تجلس ممسكًا هاتفك الذكي فتجد هذا قد تمكن من تحقيق إنجاز كبير، وهذا نشر فيديو وهو يمارس هوايته المفضلة، وهذه يتم تكريمها بعد فوزها في رياضة تحبها، وهذه اكتسبت مهارة جديدة يشجعها فيها رئيس عملها؛ ترى كل هذا فتقع في مصيدة التقييم السلبي للنفس وهي واحدة من أكثر مساوئ مواقع التواصل الاجتماعي شيوعًا.
لكن هذه المصيدة برغم سلبيتها، إلا إن هنالك وجه آخر إيجابي لها وهو مساعدتك على إعادة التفكير فيما تمتلك من مهارات والبحث عن آلية لتطويرها، لكن إذا لم تكن تعرف بعد ما هي مهاراتك فكيف ستعرف آلية تطويرها بالطريقة الصحيحة؟
حول هذا يتمحور مقالنا هذا، حيث نأخذك في رحلة مطولة داخل النفس، بحيث تفهم كيفية اكتشاف المهارات الشخصية وآلية تنميتها وكذلك أنواعها والعوائق التي تقف حاجزًا أمامها وكيفية التغلب عليها؟
المهارات الشخصية : 10 عوائق تمنعك و7 طرق تساعدك
ما المقصود بالمهارات الشخصية وما أفضل أنواعها؟
يقصد بالمهارات الشخصية المهارات التي يمتلكها الفرد سيكولوجيًا، بحيث تؤثر وتتأثر هذه المهارات بشخصية الفرد نفسه وكذلك المؤثرات الاجتماعية حوله، فهي مجموعة من المهارات الفطرية والمكتسبة والتي تخضع لتأثير مجموعة من العوامل النفسية والسلوكية والاجتماعية وكذلك البيئية.
تتنوع هذه المهارات طبقًا لشخصية الفرد ذاته والمؤثرات التي تحيط به ومحاولته لإيجادة حل ليتعايش معها، فمثلًا إذا كان الفرد يعيش في بيئة مزدحمة وعشوائية التعامل، حينها ستصبح مهارة التركيز والتنظيم واحدة من أهم المهارات الشخصية التي قد يمتلكها أحدهم في هذه البيئة.
الأمر ذاته بالنسبة للمهن، فمثلًا العمل داخل مهنة المحاماة لا يتطلب بالضرورة الإلمام بمهارات تقنية معقدة، لكن المهارات الاتصالية ولاسيما التفاوض والحديث المقنع تكون أهم أدوات المحامي وأكثر مهاراته أهمية؛ لذلك لا يمكن أن نحصر أنواع المهارات الشخصية في قالب معين أو نسلسل ترتيبها من الأكثر أهمية إلى الأقل، وذلك لأن كل مهارة شخصية تختلف قيمتها وأهميتها من مكان لمكان ومن ظرف لظرف، لكن إذا قلنا إن هناك مجموعة من المهارات الشخصية أجمع نسبة كبيرة من الخبراء على أهميتها، سنقول إن هذه المهارات كالآتي:
مهارة الذكاء العاطفي
مهارة التحليل النقدي.
مهارة حل المشكلات
مهارة التعاطف
مهارة التفاوض
مهارة إدارة الوقت.
مهارة التعليم الذاتي
مهارة التواصل الفعال
مهارة العمل تحت ضغط
مهارة القدرة على اتخاذ القرار
مهارة العمل ضمن فريق
مهارة التيسير
مهارة القيادة
مهارة الحزم
مهارة العرض والتقديم
يمكنك معرفة المزيد عن هذه المهارات وآلية تنميتها بالتفصيل من خلال قراءة مقال: كل ماترغب في معرفته عن تنمية المهارات الشخصية في العمل
المهارات السابقة هي أفضل المهارات الشخصية التي قد يحتاجها المرء في حياته، لا لكي يتمكن من الاندماج في بيئته المحيطة والمشاركة فيها بفعالية وإيجاب فحسب، ولكن لكونها تؤثر على الجانب النفسي والمهني لصاحبها كذلك؛ فمثلًا إذا كنت تتمتع بالمهارات المهنية الكافية للانضمام إلى وظيفة أحلامك، هذا لن يضمن لك الاستمرار فيها.
