تم ربط كل من الحقائق التالية بمصادرها، فلا تتردد في النقر على الروابط للحصول على التفاصيل:
عندما دخلت المقاومة الفلسطينية إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دخلت فعلياً أراضيها المسروقة وبيوتها المنهوبة؛ التي اغتصبها اليهود الصهاينة خلال حرب النكبة. حتى الآن، لم نشهد سوى عدد قليل من سندات ملكية الأراضي للمواطنين اليهود في فلسطين. ومن ناحية أخرى، يمتلك الفلسطينيون عشرات الآلاف من سندات ملكية الأراضي التي تثبت ملكيتهم للأرض، وهنا تجدون قائمتنا الآخذة بالازدياد. باختصار، اليهود الإسرائيليون ليسوا في الغالب سوى مجموعة من واضعي اليد الاستعماريين الذين يعيشون على الأراضي الفلسطينية.
يجب على الرجال والنساء الإسرائيليين الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة ثلاث سنوات، و50 يوماً سنوياً في الاحتياط. وهكذا تمكنت إسرائيل من تحويل 360 ألف من مواطنيها المدنيين إلى جنود بين عشية وضحاها؛ هذه هي بالضبط الطريقة التي تطبق بها إسرائيل نظام الفصل العنصري (مثل نظام قوانين جيم كرو) لأكثر من سبعة عقود. في الواقع، كان نتنياهو هو الذي أكد على هذه الحقيقة لقناة ديسكفري في منتصف التسعينيات، حيث قال متباهياً: "إن إسرائيل تتكون من أمة من الجنود مع القليل من المدنيين". ومن ناحية أخرى، لا يوجد شيء من هذا القبيل في المجتمع الفلسطيني؛ لم تكن هناك أي خدمة عسكرية على الإطلاق، وتتكون المقاومة المسلحة من بضعة آلاف معظمهم من المتطوعين (معظمهم بدوام جزئي). باختصار، لقد أساء الإعلام الغربي استخدام كلمة المدنيين، وجعلها على شكل مهزلة كاملة عند الحديث عن ما يسمى بـ "الدولة اليهودية".
يقاوم الفلسطينيون أولئك الذين حلوا محلهم وطردوهم. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين لم يكونوا هم الذين تناوبوا على اضطهاد يهود أوروبا؛ بل الأوروبيون هم من فعل ذلك. إن الصهيونية عبارة عن إيديولوجية غربية استعمارية تم إنشاؤها كرد فعل على صعود القومية الأوروبية ومعاداة السامية، ومن غير العدل أن نجعل الفلسطينيين يدفعون ثمن ما حدث ليهود أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.
عندما تختطف إسرائيل الفلسطينيين بعشرات الآلاف؛ وكثيراً ما تصور الصحافة الغربية الليبرالية هؤلاء على أنهم سجناء. ومن ناحية أخرى، عندما يفعل الفلسطينيون نفس الشيء بالضبط؛ يطلق على عملهم بالاختطاف. ومن المؤسف أن هذه كانت الطريقة الوحيدة أمام الفلسطينيين لإطلاق سراح أحبائهم المختطفين في السجون الإسرائيلية.
لقد اختلق الصهاينة من كل الأطياف كذبة كبيرة مفادها أن المقاومة الفلسطينية تقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين. هذه كذبة كاملة. للأسف، حتى الرئيس بايدن ووزير خارجيته السيد بلينكن ابتلعوا هذه الأكاذيب الصهيونية الكبيرة ثم تقيؤوها، كما فعل نتنياهو ذات مرة عندما استخدم مقاطع فيديو وصور مزيفة بشكل احترافي لخداع الرئيس السابق ترامب. دعونا نأمل ألا يجر الصهاينة الولايات المتحدة لخوض حروبهم مراراً وتكراراً.
في كثير من الأحيان تكرر الصحافة الغربية "الليبرالية" الاستعمارات العنصرية للصهاينة من خلال تصوير الاهتياجات والمذابح الإسرائيلية في المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين على أنها "قصّ للاعشاب" (آخرها كان في صحيفة نيويورك تايمز، اسمعها بدءًا من 7:20) وأن من حق إسرائيل أن تدافع عن مواطنيها. وعندما تكثر النعمة كيف نتخلص منها؟ المواد الكيميائية بالطبع (أي غاز الزيوكلون ب). حسنًا، إذا كان الغرب مرتاحًا للركوب على موجة التعابير العنصرية الإسرائيلية بحرية في وسائل الإعلام والتحريض على العنف ضد السكان الأصليين، فعليه أن يتوقع من الفلسطينيين استخدام نفس المصطلح: لقد ذهب الفلسطينيون لقصّ الاعشاب (أي لواضعي اليد) على الأرض التي امتلكوها لعشرات الأجيال ولهم كل الحق في الدفاع عن أنفسهم أيضاً. بالطبع، على افتراض أنك تعتقد أن الفلسطينيين بشر وأنهم موجودون بالفعل.
