كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو (تلفظ برتغالي: /kɾiʃˈtjɐnu ʁoˈnaɫdu/؛ مواليد 5 فبراير 1985) المعروف بـ كريستيانو رونالدو. هو لاعب كرة قدم برتغاليّ يلعب كمهاجم مع نادي النّصر السّعوديّ في دوري المُحترفين السّعوديّ وهو قائد المنتخب البرتغاليّ. يعتبره الكثيرون أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، حصل رونالدو على خمسة كرات ذهبية كأكثر لاعب أوروبيّ، وهو أول لاعب يفوز بأربعة أحذيّة ذهبيّة أوروبيّة. فاز بـ34 بطولة رسمية في مسيرته، من ضمنها سبعة ألقاب دوري، وخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ولقب واحد في بطولة أمم أوروبا، ولقب البطولة الافتتاحيّة لدوري الأمم الأوروبيّة. يحمل رونالدو الأرقام القياسية لأكثر عدد من المباريات (183) والأهداف (140) والصناعة (42) في تاريخ دوريّ أبطال أوروبا، وأكثر من سجّل أهداف في كرة القدم الدولية (132)، والأكثر مشاركة دولية (214). وهو أحد اللاعبين القلائل الذين شاركوا في أكثر من 1250 مُباراة رسميّة في مسيرتهم وسجّل 901 هدف رسميّ مع الأنديّة والمُنتخب. كما أنّه اللّاعب الوحيد الّذي سجّل في خمس نُسخ لكأس العالم، والوَحيد الّذي شارك وسجّل في خمس نُسخ من كأس أمم أوروبا أيضًا، وهُو أكثر من شارك في مُباريَات البُطولَة (25 مُباراة) والهدّاف التاريخي لها (14 هدفاً).
وُلِدَ وَنشأ في جزيرة ماديرا البُرتغاليّة، وبدأ مسيرته في نادي سبورتينغ لشبونة قبل أن يُوقّع مع مانشستر يونايتد بسنّ الثّامنة عشر عامًا في عام 2003. بعد فوزه ببطولته الأولى، كأس الاتحاد الإنجليزيّ، خلال مَوسمه الأوّل في إنجلترا، وساعد اليونايتد على الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبُطولَة واحدة في دوريّ أبطال أوروبا، وبُطولة وَاحدة في كأس العالم للأندية. وفي سنّ 23، حصل على جائزة الكرة الذهبيّة وجائزة أفضل لاعب كُرة قدم في العالم من الفيفا. في عام 2009، أصبح رونالدو أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم عندما انتقل من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد في صفقة انتقال بلغت قيمتها 80 مليون جنيه إسترلينيّ (94 مليون يورو/ 131.6 مليون دولار أمريكيّ). فاز رونالدو معهم بخمسة عشر لقبًا، من ضمنها لقبين دَوري ولقبين كأس وأربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا، وأصبح الهدّاف التّاريخيّ للنّادي. بعد انضمامه إلى ريال مدريد، احتلّ رونالدو المركز الثّاني في جائزة الكرة الذهبيّة ثلاث مرّات، خلف ليونيل ميسي (منافسه التقليدي) قبل أن يفوز بالكرة الذهبية بشكل متتالي في 2013 و2014، وكرّرها مرةً أُخرى في 2016 و2017. بعد فوزه بلقب دوريّ أبطال أوروبا للمرّة الثّالثة على التّوالي في عام 2018، أصبَح رونالدو أول لاعب يفوز باللّقب خمس مرات في النسخة الحديثة. في عام 2018، وقّع مع يوفنتوس في صفقة انتقال بقيمة 100 مليون يورو (88 مليون جنيه إسترليني)، كأعلى مبلغ انتقال يُدفع للاعب تجاوز سن الثلاثين، وهو أعلى مبلغ يدفعه أيّ نادي إيطاليّ عبر التّاريخ. فاز بلقبين في الدّوري الإيطاليّ، ولقبين في كأس السّوبر الإيطاليّ، ولقب في كأس إيطاليا في المواسم الثّلاثة له مع النادي، قبل أن يعود إلى مانشستر يونايتد في عام 2021، ثم غادره في عام 2022 بعد إنهاء عقده مع النادي. في عام 2023، وقّع مع نادي النّصر السّعوديّ.