فمع تكرار الضغط فيها أو الإحساس بعدم قدرتك على التواصل مع زملائك أو إيجاد الحلول المناسبة عندما تقع الأزمات، سيضر رؤسائك إلى التخلي عنك على الفور من أجل شخص أفضل يتمتع بهذه المهارات وقادر على توجيهها لصالح العمل؛ لذلك عندما نقول إن هذه المهارات هي مهارات شخصية.
فنحن لا نقول إن حدود تأثيرها يقتصر على شخصية المرء فحسب؛ بل هذه المهارات تعمل كقاعدة أساس والتي من خلالها تتمكن شخصية المرء من التعامل مع الآخرين ما تواجهه من مؤثرات نفسية داخلية وخارجية بالطريق الأصح والأكثر احترافية لها.
ما المقصود بالمهارات الشخصية وما أفضل أنواعها؟
ما هي العوائق التي تمنع تنمية القدرات الشخصية؟
عندما ننظر إلى المهارات الشخصية السابقة وتأثيرها على المستوى الشخصي والمهني لصاحبها، يخطر على تفكيرنا سؤالًا طبيعيًا للغاية وهو إذا كانت هذه المهارات بهذه الأهمية، لماذا لا يسعى الجميع لاكتسابها وتطويرها؟ هل الأمر متعمد؟ هل الأغلبية لا ترغب في تطوير مهاراتها؟
الإجابة بالطبع هي لا عزيزي القاري، لكن الإجابة ليست بهذه البساطة أيضًا؛ فالأغلبية العظمى لا تطور من هذه المهارات لا لكونها لا تريد ذلك، ولكن لأنها لا تعرف أصلًا بوجودها أو دعنا نقول إنها خائفة من الاعتراف بذلك.
الأمر لا يبدو منطقيًا، أليس كذلك، لماذا لا يرغب أحدهم من الاعتراف بمصدر قوة قد يمتلكها؟! الإجابة على هذا السؤال سيجعلنا نتطرق إلى العديد من الدراسات النفسية المتخصصة والتي تناقش أسباب النظرة الدونية للنفس والرهبة من النجاح وغيرها من المشاكل النفسية الشائعة، لكن لكوننا لا نرغب في التطرق إلى مواضيع فرعية، دعنا نركز الآن على العوائق التي تمنع المرء من تنمية قدراته الشخصية، وذلك بمناقشة أنواع هذه العوائق وأسبابها كالآتي:
أسباب عدم تنمية القدرات الشخصية:
عندما ننظر إلى الطريقة التي نرى أنفسنا بها، سنكتشف أن كل منا يرى نفسه بزاوية مختلفة، هذه الزاوية رغم بساطتها في مخيلتنا إلا إنها تؤثر وبطريقة فعالة في كيفية معالجتنا للأمور وكذلك في رسم طريق حياتنا المهنية والشخصية كذلك؛ فمثلًا عندما نرغب في تحليل الزوايا الأربع لرؤية المهارات الشخصية داخل النفس، سنجد أن هناك أربع محاور تدور حولهم عملية التحليل كالآتي:
زاوية الشخص الغير كفوء اللاوعي:
وهي زاوية لا يعرف الشخص فيها ما إذا كان جيدًا أو لا في امتلاك مهارة معينة بل لا يعرف حتى إذا كان يعرف هذه المهارة أو يفهمها جيدًا، فلم يكلف نفسه عناء البحث أو التجربة عما قد يستهويه، ولا يرغب في المخاطرة في تعلم شيء جديد نسبة النجاح والخسارة فيه متساوية.
زاوية الشخص الكفوء اللاوعي:
وهو شخص يمتلك قدرة حقيقة أو مهارة شخصية معنية، لكنه لا يعرف إنه يمتلكها، بل قد يشكك من قدراته هذه في سبيل عدم تضخيم إحساسه بذاته ورغبته في الهروب من المسؤولية التي ستلقى عليه إذا اعترف بامتلاكها.