ولوضع الأمور في نصابها الصحيح، دعونا نعود إلى الوراء بضع سنوات فقط بعد النكبة، ونقرأ ما قاله الجنرال الإسرائيلي ذو الأوسمة الكثيرة، موشيه ديان، في خطبة ألقاها في جنازة مزارع إسرائيلي قتل على يد عربي فلسطيني في أبريل 1956 تقريباً في نفس المكان الذي تمت فيه الغارة الحالية:
"...دعونا لا نوجه الاتهامات اليوم إلى القتلة. ما السبب الذي يجعلنا نشكو من كراهيتهم الشديدة لنا؟ منذ ثماني سنوات، يجلسون في مخيماتهم للاجئين في غزة، وأمام أعينهم نعيش في أراضينا وقرانا التي عاشوا فيها هم وأجدادهم."
يجب أن نطالب بدمه ليس من العرب الفلسطينيين الذين في غزة، بل من أنفسنا. . . فلنحاسب أنفسنا اليوم. نحن جيل المستوطنين الذين من دون الخوذة الفولاذية وماسورة البندقية لن نتمكن من زرع شجرة أو بناء منزل. . . يجب أن لا نخاف من رؤية الكراهية التي ترافق وتستهلك حياة مئات الآلاف من العرب [الفلسطينيين] الذين يعيشون حولنا وينتظرون اللحظة التي ستتمكن فيها أيديهم من الوصول إلى دماءنا." (الجدار الحديدي، ص 101)
باختصار، من غير العادل ومن غير الأخلاقي أن نطلب من المضطَّهدين والمستعبَدين والمستبدَلين والمستعمَرين والمحرومين أن يكونوا إنسانيين ومنطقيين ومدنيين وعادلين. هذه الأشياء يجب أن تُطلب من الأقوياء. إن الطريقة التي ننظر بها إلى هذه الغارة هي كأنها ثورة العبيد. لذلك، إذا كان اليهود الإسرائيليون يرغبون في عدم القتل أو الاختطاف؛ عندها ربما ينبغي عليهم البدء بمعاملة الفلسطينيين كبشر؛ ومن المؤكد أن الفلسطينيين سوف يردون بالمثل. ولكن حتى ذلك الحين، فإن للفلسطينيين كل الحق في مقاومة أولئك الذين سلبوهم أراضيهم وحلوا محلهم. ولن ينتظر الفلسطينيون أن يمنحهم الغرب الإذن بمقاومة أولئك الذين اضطهدوهم لعقود من الزمن. لقد كانت معاداة السامية المولودة في الغرب (وليس معاداة السامية لدى العرب) هي التي خلقت دولة الفصل العنصري هذه؛ لذلك نقترح تنفيذ اتفاقية هافارا ولكن بشكل معكوس لإنهاء هذا الظلم نهائياً. لقد بذل اليهود الصهاينة محاولة "جيدة" لبناء قلعة إسبرطة، وها هي الآن تنهار تحت ثقلها على الرغم من أن الغرب "الليبرالي" أغدق عليها المال والأسلحة. لقد أثبتت الغارة الغزاوية الأخيرة مدى هشاشة إسرائيل.
اسأل نفسك: إذا لم يتمكن الإسرائيليون من تأمين 35-40 ميلاً من الحدود مع غزة، وهم الآن يطلبون المساعدة الخارجية لمجرد البقاء على قيد الحياة؛ فكيف سيستمرون في احتلال الضفة الغربية حيث توجد مئات المستعمرات اليهودية المعزولة التي هي تحت نظر ملايين الفلسطينيين؟ فهذا كابوس لوجستي وأمني للجيش الذي يُعتبر الأفضل تنظيماً. بكل بساطة، قرر اليهود الصهاينة بشكل جماعي أن يأكلوا الكعكة وينظروا إليها في الوقت نفسه. وبطبيعة الحال، سار الغرب "الليبرالي" في هذا الاتجاه. ومن ناحية أخرى، فإن أكاذيب الصهاينة الكبيرة لحقت بهم في النهاية، وصفعتهم صحوة جريئة (من مجموعات متواضعة) على وجوههم وصدمتهم حتى النخاع. ماذا لو كانت الغارات المستقبلية ستستهدف المستعمرات اليهودية الحصرية في الضفة الغربية، أو لا سمح الله منشآت الأسلحة النووية الإسرائيلية؟ نعم هي كذلك؛ كش ملك وتنتهي اللعبة!
