كشفت بيانات رسمية إسرائيلية، عن وصول آلاف المنتجات الغذائية من دول عربية وإسلامية إلى مستوردين إسرائيليين، منحتها "الحاخامية الكبرى" شهادات "كوشير".
وبحسب البيانات، فإنها تشير إلى وصول 3367 منتجاً غذائياً إلى مستوردين إسرائيليين، من شركات في دول عربية وإسلامية، منها 442 منتجاً من 80 شركة موجودة بالدول العربية، وتظهر البيانات أسماء الشركات صاحبة المنتجات ولأي بلد تتبع.
فإن المئات من هذه المنتجات يتم إنتاجها من قبل عشرات الشركات الموجودة في عدد من الدول العربية حازت على شهادات ترخيص من الاحتلال الإسرائيلية لاستيراد منتجاتها صدرت خلال الحرب.
وهذه البيانات عن وجود منتجات عربية لدى الاحتلال؛ وفق تحقيق أجراه موقع "عربي بوست"، صادرة عن ما يسمى "الحاخامية الكبرى في إسرائيل"، التي تُعد المؤسسة الدينية والمتخصصة في قضايا عدة، بينها إصدار شهادة “الكوشير” اللازمة من أجل تسويق وبيع المنتجات لدى الاحتلال، والتي يعني وجودها أن الطعام متوافق مع "الشريعة اليهودية”.
والبيانات المذكورة تشمل التحديث الذي نشرته الحاخامية الكبرى عن المنتجات الواصلة لمستوردين إسرائيليين من مصانع وشركات في دول عربية وإسلامية، حتى يوم 30 مايو/أيار 2024، وتجب الإشارة مجدداً إلى أن البيانات يتم تحديثها باستمرار،
مصر
تظهر البيانات أن 206 منتجات غذائية تعود للشركات المصرية التي وردت أسماؤها وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، وتتضمن عشرات الأصناف مثل الخضراوات والفواكه المجمدة، والسكر، والعصائر، وغيرها.
كذلك تبيّن البيانات أن عشرات المنتجات المصرية التي وصلت لمستوردين إسرائيليين، تم إصدار الشهادة الخاصة بها والموافقة عليها من قبل الحاخامية الكبرى بإسرائيل، خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة التي بدأت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلال البحث عن الشركات المصرية المذكورة في البيانات الرسمية، وجد موقع عربي بوست الذي أعد التحقيق أن بعضها يبيع منتجاته بالسوق المصرية، وفي نفس الوقت تُباع منتجات لها في ”إسرائيل“، في حين أن هنالك شركات مصرية ورد اسمها لكنها تعمل بشكل أساسي في مجال التصدير للخارج وليس لها منتجات بالسوق المحلية.
ومن الشركات التي ورد اسمها في البيانات الإسرائيلية الرسمية، وتُباع منتجاتها في الأراضي المحتلة، مجموعة "فرج الله" التي تُعد من بين أكبر الشركات المصرية في مجال الأغذية، وتقول على موقعها إنها ضمن أفضل 5 شركات تصدير عالمية بمصر، وإنها تُصدّر لأكثر من 90 دولة.
وبحسب البيانات فإن منتجات لمجموعة "فرج الله" وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، وهي: مشروب الجوافة، ومشروب المانجو، إضافة إلى البامية المجمدة.
كما يبرز في قاعدة البيانات الإسرائيلية أيضاً اسم شركة "أغرو غرين" المصرية ( AGRO GREEN FOR TRADING EXPORT AND FOOD PROCESSING)، وتظهر البيانات أن 40 منتجاً تعود للشركة وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، أبرزها الفراولة المجمدة، والخرشوف المجمد، والفاصوليا والبامية المجمدتان.
ومن بين الشركات الأخرى التي ورد اسمها في قاعدة البيانات، شركة "أوك غروب" (OK GROUP) المسجلة في مصر، التي كان يتولى منصب رئيسها التنفيذي رجل الأعمال الإسرائيلي، زيف كيبر، الذي قُتل في مصر يوم 7 مايو/أيار 2024، في عملية تبنتها مجموعة أطلقت على نفسها اسم "طلائع التحرير"، ووصفته بـ"عميل إسرائيلي".
وتظهر البيانات الرسمية أن منتجات للشركة وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، وهي الخرشوف المجمد، والفاصوليا والبامية والفراولة المجمدة، كما وجد "عربي بوست" صوراً لمنتجات الشركة على مواقع متخصصة في عرض المنتجات التي حازت على شهادات "الكوشير"، لتسويقها وبيعها في إسرائيل.