وهذا يظهر بقوة عندما يجرب الشخص أداء شيئًا جديدًا ولأول مرة، فيكتشف قدرته على ممارسته بسهولة، أو عندما يخضع لاختبار مفاجئ أو دعوة لعمل شيء وعندما ينتهي يتفاجأ بإعجاب الغير بيه، وهنا يكون المرء أمام خيارين أما أن يعترف بامتلاك هذه المهارة ويسعى لتطويرها، وأما أن يتجاهل إحساسه وينكر وجوده متعمدًا..
زاوية الشخص الغير كفوء الواعي:
وهو شخص يفهم جيدًا نقص إمكانياته فيما يتعلق بامتلاك أو ممارسة مهارة شخصية معينة، فيسعى بكل ما يمتلك من أدوات في تعلم هذه المهارة واكتسابها، بالإضافة إلى تقليل الضار الناتج عن عدم امتلاكها، وذلك بتعويضها بمهارات شخصية أخرى مساندة.
زاوية الشخص الكفوء الواعي:
وهو شخص استطاع أن يبنى اتصال نفسي إيجابي مع شخصيته، بحيث يفهم ما تتمتع به من نقاط قوة ونقاط ضعف، ثم يقوم باستخدام كل الوسائل المتاحة لتطوير نقاط القوة واستخدامها لصالحه الشخصي والمهني، ومعالجة جوانب القصور فيما يتعلق بنقاط الضعف.
بالنظر إلى الأربع زوايا السابقة يمكن ملاحظة إن النوعين الثالث والرابع هما الأكثر صحية فيما يتعلق بالرغبة في التطور والنمو، فكل منهم يسعى لتطوير ذاته ومعالجة جوانب القصور التي يمتلكها، الفرق أن أحدهم مازال يمتلك مشكلة يحتاج على حلها، والأخر تمكن من الوصول على بر الأمان ويعمل الآن على تطوير نفسه إلى مستوى أخر من الرقي؛ لذلك عندما نرغب في الوصول إلى المستوى الرابع من التواصل مع النفس، ما العوائق التي يمكن أن تواجهنا في هذه الرحلة؟!
الحقيقة عزيزي القارئ أن العوائق التي تقابل الأشخاص عند محاولتهم تنمية القدرات الشخصية كثيرة ومتعددة وبعضها قد ينبع من داخل الشخص نفسه وبعضها يكون تأثيرًا من العوامل الخارجية، لكن إذا رغبنا في تلخيص أهم العوائق التي تقف حائلًا دون تنمية القدرات الشخصية للمرء، فستكون كالآتي:
الخوف:
بالطبع سيتربع الخوف في مقدمة العوائق التي تقف حائلًا دون تنمية المهارات الشخصية، فنسبة كبيرة من البشر يخافون من تجربة الأشياء الجديدة ولاسيما عندما يتعلق الأمر بخضوعهم لعملية التقييم من الخارج؛ فتعلم مهارة جديدة خاصة بالتفاوض مثلًا، سيجعل صاحبها يجرى المناظرات مع الغير، وهو أمر سيقابله التقييم من صاحب العمل.
وهنا هنالك نسبة لا يمكن إنكارها إنه قد يتعرض للفشل وبالتالي لعملية التوبيخ، لذلك من الأفضل لهذا الشخص ألا يتعلم هذه المهارة على الإطلاق وبذلك سيتجنب التعرض للفشل وبالتالي عملية التوبيخ التي يكرهها ويخاف منها؛ لذلك يمثل الخوف واحد من أهم الأساليب الدفاعية السلبية التي تقف حائلًا أمام تطوير الذات.