إليكم الحقيقة الواضحة: لقد كشفت هذه الغارة الأخيرة عن مدى هشاشة المشروع الصهيوني برمته. فهي تحتوي على الكثير من نقاط الفشل التي يمكن أن تنهي المشروع بين عشية وضحاها، ولم نتحدث عن عدد الكبير لليهود الإسرائيليين الذين يودون المغادرة حتى في وقت السلم؛ فما بالك عنها في زمن الحرب؟ وعلى مدى عقود قادمة، فقدت إسرائيل قدرتها على الردع، ومن يدري ما إذا كانت ستستعيدها، ولكن الأمر المؤكد هو أن أسلوب الحياة الإسبرطي المتشدد والفاشي لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. فمنذ البداية، اختار اليهود الصهاينة (أ) إنكار الواقع مستعينين بجرعات هائلة من الأكاذيب الكبيرة الوهمية على أمل أن يؤدي ذلك إلى عزلهم عن الواقع؛ و (ب) قرروا العيش تحت ظل السيف باعتبار اسرائيل كأنها سبارتا العصر الحديث؛ لذلك فمن الطبيعي أن نفترض أنهم سيموتون بالسيف أيضاً. لقد تحولت نقاط قوة الإسرائيليين بسهولة إلى أثقال على كتفها، وما هي إلا مسألة وقت المتوفر بحدة لدى الفلسطينيون والعرب والمسلمون (انظر الجدار الحديدي لزئيف جابوتنسكي).
عند استرجاع الأحداث الماضية، فلا بد أن تيودور هرتزل يتقلب الآن في قبره؛ ولم يكن هذا ما كان يدور في ذهنه عندما كتب "الدولة اليهودية". وفي هذا الصدد، كان ينبغي على اليهود الصهاينة أن يستمعوا لنصيحة هرتزل عندما مات وهو يظن منهم أن إسرائيل ستكون في أوغندا عندما كانت "فارغة"!
الصهيونية، يا لها من مرض عضال.
عندما دخلت المقاومة الفلسطينية إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دخلت فعلياً أراضيها المسروقة وبيوتها المنهوبة؛ التي اغتصبها اليهود الصهاينة خلال حرب النكبة. حتى الآن، لم نشهد سوى عدد قليل من سندات ملكية الأراضي للمواطنين اليهود في فلسطين. ومن ناحية أخرى، يمتلك الفلسطينيون عشرات الآلاف من سندات ملكية الأراضي التي تثبت ملكيتهم للأرض، وهنا تجدون قائمتنا الآخذة بالازدياد. باختصار، اليهود الإسرائيليون ليسوا في الغالب سوى مجموعة من واضعي اليد الاستعماريين الذين يعيشون على الأراضي الفلسطينية.
يجب على الرجال والنساء الإسرائيليين الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة ثلاث سنوات، و50 يوماً سنوياً في الاحتياط. وهكذا تمكنت إسرائيل من تحويل 360 ألف من مواطنيها المدنيين إلى جنود بين عشية وضحاها؛ هذه هي بالضبط الطريقة التي تطبق بها إسرائيل نظام الفصل العنصري (مثل نظام قوانين جيم كرو) لأكثر من سبعة عقود. في الواقع، كان نتنياهو هو الذي أكد على هذه الحقيقة لقناة ديسكفري في منتصف التسعينيات، حيث قال متباهياً: "إن إسرائيل تتكون من أمة من الجنود مع القليل من المدنيين". ومن ناحية أخرى، لا يوجد شيء من هذا القبيل في المجتمع الفلسطيني؛ لم تكن هناك أي خدمة عسكرية على الإطلاق، وتتكون المقاومة المسلحة من بضعة آلاف معظمهم من المتطوعين (معظمهم بدوام جزئي). باختصار، لقد أساء الإعلام الغربي استخدام كلمة المدنيين، وجعلها على شكل مهزلة كاملة عند الحديث عن ما يسمى بـ "الدولة اليهودية".