الأردن
أما في الأردن، فتشير قاعدة البيانات، إلى وجود 5 شركات في الأردن، وصل 19 منتجاً لها إلى مستورد إسرائيلي، وهذه الشركات هي مؤسسة سرور للحلاوة والطحينية: حلاوة بـ3 أنواع، ومجموعة هزاع الاستثمارية (شركتان: حلومي، الجديدة): معكرونات بـ4 أنواع، ونودلز بـ5 أنواع، وشركة سيرجيو للصناعات الغذائية: حبوب الذرة المنكهة، 4 أنواع، وشركة الاستثمارات العامة المساهمة المحدودة GIC: مشروبات كحولية بـ3 أنواع.
وتتبع معدو التحقيق الشركات الخمس في الأردن، وتبين أن جميعها لديها منتجات منتشرة في الأسواق الأردنية، وليست مخصصة فقط للتصدير إلى الخارج.
الإمارات
وفقاً لقاعدة البيانات، هناك 11 شركة في الإمارات، حصل مستوردون إسرائيليون على 99 من منتجاتها، 4 من هذه الشركات هي شركات إماراتية، والسبعة الأخرى هي شركات أجنبية لديها إما مصنع أو فرع أو توكيل في الإمارات.الشركات الإماراتية الأربع هي: شركة الخليج للسكر بـمنتج واحد، وشركة تمور البركة بـ 38 منتجاً، وشركة سما الدار بمنتج واحد، وشركة هنتر فودز (إماراتية لعائلة هندية) بـ 18 منتجاً.
أما الشركات الأجنبية السبع في الإمارات، فهي شركة شاي أحمد (بريطانية وصاحبها هندي) بـ 20 منتجاً، وشركة هيمالايا العافية (هندية) بـ 4 منتجات، وشركة جامشيد رامين (أفغانية) بـ 7 منتجات، وشركة AGROZERNO (روسية) بـ منتج واحد.
وشركة THE GINGER PEOPLE (بريطانية) بـ منتج واحد، وشركة كابري صن (ألمانية) بـ 6 منتجات، وشركة جميل العالمية (سعودية) بـمنتجين اثنان.
السعودية
تظهر البيانات الإسرائيلية الرسمية منتجاً واحداً من شركة مقرها في السعودية، وهي شركة DURRAH، وصل هذا المنتج إلى مستورد إسرائيلي.
ومن العلامات التجارية للشركة: سكر البيت، ورد سي.
وفقاً للبيانات المذكورة في القائمة، فإن منتجاً لشركة DURRAH، هو "White crystal sugar"، يذهب إلى مستورد إسرائيلي، هو شركة "די.אנד.אס טרייד בע"מ"، مقرّها في تل أبيب المحتلة.
وحصل منتج الشركة المذكور على شهادة كوشير من الحاخامية الكبرى في إسرائيل، في 17 يوليو/تموز 2023، وتنتهي صلاحيتها في 17 يوليو/تموز 2024، ويمكن الاطلاع على تفاصيل ذلك من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
المغرب
أظهرت البيانات وجود 25 شركة مغربية يصل 113 منتجاً غذائياً منها إلى الأراضي المحتلة ومستوردين إسرائيليين.
وحسب البيانات الإسرائيلية فإن أغلب المنتجات المغربية التي حصل عليها المستوردون الإسرائيليون هي منتجات زراعية (زيتون وزيت زيتون وتوابل ومعجنات وبذور)، وبحرية مصنعة (أسماك مصبرة)، ومنتجات أخرى مثل (معجون الطماطم والهريسة).
وحسب بيانات الحاخامية الكبرى في إسرائيل، فإن أكثر المنتجات الغذائية القادمة من المغرب تعود إلى مجموعة "Talekroup" التي حصل عليها مستوردون إسرائيليون، وبلغ عددها 26 منتجاً.
تونس
كشفت بيانات رسمية إسرائيلية، عن وجود منتجات غذائية تونسية وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، بغرض بيعها في الأسواق الإسرائيلية، وتذكر البيانات اسم شركة تونسية صاحبة هذه المنتجات التي وصلت إلى ”إسرائيل“.
من بين الشركات التونسية التي ورد اسمها في بيانات الحاخامية الكبرى، ظهرت شركة تونسية تسمى "MOONA FOOD" مع العلم أنه لا توجد أي علاقات دبلوماسية أو تجارية رسمية تربط تونس بالاحتلال.
لكن وفق بيانات الحاخامية الكبرى، فإن 4 منتجات للشركة التونسية المتخصصة في تصنيع وتصدير بعض المنتجات الغذائية، حاصلة على شهادة "كوشير" وصلت إلى مستورد إسرائيلي، وهي عبار عن "هريسة وسلطة مشوية".
وحسب البيانات الإسرائيلية فإن الشركة التي يوجد مقرها في منطقة المحمدية ضواحي العاصمة تونس، حصلت منتجاتها على شهادة "كوشير" تحت رقم "136697" بتاريخ 9 أبريل/نيسان 2024 وتنتهي صلاحيتها في 28 مايو/أيار 2025.