اُختير رونالدو كأفضل لاعب برتغاليّ في التّاريخ من قِبَل الاتحاد البرتغاليّ لكرة القدم في عام 2015. شارك لأوّل مرة في عام 2003 في سنّ الثّامنة عشر، ومنذ ذلك الحين خاض 205 مباراة دولية، بما في ذلك مشاركته وتسجيله في عشر بطولات كُبرى. أصبح اللّاعب الأكثر مُشاركة في البرتغال والهدّاف التاريخيّ لمنتخب بلاده. سجل هدفه الدّوليّ الأوّل في بطولة أمم أوروبا 2004 وساعد البرتغال في الوصول إلى نهائي البطولة. تولّى قيادة منتخبه في يوليو 2008، ممّا أدّى إلى فوز البرتغال لأوّل مرّة على الإطلاق في بطولة كُبرى وذلك ببطولة أمم أوروبا 2016، وحصل على الحذاء الفضّيّ كثاني أفضل هدّاف في البطولة. كما قادهم للفوز في النّسخة الافتتاحيّة من دوريّ الأمم الأوروبيّة في عام 2019، وحصل لاحقًا على الحذاء الذّهبيّ كأفضل هدّاف في بطولة أمم أوروبا 2020.
يُعد رونالدو واحدًا من أكثر الرياضيين شهرة وقابلية للتّسويق في العالم، وقد حصل على لقب أفضل رياضيّ في العالم من قبل فوربس في عامي 2016 و2017، بالإضافة إلى أشهر رياضيّ في العالم من قبل إي إس بي إن من عام 2016 إلى 2019. أدرجته مجلة تايم في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2014. يُعد رونالدو أوّل لاعب كرة قدم، وكذلك ثالث رياضيّ، يكسب مليار دولار في وهو لا يزال يمارس مهنته.
حياته المبكرة
وُلِد كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو في ساو بيدرو، فونشال، في جزيرة ماديرا البرتغاليّة، ونشأ في سانتو أنطونيو، فونشال. وهو الابن الرابع والأصغر لماريا دولوريس دوس سانتوس فيفييروس دا أفيرو (مواليد 1954)، والّتي كانت تعمل طاهية، وخوسيه دينيس أفيرو (1953–2005)، والذي كان يعمل بستاني المدينة ومدير معدات بدوام جزئيّ. كانت جدّته الكبرى من جهة والده، إيزابيل دا بيدادي، من جزيرة ساو فيسنتي، الرأس الأخضر. لديه أخ أكبر، هوغو (مواليد 1975)، وشقيقتان أكبر منه، إلما (مواليد 1973) وليليانا كاتيا (مواليد 1977)، وهي مغنيّة. كشفت والدته أنها كانت تريد إجهاضه بسبب الفقر وإدمان والده على الكحول ولأنها أنجبت الكثير من الأطفال بالفعل، لكن طبيبها رفض إجراء العمليّة. نشأ رونالدو في منزل كاثوليكيّ فقير، يتقاسم الغرفة مع جميع إخوته. أُضيف اسم رونالدو إلى اسم كريستيانو تقديرًا لممثل والده المفضل، رونالد ريغان، الذي كان رئيسًا للولايات المتحدة وقت ولادة كريستيانو.