يقاوم الفلسطينيون أولئك الذين حلوا محلهم وطردوهم. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين لم يكونوا هم الذين تناوبوا على اضطهاد يهود أوروبا؛ بل الأوروبيون هم من فعل ذلك. إن الصهيونية عبارة عن إيديولوجية غربية استعمارية تم إنشاؤها كرد فعل على صعود القومية الأوروبية ومعاداة السامية، ومن غير العدل أن نجعل الفلسطينيين يدفعون ثمن ما حدث ليهود أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.
عندما تختطف إسرائيل الفلسطينيين بعشرات الآلاف؛ وكثيراً ما تصور الصحافة الغربية الليبرالية هؤلاء على أنهم سجناء. ومن ناحية أخرى، عندما يفعل الفلسطينيون نفس الشيء بالضبط؛ يطلق على عملهم بالاختطاف. ومن المؤسف أن هذه كانت الطريقة الوحيدة أمام الفلسطينيين لإطلاق سراح أحبائهم المختطفين في السجون الإسرائيلية.
لقد اختلق الصهاينة من كل الأطياف كذبة كبيرة مفادها أن المقاومة الفلسطينية تقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين. هذه كذبة كاملة. للأسف، حتى الرئيس بايدن ووزير خارجيته السيد بلينكن ابتلعوا هذه الأكاذيب الصهيونية الكبيرة ثم تقيؤوها، كما فعل نتنياهو ذات مرة عندما استخدم مقاطع فيديو وصور مزيفة بشكل احترافي لخداع الرئيس السابق ترامب. دعونا نأمل ألا يجر الصهاينة الولايات المتحدة لخوض حروبهم مراراً وتكراراً.
في كثير من الأحيان تكرر الصحافة الغربية "الليبرالية" الاستعمارات العنصرية للصهاينة من خلال تصوير الاهتياجات والمذابح الإسرائيلية في المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين على أنها "قصّ للاعشاب" (آخرها كان في صحيفة نيويورك تايمز، اسمعها بدءًا من 7:20) وأن من حق إسرائيل أن تدافع عن مواطنيها. وعندما تكثر النعمة كيف نتخلص منها؟ المواد الكيميائية بالطبع (أي غاز الزيوكلون ب). حسنًا، إذا كان الغرب مرتاحًا للركوب على موجة التعابير العنصرية الإسرائيلية بحرية في وسائل الإعلام والتحريض على العنف ضد السكان الأصليين، فعليه أن يتوقع من الفلسطينيين استخدام نفس المصطلح: لقد ذهب الفلسطينيون لقصّ الاعشاب (أي لواضعي اليد) على الأرض التي امتلكوها لعشرات الأجيال ولهم كل الحق في الدفاع عن أنفسهم أيضاً. بالطبع، على افتراض أنك تعتقد أن الفلسطينيين بشر وأنهم موجودون بالفعل.
ولوضع الأمور في نصابها الصحيح، دعونا نعود إلى الوراء بضع سنوات فقط بعد النكبة، ونقرأ ما قاله الجنرال الإسرائيلي ذو الأوسمة الكثيرة، موشيه ديان، في خطبة ألقاها في جنازة مزارع إسرائيلي قتل على يد عربي فلسطيني في أبريل 1956 تقريباً في نفس المكان الذي تمت فيه الغارة الحالية:
"...دعونا لا نوجه الاتهامات اليوم إلى القتلة. ما السبب الذي يجعلنا نشكو من كراهيتهم الشديدة لنا؟ منذ ثماني سنوات، يجلسون في مخيماتهم للاجئين في غزة، وأمام أعينهم نعيش في أراضينا وقرانا التي عاشوا فيها هم وأجدادهم."
