فعل سلبية تجاه تلك الأحداث.
بالأغلب تكون جلسات العلاج المعرفي السلوكي مصحوبة بـ “واجبات منزلية” مثل تمارين الاسترخاء. التدوين في دفتر يوميات. أوراق عمل.
العلاج السلوكي الجدلي (DBT)
يعتمد العلاج السلوكي الجدلي (DBT) على العلاج المعرفي السلوكي. ولكن الفرق الرئيسي هو أنه يطلب من المصابين بالاكتئَاب الاعتراف بأفكارهم وسلوكياتهم السلبية وتقبلها. ومن ثم العمل معًا للتصالح مع مشاعرهم السلبية، وكيفية التعامل معها.
العلاج التحليلي النفسي
يفترض هذا العلاج أن الاكتئَاب يمكن أن يحدث بسبب الصراعات التي لم يتم حلها – عادة اللاواعية – والتي تنشأ غالبًا منذ الطفولة. ويهدف لزيادة وعي المريض بمشاعره، ومن ثم حل الصراعات الكامنة.العلاج البين شخصي (IPT)
يرَكّز هذا العلاج على هذه القضايا من خلال معالجة الأدوار الاجتماعية السابقة والحالية والتفاعلات الشخصية.
عادةً ما يكون هذا النوع من العلاج موجزًا ويتضمن فحص العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص المهمين في حياة الشخص.
الاكتئاب
علاج التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)
يعَد التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة أحد خيارات علاج الاكتئَاب الشديد المقاوم للعلاج النفسي أو الأدوية والمساعدة الذاتية. ويتم من خلال توجيه نبضات مغناطيسية متكررة إلى مناطق الدماغ التي تشارك في الحالة المزاجية. تمر هذه النبضات المغناطيسية بدون ألم عبر الجمجمة وتحفز خلايا الدماغ، مما يساهم في تحسين الاتصال بين أجزاء مختلفة من الدماغ وتخفيف أعراض الاكتئاب.
العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)
وهو إجراء قد يساعد في علاج الاكتئَاب المقاوم للعلاج النفسي والأدوية والمساعدة الذاتية. أثناء العلاج بالصدمات الكهربائية، تُرسِل الأقطاب الكهربائية نبضات كهربائية خفيفة إلى أجزاء من الدماغ. يؤدي هذا إلى نوبة قصيرة واضطراب في نشاط خلايا المخ. ولكن يأتي مع مخاطر أعلى من الآثار الجانبية مثل ضعف الذاكرة أو الصداع.
تشير الأبحاث إلى أن العلاج بالصدمات الكهربائية قد يكون أكثر فعالية من TMS في علاج الاكتئَاب على المدى القصير
الطب البديل
يمكن للطب البديل أن يساعد في علاج الاكتئَاب دون الحاجة لتناول الأدوية، وبشكلٍ خاص للأشخاص ممن يعانون من الاكتئاب الخفيف. أو من أعراضهم في تحسن مستمر. وذلك مثل العلاج بالتدليك، والوخز بالإبر، والتنويم المغناطيسي، والارتجاع البيولوجي، وغيرها.العلاجات الطبيعية
يمكن لتغيير نمط الحياة واتباع بعض السلوكيات الجديدة أن تساعد في رحلة العلاج، ومن الأمثلة على ذلك:ممارسة التمارين الرياضية لمدة ثلاثين دقيقة تقريبًا من 3-5 مرات بالأسبوع.
الابتعاد عن تناول الكحول أو المواد المخدرة.
الراحة والابتعاد عن مسببات القلق والإرهاق.
الحصول على قسط وفير من النوم.
اتباع نظام غذائي صحي.
الابتعاد عن الأشخاص السلبيين.
تجربة أمور جديدة أو القيام بأنشطة ممتعة.
التعرض لأشعة الشمس بشكل جيد لاكتساب فيتامين د.