لعب رونالدو عندما كان طفلًا مع نادي أندورينها للهواة منذ عام 1992 حتّى عام 1995، حيث كان يعمل والده وهو رجل المعدّات، وقضى بعد ذلك عامين مع ناسيونال ماديرا المحلي. في عام 1997، عندما كان يبلغ من العمر 12 عامًا، ذهب لإجراء التجارب لثلاثة أيام مع نادي سبورتينغ لشبونة، الذي وقّع معه مقابل رسوم قدرها 1،500 جنيه إسترليني. انتقل بعد ذلك من ماديرا إلى ألكوشيتشي، بالقرب من لشبونة، للانضمام إلى لاعبي سبورتينغ الشباب الآخرين في أكاديمية كرة القدم بالنادي. في سنّ 14، اعتقد رونالدو أن لديه القدرة على اللعب بشكل شبه احترافي، ووافقت والدته على التوقف عن تعليمه من أجل التّركيز كليًّا على كُرة القدم. وبينما كان يحظى بشعبية لدى الطلاب الآخرين في المدرسة، فقد طُرد بعد أن ألقى كرسيًا على معلمه، الذي قال إنّه «قلل من احترامه». ومع ذلك، بعد عام واحد، شُخِّصت حالته بأن لديه تسارع في نبضات القلب، وهي حالة كان من الممكن أن تجبره على التخلي عن لعب كرة القدم. خضع رونالدو لعملية جراحية في القلب حيث استُخدِم الليزر لكوي مسارات قلبية متعددة في مسار واحد، ممّا يغير معدل ضربات قلبه أثناء الراحة. وخرج من المستشفى بعد ساعات من العملية واستأنف التدريب بعد بضعة أيام
مسيرته الكروية
سبورتينغ لشبونة
في سنّ 16، تمت ترقية رونالدو من فريق شباب سبورتينغ من قبل مدير الفريق الأول لاسزلو بولوني، الّذي أعجب بمراوغته. أصبح لاحقًا أوّل لاعب يلعب في كل الفئات السنية لنادي سبورتينغ (تحت 16، تحت 17، تحت 18، الفريق ب، الفريق الأول) كل ذلك ضمن موسم واحد. في 29 سبتمبر 2002، لعب أول مباراة له مع الفريق الأوّل بالدّوريّ المحليّ ضد براغا، وفي 7 أكتوبر، سجل أوّل هدفين له ضد موريرينسي في فوزهم 3–0. على مدار موسم 2002–03، اقترح ممثلوه اللاعب على مدرب ليفربول جيرار هولييه ورئيس برشلونة خوان لابورتا. التقى المدرب أرسين فينغر، الذي كان مهتمًا بالتعاقد مع رونالدو، به في ملعب أرسنال في نوفمبر لمناقشة إمكانية الانتقال.في سنّ، 15 شُخِّصت حالة رونالدو بتسارع نبضات القلب، وهي حالة كادت أن تجبره على التخلي عن كرة القدم. ولكن بعد خضوعه لعملية جراحية ناجحة عاد إلى ممارسة كرة القدم بصفة عاديّة. في نوفمبر 2002، دعي رونالدو إلى ساحة تدريب نادي أرسنال الإنجليزي لندن كولني، لتلبية دعوة المدرب الفرنسي أرسين فينغر وجهازه الفني. فينغر، الذي كان يرغب في التعاقد مع لاعب خط الوسط كان قد رتب للقاء ممثلين عن رونالدو (اقترحه على مدرب ناديليفربول جيرار هولييه) وتمت مناقشة نقله في الأشهر اللاحقة غير أنه جاء اهتمام مدرب نادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون في صيف 2003، عندما هزم نادي سبورتينغ نادي المان يونايتد 3–1 في مباراة افتتاح ملعبه خوسيه ألفالادي في لشبونة. بعد إعجاب لاعبي مانشستر يونايتد بأداء رونالدو، الذين حثوا المدرب فيرغسون على التعاقد معه لخلافة رحيل نجمهم الشهير الجناح الإنجليزي ديفيد بيكهام نحو ريال مدريد.