كما تشير بيانات الحاخامية الكبرى إلى أن آخر موعد لتسويق منتجات الشركة التونسية هو 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2026.
باكستان
رصد التحقيق الشركات في باكستان التي حصلت بعض منتجاتها على شهادة الكوشير لصالح مستورد إسرائيلي، بحسب قاعدة البيانات الحكومية الإسرائيلية.
وفقاً للبيانات المذكورة في القائمة، فإن منتجات الشركات الواردة فيها، وأغلبها من ملح الطعام، حصلت على شهادة الكوشير خلال فترة الحرب على غزة (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، أو صدرت قبلها لكن لا تزال سارية.
وبحسب قاعدة البيانات، هناك 4 شركات في باكستان حصل مستوردون إسرائيليون على 27 من منتجاتها، أغلبها من ملح الهملايا. منتجات باكستانية في إسرائيل
وورد اسم شركة "RM SALT" في البيانات الإسرائيلية الرسمية، وهي شركة متخصصة في ملح الهملايا، وتقدم نفسها على أنها "أكبر منتج ومصدر لمنتجات هذا الملح" في باكستان، وفقاً لموقعها الإلكتروني.
وبحسب قاعدة البيانات، فإن مستورداً إسرائيلياً هو شركة "Salt of the earth eilat ltd"، حصل على شهادة كوشير لـ8 منتجات لهذه الشركة، وهي أنواع مختلفة من ملح الهملايا.
كما ورد اسم شركة ITTEFAQ SALT، في قاعدة البيانات الإسرائيلية، وهي شركة باكستانية تنتج ملح الهملايا أيضاً.
وتقول في موقعها الإلكتروني إنها تصدر إلى 85 دولة، وذكرت من بينها “إسرائيل".
وجاء في قاعدة البيانات الإسرائيلية اسم شركة "BIOVA GMBH"، وهي شركة ألمانية في باكستان، مختصة بملح الهملايا وأنواع أخرى من ملح الطعام والمنتجات المرتبطة به.
هي شركة باكستانية للأطعمة والمشروبات، وجاء اسمها "GUJRANWALA FOOD INDUSTRIES LTD"، في قاعدة البيانات الإسرائيلية، وهي معروفة بإنتاج حلوى الأطفال بعلامة تجارية تدعى "JOJO".
بحسب البيانات الرسمية، فإن 15 منتجاً لهذه الشركة هي عبارة عن حلوى بنكهات مختلفة، وصلت إلى مستورد إسرائيلي، هو شركة "Paskesz Candy Company Ltd"، وحصلت على 6 شهادات كوشير.
تركيا
تظهر بيانات إسرائيلية رسمية، قائمة بأكثر من 2700 منتج غذائي تركي وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، كما تتضمن البيانات أسماء الشركات التركية صاحبة المنتجات، وهو ما يعكس جانباً من الحجم الواسع للتصدير إلى الاحتلال.
ويذكر أنه في يوم 2 مايو/أيار 2024، أعلنت وزارة التجارة التركية وقف أنقرة لكامل الصادرات والواردات من وإلى الاحتلال، وبما يشمل جميع المنتجات، موضحة أن هذا الإجراء مستمر حتى تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق غير متقطع وكافٍ للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
ويعود سبب وجود المنتجات التركية في قاعدة البيانات الإسرائيلية، إلى أن تاريخ التراخيص التي حصلت عليها المنتجات التركية، من الحاخامية الكبرى في إسرائيل، لا تزال سارية، إلا أن ذلك لا يعني استمرار تصدير شركات تركية منتجاتها حتى الآن إلى إسرائيل.
كذلك ووفقاً لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فإن الصادرات التركية إلى الاحتلال انخفضت بأكثر من النصف في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وسط القيود التي فرضتها وزارة التجارة التركية على الصادرات إلى تل أبيب بسبب الحرب في غزة.
وسبق أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مايو/ أيار 2024، إن بلاده أغلقت باب التجارة مع إسرائيل، وذلك في وقت أعرب عالم الأعمال التركي عن تأييده لقرار وزارة التجارة، بالوقف الكامل للتعاملات التجارية مع إسرائيل، إلى حين السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بلا قيود.
وبحسب التحقيق الذي تتبع الشركات الإسرائيلية المستوردة وتتبع المنتجات التركية في المتاجر الإسرائيلية، أظهرت أن هذه البيانات تخص المنتجات الغذائية التركية غير الطازجة (لا تشمل الفواكه والخضراوات غير المصنعة) التي وصلت إلى شركات إسرائيلية، والتي بلغت قرابة 2772 منتجاً غذائياً مختلفاً، لـ 290 شركة تركية ظهرت أسماؤها في قاعدة البيانات الإسرائيلية.