#جلباب_جديتزامنت ثورتي .. مع بريق عينيها
كلاهما يدعو للتمرد ...
معركتي الحريه .. وسلاحي قلبي ...
ومرامي هي ...
ساهجر طريق ابي ...
وانزع جلباب جدي
لعلي افوز بها
————————
محرم صيف ١٩٦٠
باحياء الكاظميه وفروعها الضيقه .. وبيوتها المتقاربه .. من كثر قربها الي يمر يكاد يسمع حديث الساكنين ...
نسرع اني وفتاح بالمشي واني خلفه ... يعيق حركته الجلباب الاسود اللابسه بينما يمنحني البنطلون الالبسه اني حرية الحركه ... بس هو عنده حماس اكثر مني لذلك ... اسرع فتاح في المشي واصبحت اني خلفه .. نطوي الشوارع الفرعيه ونلهث من التعب
اذان المغرب .. باقي نصف ساعه .. والمصلين اعدادهم لاتقدر عند جامع ام النومي
وكذلك جامع آل ياسين القريب من الامام فاليوم اول يوم محرم
والشباب مجتمعه لسماع الخطيب الجمع قلوبهم حول محاضراته رغم صغر سنه ... شاب افكاره جديده وطرحه مبسطه يفهمه العالم والجاهل يصيحوه الشيخ الوائلي .. والشباب تحجز مكانها بالقاطين للجامع قبل المحاضره بساعتين على الاقل
وقسم من الناس تتجمع بعد الصلاه وتجهز المواكب وتنطلق من جامع الافغاني وجامع الرسول
والازدحام الاكبر يكون في جامع الحسينيه البحيه على قراءة الشيخ مهدي النمدي
ومايقل جامع القطان في الازدحام لسماع الشيخ العنكبي
و ملا عبود
كل هذي الجوامع في استنفار لاحياء الشعائر الحسينيه ... مثل ماهي في استنفار بقية السنه للعباده ..والاصلاح ...والخير
التفت عليه فتاح وسالني
( باي جامع راح تصلي وتحضر المحاضره )؟
بادلته النظره وادري تكفي جواب لسؤاله ...
اشاح نظره عني واستمر يمشي ويايه واطلق حسره اسف عليه
( يعني مثل كل ليله .. مراح تحضر الصلاه ولا اامجالس )
خليت ايدي على كتفه احاول اخفف من مشيته
( ومثل كل مره راح تغطي عليه
وتخبر السيد الوالد ان اختاريت جامع اخر وصليت وحضرت المحاضره )
بجزع يخفيه عني وتظهره قبضة ايده لايدي
( حليم الى متى .. وبشنو تفسر ابتعادك عن الدين .. وتركك دروس الحوزه .. .. كل هذا حزن على جميله .. الي تسويه غلط .. انت دتعاند الخالق وتعترض على ارادته )
وجهي مقابل وجهه واسمها اشعل جمرة الشجن داخلي ..
.. وصحت بيه
( لا مو ارادة الخالق .. ارادة السيد هاشم جدي .. والسيد سعيد الوالد .. والعلويه ملا زهوري امي
لا نلصق جرائم البشر بارادة الخالق .. لان ماكو ايه ولا حديث ولا حكم شرعي يحتم السيد لازم يتزوج علويه .. ولا باركان الدين
الجد يختار الزوجه للحفيد )
اندفعت بخطواتي .. اخفي حسرتي .. .. واسمع خطواته يحثها باتجاهي
( حليم اسف اقصد موتها كان ارادة ربنا ماقصدت زواجكم )
( ماتت حسره من عرفت جدي
رافضها وخاطب اليه علويه ..)
وبطبعه الهاديء وباله الطويل
استمات بالدفاع عن اسباب جدي لرفض جميله
( حليم جدي اختارلك بنت من عائله دينه تربت على اصول الدين واحكامه .. وتعرف جميله
الله يرحمها شنو كانت )
لحظات هدوء مرت بينا نمشي
وعيونا على الرايات المنتشره في كل ركن من الشارع وكل سطح بيت.. وكل عمود كهرباء .. بالونها المختلفه الاحمر والاخضر والاسود
واذا فتاح يتنهد ويفصح عن شعوره بخصوص هالرايات
( سيد حليم دتشوف هاي الرايات ) عيني صوب الرايات وجاوبته ( بلي سيد داشوفها )
استرسل في حديثه
هذي الرايات ..
خفاقه واخرى منتكسه احسها تحاكي بانكسار حزن هذي الايام الكئيبه ... وتواسي بصمت فقد
اشرف الخليقه .. وتبث مواساتها لكل الموالين لهذا الحزن ..حزن ابدي يحل على القلوب ويجثم على الصدور .. بمجرد يهل هلال شهر محرم . ومع هذا الحزن تصريح خفي يوصل لكل مجروح ومعلول ومهموم .. تصريح يگول ( لاتحزن ان الله معنا ) ويبشر المؤمنين ان البلاء من الله هو حب للعبد
وليس عقاب )
اهتزت مشاعري لكلامه .. وافهم مايعنيه من كلام موجهه اليه
وهو يدعوني ان اوحد حزني مع هالحزن المقدس .. بدل الهروب منه
زادت اعداد الناس المتوجهه للجوامع والحسينيات .. واقتربت الصلاه ..
عبرنا معظم المسافه .. وتفاجأنا بصوت ضحكة انثى انطلقت من خلف جدار بيت وهي تمنع طفلها من التسلق على الحايط
نظرنا اثنينا لوجه بعض ..
ابتسم فتاح واستغفر .. بينما دعيته يحزر ان يعرف من الضحكه ملامح وجهها وعمرها .. فزع خوف
( استغفر الله سيد حليم .. لاتدخلنا في اشكال شرعي )
وابتعد عني وكاني الالهه المحرم الاقتراب منها ..