مانشستر يونايتد
أصبح رونالدو أوّل لاعب برتغالي يوقع في صفوف نادي مانشستر يونايتد بعقد قدر بـ15 مليون يورو (12.24 مليون جنيه إسترليني بعد موسم 2002–03). طلب في البداية رقم 28 (الرقم الذي كان يرتديه مع نادي سبورتينغ لشبونة) حيث أنه كان لا يريد ضغوطات توقعات ومراهنات الجماهير المرتبطة بالرقم «7» الذي ارتداه أفضل اللاعبين وأشهرهم في النادي مثل جورج بست، براين روبسون، إريك كانتونا، وأخرهم ديفيد بيكهام، لكن نظرة المدير الفني أليكس فيرغسون الثاقبة جعلته يرفض إعطاؤه هذا الرقم المهمش، حيث رأى فيه صورة نجم المستقبل وأصر على إعطاؤه الرقم 7. حيث ذكر رونالدو في حديث له: «بعد انضمامي، طلب المدرب أي رقم أريد. قلت (28) لكن فيرغسون قال: «لا، أنت تسير لتكون حامل رقم (7). والقميص الشهير كان مصدرًا إضافيًا للحافز. اضطررت أن اترقى إلى مستوى هذا الشرف».دخل رونالدو أول مباراة له كبديل في الدقيقة 60 حيث ساهم في تحقيق فوز كبير 4–0 على نادي بولتون واندررز. وسجّل رونالدو أول أهدافه لنادي مانشستر يونايتد من ركلة جزاء ساهمت في فوز ناديه على نادي بروتسموث 3–0 يوم 1 نوفمبر 2003. أنهى رونالدو أول موسم له مع مانشستر يونايتد بتسجيله هدف الفوز في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في مرمى نادي ميلوال.
سجّل كريستيانو رونالدو لنادي مانشستر يونايتد الهدف 1000 في تاريخ النادي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز يوم 29 نوفمبر 2005 في مباراة نادي ميدلزبره التي خسروها بـ4–1. وسجّل 10 أهداف في مختلف المسابقات مما أدى إلى تصويت الجماهير والمشجعين عليه ليفوز بأول ألقابه الشخصية المتمثلة في أفضل لاعب شاب سنة 2005. حصل كريستيانو رونالدو لأوّل مرّة على بطاقة حمراء في لقاء الديربي الذي جمع بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في 14 يناير 2006 (خسر المان يونايتد 3–1) بعد ركله للاعب المان سيتي أندي كول.
فاز رونالدو بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وهي ثاني ألقابه في كرة القدم الإنجليزيّة في موسم 2005–06، بعد أن سجّل الهدف الثالث لنادي مانشستر يونايتد والذي ساهم في النتيجة (3–0) في مرمى ويغان أتلتيك. موسم 2006–07 أثبت رونالدو أنه سنة تحول في أداء ومستوى رونالدو، حيث كسر حاجز 20 هدف وحصل فيه على لقب الدوري الأول له مع نادي مانشستر يونايتد. في نوفمبر وديسمبر 2006، حصل رونالدو على التوالي على جائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصبح بذلك ثالث لاعب في تاريخ الدوري الممتاز يحصل على الجائزة مرتين متتاليتين بعد دينيس بيركامب سنة 1997 وروبي فاولر سنة 1996.
2007–08: النّجاح الفردي والجماعي
الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا 2006–07، سجّل رونالدو أول أهدافه على الإطلاق في المسابقة، حيث سجل هدفين في مباراة الفوز 7–1 على روما. سجّل بعد ذلك في مباراة الذهاب من الدور نصف النهائي ضد ميلان، والتي انتهت بالفوز 3–2، لكنه تم اقصاء الشياطين الحمر في مباراة الإياب حيث خسر اليونايتد 3–0 على سان سيرو. كما ساعد يونايتد في الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لكن خسر المباراة النهائية ضد تشيلسي 1–0. سجّل هدفه رقم 50 مع مانشستر يونايتد ضد جاره مانشستر سيتي في 5 مايو 2007 والذي جعل اليونايتد يفوز بلقب الدوري الممتاز الأول منذ أربع سنوات.، مما جعله يحصل مرة أخرى على جائزة أفضل لاعب شاب في نهاية السّنة. على الرغم من الشّائعات التي انتشرت في شهر مارس 2007 أنّ نادي ريال مدريد الإسباني كان على استعداد لدفع مبلغ لم يسبق له مثيل يقدر بـ80 مليون يورو (54 مليون £) لرونالدو. لكن رونالدو قطع الشك باليقين عندما وقّع على عقد يمتد لخمس سنوات، بمبلغ بقدر بـ120 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، تمديدًا مع مانشستر يونايتد، ممّا جعله اللاعب الأغلى في تاريخ النادي.