الكبرياء:
يعد الكبرياء سلاح ذو حدين؛ فمن ناحية هو فضيلة مهمة إذا تم استعمالها بالطريقة الصحيحة، وفي نفس الوقت قد يعيق الكبرياء صاحبة عن الانفتاح نحو التغيرات المستمرة حوله ويجعله معارضًا لكل توجه جديد؛ وهذا بالطبع ما سيعيق المرء عن تعلم المهارات الشخصية الجديدة وذلك كي لا يعترف بتخلفه عن مواكبة العصر أو إشارة إلى نقص مهاراته في جانب ما.
عدم الانضباط:
تعلم مهارة شخصية ولاسيما إذا كانت معقدة أو صعبة يحتاج من دارسها إلى انضباط كبير؛ لذلك يعاني الأشخاص العشوائية أو كارهي التنظيم أو الالتزام بشيء محدد صعوبة في تعلم المهارات الجديدة؛ فعملية التعلم هي عملية مستمرة تحتاج إلى انضباط داخلي وقدرة على الالتزام لكي يتم تعلمها بقوة وفي وقت قصير.
عدم الرغبة في تحمل المسؤولية:
قد يكون الشخص قادر على الانضباط الداخلي أو لديه من القدرة والرغبة على تعلم أشياء جديدة وممارستها لكن رغبته في عدم تحمل المسؤولية تعيقه عن ذلك؛ فربما تعلمه هذه المهارة سيجعله مسؤولًا عن قيادة فريق العمل الخاص به مثلًا، أو إن حصوله على هذه المهارة سيترتب عليه التزامه بكورسات معينة أو ورش خاصة او تحمل مسؤولية أشياء لا يرغب بها، لذلك قد يقرر الإنسان طوعيًا التخلي عن فرصة جيدة له ومؤثرة في مساره المهني من أجل الهروب من المسؤولية أكثر من رغبته الذاتية في التطوير.
الإنكار:
تعد هذه الصفة من أكثر الصفات المؤذية والتي قد يتسم بها الشخص، فبالإضافة كونها تعيق الشخص على تطوير ذاته وتنميتها إلا إنها أيضًا تجعله يعيش في وهمه الخاص حول عدم وجود مشكلة أو أزمة يعاني منها، وفجأة وبدون أي مقدمات قد يجد الشخص نفسه يعاني من خسائر متتالية قد تبدأ في خسارة الأفراد المحيطة به، ثم تنتهي بخسارته لعمله ووسيلته لكسب العيش.
غياب الدافع:
لكي تتعلم شيء جديد ولاسيما إذا كانت مهارة شخصية فأنت تحتاج إلى دافع قوى يجعلك تتحمس لها وترغب في إجادتها بكل ما تمتلك من قوة، لذلك عندما يغيب هذا الدافع، قد تجد نفسك تشعر لا اراديًا بعدم أهمية هذه المهارة أو عدم تأثيرها على حياتك أو حتى عدم وجود ضرورة لتعلمها
لذلك عندما ترغب في تعلم مهارة شخصية جديدة يجب أن تربط تعلمها بدافع قوي كرغب في تحقيق تارجت معين في العمل أو رغبة في الشعور الإيجابي نحو الذات أو لكى ترتقي في الوظيفة الخاصة بك أو لكى تفوز بعلاقة جيدة مع من حولك وغيرها من الأسباب.
النظرة التشاؤمية:
أحيانًا ما يمتلك المرء كل الأسباب والدوافع التي تجعله جيد في تعلم مهارة شخصية جديدة، لكن قد يقرر تجاهلهم بسبب نظرته التشاؤمية حول عدم جدوى ما قد يسفر عنها؛ وعادة ما يحدث هذا النوع من التشاؤم بسبب إحباطات متتالية تعرض لها الشخص، سواء كانت هذه الإحباطات نفسية وشخصية أو عائلية أو حتى مهنية.
فمثلًا قد يرى الشخص أن تعلمه هذه المهارة لن يعود عليه بالفائدة، ففي الأخير سيحصل شخص موصى به من أقارب المدير على الوظيفة فما النفع أذن؟ أو يرى أنه حتى لو حصل على هذه المهارة وأجادها فإن عائلته ستظل غير مهتمة بما يفعله أو تراه فاشلًا فيه، فلماذا يجهد نفسه بتعلم أشياء لن تحدث أي تغير في حياته سواء بالسلب أو الإيجاب.
