الوظائف التي لا تفيد المجتمع ( Socially Useless Jobs)!
قام باحثون من هولندا بإجراء دراسة .. تم فيه سؤال ما يقرب من مائة ألف عامل و موظف من مهن مختلفة في 47 دولة!
100 ألف ... من 47 دولة ... متقدمة ومتخلفة ... من مهن مختلفة!
السؤال هو: هل ترى وظيفتك مهمة للمجتمع أم لا؟
كانت إجابة 25% منهم أن وظيفته غير مهمة ويمكن إلغاء هذه الوظيفة في أي وقت دون أن يتعطل أي شيء! يعني 75% فقط يعتقدون أن المهنة والخدمة التي يقدمونها مهمة للمجتمع.
الأخطر .... نظر هؤلاء الباحثين في نوعية الوظائف!
وجدوا أن أغلب الوظائف في الـ 75% الذين يعتقدون أن عملهم مفيد ومهم للمجتمع هي وظائف مثل المدرسين والعمال في المصانع والفلاحين وعمال النظافة و الأطباء والممرضات.
بالمقابل وجدوا أغلب الوظائف في الـ 25% الذين ما لهمش لازمه! ويعتقدون أن وظيفتهم يمكن الإستغناء عنها دون أي تغيير حقيقي في المجتمع هي أغلبهم وظائف إدارية!
موظف إداري، مدير في إدارة حكومية، موظف في بنك، موظف في إدارة قانونية أو مكتب محاماة، موظف في مؤسسات الدعاية و الإعلان، موظف في إدارات الجودة و الإدارة، شركات التأمين.
وصل الباحثين إلى إستنتاج أن أغلب الوظائف الإدارية في كل المؤسسات يصيب الموظفين فيها شعور بعدم القيمة، لأنها مجرد حمل يمكن الإستغناء عنه، ويزيد من تعقيد المنظومة و يقلل من كفاءة العمل لأن أغلبهم لا يقدم شيء حقيقي.
وبالتالي فكلما تزايد عدد وحجم الهيكل الإداري، والوسيط بين من يقدم الخدمة ومن يستفيد منها كلما تدهور الأمر.
وسيط بين الطبيب والمريض، وسيط بين الفلاح ومن يشتري الطعام، وسيط بين العمال ومن يشتري السلعة، هؤلاء الوسطاء أغلبهم ليس له فائدة ويكون حمل على المنظومة وتعطيل لها!
--------------------------------
من ناحية أخرى وبصراحة!
في الدول المتخلفة ما هي المؤهلات المطلوبة للتعيين في المناصب؟
ما المؤهلات المطلوبة للتعيين مديرا لمؤسسة في دولة متخلفة ؟ أي مؤسسة؟
الموضوع بسيط، ثلاثة مؤهلات فقط .. منهم إثنين مهمين و واحد غير مهم!
المؤهلات المهمة:
#أولا: الموافقة و المباركة من الأجهزة الأمنية والتعاون والطاعة المطلقة.
#ثانيا: الواسطة والمعارف والعلاقات.
#ثالثا: وهذا أقل أهمية ومن السهل تجاوزه وقت اللزوم.. الأقدمية.. الأكبر سنا .. ترقية مع مرور الوقت .. الدور جاء عليه! مجاملة قبل نهاية الخدمة!
كما نلاحظ هذه المؤهلات الثلاثة ليس لها أي علاقة بالكفاءة ولا المهارة ولا قدراته الإدارية ولا العلمية ولا العملية.
مدير المصنع ليس أحسن مهندس.
مدير المستشفى ليس أشطر طبيب.
مدير البنك ليس أشطر إداري.
لذلك أتعجب حين يصيب الغرور والتكبر أي شخص يشغل منصب إداري في بلد متخلف، أتعجب فعلا حين أجده يصدق خرافة الكرسي الذي يجلس عليه أو تملق و تقرب السكرتيرة له!
أتعجب حين أرى هؤلاء يصدقون الوهم، ويعيشوا في دور الأهمية والعبقرية وهم يجلسون لبضعة سنوات على الكرسي، قبل أن ينقلب الحال وينضم إلى طابور المتقاعدين المنسيين.
المهملين! يعانون من ذل وكسر النسيان وإنقلاب المنافقين عليهم!
تماما كما أضحك حين أرى هذا الغرور يتلاشى بسرعة أمام أي عامل ولو بسيط من جهة أمنية.
المثل المصري بيقول: "ربنا بيحيل ابدان على ابدان".
وكل من يصطنع الأهمية والتكبر أمام بعض الناس سرعان ما يتحول إلى ذليل مكسور أمام أناس أخرين.
#الخلاصة: أغلب هذه المناصب الإدارية والمديرين والألقاب والمناصب، أغلبها بلا قيمة وتعطيل وترهل في المنظومة بين من يقدم الخدمة ومن يستفيد منها، بين الطبيب والمريض .. بين العامل والمستهلك .. بين الفلاح ومن يحتاج إلى طعام!