.. وگف على بعد خطوات بعد ان اجتاز الفروع يخفض قامته الطويله الفارعه خشية اجتياز سياج احد البيوت
هذا طبعه يمشي مدنك لدرجه تخليني اشك ان عيونه الواسعه
ماعادت تحفظ غير صور الحجاره والاسفلت في الطريق .. اخذت وجهه بايدي ورفعته ( فتاح باوع ولا بشر بالطريق ارفع عينك على الاقل شوف البيوت والمحلات)
استمر بخفض راسه وهو يگلي
( تاخرت على الفرض
وكمل ونفسه مقطوع من المشي ( الموكب يحتاج بعض الترتيبات قبل بداية العزا )
بطأت خطواتي وصلت يمه .. لزمت ايده ومشينا سووا ..مقابيلنا لمحنا لمة بنات
اطرق براسه مكتأب .. متغطيات بالسواد ويمشن في همه حتى يحصلن مكان بمجلس الملا نوريه العادة تقرا بمجالس العوائل المعروفه مثل بيت الجلبي وبيت الساده الصدر
اما والدتي الملا زهوري فمجالسها تكون في بيتنا وبيوت
عمامي... سبقني وهو ياخذ الاطراف خايف الدربونه الضيقه تخليه يطخ بوحده من البنات و
استفزيت خوفه وضحكت بصوت نبه البنات عليه ورفعن البصر وبادلني النظره .. وهمست باذن فتاح ( سيد نظرة لك ) ابعد اذانه عني يعرف غايتي من القول وكملت بصوت مسموع ( ونظرة عليك )
نضرني بغضب وهو يكمل القول
( ونظرة فيها هلاكك ) وبحزم جر ايده وشرع في اعادة مايسمعه يوميه من احاديث في الجامع والبيت
ويذكرني بعصبيه
( في الاسلام مو من حقك تنظر لامراءه الا اذا توهمت بكونها اختك او بنتك او امك او زوجتك )
فحط وهو يعدد اليه
()
اعتلت ضحكتي بينما اسرع هو في خطواته وفتح الطريق للفتيات مكتسيات العبي السوده ... وجاوبته
( اذا هنه غيمه سوده شعرفني اني منو امي ومنو اختي )
وبعصبيه سحبني عن طريق البنات ( غض النظر يااخي وتذكر انت ابن سيد سعيد العالم الديني الي الطلاب تسافر من كل محافظات العراق حتى تدرس عنده )
ختم جملته باعادة ( غض النظر يااخي )
( اعصابك اخويه يابه غضينا النظر .. وامشي لحگ على صلاتك قبل لاسيد سعيد والدنا العزيز ينتبه على تاخرك )
عبر الشارع المبلط حديثا وبقيت على الجانب الاخر ... انتبه على عدم وجودي بجانبه اندار وناداني
( حليم لاتتهاون بالصلاه .. اني اغطي عليك تحاشيا لعصبيه السيد الوالد .. وبالمقابل انت وعدتني تصلي حتى لو بوقت متاخر )
نبهته على المجله بايدي ورفعتها بوجه
( اصلي وراه مااخلص قراءه المجله ..باوع فتاح هذي صور اجمل وجوه السينما المصريه .. ساميه جمال ... واسمهان ...
ذني الحورايات التسمع عنهن )
( اعوذ بالله ذني شياطين بهيئة نساء )
عبرت الشارع وصرت يمه
( انت شايف الشيطان حتى توصف ذني بيه .. فتاح انت شاب لاتظل تردد كلام الجد الوالد والوالده
ترى امي تسمع من ابويه وتردد .. امي من حبها لابويه صارت تصلي وتصوم وتنطي يعني حبها للسيد مو لربنا )
استفزه قولي وثاره وصار يدافع
( الملا تعبد الله على فطرتها .. ودرست وتعلمت على ايد السيد .. وحفظت القران واحكامه .. وكم وحده بوحده من النساء علمتهن وحفظتهن ..
كل هذا نيته لوجه الله .. والاعمال بالنيات )
( اي واني نيتي سليمه .. اعبد الله بطريقتي مو بطريقتكم )
مشينا بنفس الطريق .. ولمحت طفل گاعد بالارض ومنزل راسه
على رجليه الحاظننهن باديه
مااعرف بردان .. خايف .. لو يبجي
( فتاح دتشوف هالطفل .. )
( بلي شفته حليم تعال نشوف شبيه ونساعده )
تساوت خطواتنا بالاسراع يمه
.. دنگت عليه
( ياولد شبيك تبجي شسمك انت )
تقطع جوابه عليه بالبكاء ورجفة البرد
( اني منذر عمو .. امي مريضه وابويه مسافر .. وماعدنا فلوس
العلاج )
ساله فتاح ( وين بيتكم قريب منا )
اشر باصبعه على البيت وميبعد غير كم خطوه وهو يگلنا
( بس اني وامي بالبيت اريد سياره اخذها للمستشفى وماعندي فلوس )
بنفس الوقت امتدت ادينا لجيوبنا ..
وانطيناه الفلوس ...
( اشكركم عمو الله يحفظكم )
نهض يركض لداخل البيت ماسك الفلوس بايده
سيارتي بعيده وصعب ادخل بيها هذي الفروع وسط المواكب والناس
صحت عليه ( اوگف منذر انتظر
ااجرلك سياره )
شع وجهه فرح مع دموعه
( الله يوفقك عمي رحمه الله والديك )
رحت على بدايه الشارع .. اعرف واحد من شباب المنطقه عنده سياره .. دگيت الباب ..
طلع بس شافني دنگ لى ايدي
( مولاي سيد حليم تفضل )
سحبت ايدي
( استغفر الله .. اگلك زهير .. اكو مره من الجوارين مريضه وماعدها احد .. اريد منك توصلها .. وياريت لو وياك مره
تداريها )
طلعت فلوس وانطيته
( بعيني مولاي .. غالي والطلب رخيص )
شكرته .. ورحت لطريقي وكلمة مولاي الي اسمعها من الناس
التصقت بيه .. وغيرها من الالقاب الي يطلقوها عليه وعلى اخواني البقيه ...احتراما لنسبنا اليمتد للرسول الاعظم... كملت طريقي
وصلت لشارعنا .. .. الي من ادخلها يتحتم عليه ماارفع راسي .. مهما كانت الاسباب
بيوت الجيران عدنا مثل العرض ماينجاس ولاينداس هيج ربتنا الملا ...
اذكر المره الخالفت ..، ورفعت عيني .. على تلث بنات من جيرانه ... نزلت عيني بسرعه ..،
وشي دعاني اكرر النظره ..،
البنت المتطرفه من اليسار ..
فاتحه العبايه وشعرها على عيونها ...
عيونها نظره وحده منهن تعادل ذنب ادم في الخروج من الجنه .. وخلتني اشك السبب كان تفاحه .. اكيد كانت نظره لعيونها ..، تلاثتهن ابتسموا ...
من شافوا السبحه بايدي وگعت وماانتبهت ...
تركت صديقاتها .. وركضت بخفه وصلت يمي .. دنگت على السبحه وسمعت صوت ارعد گلبي وعقلي ( السبحه مولاي وگعت من ايدك )
نسيت امد ايدي .. مدت ايدها ولمست ايدي وهي تخلي السبحه بين اصابعي .. خلت عيونها بمواجهه عيوني .. الي تمتعت بشوفة قدرة الخالق .. برسم ملامح انثى تجمع براءه وتنطق جراءه ..، حاجبها نرفع وبانت المسافه بين الحاجب والعين
مثل ساحه لصلب الناظرين
اقتربت اكثر ( ادعيلي سيد الله يخليك )
نطقت وهي تبتعد
( ان شاء الله .. )
رجعت لصديقاتها الي نادوها
( يله جميله تاخرنا )
هبط كل فرحي بشوفتها للارض
من سمعت اسمها جميله ومن معرفتي منو هي
جميله بنت السكير ...
ابوها معروف بهالصفه ويصيحوه ابو جميله السكير
تابعت ابتعادها وتجسد امامي حاجز المستحيل ...