النظرة الدونية:
تعد النظرة الدونية واحدة من أهم العوائق التي تعيق اكتشاف المهارات الشخصية للمرء، فبجانب كونها مشكلة نفسية يجب حلها على الفور، إلا إن تأثيرها بالغ في حياة الإنسان، فبجانب كونها تضيع فرص جيدة على صاحبها في امتلاك مهارات شخصية وفنية جيدة، إلا إنها تجعله لا يحصل على الوظائف التي يستحقها أو الرفقاء الجيدين كفاية لحياته؛ وذلك كله بسبب نظرته المستحقرة لذات والتي تجعله يرى نفسه أدنى من أن يحصل على التقدير أو قيمة جيدة من الأشخاص المحيطين حوله أو المجتمع.
الدفاع الهجومي:
الدفاع الهجومي هي استراتيجية تلجأ إليها النفس كمحاولة للتهرب من الاعتراف بالنقص أو التقصير في جانب من الجوانب الشخصية أو النفسية، بحيث يبادر الشخص بالهجوم على كل من يحاول أن يساعده في سبيل تطوير ذاته بغرض الدفاع عن نظرته الداخلية لنفسه بكونه شخص كامل لا يحتاج على تعديل، ولكي يحافظ على هذه النظرة يهاجم بعدائية تجعله يرفض أي مساعدة خارجية أو تقييم أو ملاحظة حتى ولو كانت صحيحة.
نقص الدعم:
هناك نوعية من الأشخاص التي لا يحركها التشجيع الذاتي للنفس، بل لكي تقوم بتعلم أشياء جديدة أو تمارسها، تحتاج على نوع من الدعم الخارجي الذي يجعلها تثق في نفسها وتتشجع على تجربة شيء جديد، قد يكون الدعم في صورة كلام إيجابي من أحد أفراد العائلة او الأصدقاء أو الرفقاء أو حتى الزملاء أو أرباب العمل، وقد يكون الدعم في صورة مكافأة أو حوافز معنوية أو مادية يتم الحصول عليها إذا تعلم الشخص هذه المهارة أو أجاد فيها.
كل المعوقات السابقة تمنع صاحبها من تعلم كيفية اكتشاف المهارات الشخصية التي يمتلكهاـ؛ وتجعله يبقى أسيرًا لكل من زاوية رؤية الشخص لذاته بين نوعي الكفوء اللاوعي والغير كفوء اللاوعي، لذلك يأتي دور السؤال الأهم والذي حوله تدور مقالتنا: كيفية اكتشاف المهارات الشخصية للمرء والهروب من مصيدة التقليل من الذات؟!
أسباب عدم تنمية القدرات الشخصية
كيفية اكتشاف المهارات الشخصية للمرء وطريقة تنميتها؟
هناك مشكلتان يقع فيهم الغالبية العظمى من الناس، الأولى كونهم يظنون أن المهارات الشخصية هي مهارات فطرية غير مكتسبة؛ لذلك أما أن تكون مولدًا بها وتستطيع ممارستها منذ الصغر أو يكون قد فات الأوان على ذلك. والمشكلة الثانية أن البعض يتعامل مع جملة تعلم المهارات أو اكتشافها كونها عملية صعبة للغاية وتحتاج إلى توجيه وممارسة ونوع من أنواع الدعم المالي الكبير.
والحقيقة أن كلا الأمرين لا يعدان أكثر من أسطورة واهية لا أساس لها من الصحة؛ فبنسبة للمشكلة الأولى فالمهارات الشخصية هي مهارات تتمتع بجانب فطري ومكتسب؛ إذا يمكن بالممارسة تعلمها بالسهولة وكذلك تطويرها. أما فيما يتعلق بالمشكلة الثانية، فتعامل البعض مع المهارات كونه وحش ضخم لا يجب الاقتراب منه، نابع من خوفهم من المجهول وما قد يترتب على عملية اكتشافه.