رونالدو موسم 2007–08 ببطاقة حمراء بعد أن وجه لكمة للاعب نادي بورتسموث ريتشارد هيوز أثناء المباراة الثانية لنادي مانشستر يونايتد خلال الموسم والتي حرمته من لعب ثلاث مباريات. وبعد تلك الحادثة ذكر رونالدو أنه تعلم الكثير من تلك التجربة وأنه لن يترك اللاعبين يستفزونه في المستقبل. بعد أن سجّل رونالدو هدف المباراة الوحيد ضد نادي سبورتينغ، سجل رونالدو أيضًا هدف الفوز في الوقت بدل الضائع في مباراة العودة مما جعله يتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا.
أنهى رونالدو بالمركز الثاني في جائزة الكرة الذهبيّة سنة 2007 والتي توج بها كاكا، والمركز الثالث في جائزة أفضل لاعب في العالم، وراء اللاعب ريكاردو كاكا المتوج وليونيل ميسي.
سجّل رونالدو أوّل هاتريك له مع نادي مانشستر يونايتد مساهمًا في الفوز 6–0 ضد نادي نيوكاسل يونايتد على مسرح الأحلام أولد ترافورد في 12 يناير 2008، أوصل ناديه إلى المراتب الأولى في الدّوري الإنجليزيّ. أمّا في دوري أبطال أوروبا في دور الستة عشر فقد تعادل 1–1 ضد نادي ليون الفرنسي، حدث أثناء المباراة تعريض كلا من كريستيانو رونالدو وناني لأشعة الليزر مما أدى إلى فتح تحقيق من طرف الاتحاد الأوروبي. بعد شهر واحد، فرضت غرامات على نادي ليون قدرت بـ5،000 فرنك سويسري (2،427 جنيه إسترليني).
يوم 19 مارس 2008، قاد كريستيانو رونالدو ناديه مانشستر يونايتد للمرة الأولى في مسيرته في تحقيق الفوز على ضيفه بولتون حيث سجل هدفي الفوز هذان الهدفان أضيفا إلى أهدافه 33، مما جعله يحطم الرقم القياسي الذي كان يحمله جورج بست منذ 40 عامًا بمجموع يقدر بـ32 هداف في موسم 1967–1968. وسجل كريستيانو هدفين يوم 29 مارس على نادي أستون فيلا وانتهت برباعية نظيفة، ليرفع رصيده إلى 35 هدف في مجمع مشاركاته المحلية والأوروبية كأساسي أو بديل. كوفئ كريستيانو رونالدو بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي ليصبح أول لاعب جناح يفوز بالجائزة في التاريخ متقدمًا على لاعب نادي مايوركا الإسباني داني غويزا.
يوم 26 مايو 2008 شارك رونالدو لأول مرة في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد تشيلسي الإنجليزي، وسجّل هدفًا في مرمى بيتر تشيك في الدقيقة 26، ولكن عُدِّلت النتيجة في الدقيقة 45 لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي. وصلت المباراة إلى ضربات الترجيح وضيع رونالدو الضربة الترجيحية الثالثة ولكن فاز مانشستر يونايتد باللقب بعد تضييع قائد تشيلسي جون تيري للضربة الترجيحية الخامسة. أختير رونالدو رجل المباراة من طرف المشجعين. واختتم رونالدو الموسم بـ42 هدف في جميع المسابقات، وذلك أقل من اللاعب السابق للنادي دينيس لو الذي اختتم الموسم برقم قياسي بلغ 46 هدف موسم 1963–64 والذي ما زال به أكثر لاعب في نادي مانشستر يونايتد سجّل في موسم واحد.