يجب أن نطالب بدمه ليس من العرب الفلسطينيين الذين في غزة، بل من أنفسنا. . . فلنحاسب أنفسنا اليوم. نحن جيل المستوطنين الذين من دون الخوذة الفولاذية وماسورة البندقية لن نتمكن من زرع شجرة أو بناء منزل. . . يجب أن لا نخاف من رؤية الكراهية التي ترافق وتستهلك حياة مئات الآلاف من العرب [الفلسطينيين] الذين يعيشون حولنا وينتظرون اللحظة التي ستتمكن فيها أيديهم من الوصول إلى دماءنا." (الجدار الحديدي، ص 101)
باختصار، من غير العادل ومن غير الأخلاقي أن نطلب من المضطَّهدين والمستعبَدين والمستبدَلين والمستعمَرين والمحرومين أن يكونوا إنسانيين ومنطقيين ومدنيين وعادلين. هذه الأشياء يجب أن تُطلب من الأقوياء. إن الطريقة التي ننظر بها إلى هذه الغارة هي كأنها ثورة العبيد. لذلك، إذا كان اليهود الإسرائيليون يرغبون في عدم القتل أو الاختطاف؛ عندها ربما ينبغي عليهم البدء بمعاملة الفلسطينيين كبشر؛ ومن المؤكد أن الفلسطينيين سوف يردون بالمثل. ولكن حتى ذلك الحين، فإن للفلسطينيين كل الحق في مقاومة أولئك الذين سلبوهم أراضيهم وحلوا محلهم. ولن ينتظر الفلسطينيون أن يمنحهم الغرب الإذن بمقاومة أولئك الذين اضطهدوهم لعقود من الزمن. لقد كانت معاداة السامية المولودة في الغرب (وليس معاداة السامية لدى العرب) هي التي خلقت دولة الفصل العنصري هذه؛ لذلك نقترح تنفيذ اتفاقية هافارا ولكن بشكل معكوس لإنهاء هذا الظلم نهائياً. لقد بذل اليهود الصهاينة محاولة "جيدة" لبناء قلعة إسبرطة، وها هي الآن تنهار تحت ثقلها على الرغم من أن الغرب "الليبرالي" أغدق عليها المال والأسلحة. لقد أثبتت الغارة الغزاوية الأخيرة مدى هشاشة إسرائيل.
اسأل نفسك: إذا لم يتمكن الإسرائيليون من تأمين 35-40 ميلاً من الحدود مع غزة، وهم الآن يطلبون المساعدة الخارجية لمجرد البقاء على قيد الحياة؛ فكيف سيستمرون في احتلال الضفة الغربية حيث توجد مئات المستعمرات اليهودية المعزولة التي هي تحت نظر ملايين الفلسطينيين؟ فهذا كابوس لوجستي وأمني للجيش الذي يُعتبر الأفضل تنظيماً. بكل بساطة، قرر اليهود الصهاينة بشكل جماعي أن يأكلوا الكعكة وينظروا إليها في الوقت نفسه. وبطبيعة الحال، سار الغرب "الليبرالي" في هذا الاتجاه. ومن ناحية أخرى، فإن أكاذيب الصهاينة الكبيرة لحقت بهم في النهاية، وصفعتهم صحوة جريئة (من مجموعات متواضعة) على وجوههم وصدمتهم حتى النخاع. ماذا لو كانت الغارات المستقبلية ستستهدف المستعمرات اليهودية الحصرية في الضفة الغربية، أو لا سمح الله منشآت الأسلحة النووية الإسرائيلية؟ نعم هي كذلك؛ كش ملك وتنتهي اللعبة!
إليكم الحقيقة الواضحة: لقد كشفت هذه الغارة الأخيرة عن مدى هشاشة المشروع الصهيوني برمته. فهي تحتوي على الكثير من نقاط الفشل التي يمكن أن تنهي المشروع بين عشية وضحاها، ولم نتحدث عن عدد الكبير لليهود الإسرائيليين الذين يودون المغادرة حتى في وقت السلم؛ فما بالك عنها في زمن الحرب؟ وعلى مدى عقود قادمة، فقدت إسرائيل قدرتها على الردع، ومن يدري ما إذا كانت ستستعيدها، ولكن الأمر المؤكد هو أن أسلوب الحياة الإسبرطي المتشدد والفاشي لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. فمنذ البداية، اختار اليهود الصهاينة (أ) إنكار الواقع مستعينين بجرعات هائلة من الأكاذيب الكبيرة الوهمية على أمل أن يؤدي ذلك إلى عزلهم عن الواقع؛ و (ب) قرروا العيش تحت ظل السيف باعتبار اسرائيل كأنها سبارتا العصر الحديث؛ لذلك فمن الطبيعي أن نفترض أنهم سيموتون بالسيف أيضاً. لقد تحولت نقاط قوة الإسرائيليين بسهولة إلى أثقال على كتفها، وما هي إلا مسألة وقت المتوفر بحدة لدى الفلسطينيون والعرب والمسلمون (انظر الجدار الحديدي لزئيف جابوتنسكي).
عند استرجاع الأحداث الماضية، فلا بد أن تيودور هرتزل يتقلب الآن في قبره؛ ولم يكن هذا ما كان يدور في ذهنه عندما كتب "الدولة اليهودية". وفي هذا الصدد، كان ينبغي على اليهود الصهاينة أن يستمعوا لنصيحة هرتزل عندما مات وهو يظن منهم أن إسرائيل ستكون في أوغندا عندما كانت "فارغة"!
الصهيونية، يا لها من مرض عضال.