فالبعض قد يخاف أن يكتشف إنه ليس كفوء لتعلم هذه المهارة أو يتعرض للفشل بعد مده من ممارستها، لذلك دعنا نطمئنك من هذه الناحية ونقول إن المهارات الشخصية تعد من أسهل المهارات التي يمكن للمرء تعلمها مقارنة بغيرها من المهارات كما إن نسبة تطويرها وتقويتها أعلى من غيرها كذلك. لذلك دعنا ننحى هذين المشكلتين جانبًا ونبدأ بالإجابة على سؤال:
كيفية اكتشاف المهارات الشخصية للمرء؟
تخلص من خوفك:
كما قلنا سابقًا يعد الخوف هو العدو الأول لما يتعلق بإيجاد المهارات الشخصية وتطويرها، لذلك عندما نقدم لك النصائح الخاصة باكتشافها، فيجب أن يكون حلنا الأول هو التحرر من هذا الخوف. اسأل نفسك هذا السؤال:
ماذا سيحدث إذا فشلت؟ ما الأمر الجلل الذي سيحدث؟ لا شيء، ستفشل، فليكن من منا لم يفشل ولو على الأقل مرة في حياته، لذلك تشجع وأمن بنفسك، حتى ولو صدقت مخاوفك وكنت غير كفوء لتعلم هذه المهارة، يكفيك إنك كسرت حاجز هذا الخوف وتقدمت على أخذ خطوة كنت تهرب منها دائمًا وهو في حد ذاته شجاعة تحترم عليها.
عد خطوة إلى الوراء:
الحنين إلى الماضي أمر محفز للغاية لاكتشاف المهارات الشخصية للمرء؛ فمن خلاله يمكنك أن تلاحظ أي الأشياء كانت تستهويك وأنت صغير في السن وتسترعى انتباهك، ويمكنك من خلالها استنباط النشاط الذي قد تكون شغوفًا به وأي المهارات تلزمك لتكون جيدًا فيه كذلك.
الأمر ذاته يتعلق بالعودة إلى الوراء فيما يتعلق المواد ونوعية الألعاب التي كنت تمارسها، فجميع هذه الذكريات تساعدك على تحديد طبيعة تفكيرك هل هو عاطفي أم عقلي، هل تحب الألعاب التي تحتاج إلى تحليل نقدي أم لا؟ هل كنت تراعي إدارة الوقت منذ الصغر؟ هل كنت تحب التنظيم... إلخ.
اسأل من حولك:
أحيانًا ما يرانا الأخرون أفضل مما نرى أنفسنا ولاسيما إذا كانت هذه النظرة من الاقارب والأصدقاء والأحباء؛ فهؤلاء يستطيعون النفاذ إلى طبيعتينا الحقيقة وملاحظة أدق تفاصيلنا بحيث يعرفون ما هي نقاط قوتنا وضعفنا، وما نحن أفضل فيه وما الذي نواجه من مشاكل ويحتاج على تطوير؟ لذلك سؤال من حولك يعد نقطة جيدة جدًا فيما يتعلق بكيفية اكتشاف المهارات الشخصية، لكن مع مراعاة أن يتم سؤال أناس سوية نفسية بحيث لا يؤثر نزعاتهم الداخلية أو مشاكلهم معك على منحك أراء حيادية تساعدك في التقدم والتطوير.
غرد خارج السرب:
أحيانًا ما يكون انتمائنا إلى حيز أو جماعة أو طابع اجتماعي أو مهنة لفترة طويلة عائقًا أمام التطور أو اكتشاف الذات بحق؛ حيث يخضع هنا الشخص لمجموعة من المؤثرات القوية والتي من ضمنها خوفها من الخروج عن المألوف بالإضافة إلى رفض الاخريين لمحاولته للخروج من جماعتهم بل وقد يصل إلى مهاجمته كذلك.