جدي لو تغاضى عن شرط السيد ياخذ علويه، فاكيد يفكر بنت من عائله معروفه من العوائل الموجوده ومستوطنه الكاظميه
منهم الجبور والجواهري والتمايمه والجشعميه والطائيه والسعديه والسرباي
تركت ذكرياتي بنفس المكان
وصلت
الشارع العام بدايته اليتصدره
بيتنا الواسع والبناء العالي المتميز عن بقية البيوت .. بيت يعيش بيه جدي سيد هاشم وابويه سيد سعيد عالم ديني وقاريء القران
والدتي ملا زهوري .. الخادمه للدين وتعاليمه وفاتحه ابوابها لتعليم القران والكتابه واستضافة الغرباء والناس الفقرى .. عائلتي بيها اخوات اثنين متزوجات بدور وخلود واخوان اثنين اصغر مني فتاح ٢٠ سنه
وحكيم ١٦ سنه والاخ الاكبر من زوجة السيد الاولى اسمه قاسم
——-
فتحت الباب الحديد ودخلت .. خلود اختي شافتني من شباك المطبخ ..
اشرتلها .. وافتهمت الاشاره واجتي ركض ..
( هلا حليم شلونك )
( هلا خلود اخذي هاي خليها بغرفتي )
اخذتها وتسحبت بخلسه قبل لا الملا تكتشف وجود المجله الفنيه ..
كحيت باب الصاله حتى المعينات ينتبهن لوجودي
وشفت الملا على سجاده الصلاه. تسبح .. والسوال اعرفه قبل لاينسال وعليه البحث عن اجابه حتى لو كذب ..
( هلا يوم حليم .. صليت ويه الحجي بالجامع )
الكذبه احسها ثگيله لكن محتاجها
( بلي ملا صليت واجيت )
وتلافيت اساله ثانيه تتعلق باول سؤال
( ملا بالطريق شفت. ولد اسمه منذر. امه مريضه وابوه مسافر )
شهكت ودكت على صدره
( ياداده .. ام منذر. مريضه وزوجها مسافر .. المهم ساعدته لو تركته )
بفخر جاوبتها ( شتعرفيني .. اكيد ساعدته واجرت سياره تاخذه للمستشفى وياها )
اخذت راسي ونصته يمها وباستني .. ورديت على بوستها بشم عطر الصلاه الي تخليه قبل كل فرض
( الله ملا ريحتج حلوه )
تبسمت ثغر الحنيه والطيب وتوردت وجنتها الثلجيه
( فما بالك عطر الجنه اوليدي )
( ان شاء الله ملا ..
مو تنسين باجر تمرين على بيت ام منذر وتتفقديهم .. هذي محلتنا .. وناسها اهلنا )
( اكيد امر عليهم هذا الشي ميفوتني ) وباوعتني وضحكت
( اني هم تربيه سيد سعيد مو بس انتم )
شاركتها الضحكه .. واقتربت مني بهمس وحاجبها مرفوع لعدم رضاها ..
( خلود اختك اهنا .. الظاهر زعلانه من رجلها )
( هلا بيها .. خليها عدنا لحد يخلص العاشر من محرم تساعدج وتعين المعينات قيسيه و ورديه )
مااستحسنت كلامي وبنظرات. عتب لقولي جاوبتني
( وبيت عمك منو الهم .. حليم لاتشجعون خلود على معصية رجلها ... هو الولد الوحيد لاهله
واختك خلود العجز كاتلها تريد كله جاهز مثل ماتعودت بيتنا
واذكرك محد جبرها على هذا الزواج . والسيد فهمها ان بيت عمها نفس بيتنا واجب وعزايم ومجالس وخطار .. وعمها يرفض خدم بالبيت ميستنظف ..وهي وافقت )
كتمت غضبي .. وذكرت نفسي ان صوتي ميعلى على والدتي وعديت على الاصابع اسباب زواج خلود
( وافقت لان متگدر تواجه جدي وترفض... مثل مازوجها محمود مااگدر يرفض ..وكلنا نعرف حبه لبنت ثانيه جدي ماقبل عليها .. وافقت حتى تطلع من البيت..
وحبسته الفارضه جدي ... .. مثل ما بدور اختي سوت قبلها ..ملا بدور وخلود مافلحن بالتعليم .. واختارن البيت وكعدته التحولت سجن
حتى دكتور ميشوفهن المعاينه من خلف جدار وممنوع يسمع صوتهن ..
التسياره ممنوعه ..صديقات ممنوعه .. والطلعه فقط لزيارة قبر بيبيتي
لا سوگ يطلعن ويختارن قطعة قماش او عطر .. قيسيه كانت توصف الهن السوگ وبضاعته وهي تشتري .. الامام اذا رادن يزورن من فوگ السطح .. وتعرفين القانون عدنا وعند عمامي السيد ياخذ علويه وجدي يختار العروس المناسبه لكل ذكر بالعائله وخلود اتصورت .. الزواج هو الجواز حتى يسمحلها تطلع .. وتشوف العالم )
انهت الجدال بقولها ( هذي تربيتنا .. يعني نغيرها لخاطر خلود .. هي مو گد المسؤوليه وفشلتني ويه بيت عمك )
الملا بداخلها عدم قناعه بالكلام الي تگوله .. ومسلمه بيه .. لان صعب تغير هذا الواقع
وكونها مو علويه وايضا جدي رفضها بالبدايه
وزوج والدي من امراءه هي زوجته الاولى العلويه ابتهال
وام اخونا الاكبر قاسم وبظروف معينه .. رضخ بيها جدي لزواج والدي من امي كزوجه ثانيه
خاصه بعد مرض العلويه ابتهال
لذلك الملا خلصت سنين عمرها وهي ترهق نفسها لاثبات جدارتها كزوجه وجنه لبيت الساده ... ومن مشاهداتي
القديمه المحفوره بذاكرتي لليوم .. گعدتها الفجر قبل جدي حتى تحمي مي الوضوء اله مقابل يگلها بارك الله بيج وتحس برضاه عليها من هذا الدعاء
هذا واقع اسرتي اني سيد حليم الشاب العمر ي ٢٥ سنه انحدر من عائله معروفه بعلمائها .. تربيت على الحلال والحرام .. والصلاه وقراءه القران ..
احب الدين واعبد الله لكن بطريقتي .. بطريقة الحبيب الحبيبه .. مااحبذ فكرة العباده خوفا من الله .. الخوف البعيد عن الحب وتفكيري بختلف عنهم لسبب بسيط اني عندي عقل مثل ماهمه عدهم
مريت بقرارات كثيره مفروضه عليه بحياتي كانت السبب في تمردي حسب مايوصفوه .. منها الدراسه واني طفل مااتذكر عمري كم سنه اخذجدي تعليمي على عاتقه وحفظني اول جزء بالقران ودخلت مدارس حكوميه لحد الابتدائيه
تحولت لدراسه الحوزه واساتذتي الحوزوين انتبهوا على اسئلتي السابقه لعمري ونبهوا جدي على اعتراضي على بعض الامور اليوصفوها ( بالمسلمات )
.. واليحرمون النقاش فيها اساله دارت بذهني غصبن عني كل مايزيد فهمي تزيد اسالتي... غضب والدي مني وحذرني
وامرني اكف عن الاسئله واحفظ وبس... وجدي كلماته كانت واضحه بعدم جواز السوال ( في مسائل النقاش بيها محظور ويثير جدل ممكن يؤدي لمعصيه) اتذكر تقاسيم وجهه وهو يحذرني كانت تكاد تنطق بخشيته ان اتحول لكافر لمجرد ناقشت ... وهالخوف اسكتني عن النقاش والجدل
وصلت المرحله الثانيه في دراسة الحوزه والي تسمى ( بالسطوح ) ..
طلبت من والدي ان اكمل الثانويه بمدارس حكوميه
لكن جدي رفض واصر اكمل المرحله الثالثه اليسموها ( الاجتهاد )
.. وبديت بتنفيذ رغبته لسنه
بيها تاكدت ماعدت قادر على تحمل قراراتهم تركت الدراسه
وسكت جدي على تركي و
دراسه الدين بعد عودتي لاحراج اساتذتي بالاسئله و خشية تمردي على الاساتذه وبالمقابل رفض طلبي بالسفر الى لندن
ولجئت للتجاره وجدت ميادينها
واسعه وفضائها رحب طلعت من الدائره المغلقه الي اسرتي رسمته اليه اليحتم ارافق ابن الشيخ الفلاني وامشي مع ابن العلامه الفلاني .. واتزوج بنت السيد الفلاني والي يرشحها عادة جدي وبدون مااشوفها وتشوفني .. تكون متربيه نفس تربيتي وتعيد عليه نفس الي تعودت اسمعه طول عمري حلال حرام.. وحرام حلال
وظهور جميله بحياتي انطاني حافز اكبر للتغيير
كانت تنتظرني قبل صلاة المغرب على الشارع العام واني اقف في الصف الخلفي من المصلين وجدي يدعوني للمقدمه
واجاوبه بدهاء ( لا مولاي مااحب ازحم الناس الي تجي بقربك تتبرك بيك ) يبتسم ويتركني في مكاني
و من يهم المصلين للصلاه . اتسلل مع اول تكبيره واركض باتجاهه والشارع فارغ .. ننزوي اني وياها في عتمة الشارع ومقدمة الدربونه
واسمع صوتها يناديني ( مولاي )
جميله گولي اسمي بلا القاب لاسيد ولامولاي
شلون يصير مااگدر
اذا متكولين اسمي بعد مااجي اشوفج
هالكلمات تثير بيها الرعب وتخليها تصيح وتطلع من كلام الهمس الخايفين ينسمع
لاسيد دخيلك اخذ عمري ولاتحرمني شوفتك
:عمرج طويل ان شاء الله بس
گولي اسمي
اهدتني راديو صغير وگالت
( سيد حليم هذا الراديو هديه مني .. اسمع بيه اغاني واتذكرني )
نرعبت والراديو بايدي اعرف هالشي محرم ابيتنا والغناء جنايه كبرى
دسيته في جيب جلبابي
صار لازم اني اهديج هديه گولي شنو تطلبين
ضحكت بخوف وبخجل
اريدك انت مااريد غيرك
خليت ايديه الاثنين على شباك قريب هي منتجيه عليه اصبحت داخل ايديه واني اوعدها
واني الج ومااريد غيرج
كان عمرها ١٥ سنه وعمري ١٧
... ويستمر لقاءانا لحد يبدي المصلين بالمغادره ارجع للجامع بنفس الركضه قبل مايلاحضون غيابي
وفي ليله انكشف امري وابوها السكير شافنا ومن حالة السكر الي هو بيها مااعرف اني منو بس الناس عرفتني وصلت الاقاويل لجدي
.. وهذا الي صار من جدي وبعد عقابي اختار اليه بنت من بنات اسره دينيه علويه عايشه بالنجف .. وحكموا على اختياري جميله بالرفض واجهت والدي وامام جدي وگتله ( سيد الله يحفظك احب جميله ومااريد غيرها واني مسؤول امامك على دينها وصومها وصلاتها )
بكل قسوه نظرلي وجاوبني
( جدك اختار علويه حافظه للقران مقيمه للصلاه .. واختيارك انت نابع من عاطفه مو عقل ...
اما جدي فختار القوه لردي عن عزمي الزواج من بنت احبها
وگف وضربني و
.. هزني من اكتافي حيل ودموعي على وشك تسقط وهو يذكرني ( حليم النبي عليه وعاى اله افضل الصلاه اوصانا باختيار الزوجه الصالحه ذات النسب الطيب والسيره الحسنه .. )
دور الملا امي الخافت يظهر التمرد من اولادها بعكس رضوخ بقية اولاد الاعمام لجئت لاستعطافي وكلامها يتكرر عليه
( لاتعاند جدك .. لاتخالف ابوك
لاتخلي الناس تعيب تربيتي الك )
..تربينا على السمع والطاعه ..
وبكل طاعه
وافقت على الخطوبه والخبر وصل لجميله صدمها لدرجة الموت
بعد يومين وجدوها جثه هامده بفراشها...موتها جعلني ابحث عن افاق اكسر بيها قيود اهلي وحصارهم واعلنت قطيعه جدي حتى بالسلام ماارد عليه
وتراجعت عن الخطوبه
وابتعدت عن دراسة الحوزه وارتديت الملابس العاديه بدل الجلباب
اختاريت التجاره بمساعده الملا اليه حيث انطتني راس مال ابدي بيه.... التجاره
اهدتني السفر.. والسفر اهدني اصدقاء جدد وهوايات وشغف بافاق حياة .. وبرحلاتي لتركيا وايران وقبرص عشقت السينما والتصوير والاغاني والمسارح والمتاحف .. وعشقت ااجمال .. لكن ماسعيت للمتعه الزائله ولاارتكبت الحرام .. ومفهومه الخاص بيه ..
فتاح السنه يتحول لدراسة حوزويه بالنجف وحكيم يدرس
ويعمل ويايه بالتجاره .. بدون علم جدي ...
وكذلك عدد من اولاد عمي .. دخلوا مجال التجاره ملتحقين بيه ومحاولين خوض مغامرتي فيها ... وايضا ميصرحون لاهلهم الا بعد ميكونون مبلغ معين يجعل الاهل امام واقع لايمكن تغييره
بغرفتي
والقيت جسمي بسرير الحديد الاصفر .. واخذت اتصفح المجله ... مقاله عن صوت المطربه اسمهان وتحليل حادث موتها ...
تاملت صورتها وجهها والشامه المزينه اسفل حنجها ... ولمست صورتها باصابعي متمني امسك هالجمال بالحقيقه .. سديت المجله واخفيتها بين طيات فراشي ..
ارتفع صوت الدمام معلن بدا العزاء ..
.. اغلقت الباب وفتحت الراديو المخبا ايضا تحت وسادتي .. وخفضت صوته على اقل مستوى وبحثت بموجة الاذاعه المصريه .. وغفيت على صوت الاغاني ....
وعيت على صوت والدي يناديني باعلى الصوت
( حليم حليم انزل يمي اشوف )
نزلت للدرج .. منظر والدي المعتاد لمن ارتكب ذنب حسب اعتقاده مع ان الله وحده يطلع على الذنوب ويمكن يغفرها
وهو العنده الحق في العقاب والثواب .. عيونه مخنزره عليه بلا حركه .. ورموشه متحوله سجينه مصوبه باتجاههي
: بلي سيد محتاجني بشي
: سيارتك ساده الساحه وتعيق
حركة الناس والمواكب
: اعتذر سيد اني تركتها اهناك لان انت نبهتني ماافوت بيها
بالفروع واضايق الجيران
اخذت المفتاح واني اريد اطلع
بالخطوه الاخيره سالني
صليت
:!!!!
انداريت عليه اخفي ارتباكي من السؤال الي الجاي بعد اجابتي
: بلي سيد صليت
بحزم ونظره فراسه
: بغرفتك كالمعتاد مو ليش الجامع شبيه
: صليت بجامع ام النومي وهسه رايح احضر المحاضره
باوعت لفتاح الموطي راسه ومسيطر على ارتباكه بشبك اديه حول اسفل صدره ...... وافتهم حاجتي ب الاستنجاد حتى يكذب ويايه ومتاخر
ومع تردده وتلعثمه شهد اليه
بلي سيد حليم يفضل الصلاه بجامع ام النومي لان اصدقائه اهناك يلتقون ويتحدثون بامور دينهم ودنياهم
ممتاكد صدگ او لا
طلعت احرك السياره .. والحسره على اصرار والدي
التدخل حتى بصلاتي
( الصلاه اني وربي ليش يتدخل بيها واذا صليتها بغرفتي واذا الجامع شنو الفرق ) احيانا ينتابني الغضب منه .. واتصوره يحس بغضبي ومداوم على محاولاته بجعلي نسخه منه ...النسخه الصنعها جدي ...
بالباب الخارجي تلاگيت مع جدي سيد هاشم والخادم انور وهو يعينه على المشي ..وجود العكازه اصبح بلا فائده مع سنين عمره السبعين .. ويرفض الصلاه في البيت او من جلوس
تحاشيت النظر اله او السلام
جدي عابد زاهد بالدنيا .. وبثقل عبادته وزهده كسرة گلوب كم شاب وشابه بعائلتنا والله اليعلم
كفة ميزان اعماله راح تميل لاي جهه يوم القيامه
.. هو عنده ست اولاد واربع بنات تلاثه منهم يعيشون في ايران والدي اصغرهم ..وبنات مستقرات في النجف زواجاتهم
تمت باتفاقات وحسب العرف السيد للعلويه والعلويه تاخذ سيد ...
انداريت بعد مسافه من المشي وشفته مازال يجاهد للوصول للبيت .. وبسري دعيت الله يعينه .... غاضب عليه .. لكن غضبي ماوصل للكره
اخذت اقصر طريق للسياره .. وهو الشارع العام ومنها ادخل للساحه ..وباول الفرع مقابل الساحه بيت بابه مفتوح والناس متجمعه تاخذ ثواب محرم ... وتطلع شايله القدور .. لاحت بنت صغيره حامله قدر .. والعبايه اطول منها وتعثر بيها
الظلام منعني اشوف ملامحها ..
وانتبهت بدت تقترب للسياره .. وصلت عند مؤخرة السياره .. بلا متشوفني جلست مختبئه خلفها ..
مشيت على اطراف اصابعي اشوف شديصير ... مديت راسي طلعت علج من حلكها وخلته بايدها .. ومدت ايدها تاكل وتدندن بطور قصيده
منظرها مضحك .. وضحكت بصوت انتبهت عليه وگفت خايفه زمخت بيها
( شدتسوين اهنا )
لمت عبايتها والربطه الواگعه من راسها واستجمعت قوتها في الرد
( وانت ياهو مالتك )
ردت ثواني ادقق بملامحها وماعندي حيله غير الحديث واخافتها.. وهي ترجع العلج لحلگها وتشيل الجدر
: مو عيب تعلجين بالشارع
مشت بعيد وطرف عينها عليه وجاوبتني
: اخاف عالجه بيت ابوك
استعجلت بالهرب والقدر على راسها والعبايه مفتوحه فقدت السيطره على خوفها وتمشي وتلتفت تتصور اتبعها .. تمنيت اتبعها واعرف منو هذي البنيه ...لاحظت لهجتها جنوبيه من گالت بيت ابوك باوعت يمين ويسار
الناس متجمعه وكلهم يعرفوني منو اني ..
وابن منو ... والي شفته منها عيون حلوه .. وحلگ احلى
بقيت محتار يااتجاه اخذ .. واقتراب المواكب المعزيه واصوت الدمام والنعي الحزين .. حركني مع الجموع للمشي وتاكدت من دخولها دربونه ضيقه وظلمه
وضاع خيالها بالظلام ..
رجعت لسيارتي وابتسامة
انتشاء على وجهي
نظرة لي .. ونظره لها
هلكت انا .. ومضت تمشي وتسعى في هلاكي
نظرة .. اندت خافقي المتحجر كقطرات فجر وديع ..انعشت احساس المنتحر بلا موت ..
تلك الصغيره اصابني لحظ طرفها ... وجلدني سوط لسانها
ودرت مع رفيف عباءتها
خيل لي انها دميه اجزائها بيدي .. متحركه متكلمه ..
كما اهو ى واشاء ....
ولكن من هي ؟؟
طلعت الكاظميه متوجه لمقهى
(موشي ) الي يتجمع بيه تجار الشورجه والتجار القادمين من البصره بعد ماكان مقر لتجمع تجار اليهود العراقيين .. وايضا بيه جالغي بغدادي ومقام عراقي باعذب الاصوات التقيت باصدقائي
علاوي وثامر .. وسهرنا للفجر
..............................
هميت نفسي .. ومشيت اتلفت
اخاف يطلعلي نفس الولد
لازمه العبايه بايد .. والجدر على راسي ...
منين طلع .. بس شكله مو غريب يشبه واحد شايفته .
خاصة العيون المبطنه تذكرني بشخص اعرفه بس نسيته.. حرارة
الاكل واني جوعانه ... ريحة الهيل والنومي بصره المطحونه واللحم والحمص المهروسه ومدگوكه بالهاون
خلتني اجوع اكثر .. ريحة القيمه صارت بهدومي
مشيت بسرعه حتى اوصل الحگ على امي تاخذني وياها قبل لاتطلع .. شلون امشي والعبايه اطول مني واتعثر بيها ..
ذبيت العلج وعضيت اطراف العبايه .. ومشيت بكل حيلي ..
فتحت الباب الحديد الاحمر برجلي فزت امي من نومتها وتلگتني اختي الجبيرهسعاد
ومرة اخوي زيدان ملكه طالعه من الحمام وعيونها نطت عليه من شافت عبايتي مفتوحه
سعاد اخذت الجدر ..::
: ليش تاخرتي متت جوع ::
: همج على بطنج ماتكولين
شصار بيه
تعدلت امي بفراشها واشرتلي حتى انطيها العبايه اللابستها
وملكه عادت عليه نفس السوال
: ليش تاخرتي
گعدت يمها احجيلها
:
ولد صيح عليه وگلي ليش تعلجين مو عيب
خلصت الكلمتين الحجيتهن
ملكه عيونها فتحتهن وصارن دم غضب ويه شعرها المفتوح وبعده مبلل ولغدها الواصل لصدرها جفلت وجمدت بمكاني وتلگيت وعدي بگفختين من ايدها السمان على ضهري
ولد غريب يحاجيج بالشارع والله لو ابوج لو عماد سمعوا هالحجي جان ذبحوج
بعدني ابجي واجتي سعاد تكمل
عصبيتها عليه
( بعد شگلج الولد .. احجي اكيد ظليتي تتمضحكين وياه )
تركت مكاني وگفت اصيح حتى امي تفزعلي
( خبلتني .. انتي وملكه .. من مرض امي انتن مخبلاتني .. لاتطلعين لاتضحكين .. شطلعت
يمتى اخلص منجن )
وامي بدل متفزع اليه صارت عليه گامت
جرتني من اذني واني اصيح اخ اخ :
جم مره گايلتلج متعلجين بالشارع ومتسولفين ويه زلم متعرفيهم
زمخت بيه ( گومي اكلي ومن تخلصين نامي )
مسحت دموعي وگمت اكل
وملكه بعدها مخنزره مثل عيون المخنوك وگعدت تاكل ويانا
مسحت دموعي وگلت اتوسل بيها تاخذني للقرايه وياها
( اگلج ملكه اخذيني وياج للقرايه لبيت سيد سعيد )
شمرت اللكمه من ايدها وبعصبيه ردت ( شگد مااعلم بيج ميفيد صرتي اطول مني وانتي بلا عقل .. اخواتج اكبر منج يصيحلي ام عماد وانتي اصغر من بزري تگليلي ملكه .. )
خفت اجاوبها واطول بالحجي تضربني مثل كل مره اكلت واني ساكته
هي الحجت ( خلصي عشاج واغسلي المواعين مو الشغل ذابته على سعاد وانتي ملتهيه تمشطين وتبدلين اليشوفج يگول عروس )
( حاضر .. صار بس اخذيني وياج فدوه )
( عبايتج عند الخياطه من تخلص يله تطلعين .. لاتجيبن النا حجايه بين الناس وانتي تمشين وفاتحه العبايه ترى زيدان اخوج اذا عرف يوذرج توذر )
رديت بصوت ناصي ( كون يوذرج انتي ونخلص منج )
طلعت عصبيتها كلها بجرة دشداشتي وسحبتني منها
( انه اعلمج شلون تراددين الاكبر منج )
صحت لامي تخلصني من اديها الجنهن حديد حامي
( يمه ملكه راح تذبحني الحگيني )
تركت امي افراشها الممدود ليل ونهار بالهول من كثر ماتتمرض
وحلفتها بابنها عماد ( ام عماد بداعة عماد لاطگيها هاي جاهله متفتهم )
دفعتني وصاحت بيه
(تعشي وانتي ساكته )
تركت العشى هيه وطبت غرفتها
... واندارت امي وسعاد عليه
( ولج سهام صدك ماعندج عقل ومالج رداد .. ولج تتجاوزين على مرة اخوج الربتج وتعبت عليج
والعافت روحها وملتهيه تداريني )
( هيه البدت شاسويلها )
ظلينا انه وسعاد ناكل القيمه بالجدر نتعاجز نصب بماعون وامي دخلت تنام
وسعاد ..
ردت على سالفه الولد تسالني
منو الي زمخ عليج تعرفين
: منو ابن من منو
: وانه شمدريني الدنيا ظلمه
وهو طلع ماادري منين
: وانتي شلون تعلجين بالشارع ماتستحين
: ولج ظلمه محد يشوف
: جا شلون هو شافج
صحت بيها
: شلون طلابه هاي اگلج اني جذابه محد حجى وياي اسكتي خليني اكل
..
باوعتني من كل الجهات وبدت نصايحها الماتخلص
( انتي ليش اليحاجيج تگبين بوجهه ..ترى كبرتي على هذي السوالف )
( اگلج حتى العشى مااريده اخذيه الج
بدلت دشداشتي وكعدت عاى الدرج انتظر جية المواكب
ويه الظلام اقتربت اصوات المواكب وصدحت الردات والقصايد
صعدنا الدرج اكو فوك غرفه مثل البيتونه جبيره وبيها شباك مسلط على الشارع العام التمر بيه المواكب اني وسعاد نبات بيها
فتحت الشباك واعاين على االرايات واللافتات المرفوعه والردا
مكتوبه والشباب يرددونها واصواتهم تكزبر الجلد وتزيد الحزن صحتها من الدرج ...( سعاد تعاي تفرجي وياي .. )
اخذت مكانها يمي ولازمه الشباك بايدها حتى ماينفتح هواي ... صرنا نضرب على صدورنا ويه صوت الدمام وعيونا متروسه دمع
وياهم ..والردات تصدح
رددنا وياهم ( ودعي ارض النبي واستعدي للسبي ) وفاتت الجوگه من يمنا فزت سعاد وسدت الشباك
( سدي الشباك سديه سهام هذا الولد عينه علينا
نصينا روسنا للگاع وهي خايفه ( ياولد ماشفته ) ( الولد نفسه البارحه هم وگف وظل يباوع حتى من راحت الجوكه )
(راح افتح الشباك واشوفه )
فتحت الشباك على كيفي واشوف عيون تراقب شباكنا الشارع ظلمه بس التيل بيه ضوى عاكس ملامحه وملابسه السوده
سديت الشباك راسا ( هذا مصطفى ابن جارتنا ام مصطفى )
فتحت عيونها عليه ( المعلم
مصطفى شلون عرفتيه )
( اعرفه من اروح اشتري من الدكان اسمع الناس تسلم عليه
ويصيحوله استاد مصطفى ..
واحد مكروه وخشمه عالي )
( احنا شعلينا بيه .. )
تركت مكانها يمي وراحت تفرش افراش
وصاحت بيه من ردت افتح الشباك ( سهام لاتفتحين الشباك تتطينه مجال ويتصور احنا ممتربايات )
( شويه بس اتاكد بعده واگف لو راح )
ذبت الفراش من ايدها واجتي بعصبيه عليه
( سهام ديري بالج تضحكين بوجه ولد .. ترى تصيرن بنظره رخيصه ..ويگول عليج هاي مدام فتحت الشباك باجرتفتح اليه الباب وبعدها تفتح لغيري
اني اختج وانصحج .. السالفه تبدي بضحكه وياج تنتهي بضحكه عليج .. سمعتي )
( سمعت .. شدعوه عليج يجوز الولد يريد يخطبج )
انخبطت عيونها الخضره عروك دم حمره ( اليريدني يتعناني ..
وامه صديقة امي ويوميه عندنا
مو صعبه عليه يگلها اخطبيها اليه )
رجعت تكمل افراشها وتمددت وگالت ( ولد بغداد مو مثل ولدنا ذوله يدورون مواعيد وغرام )
تمددت يمها وذكرت قريتنا واهلنا وگاعنا ونخلنا وزرعنا
( صدك حجيج احنا ولايتنا مو مثل بغداد )
تحسرت واني اذكرها بقضاء التابع للرميثه الجنا عايشين بيه
( سعاد تذكرين گاعنا ونخلنا اهناك .. وهيج ايام تصير بعد احلى واحنا نفتر ويه الملايه ويه بنات عمي وعماتي ..)
وهي تحسرت مثلي
( اييييي والمواكب والدمام والطبخ .. الله كون امي تطيب ونرجع لولايتنا )
( والنهر تذكرين جمعتنا ويه البنات نسولف ونغسل اهدوم
والله مااعرفنا الحبسه الا بغداد
ياريت ماجينا اهنا )
اندارت بنومتها عليه
( نهر الفرات يمر بقريتنا .. اتذكره .. وعلى جروفه الحنطه والنخل محمل رطب .. شگد احن لذيج الايام )
( كون نگل لابوي يرجعنا اهناك
وامي تبقى ويه ملكه واخوي زيدان )
( شلون يصير نترك امي مريضه
ونرجع .. ولج اصلا ابوي بعد ماناوي يرجع .. ويريد يشتري گاع بالثوره ويبنيها )
( ادري مايرجع لاهو ولازيدان
واحنا هم ظالين وياهم )
تمددت بفراشي ورجعت لاسباب الجابتنا اهنا
...اخوي زيدان ابو عماد نايب ضابط والحكومه نقلته يداوم بغداد اجر هذا البيت بالكاظميه يم الامام وسكن هو وملكه وابنه الوحيد عماد الصار السنه بالثانويه و ... امي مريضه وكل فتره تسافر لبغداد تتعالج ..ابوي صار رايه نسكن وياهم وجابنا اني وسعاد نداري امي
امي عدها ولد اثنين كبار زيدان وموحان الظل بالگاع وعدها ست بنات واني السابعه والتاسعه من بزرتها
ابوي يشتغل بنى هذي صنعته وبغداد صار يبني بالثوره القطع الانطتها الدوله
حتى اخوي زيدان يبني اهناك
يريد يرتاح من حجي الناس التگله تزوج حتى يصيرون عندك جهال ..
و ملكه گطعت الرجى بالخلفه .. وشكثر ناس حجت على اخوي زيدان حتى يتزوج مارضى دوم يكول ( هذا رزقي من الله ولد اتعب عليه ويكبر ويتزوج يترس البيت اليه ولد وبنات ) وامي صفت وياه جيف ملكه بنت اختها
اتذكر وصولنا لبغداد كان بدايه
بدايه الشتى .. وبغداد بردها يختلف عن السماوه ...
رتبنا البيت بالاغراض الجايبها ويانا ...البيت زغير هول واستقبال وغرفتين نوم وبيتونه بالقاط الفوك وحمام ومطبخ .. وشباك على الشارع امي ماترضى نفتحه بس انه افتحه بالبوگات منها
وشباك البيتونه افتحه بالليل اتفرج على الشارع
وايامنا مشت ابغداد
تعرفنا على الجيران ومنهم ام مصطفى الي شمتطبخ تودي لامي .. واحنا مانرجع الماعون فارغ نودي من طبخنا
والمره تعلقت بينا .. وحبتنا وتسير عصريات عدنا وتعلمت منها حجايات بغداديه
وصرت اقلدها من تضرب على اديها السمان وتگول ( عزا على عيني )
ومن تطلع اسال سعاد
: شلون يصير العزا على العين
تضحك وترد عليها ( ولج مثل مااحنا نگول صخام الصخمني )رجعت فتحت
الشباك .. بعد الناس ماخفت والمواكب خلصت ..
انفتح الباب الرئيسي
وسمعت صوت ابوي وهو يكول ياالله
وعماد يحاجي امي شلونج حبوبه
سديت الشباك وركضت اشوف ابوي بلكي جايب وياه حاجه اليه .. باوعت من الدرج ابوي .. صاحنا اثنينا
( بويه اكعدن جبتلجن ثواب خاف مامتعشيات )
ردت سعاد من فوگ ( لابويه تعشينا سهام جابت قيمه من الجيران )
خنزر ابوي عليه
من شافني نزلت ركض من الدرج
( ليش تطلعين انه شوصيتج )
خفت يضربني گمت اخذت الثواب منه ضميته بالجدر
وانه اتعذر منه ( بويه اشتميت الريحه واشتهيت القيمه .. بعد مااسويها )
فلتت من البسطه وسويت روحي نادره وانه اعزل المطبخ
وصعدت ماعون هريسه حتى ناكله اني وسعاد
( ليش گلتي لابوي ..هسه .. لو باسطني ..جان كيفتي انتي شگد خبيثه )
ضحكت عليه .. صفنت على وجهها هوايه تشبهه امي واحلى وحده بينا هي .. وشگد ناس تخطبها .. بس هي ماترضى
ماتريد تترك امي المريضه وتتزوج
عمرها صار ١٨ سنه طويله بيضه عيونها خضر .. كملت المتوسطه وتركت من تمرضت امي
وانه عمري١٣ ..تركت الدراسه بصف رابع ابتدائي ..
ماخذه من امي الطول
والبياض ...والعيون السود من ابوي
كبرت ويه مرض امي وتعبها
ودايمن تگول ( سهام ماشافت دلالي ) وانه هم احس نفسي مامدللة واذكر ايام كنت صغيره
امي توديني ل ملكه حتى تسبحني وتمشطني ..
ومرات ينسوني بالزرع ومحد يذكرني اذا امي تمرضت ونامت بالفراش وكبرت على هالحال وحده تسبحني وحده تمشطني
ويمكن هذا السبب الخلاني
بلا عقل مثل ماابوي يگول عني
———-
قربت ايام محرم تخلص وانه اتوسل ياخذني للقرايه بس اليوم لازم ياخذني
امي تحضرت للقرايه .. صرت افتر وراها .. وادري ماتاخذني ..
ركضت جبت مداسها مسحته .. وحضرت ثوبها الاسود الزين التطلع بيه .. وبوعتلها وتوسلت بيها
( يمه اخذيني وياج اشوف عرس القاسم .. الله عليج ان شاء الله تحجين بيت الله )
العطف تركز بعيونها عليه وگالت
( اخذي عبايه سعاد .. وربطتج شديها عدل )
كمزت من مكاني ( حاضر يمه )
ماشفت طريقي منين لبست
العبايه والمداس بنفس اللحظه
واركض ورا امي السبقتني
وگفت تنتظرني ولزمت ايدي
( لاتركين ايدي وتگعدين يم النسوان ماتحجين احجايه
وحده ) هزيت راسي ( اي )
ومشيت وياها ...
الناس متجمعه وتستعد للعزاء الليلي ... وصواني القاسم تطلع مرفوعه على الروس مليانه حنا وياس وتدخل للبيوت المنتظره الملا تجي ويبدن بالعزا
ودخلنا لبيت ناس ساده من بيوت الجيران ....
على كثرة النسوان الحاضرات .. مالگينا مكان نگعد .. التفت اكو بساط جوى الدرج الصاير مقابيل الحجره
المحضرين كرسي اسود للملا بيها
سحبت البساط وهزيت امي من
عبايتها ( يمه گعدي هذا خوش مكان )
گعدنا اثنينا .. وانه انتظر جية الملا الياما سمعت عنها من امي
الملا زهوري زوجة سيد سعيد
امي تگول عنها خيره وطيبه وتعطف على الناس وبيتها مفتوح للبنات بعمري تعلمهن القران والصلاه
وصارت بنفسي اشوفها ..
جتي جوكة نسوان وگالن (سون طريق الملا اجت ) ودخلت جوكه ثانيه وصرنا بالاخير بس نسمع الصوت
تقدمت امي يم النسوان لان طويله وانه ظليت بالاخير واسمع
صوت نعاوي حزينه .. وصوت متكسر( باه مجروره
ويمه يايمه ) تفطر الگلب
نزلت دموعي على صوتها
وتمنيت اشوف صاحبة هالصوت الحزين .. ويه روحي گلت (هنيالها على صوتها... لو مكمله مدرسه عرفت اقرا مثلها )
خلصت القرايه وطلعنا .. امي انطتني درهم حتى اشتري جكليت اخليه بصينيه القاسم .،
هي دخلت لبيت ثاني وانه مشيت للدكان .. مقابيل الدكان
وگفت سياره بيضه نظيفه ونزل منها نفس الولد ابو عيون مطبوگه .. وابو المحل سلم عليه
(شلونك مولاي)
ورد عليه السلام ( وعليكم السلام والاكرام )
.، وفات من جانبي ونصى صوته وهو يسالني
مره ثانيه( شسمج ؟
بنت منو انتي ؟)
خفت منه وبلا وعي جاوبته ( سعاد )
ابتسم وراح بطريقه .. ظليت واگفه وخايفه ليش گلت اسم اختي .. عزا على عيني مثل متگول ام مصطفى .. اخاف هذا يسويلي مصيبه .. امي اذا عرفت حجيت ويه ولد يمكن تدفني وملكه تگطعني ... مشيت بطريقي وافكر ويه نفسي
(واني شعليه توگع براس سعاد ...)
—————-
بعدت القلم الالكتروني عن شاشة الهاتف .. فاصابعي او بقايا العظميه من الاصابع صارت تأن .. وطلبت الراحه ..
اندسيت في فراشي
واذا الباب تفتح ... وتطل كاثرين
ابتسمت وابتسامتها ذكرتني بالفجر كلاهم يبزغ بجمال هاديء حتى ينشر الامان بينا
( مدام في زائر ) واشارت اليه بارتداء الحجاب ..
مع استغرابي لبست حجابي الموضوع قريب السرير
( زائر بهذا الوقت !) اكملت سوالي .. واذا بيه يدخل ... ضحكنا بنفس الضحكه الشقيه
ولاح بوجه العجب وهو يشوف
تبدل الاحوال،، وزوال الجمال
( معقوله شجابك بهذي الليل
وشجابك لهذي الولايه )
مد ايده للمصافحه
( شوكت تعرف وتفتهم اقرا القطعه الفوك راسي مكتوبه عربي وانگليزي )
رفع عيونه الغايره ومتخبيه خلف زجاج النظاره الطبيه وقرا بصوت عالي
( رجاء بدون مصافحه ولا احضان ولا تقبيل .. )
سحب الكرسي وانطلقت اول مزحه منه ( شدعوه يامادونا )
وبادلته الضحكه ( بعدك تتذكر مادونا )
( ليش اگدر انساها ،، وانسى الضرب الاكلناها )
( لا عيني اني محد ضربني )
بقت عيونه تتجول ممصدگه الي تشوفه
( صدوك السمعته .. والله مجاي اصدك )
( شتقصد .. يامصيبه منهن هنه هوايه )
( مو اهنا صعوبه التصديق .. الصعوبه بالسوال ( ليش شنو السبب ليش انتي شسويتي .. وهل هذا عقاب ام ابتلاء )
( ان شاء الله ابتلاء )
حل الصمت ثواني وبادرته بالسوال
( احجيلي .. وين وصلت بدراستك .. بعدك تطارد حلم
شهادة الطب )
اشر على النظارات وشعره المتساقط من الامام
( متشوفين النظارات والصحراء القاحله .. هذا الي اخذته من مطاردتي )
وبانتباه على الصور المعلقه على الحائط .. اشار لصورتها
( وينها ؟.. لاتكوليلي تفارگتوا )
( لا بعدنا مثل ماتركتنا .. بس سافرت كم يوم وترجع ..)
فتحت كاميرا الموبايل ودعيته للنهوض
( هذا تقليد الغرفه التاسعه الي يدخل لازم اخذ وياه صوره )
نهض ورتب جاكيته وصف بجنب جهاز يفصله عني
والتقطت صوره وياه ...
والتهينا بسرد المغامرات الشبابيه القديمه واخبار الاصدقاء ..
حتى طلعت خيوط الشمس
تخبرنا بوجوب الوداع ...
ودعني وعند الباب استدار طلع اديه من جيوب الجاكيت
وفي صراع مع رغبته في الاستمرار بالكتمان طلعت الكلمات خجلانه متوتره على لسانه
( تتذكرين خطتنا في انقاذج ... )؟!
بدهشه رفعت عيوني وهزيت وحركت راسي ( اي )
رفع ايده لحد جذعه وانزلهم بلا حول ولاقوه ...
( مكانت خطه .. كانت رغبه حقيقيه ... ياريتها تمت ... وصرتي اليه )
ابتسم في اسف وتركني بثغر مفتوح وعيون مصدومه ..
————————-
البارت الاول حاولت ابين شخصية حليم واتمنى وصلت ..،
حليم فاهم للدين .، ومبتعد عنه كعقاب لاهله المتشددين
وشخصية سهام الطفله القرويه
المنتقله حديثا للمدينه .. ومفتقده وجود المربي الحقيقي في حياتها