ما يقرب من 80٪ – 90٪ من المصابين بالاكتئَاب يستجيبون للعلاج بشكل جيد ويتعافون منه
تأثير الاكتئاب على الصحة النفسية والجسدية
يؤَثر الاكتئَاب على الصحة الجسدية والنفسية بطرق مختلفة من شخص لآخر، ولكن بالأغلب يكون تأثيره على النحو الآتي:الانعزال الاجتماعي.
فقدان الوظيفة أو الطرد من المدرسة.
التشرد.
مواجهة الكثير من المشاكل في العلاقات الشخصية.
زيادة المشاكل أو الأمراض الجسدية مثل السمنة.
زيادة الوزن والحالات المرتبطة بالسمنة مثل مرض السكري من النوع 2.
الآلام أو الأوجاع والتعب الجسدي معظم الوقت.
مخاطر الإصابة بسوء التغذية.
تسريع معدل ضربات القلب.
تضيق الأوعية الدموية.
ضعف جهاز المناعة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى أو الأمراض.
زيادة مخاطر الإصابة بالقلق أو اضطراب الهلع أو الرهاب الاجتماعي.
الإدمان على المخدرات أو الكحول.
زيادة مخاطر إيذاء النفس أو الانتحار.
تظهر الأبحاث أن خطر الانتحار لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئَاب هو 5-8٪
الأمراض والاضطرابات النفسية المصاحبة للاكتئاب
حسب الدراسات والأبحاث للمعهد الوطني للصحة النفسية وغيره من الجهات الموثوقة. فِي أغلب الحالات يصاحب الاكتئَاب أمراض واضطرابات صحية أو نفسية، وأبرزها:السرطان: 25٪ من مرضى السرطان يعانون من الاكتئَاب.
السكتات الدماغية: يعاني 10-27٪ من مرضى ما بعد السكتة الدماغية من الاكتئَاب.
النوبات القلبية: يعاني 1 من كل 3 ناجين من الأزمة القلبية من الاكتئَاب.
أمراض القلب والأوعية الدموية: يزيد احتمال إصابة البالغين المصابين بمرض الشريان التاجي بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل بنسبة 59٪. مثل النوبة القلبية أو الموت القلبي.
فيروس نقص المناعة البشرية: الاكتئَاب هو ثاني أكثر حالات الصحة النفسية شيوعًا بين المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
مرض باركنسون: 50٪ من مرضى باركنسون قد يعانون من الاكتئَاب.
اضطرابات الأكل: يعاني 33-50٪ من مرضى فقدان الشهية من اضطراب مزاجي مرضي. مثل الاكتئَاب.
داء السكري: ثلث المصابين بداء السكري يعانون من الاكتئَاب.
متلازمة تكيس المبايض: حوالي 20٪ من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من الاكتئَاب.
التعايش مع الاكتئاب
رحلة العلاج قد تكون طويلة إلى حدٍ ما، لذا سيكون عليك التعايش معه لحين التعافي منه، وذلك من خلال:
أخذ دوائك حسب تعليمات الطبيب، ولا تتوقف عن تناولها دون استشارة الطبيب.
يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي في سرعة تعافيك، وتحسين صحتك العامة، لذا التزم بهما.
ضع المزيد من الاهتمام للحظة الحالية؛ لأفكارك ومشاعرك وللعالم من حولك. يمكن أن يحسن صحتك النفسية، وذلك من خلال تمارين اليقظة الذهنية.
تحدث عن ما تشعر به مع شخص آخر أو انضم لأحد مجموعات الدعم الخاصة بالاكتئاب.
قد يكون من المغري التدخين أو شرب الكحول، ولكن حاول أن لا تفعل. سوف تمنحك راحة لحظية فقط ومن ثم يتفاقم الاكتئاب.
إذا كان اكتئابك ناتجًا عن ضغط العمل، أو كان يؤثر على قدرتك على أداء وظيفتك قد تحتاج إلى إجازة للتعافي.
تجنب أن تعرّض نفسك للكثير من الضغوط أو التوتر في حياتك اليومية.
الاكتئاب
علامات الشفاء من الاكتئاب
مجموعة من العلامات التي تدل على التعافي أو الشفاء من الاكتئَاب:الشعور بالتهيج أو الحزن بشكل أقل من المعتاد.
زيادة الاهتمام بالأنشطة المختلفة أو الاستمتاع بفعل هذه الأنشطة.
زيادة الطاقة العامة بالجسم أو تراجُع الشعور بالتعب.
تحسّن المزاج بشكل كبير وملحوظ.
عودة الشهية أو النوم إلى طبيعته بعد أن أصبح مضطربًا بسبب الاكتئَاب.
تحسّن التركيز؛ حيث يصبح من الأسهل التركيز والتفكير، ومن ثم اتخاذ القرارات.
عودة الرغبة الجنسية إلى ما كانت عليه سابقًا تقريبًا.
امتلاك صورة أفضل للذات، وزيادة الإحساس بقيمة الذات.
كيفية التعامل مع شخص مكتئب
بقدر صعوبة التعايش مع الاكتِئاب قد يكون من الصعب التعامل مع شخص مكتئب. ومن الأمور التي عليك فعلها عندما تتعامل مع شخص مكتئب:
اجلس معه واستمع إليه جيدًا عندما يتحدث عن مشاعره أو ما يمر به.
شجعه على الحصول على العلاج المناسب.
ادعمه وقدم له المساعدة التي يحتاجها في روتينه اليومي.
راقب العلامات والأعراض التي تظهر على الشخص. وراقب حالته العامة إذا ما كانت تتحسن أم لا مع العلاج.
ساعده على اتباع نظام حياة صحي ومستقر قدر الإمكان.
كن له عونًا وداعمًا ومصدرًا لراحته.
دعم شخص يعاني من الاكتئاب
إحصائيات الاكتئاب
من أهم الإحصائيات التي تتعلق بالاكتئَاب من حول العالم:يُقدَّر أن 3.8٪ من السكان يعانون من الاكتئَاب. بما في ذلك 5٪ من البالغين (4٪ بين الرجال و 6٪ بين النساء). 5.7٪ من البالغين الأكبر من 60 عامًا. تقريبًا 280 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئَاب.
يعتبر الاكتئاب أكثر شيوعًا بين النساء منه بين الرجال بنسبة 50٪. في جميع أنحاء العالم. أكثر من 10٪ من النساء الحوامل أو النساء اللواتي ولدن للتو يتعرضن للاكتئاب.
يموت أكثر من 700000 شخص كل عام بسبب الانتحار. الانتحار هو رابع سبب رئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عامًا.
أكثر من 75٪ من الأشخاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لا يتلقون أي علاج. بسبب نقص الرعاية، أو وصمة العار المجتمعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية.
يعاني البالغون المصابون باضطراب أو أعراض اكتئابية من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي بنسبة 64%.
يعاني 7 ملايين بالغ في سن 65 وما فوق من الاكتئَاب.
أظهرت النساء المصابات باضطراب اكتئابي كبير (MDD) انتشارًا أعلى لكتلة العظام المنخفضة بنسبة 17 ٪ مقارنة بـ 2 ٪ من النساء اللائي لم يبلغن عن الإصابة به.
الاكتئَاب هو السبب الرئيسي للإعاقة في جميع أنحاء العالم وهو مساهم رئيسي في العبء العالمي الإجمالي للمرض.
الصحة النفسية مثل الاكتئَاب أو الحزن هي ثاني أكبر مصدر قلق في مكان العمل. وتأتي بعد القضايا العائلية فقط.
على الرغم من معدل نجاح العلاج المرتفع، فإن ما يقرب من 2 من كل 3 أشخاص يعانون من الاكتئَاب لا يسعون بنشاط أو يتلقون العلاج المناسب.