مع ذلك فأي من هذه الأشياء ليست مهمة في الحقيقة، فكلما وجدت راحتك أبحث عنها وقاوم من أجل تحقيقها، وإذا كان أسلوب الحياة الذى تبحث عنه متوقف على تعلم مهارة شخصية جديدة خارج هذا السرب، فأن الآوان الآن لتغرد خارجه والبدء في تجربة أشياء جديدة ومختلفة عنك، فلربما تتفاجأ من كمية المهارات التي تمتلكها ولم تكن تعرف عنها شيء.
انفتح على تجارب ونصائح الغير:
لكي تستطيع اكتشاف المهارات الشخصية الخاصة بك، يجب أن تكون منفتحًا على تجارب ونصائح الغير، بحيث تتمكن من فهم أي المجالات هي الأكثر فرصة للصعود والنمو في الحاضر والمستقبل، واي المهارات الشخصية والفنية المتعلق بها، وكذلك كيفية تعلمها وتنميتها.
قم بإجراء اختبار تحديد الشخصية:
يمتلئ الإنترنت بالعديد من اختبارات تحديد الشخصية، وهي نوع من الاختبارات التي يتم إعدادها بعناية من الخبراء، بحيث تكون النتيجة المترتبة على الإجابة على أسئلتها تساعد الممتحن في اكتشاف كل من جوانب القوة والضعف فيه، وما هي أنماط شخصيته وما المهارات التي يمتلكها وما هي المهارات التي يحتاج إلى تعلمها، بالإضافة على طبيعة الوظائف الأفضل له، وكذلك النصائح الخاصة بعملية تطوير ذاته وتنميتها.
يمكنك إجراء اختبار الشخصية من خلال العديد من المواقع التي تقدم هذه الخدمة مجانًا، والتي يقع في مقدمتها شركة Adobe والتي تمنح زائري موقعها اختبار creative type وهو اختبار يساعدك في تحديد أي مستوى من الإبداعية تمتلك وإلى أي الشخصيات تنتمي وما هي الفرص التي تمتلكها وما هي السمات الشخصية المعبرة عنك.
ابحث عن العادة أو السلوك المنتظم:
عادة ما يمتلك الإنسان نظام ثابت أو عادة يمارسها دون وعي، وقد تكون في هذه العادة الغير واعية مجموعة مختلطة من المهارات الشخصية الاستثنائية والتي لم يلقى لها صاحبها أي اهتمامًا؛ فمثلًا عندما يعتاد أحدهم على تنسيق الورود داخل حديقته او رعايتها أو العمل على حل مشاكل التربة لكي تكون صالحة لنموهم؛ فهنا هو يمارس كل من مهارة حل المشكلات وكذلك مهارة التنظيم والتنسيق كذلك.
الأمر ذاته عندما يعتاد أحدهم على المشي لفترات طويلة حتى يفكر في اتخاذ قرار مهم، حينها سيمارس بدون وعى مهارة التفكير النقدي والقدرة على التركيز بدون حتى أن يعي أن هنالك من يدفع الكثير من الأموال من أجل الحصول على لحظة تفكير صافية دون أي تشتيت.
كيفية اكتشاف المهارات الشخصية للمرء؟
كل الأساليب السابقة تساعدك على معرفة الطريقة المثلى لكيفية اكتشاف المهارات الشخصية بكفاءة، لكن جميعها غير فعالة ما إذا كان صاحب المشكلة نفسه لا يرغب في إيجاد حل لها أو لا يمتلك الدافع القوى للاستثمار في نفسه وتطويرها.
لذلك عندما تسأل عن كيفية اكتشاف المهارات الشخصية الخاصة بك، فأول نصيحة أقدمها لك مقدمًا إياها عن النصائح السابقة هو أن ترى نفسك بنظرة المستحق وأن تجد الهدف الكافي الذي يدفعك لا لامتلاك مهارة شخصي جديدة فحسب، بل التنوع ما بينهم والإجادة فيهم كذلك. وإذا ما كنت تتساءل عن الطريقة المثلى لتنفيذ ذلك على الفور، فدعني أنصحك بزيارة قسم المهارات الشخصية التابع لمنصتنا، حيث يضم مجموعة متنوعة من أفضل الكورسات المتخصصة في هذا المجال، والتي يقدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين.