عند التفكير فيما يعنيه التوازن بين العمل والحياة، يتصور معظمنا معادلة أرجوحة (العمل في جانب وبقية حياتك على الجانب الآخر). ونعتقد أنه من المفترض أن نساوي كلا الجانبين، مع التركيز على مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه عند كل جانب. هناك مشكلة واحدة فقط. . . الوقت ليس هو المشكلة الحقيقية (ولا يمكنك موازنة حياتك بالطريقة التي تقترحها صورة الأرجوحة).
ما التوازن بين العمل والحياة؟
يبدأ الأمر بعقلك، ويتعلق بالقرارات التي تتخذها. من الضروري فهم الأسباب التي تجعل التوازن بين العمل والحياة أمرًا في غاية الأهمية. هذا لأنه من الصعب إنشاء شيء لا تفهمه. علاوة على ذلك، فإن تحقيق التوازن بين العمل والحياة يتعلق باتخاذ خيارات صعبة.
أولًا: التوازن بين العمل والحياة يعني ضغوطاً أقل
تذكر أن التوازن بين العمل والحياة يتم إنشاؤه في النهاية من خلال اختياراتك. هذا أيضًا ما يسبب لك الكثير من التوتر. فيما يلي الخيارات التي يمكنك البدء في اتخاذها لنفسك لتخفيف الكثير من التوتر والقلق:
قول “لا” للأشياء التي ليست من الأولويات.
تفويض قَدْر ما يمكن تفويضه.
اختيار القيام بأشياء ذات أولوية (والتخلّي عن الأشياء غير ذات الأولوية).
إعطاء الأولوية لرفاهيتك.
والنتيجة النهائية هي عبء عمل أكثر قابلية للإدارة، ووقت أطول في القيام بالأشياء التي تهمك وسيؤدي ذلك إلى تقليل مستويات التوتر والقلق لديك بشكل كبير.
ثانيًا: التوازن بين العمل والحياة سيحسّن صحتك العقلية
عندما تشعر بالتوازن تكون أكثر قدرة على التعامل مع المشاعر والأفكار السلبية، وهذا يمنحك مساحة للتنفس للتفكير، مما يسمح لأفكارك اللاواعية بالظهور إلى السطح.
ثالثاً: التوازن بين العمل والحياة يعني صحة بدنية أفضل
جزء من خلق التوازن لنفسك يشمل الاهتمام بصحتك الجسدية. ونعم، يتضمن ذلك أشياء مثل:
تناول وجبات صحية.
الحد من تناول السكر
عادات النوم الصحية.
التمرين المنتظم.
ولكن في الواقع هناك ما هو أكثر من ذلك. إن الطريقة التي تعيش بها وتعمل بها تجعل الأمور أسوأ بكثير بالنسبة لجسمك (إنها في الواقع مشكلة مجتمعية وليست مشكلة شخصية).
رابعًا: أسلوب حياة متوازن يعزز قدرتك على أن تكون حاضرًا
سيساعدك التوازن الداخلي على أن تكون:
أكثر انسجامًا مع مشاعر الناس.
أفضل في الاستجابة للأشخاص بشكل حدسي.
تدرك الخير من حولك (ولا تركز فقط على السيئ).
خامسًا: التوازن بين العمل والحياة يحسن علاقاتك
هذا يعني تطوير علاقات عميقة مع الآخرين (وليس فقط العائلة، ولكن الزملاء والأصدقاء أيضًا).
سادسًا: أسلوب الحياة المتوازن يزيد من المشاركة الفعالة بين الموظفين
الانخراط هو الشعور بالالتزام تجاه شيء ما حتى تبذل قُصارى جهدك. إن الموظف الأقل توترًا، والذي يتمتع بصحة عقلية وجسدية، والذي يشعر بالارتباط بزملائه في العمل، من المرجح أن يكون لديه الدافع للعمل بجدية أكبر.
سابعًا: التوازن بين العمل والحياة يزيد من التفكير الإبداعي
أنت بحاجة إلى مساحة لتفكير واضح وخلاق. عندما تكون متوترًا و/ أو مرتبكاً و/ أو قلقًا، فليس لديك القدرة على التفكير بشكل خلّاق. ولكن مع التوازن يأتي التفكير الإبداعي الواضح، وهذا يعني عملًا بجودة أفضل أيضًا.
ثامنًا: التوازن يجعلك أكثر إنتاجية
على عكس ما يعتقده الكثيرون، هناك الكثير من الفوائد التي ستحصل عليها من تنفيذ إستراتيجية جديدة لإدارة الوقت أو اختراق الإنتاجية. ستشعر بتحسن (جسديًّا وعقليًّا)، وستكون أكثر تركيزًا وأكثر قدرة على التفكير بهدوء ووضوح. بالإضافة إلى ذلك، ستكون أكثر تحفيزًا للعمل الجاد.
تاسعًا: التوازن الحقيقي يجلب السعادة والوفاء
من أهم الأسباب التي تجعل التوازن بين العمل والحياة أمرًا مهمًّا (وربما حتميًّا) هو سعادتك وتحقيق الذات. التوازن هو الشعور بالرضا عن نفسك والتحكم في حياتك ومسار حياتك المهنية (وكلاهما مفتاح لخلق السعادة لنفسك وإضفاء معنى حقيقي لحياتك).
إذا كان النجاح الوظيفي مهمًّا بالنسبة لك (وتعتقد أن التوازن مرادف للنجاح)، فإن التوازن بين العمل والحياة سيجعلك أكثر (وليس أقل) نجاحًا.
هناك اعتقاد خاطئ بأن التوازن لا يعمل لمن يريدون أن يكونوا ناجحين. لكن هذا ليس صحيحًا (ويستند إلى مفهوم خاطئ شائع مفاده أن التوازن بين العمل والحياة يتعلق بالاستقرار). التوازن بين العمل والحياة يتعلق بخلق حياة من النجاح وفقًا لشروطك من خلال:
تحديد الأولويات والتركيز على ما هو أكثر أهمية بالنسبة لك.
ضمان رفاهيتك (وبالتالي تمكينك من خدمة الآخرين بأفضل ما تستطيع).
أن تكون مسيطرًا على حياتك.
أليس هذا هو النجاح الحقيقي؟ إلى جانب ذلك، فإن أسلوب الحياة المتوازن يجعلك أكثر انفتاحًا، ومفكرًا أكثر إبداعًا وأكثر إنتاجية. وهذا يعني أنه سيكون لديك قدرة أكبر على النجاح في كل من حياتك الشخصية والمهنية.