يوم 5 يونيو 2008، ذكرت شبكة سكاي سبورت التلفزيونية أن رونالدو يلقى اهتمامًا كبيرًا من ريال مدريد والذي عرضوا عليه نفس المبلغ الذي عرضوه عليه العام الماضي. ولكن مانشستر يونايتد أرسل برقية للاتحادية الدولية يوم 9 يونيو للشكوى بالنادي الملكي لإغراء رونالدو بالعرض، لكن الفيفا لم تقم بأي إجراء ردعي. بعد الإشاعات والأخبار أكّد رونالدو أنه باق مع نادي مانشستر يونايتد لمدة عام آخر على الأقل.
2008–09: الموسم الأخير مع اليونايتد والنجاح الفردي والجماعي
خضع رونالدو لعملية جراحية في الكاحل بمركز الأكاديمية الطبية بعاصمة هولندا أمستردام يوم 7 تموز/يوليو. وعاد بعد عملية التأهيل في مباراة النادي الأحمر ضد نادي فياريال الإسباني في مرحلة المجموعات بـدوري أبطال أوروبا والتي دخل فيها بديلا عن اللاعب الكوري الجنوبي بارك جي سونغ. سجل أول أهدافه في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في الدور الثالث بفوزه على نادي ميدلسبره في 24 سبتمبر.
في مباراة الفوز بـ5–0 على نادي ستوك سيتي يوم 15 نوفمبر 2008، سجّل رونالدو هدفه 100 وأتبعه بهدف 101 في جميع المسابقات مع مانشستر يونايتد، وفي شهر ديسمبر حصل رونالدو على أول كرة ذهبية وهي الأولى مانشستر يونايتد منذ جورج بست سنة 1968. محصلا 446 نقطة متقدمًا بـ165 نقطة على منافسه ليونيل ميسي. حصل رونالدو بعد مشاركته في كأس العالم للأندية في اليابان على الكرة الفضية خلف اللاعب الإنجليزي واين روني كأحسن لاعب في البطولة.
يوم 9 يناير 2009، تعرّض كريستيانو رونالدو لحادث مروريّ بسيارته الفخمة فيراري 599 جي تي بي فيورانو داخل نفق بالقرب من مطار مانشستر ولكنه لم يصب في الحادث وحضر للتدريب في صباح اليوم التالي. أربعة أيام بعدها، أصبح أوّل لاعب في الدوريّ الإنجليزيّ المُمتاز يحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من طرف الفيفا، بالإضافة إلى كونه أول لاعب برتغالي يفوز بالجائزة بعد لويس فيجو في عام 2001.
سجل رونالدو أول أهدافه في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، منذ تسجيله هدفه في نهائي دوري الأبطال العام الماضي أمام تشيلسي، في مرمى نادي إنتر ميلان والتي انتهت بثنائية نظيفة أرسلت النادي إلى الربع النهائي لملاقاة نادي بورتو البرتغالي. في مباراة الإياب سجل رونالدو هدفا من على بعد 36 متر (40 ياردة) تفوق سرعتها 103 كم في الساعة. جعلت نادي مانشستر يونايتد يتقدم للنصف النهائي. شارك كريستيانو رونالدو في النهائي للمرة الثانية على التوالي، ولكنه فشل في قيادة مانشستر يونايتد للقبه الثاني بعد خسارته أمام نادي برشلونة الإسباني بهدفي صامويل إيتو وليونيل ميسي.
11 يونيو 2009، قبل نادي مانشستر يونايتد بالعرض المقدم من نادي ريال مدريد بمبلغ قدر بـ80 مليون جنيه إسترليني لرونالدو بعد أن اتضحت رغبته في ترك النادي وتم تأكيد بيع عقد اللاعب من ممثل عن عائلة غليزر مالكة النادي بعد موافقة فيرغسون على الصفقة. أعرب رونالدو بعد إتمامه لإجراءات انتقاله لنادي ريال مدريد الإسباني، عن امتنانه تجاه أليكس فيرغسون لمساعدته على تطويره كلاعب، قائلًا: «لقد كان والدي في مجال الرياضة، واحد من أهم العوامل وأكثرها تأثيرا في مسيرتي».