فلسطين مكسدخول

الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
5 مشترك

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية غربية باللغة العربية الفصحى بعنوان
الشمس العمياء
للكاتبة / كلوديا جيمسون



الملخص :

عرفت إن هذا سيحدث منذ البداية أحست بذلك المزيج الغامض من الإثارة والتململ ! ذلك الإحساس الذي يسمونه الحب!!
لم تعترف إنها بدأت تحبه منذ البداية لأن هذا أخافها حتى الموت ! لكنه كان أمر حتمي لا يمكن تجنبه ، مثله مثل الألم الذي جاء مع الحب
تعرف أنه محكوم على حبها بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته رجل تخلى عن الحب بكل بساطة رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات فكيف لفتاة مثلها بسيطة وعادية الجمال أن تأمل في إذابة ذلك القلب ؟
لن تستطيع إنه لا يريد الناس لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته وانعزاله عن العالم إنه ليس بحاجة للناس
لقد فقد أعز ما يملكه ، ولم يعد قادراً على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه وكم كانت غبية عندما اعتقدت أنه تكيف فلا شيء ولا أحد قادر على تقديم العزاء له

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
1/ وجهاً لوجه

انضمت بريندا توماسن إلى شقيقها حول مائدة الفطور ، وتوجهت عيناها نحو النوافذ لترى تساقط الثلج الذي تجمع طوال الليل
- أنظر إلى الطقس ! من توقع هذا في وسط شهر آذار ؟
- صباح الخير بريندا
قدم لها دان شاي ثم حرك إبريق الحليب الصغير و ( الكورنفليكس ) نحوها على الطاولة وأضاف ك
- هذه انكلترا عزيزتي فحتر في آذار يتساقط الثلج يستحسن أن تمهلي نفسك بعض الوقت قبل أن تذهبي إلى باكنغها مشاير فثمة عاصفة قوية قادمة وقد تسبب تراكم الثلوج في الريف متى موعدك ظ
- في الثالثة ، دان ألن تعيد التفكير في النقاش الذي جرى بيننا ليلة أمس ؟
- قال بحزم : لا
ثم ابتسم ابتسامة اعتذار :
- إنه لطف كبير منك أختي لكنك قومت الكثير لعائلتك في الماضي ولن أسلب منك شبابك بالسماح لك أن تكوني مدبرة منزل دون أجر وأم بديلة لطفلي
توقفت ملعقة بريندا في الهواء ثم أعادتها إلى مكانها وضحكت :
- تلبني شبابي ؟ أنا في الرابعة والعشرين تقريباً ولا أعيش حياة فخمة ! ولن تسلبني شيء ! سيكون الأمر مجرد استبدال عمل بآخر
- هل حصلت على تعليمات للوصول إلى ذلك المكان ؟
فهمت بريندا من مقاطعته لها أن الموضوع انتهى لن يسمح لها أن تنتقل للعيش معه لتعتني بمنزله وولديه ، مع أن دايفد وآنيس بحاجة ماسة لمن يعتني بهما
نظرت لأخيها إنه سيكمل سن الأربعين بعد ستة شهور ، خط شعره الأمامي يتراجع بسرعة للوراء , وهناك خطوط إرهاق حول عينيه وفمه بالرغم من هذا لا يزال رجل جميل الطلعة ، أجمل بكثير من أخته كان لها ذات الشعر الأشقر الداكن ن لكن مع بياض بشرتها وبعض النمش لا يمكن وصفها سوى بالمقبولة عيونهما متماثلة ماعدا أن عيني دان أكثر خضرة وأكبر حجما ، بينما عيناها حسب رأيها من الصعب أعطاء وصف لهما
دان رجل وحيد لقد استعاد تماسكه بعد وفاة زوجته والفضل في هذا لولديه وحاجتهما الماسة إليه لكنه كان يعمل بجهد كبير وقد بدأ الإرهاق يظهر عليه مما أقلق بريندا
كانت اكبر أمنية لها أن يلتقي أخوها بامرأة ليتزوج من جديد امرأة حتى لو كانت بنصف طيبة ورقة زوجته الأولىلكن الحياة الاجتماعية عند دان لا وجود لها ، فهو لا يستغل فرصة وجودها مع الولدين للخروج !
مال إلى الأمام يلكزها :
- هل أبعدتني عن أفكارك ؟ كنت أسأل ما إذا كان معك تعليمات للوصول على مكان المقابلة بإمكاني ان أحضر خريطة للطريق وأدلك
ابتسمت :- لا بأس في هذا
فتشت في حقيبتها بحثاً عن ورقة مكتوبة أعطتها لها الوكالة في اليوم السابق فيها تعليمات دقيقة للوصول إلى باكنغها مشاير مع إن العمل عن مخدومها وعن العمل لم تكن دقيقة
فقد أخذت بيني المديرة في مكتب التوظيف تعتذر شارحة بأنها مستعجلة وأن عليها الإسراع إلى للحاق بالقطار لذلك لم تعط بريندا الكثير من التفاصيل عن مهمتها ، فقط قالت أن السيد غريفز كاتب ، وأنه يحتاج لسكرتيرة بصورة ملحة لكنه يود أن يقابلها قبل أن يقرر توظيفها
كان عمل بريندا الحالي قد انتهى ، وكانت تفكر بأخذ إجازة لمدة أسبوع لكن هذه حالة طارئة كما قالت بيني ، لذا وافقت على مقابلة قصيرة مع السيد غريفز ووضعت بعض الملابس المناسبة في الحقيبة الصغيرة التي كانت ستأخذها إلى ( سواري ) مع أنها كانت مصممة على العودة إلى منزل أخيها بعد المقابلة
- يجب أن تمنحي نفسك مهلة ساعتين ونصف من هنا تقريباً لتصلي ولتكن ثلاثة أليس غريباً أن تكون المقابلة يوم السبت ؟!
كانت بريندا تحس بامتعاض خفيف فقد مضت فترة طويلة لم تجر فيها مقابلات عمل إنها ليست مجرد طابعة عادية ، إنها كاتبة اختزال من أعلى مستوى وتعمل لوكالة لندنية ضخمة تتعامل فقط مع الصفوة من الناجحين كلهم موهيين في الاختزال إنهم جميعا القمة في مهنتهم رجال ونساء
قبل الانضمام إلى وكالة بورك كانت بريندا تعمل كاتبة اختزال في المحاكم ثم أمضت ثمانية أشهر دون عمل للعناية بأبيها الذي كان يحتضر لكنها كانت تتدرب على المحافظة على سرعتها بتسجيل الأخبار من الراديو والتلفزيون

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
إذا حصلت على هذا العمل
- سأحصل عليه ! لكنني قد لا أقبله!
ابتسم دان لثقتها بنفسها خاصة وأنها ثقة مبررة
- إذا عرضت عليك المهمة وقبلتها ، ألن الانتقال من لندن إلى باركس كل يوم متعباً ؟ خاصة القيادة إلى هناك في ساعات الزحام ؟ أكره لك هذا !
- أبداً ثم أنا أتقاضى أجر وقت سفري ، لذا لن يكلفني الانتقال شيء هل نسيت أيام كنت مضطراً للانتقال من منزل ذوينا في أقصى ( كنت) إلى المدينة كل يوم ؟
يومها كان يتعلم مهنته وكانت بريندا فتاة صغيرة ، والآن هو يعمل محامياً ، إنه شريك في مكتب صغير ناجح في ضاحية ( سواري )
سألته وقد لاحظت ثقل تساقط الثلج :
- أين الولدان ؟ في الحديقة الخلفية أراهن !
- وأين غير هناك ؟ إنهما يبنيان رجل الثلج
- لكنهما سيتبللان ! هل تناولا الطعام ؟
- كورن فليكس فقط كنت على وشك تحضير لحم وبيض هل تحبين شيئاً منهما ؟
رفعت عيناها للسماء وضحكت :
- سأعدها أنا ابق أنت مع صحيفتك !إن الطهو شيئاً لا يقدر دان عليه حتى أنه كان يخلق فوضى وهو يسلق بيضة ، وليس ناجحاً كذلك في أعمال المنزل تنهدت بريندا من الواضح إن منزله منذ أن انتقلت المرأة التي كانت تخدمه نهاراً إلى الشمال منذ ثلاثة أسابيع مهمل بشكل يثير الحزن
على الأقل استطاعت إقناع أخيها أن بحاجة إلى مدبرة منزل مقيمة ليلة أمس حدث نقاش طويل كاد أن يتسبب في شجار فقد كانت بريندا قلقة جداً على ولدي أخيها ، حتى أنها عرضت التخلي عن العمل والعيش معهم !! لترعاهملكن دان رفض الإصغاء إليها وقال :
- لن أسمح لك بترك مهنتك والانتقال إلى قرية صغيرة هادئة لتصبحي عمة عانس لا حياة خاصة لك
لم يكن هناك فائدة من الجدال معه فهو عنيد جداً ، إلا أنها حققت بعض التقدم عندما وافق على وضع إعلان يطلب فيه مدبرة منزل
أخذت تفكر في حياتها كانت حياتها في عالم التجارة محمومة مرهقة ولكن حياتها كفتاة عزباء غير جذابة دائماً فارغة كانت تؤمن بأنها ستكون سعيدة جداً لو باعت شقتها وعاشت مع أخيها لتكون الأم البديلة لابنيه
كان الزواج أمر لا تفكر فيه فلا جدوى من التفكير أنها بكل تأكيد لا تلفت النظر ، إلا أنها تعرف أن ما يلزمها هو رجل غير عادي ليقنعها بالالتزام مدى الحياة ومع هذا كانت واقعية فبأساريرها البشعة تقريباً وجسدها المترهل قليلا مؤخراً ، حتى الرجل العادي لا يرغب في الخروج معها
مع كل هذا كانت قانعة مرتبها جيد ، ترتدي أفخر الملابس ، تملك شقة وسيارة ، مكتفية ذاتياً ولو أن الحياة في لندن موحشة في بعض الأوقات
في الحادية عشرة ، غادرت منزل دان نحو باكنغها مشاير وقالت للولدين وهما يودعانها أنها ستراهم في المساء ، وحذرها دان من أن تقطع وعداً فالثلج قد يتحول إلى عاصفة لكنها أصرت
- لاتكثر الكلام سأعود لقد خططت لحفل شواء كبير في الغد أراكم فيما بعد
- حسن جداً حظ سعيد في مقابلتك
_ إنه مجرد عمل عادي سأقول للسيد غريفز هذا أنه لن يجد سكرتيرة أفضل مني وإذا لم يعجبه منظري ، فسيخسر لأنني سأتمكن من الاختيار من بين عشر مهمات أخرى يوم الاثنين وسأقول له هذا
- كذابة ! لن تقولي شيئاً من هذا !
سارت بريندا نحو المرآب وضحكتها ترن في الهواء البارد الرطب
كانت ترتدي حذاء ثقيل عالي الساقين بلون بني , ومعطف من جلد الخراف كانت تنورتها التي جربتها أول مرة هذا الصباح ، ضيقة مع أنها اشترتها منذ فترة قصيرة وهكذا رضيت بتنوره بلون جلد الجمل مع كنزه مماثلة كانت تبدو أنيقة وسكرتيرة كفء
لكن يجب أن تنظم طعامها حقاً فالكيلو غرامات الثلاثة التي اكتسبتها منذ عيد الميلاد بقيت معها ، وهي لا تبدو جميلة مع جسمها صغير الحجم وارتفاعها المتوسط لكن من الصعب إتباع حمية خاصة في الشتاء
أبقت سرعتها متوسطة فقد كان الطريق مبللا ً والرؤية ضعيفة
كانت ممتنة لأخيها حين وصلت إلى باكنغها مشاير لأنها تكره عدم الدقة في المواعيد
بوصولها إلى مفترق ثلاث طرق ، توقفت ونظرت لخريطتها المرسومة باليد :
- تابعي الطريق من مفترق ( غريت بريكهيل ) نحو اليسار نحو
لكن هل هي الآن في ( غريت بريكهيل )؟ أم أن مفترق الطريق لا يزال إلى الأمام ؟ بالطبع ما من أحد هناك لتسأله
اتبعت حدسها واستدارت إلى اليسار وما هي إلا عشر دقائق حتى وجدت نفسها تتبع خريطتها بدقة وبعد أن قطعت الطريق كله الذي يجب أن يكون منزل السيد غريفز فيه ن أوقفت سيارتها لكنها لم تكن مرتبكة بل ساخطة قليلاً فهذا الطريق لا يعدو كونه درباً ضيقاً تغطيه الثلوج ، والشجيرات تعلو كثيراً بحيث لا تستطيع رؤية ما حولها
- هل أنت في مشكلة ؟
- لا لالكنني ضائعة قليلاً فأنا أبحث عن منزل يدعى ( سيلينا هاوس )
رد السائق بلطف ك
- إنه هناك سيري حوالي المأتي ياردة فتجديه إلى يسارك أنه بعيد قليلاً عن الطريق لكنك سترين البوابات وداعاً!
رأت بريندا البوابات كانت من الحديد المشغول المزخرف ووراء البوابات هناك جادة تحيط بها أعمدة تصل للمنزل

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
لكن المشكلة كيف تصل للجادة ؟
كان الفضول يتحرك في داخلها وهي تنظر إلى هذا هذا المخل المهيب ماهو هذا المكان معتقل ؟
عند نزولها من السيارة شاهدت لوحة نحاسية مثبتة لأحد الأعمدة الأسمنتية مكتوب عليها ( سيلينا هاوس ) لكنها كانت صغيرة جدا ً واضح أن السيد غريفز يتمتع بعزلته
تأكدت لها هذه الفكرة عندما برز من حيث لا تعلم كلبان ضخمان من الناحية الأخرى للبوابة ينبحان بشدة
خافت من شراسة كلبي الحراسة كيف من المفترض أن تدخل لهذا المكان ؟!
ثم عن يمينها سمعت صوت أجش يسأل : من الزائر ؟
التفتت ولم تر أحداً مع تكرار الصوت لاحظت بإحساس بالبلاهة أن هناك هاتف داخلي تقدمت إليه :
- أنا بريندا توماسن من وكالة بورك
- رد الصوت : أنا غريفز أعتقد أنك في سيارة ؟
- طبعاً
- إذاً أدخلي سافتح البوابات
- وماذا عن الكلبين ؟
- متى فتحت البوابات فلن يزعجاك آنسة توماسن
انتقلت عيناها للكلبين وكل ما تأمله أن يكون محقاً! وكأنما الكلبان يعملان على جهاز السيطرة عن بعد فقد توقفا عن النباح فوراً بعد أن فتحت البوابتان فمرت بسيارتها وأغلقت البوابتان خلفها قادت ببطء وأثارة فكرة مرحها كيف يصل ساعي البريد ؟!
كانت الأراضي حول المنزل واسعة وبعد خمسين متر برز أمامها المنزل كان أنيقا يعود تاريخه للقرن 17م
أوقفت سيارتها وهي تفكر أن الموقع كله سحري كشيء مرسوم على البطاقات البريدية وأخذ فضولها يزداد مع مرور الوقت
فتح السيد غريفز الباب ، وعرفت أنه هو ! مع أنها لم تتوقع أن يفتح لها الباب بنفسه !! عرفت أنه هو لأنها تخيلت وجه للصوت الذي سمعته ولم يكن بعيداً عن تصورها
من الصعب تخمين عمره ربما في 5 أو 6وجهه زهري ضخم مستدير ، قمة رأسه لماعة صلعاء ماعدا بضع خصل تتشبث بالحياةربما كان شعره يماثل يوما لون شعرها إلا أنه الآن ممزوج بالشيب
كان يرتدي بدله قديمة الطراز وبنطلونه مثني الساقين !!
أجل هذا ما توقعته أنه غريب الأطوار حقاً
- مساء الخير أنا بريندا توماسنولدي موعد مع السيد غريفز في الساعة الثالثة
- قال وهو يغلق الباب وراءها :
- أنا السيد غريفزلقد وصلت مبكرة بعشر دقائق
لم تعرف بريندا إن كان التعليق تحذير أم تقديراً لأنها تمكنت من الوصول في الطقس المثلج
- أنا مسرورة للقائل سيد غريفزأنا فهمت أنك طلبت خدمات سكرتارية ؟ الوكالة
وصمتت هذا الرجل يشعرها بعدم الارتياح مع أنها لاتعرف السببولم يصافحها بل قال :
- اسمي غريفز فقط غريفز ، والموعد ليس معي آنسة لقد كلمت الوكالة نيابة عن رب عملي المركيز سيدي المركيز يرغب في مقابلتك لو لحقت بي
لم تتحرك بريندا سيدي الماركيز ؟ مسيو لو ماركيز ؟ رب عملها المحتمل فرنسي ؟ دهشت وأحست بالتوتر لا شك أنه عجوز ومعقد وربما لا يسمع وله نزعات غريبة ولا شك أنه سيكتب مذكرات حول حياته كفرد من الأرستقراطية الفرنسية !
أما غريفز فما هو لا بد أن يكون خادم العائلة ؟ لكنه لا يبدو كخادم كان يبدو كملاكم متقاعد أو ضابط شرطة متقاعد
استدار إليها فتحركت
- سيد غريفز أعني غريفز عرفت أن مخدومك كاتب فهل يكتب سيرة حياته ؟
- لا يا آنسة إنه قصصي
رفرفت عينيها دهشة قصصي ؟ هذا أكثر غرابة ومثير للفضول إيه ؟
- قلت أنه مركيز من هو بالضبط ؟
- إنه المسيو لو مركيز جان مارك دو بافندال
وتابع سيره غير مستعد للرد على المزيد من الأسئلة
أخذت تهمس لنفسه : لو ماركيز جان مارك دو بافندالالموكيز جان
لماذا يبدو الاسم مألوفاً ؟ لقد سمعت الاسم من قبل لكن أين ؟ لا شك أن له علاقة بالكتابة طبعا لا لا لا تشعر أن هذا صحيح ، مع أنها تعرف أن المركيز كاتب
توقف غريفز مشيراًً إلى الداخل :
- لو سمحت أن تنتظري في غرفة الاستقبال آنسة فسيراك المركيز في الساعة الثالثة
أشارته للوقت جعلتها تبتسم وكانت تريد أن تنظر للساعة لترى كم دقيقة بقيت للتشرف باللقاء !
عندما دخلت الغرفة بدأت تستوعب ماحولها كانت بريندا قد عملت في مكاتب مهيبة في عدة مناسبات ، لكن هذا المنزل وهذه الغرفة على الأقل ، كانت شيئاً وقعت في حبه على الفور
لم تكن أنيقة جداً ولا مبالغ فيها لكن محتوياتها مرتبة بتفكير يوحي بالدفء العائلي الحميم
كانت هناك أريكتان موضوعتان على شكل زاوية حادة أمام المدفأة الرخامية حيث الحطب المشتعل يهدر بصوت مرتفع

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
قباله الأريكتين يوجد مقعد مرتفع الظهر ربما هو مقعد الماركيز
للأسف لم يكن عندها وقت لتتفحص كل شيء بدقةفقد عاد غريفز ، واضح أن الساعة أصبحت الثالثة بالضبطلكن بريندا كانت قد لمحت البيانو من خشب الماهوغوني ، والطاولة الصغيرة التي يقف عليها نسخة رائعة من تمثال ل ( روبن )
وفكرت : فتش عن المرأة هذه ليست غرفة جلوس رجل عجوز يعيش وحده ، هناك لمسة امرأة رفيعة النسب ولها ذوق ممتاز وحسن تمييز
- آنسة توماسن ، لو سمحت أن تأتي معي فالمسيو لو مركيز سيراك في المكتبة !
لحقت به مضطربة الأعصاب كم هي سخيفة بالتأكيد تستطيع السيطرة على مقابلة عمل ومتطلباتها !
تعلقت بهذه الفكرة ثم وقعت عيناها على المركيز كان يجلس وراء طاولة ضخمة في مواجهتها وظهره إلى النافذة ، أجبرت نفسها على الاستمرار في الحركة لا أن تقف مسمرة فاغرة فمها تحدق فيما حولها
القول أن المركيز وسيم ليس كافياً إنه مذهل !!جذاب بوجه جميل وكأنه منحوت ، وبشرته سمراء وشعره كثيف مستقيم أسود كالليل ، مع لطختين تحت صدغيه كأنها مسحوق فضي شيب مبكر ، لاشك في ذلك ، فالمركيز لا يمكن أن يكون في أواخر الثلاثين ولا حتى في وسطها
كان يجلس دون أن يبتسم في وضعية ترقب وانتظاريداه مضمومتان معا باسترخاء فوق الطاولة ، وأصابعه الطويلة متشابكة
بدا جذاباً بشكل غير عادي اختطفت صدمة مواجهته وجه لوجه أنفاس برينداعلى الفور عرفت أنها في حضرة رجل قوي أنه رجل لا يقبل كلام سخيف رجل يتوقع ويحصل على أفضل ما في الحياة

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
2/ جرس الإنذار


تحركت عينان سوداوان كجناحي غراب على بريندا وهي تدخل المكتبة ، لم يكن يواجهها عين بعين بل كان يقيمها بصورة عامة وبدرت فكرة سخيفة لبريندا ، أمنية محمومة في أن تكون امرأة جميلة أو حلوة أو جذابة على الأقل أوه لماذا لم تضع قليلاً من الزينة على وجهها ؟ حتى ثقتها المهنية بنفسها بدأت تتراجع
كانت وغريفز واقفان داخل الغرفة ، وسمعت صوت غريفز يقول :
- مسيو لو ماركيز الآنسة توماسن
وأشار إليها نحو مقعدين من الجلد البني الفاخر بينهما طاولة قهوة مستديرة تواجهان الطاولة على بعد أمتار قليلة منها وأحست بابتهاج للمسافة بينها وبينه هناك شيء غامض ومألوف في هذا وتعرف أنها لم تشعر به من قبل لافكلمة مألوف قوية جداً على ما تشعر به
جلست مع انحناءه تحية نحوه ، تحس بحاجة للضغط على نفسها حتى لا تنظر نحوه ولحسن الحظ لم يفضح صوتها شيء من توترها وهي تحييه :
- مسيو لو ماركيز
كان غريفز مازال واقفا وهي تجلس ثم فعل شيء صدم بريندا لغرابته ، فقط التقط حقيبة يدها من على الطاولة الصغيرة حيث وضعتها ودسها تحت الطاولة نظرت إليه متعجبة ، تعتقد أنها مبالغة في الترتيب ولكن وجه غريفز الزهري الضخم بقي دون تعبير
لم يتكلم المركيز إلا بعد أن خرج غريفز من الغرفة :
- آنسة توماسن هناك شيئان لا أحبهما أبدأًالكفاءة المتوسطة والتردد
اتسعت عيناها كان صوته خافتاً واللكنة ظاهرة قليلاً كان الصوت عميق جداً
لم يخدعها الصوت الصوت كان يتعمد السيطرة بلكنته الخفيفة والعميقة نظرت إليه مسحورة وخائفة قليلاً كل ما فكرت فيه هو أنها لا تحب أن تبقى قرب هذا الرجل حين يفقد أعصابه
لم تعرف بماذا ترد فاجأتها ملاحظته
تابع :
- الكفاءة والدقة أمران أحبهما على أي حال ، ويبدو أن لديك كلى المؤهلين بالنظر إلى دقة موعد وصولك ، خاصة وسط العاصفة الثلجية
أدهشها أنه وهو يتكلم إليها لم يلتق بعينيها مع أنه كان يركز النظر إليها
ردة فعلها على ذلك هو الارتياب لكن المركيز صريح ومباشر في كلامه ، ولو كان لديه شيء يخفيه فهو بكل تأكيد شيء لا علاقة له بالمقابلة
- قيادتي كفؤ أجل والدقة هي من آداب الملوك وأنا دائما دقيقة في مواعيدي مسيو وأتوقع الأمر نفسه مع الناس صحيح أنني لا أحصل عليها دائماً لكنني أتوقعها باستمرار أما الكفاءة المتوسطة والتردد فستجد أن هاتين الخصلتين ليستا من طبعي بالنسبة لعملي
- لا شك عندي من أن عملك سيكون من أعلى المستويات ، أنت تعملين لوكالة بورك ولا حاجة لأن نقول المزيد عن المؤهلات لكنك لست أول من يرسلون لهذا العمل ولست الثانية أنت الخامسة آنسة توماسن الخامسة مهمة إيجاد سكرتيرة لي أصبحت تستهلك مني وقتاً وتصيبني بالضجر أكثر مما توقعت
أحست بارتباك كبير بسبب القوة التي تنضح منه كانت بالكاد تعي ما يحيط بها وإخباره لها أنه رفض أربعة أشخاص من وكالة بورك! أمر لم تستطع أن تفهمه ربما هم رفضوه ؟ هذا ممكن جداً ! فالمركيز ليس شخصية من السهل التفاهم معهلكن أوه أليس في ذلك شيء من التحدي !
وهي فعلاً بحاجة إلى تحد لتواجهه
خلف هذه الأفكار كان هناك في أعماق عقلها الاوعي إحساس بأن المركيز جان مارك معروف جيداً ، وليس فقط في الكتابة كانت تتشوق إلى الجزء من المقابلة التي سيتكلم فيها عن عمله ربما ساعتها سيتضح كل شيء إنها قارئة قصص مواظبة وكن بالإمكان أن تتذكر إلا إذا كان يستخدم اسم مستعار
قالت وقد أحمرت حتى جذورها وهي تدرك أنها كانت تحدق به :

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
أعذرني ، فأنا لست مربوطة اللسان في العادة ، لكنني لا أفهمك بكل احترام مسيو لو ماركيز ، إذا كنت تجد أن عملي سيكون مرضياً فلماذا تجد ضرورة لهذا اللقاء ؟ وماذا حصل مع الآخرين
قاطعها بتوتره :
- هذا لأنني دقيق جداً مع من أ‘مل معهم فأنا سأحجز خدماتك لمدة ستة أشهر ، أكثر أو أقل بأسبوعين عدا هذا ستعيشين تحت سقف منزلي ومن الضروري أن أكون حذراً مع أي شخص ينتقل للسكن معي
أخذت تقاوم كي لا تظهر انزعاجها أنها بطيئة الغضب لكن ما تسمعه نجح في إغضابها يا إلهي ! ستعطي بيني يوم الاثنين رأيها بكل صراحة ! لماذا لم تقل لها أنه عمل مع إقامة ؟ كانت ستنجح أكثر لو كانت تعرف مطالب الماركيز مقدماً، تباً لبيني وعجلتها لتسافر في نهاية الأسبوع نقص المعلومات لديها جهلها تبدو كالحمقاء!! وهي الآن تريد هذه المهمة ، أكثر مما أرادت أي شيء في حياتها لقد صممت على هذا في اللحظة التي دخلت فيها المكتبة
منعها ولاءها للوكالة من أن تقول له أنها لم تحصل على المعلومات الكافية عن الوظيفة ، خاصة أنه يبدو غير راضياً على الوكالة ! هكذا بدأت تتكلم بسرعة :
- أجل أفهم هذا لكنني أؤكد لك أمرين ، بإمكاني التكيف مع ما يحيط بي ومع سرعة رئيسي في عمله منزلك جميل جداً مما رأيته منه حتى الآن إضافة إلى واقع أنك تحب الحياة الهادئة وتركز على خلوتك
كانت نظرة تركيزه قوية حتى أنها جعلتها أكثر ارتباكاً كانت تعي كل كلمة يقولها ، تعي قبحها ، وتعي في الواقع أنها على وشك أن تكون الفض الخامس له
ومما لاحظته هذا الرجل يتمتع بأن تحيط به الأشياء التي تسر العين وهي لا تملك تلك الشخصية التي تغطي قبحها
حين نهض الماركيز من وراء منضدته ، ظنت أن المقابلة انتهت لذلك ذهلت حين قال :
- أتفضلين شيئاً ساخناً آنسة توماسن ؟ قليل من الشاي ربما ظ
- أوه شكراً لك هل هذا إبريق قهوة كهربائي هناك ؟
- أجل
- إذن سأشرب القهوة إذا أمكن مجرد فنجان صغير
ساعد هذا بريندا على الاسترخاء قليلاً لكن حركاته ، خطواته ، أبقتها منومة من هو هذا الرجل ؟ أين شاهدته من قبل ؟ على التلفزيون ؟ في أي مكان ؟
صب فنجانين من القهوة بحركات دقيقة متعمدة ، وكأنه يفكر بكل شيء قبل أن يتحرك هناك هالة من الهدوء تحيط بالرجل بدأ وكأنه من المستحيل إزعاجهمع ذلك مع ذلك
وهو يسير إليها والفنجان بيده أحست بذلك الإحساس المربك وهي تسجل القسوة في وضعية فمه
أمام خيبة أملها ، وضع الفنجانين على الطاولة وجلس إلى جانبها وهذا جعلها قلقة ومتوترة ومذهولة ، من هذا القرب رأت ندبة لا يزيد عرضها عن شعرة ممتدة من لطخة الشعر الفضية في فوده الأيمن حتى الحد الخارجي لحاجبه لا يبدو أنه جرح من أيام طفولته لكنه قديم بما يكفي ليختفي من أجرى له الجراحة كان سيداً في مهنته
نظر إليها الآن مباشرة فتمكنت من أن تبتسم متسائلة ماذا يمكن أن يجتذب ابتسامة منه
سأل :
- هل أخبرتك الوكالة شيئاً عن روتين عملك ؟ ساعات العمل وما إلى ذلك ؟
- أوه لالم يدخلوا معي بالتفاصيل الدقيقة
- إذن دعيني أخبرك قبل أن نتعمق بالبحث أكثر أنا أبدأ الإملاء في السابعة صباحاً لذا أحتاج إلى من هو على استعداد للإقامة معي
أحب العمل في الصباح الباكر ، فهو أفضل جزء من اليوم كله ، في العادة انهي الإملاء في الحادية عشرة ، غريفز يقدم الغداء الساعة الواحدة والعشاء الساعة الثامنةولا أهتم متى يطبع إملاء الصباح ، فهذا عائد إليك ، بإمكانك إبقاء بعد الظهر حراً أو بالطبع المساء ، أو العكس أنا أعمل أيام السبت لكنني لا أعمل أيام الآحاد كل ما أطلبه أن يكون إملاء الصباح السابق مطبوعاً في الصباح التالي وسيبفى لك بعد ظهر السبت ويوم الأحد ، اعتماداً على ما تختارين أن تفعلينه
سألته ك
- كم عدد الموظفين المقيمين هنا ؟
- غريفز لوحده فأنا أعيش وحيداً عداه وأوظف عدة جنائنيين من السكان المحليين ، وهذا كل شيء غريفز يدير المنزل وستكون لك حرية الانتقال أينما شئت فيه ، شريطة أن تحترمي خصوصياتي وأظنك فهمت حتى الآن أنني ناسك نوعا ما أليس كذلك يا آنسة توماسن ؟
زاد إحساسها بالغموض حول هذا الرجل وتاقت لتسأله عن مؤلفاته لكن الوقت مازال مبكراً جداً لهذا في البداية ترغب في التأكد أنها مستعدة للعمل في ساعات العمل الغريبة تلك حسناً لا فارق لديها في أية ساعات تعمل وستبقى قادرة على زيارة دان وولديه في نهاية الأسبوع
قال :
- ترددك يوحي بالكثير ، هل أفهم منه أنك لست مهتمة بالعمل ؟
- أبداً ! أنا آسفة ، ماعدا أن كلمة ناسك ليست الكلمة التي أختارها لوصفك أفضل القول أنك تختار أن تعيش حياتك بهدوء وأن خصوصياتك لها الأولوية الأهم
تحركت زوايا فمه كوعد بابتسامة لم تصل مرحلة البداية

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
- حقاً؟ ألا يعجبك ما توحيه كلمة ناسك ؟
ياله من لغز مبهم ! ككاتب يجب أن يكون دقيقاً في اختيار كلماته ، وكلمة ( ناسك ) لم تختارها صدفة لكنها لم ترغب أن تفكر فيه كناسك فهو ليس بالرجل المسن منحنىي الساقين بل هو بعيداً جداً عن هذا ! إنه نشيط وحيوي وأوه ستكون خسارة إذا لم تقع عيون العالم عليه
أجابت بجرأة وصدق :
- بالنسبة لك أجل
ساد لحظات صمت ثم رفع فنجانه وارتشف ما تبقى دفعة واحدة وقال :
- أخبريني مدموزيل هل أنت من النوع المتفائل أم المتشائم ؟
لم تتردد
- لا هذا ولا ذاك أنا واقعيه
- هل هذا صحيح ؟ أخبريني عن نفسك
كان في صوته دليل خفيف على التسلية لكن دون وعد ابتسامه
لقد بدأت تفهمه إنه رب عمل بعيد النظر لكنه ليس بالرجل العادي لايريد أسمها ورقمها كل مايريده أن يعرف من هي ؟ كيف تفكر؟ ماهي نظرتها للحياة أخبريني عن نفسك ياله من طلب رهيب في وقت هي فتاة عادية بسيطة متوسطة الحال لا شيء في حياتها يثير الاهتمام ولا في شخصيتها
أعطته تفصيلاً مختصراً :
- أنا بريندا توماسن في 23من عمري ، تربيت في الريق ، ولي اخ وحيد يكبرني بكثير ةأعيش في لندن في شقتي الخاصة
كانت الغرفة تزداد ظلاماً مع تلاشي ضوء بعد الظهر وتمنت لو يبتعد المركيز عنها ويعود وراء منضدته قربه يجهل التعامل معه أصعب وعلى هذا الضوء هناك شيء شرشر حوله
- أنت لم تمسي قهوتك آنسة توماسن وإذا لم تسترخي قليلاً فلن نصل إلى شيء
بالرغم من أن صوته كان هادئاً إلا أنها عرفت أنه كان متوتر تسألت لماذا لا يقول لها وداعا في التو واللحظة ؟!
- قولي لي ماذا تفعلين في الأمسيات؟
- أقرأ كثيراً
- أليس لديك التزامات ؟ خطيب صديق ، قد يتذمر لأنك ستبقين عالقة في الريف طوال الأسبوع ؟
- لا
- متى تخرجين ؟ في نهاية الأسبوع ؟ ماذا تفعلين للتسلية ؟
- إذا لم أذهب إلى بيت أخي مباشرة بعد العمل ، أخرج أيام الجمعة مساءً
- وماذا تفعلين ؟
- أذهب للمسرح أفضل الباليه أو الأوبرا أنها متعتي الوحيدة بعد أسبوع عمل شاق
- متعتك ؟ أتعنين أنك تذهبين وحدك ؟
تحركت بارتباك لا يوجد لديه صديق ، وصديقاتها أصبح معظمهن متزوجاً ، وكاثلين أقرب صديقة لها خطبت مؤخراً ولم تعد ترغب في الخروج معها كثيراً لأنها توفر المال لدفع مقدم شراء منزل
تجاوزت السؤال وتطوعت بمعلومات أخرى طمعاً أن يقود هذا أسئلته إلى اتجاه أخر :
- أنا أزور أخي كل أسبوعين إنه أرمل ويعيش مع ولديه في ( سواري ) وأنا في الواقع قدمت من هناك اليوم
لم يكن من السهل إلهاء المركيز :
- وماذا عن الرقص السهرات ؟ هذا لايبدو مناسباً آنسة توماسن أنت امرأة شابة تعيش في أكثر المدن إثارة في العالم عدا باريسفلماذا لا تتمتعين بالحياة ؟
الآن أصبحت أسئلته شخصية جداً وانزعجت قليلاً أم أنه يتعمد القسوة ؟ يستطيع أن يرى أنها ليست جميلة وليست من الفتيات اللواتي تحجز أمسياتهن مسبقاً
لماذا لا تنتهي هذه المقابلة ؟
سأل أخيراً:
- لماذا تنقصك الثقة في النفس هكذا ظ
ثم لوح بذراعيه :
- لا بأس أخبريني هل أنت شديدة الاحتشام وتصدمين بسهولة ؟
أدركت أنه كان يوقع بها يجب أن ترحل في الحال يجب أن تقول أنها غيرت رأيهالكن لن يكون هذا صحيح لقد أصبح اهتمامها ليس في العمل بقدر الرجل نفسه من أسئلته كانت تحصل على فهم بسيط لشخصية الرجل نفسه ولكن هناك الكثير بعد الكثير وهي متأكدة من هذا ومن جرس التحذير الذي يستمر بالرنين في رأسها
أخذت نفس عميق والتقت بنظرته وهي تتكلم :
- بدأت أفهم مسيو أنت تريد أن تطمئن إلى أنني لن أضجر من وجودي هنا ولك تأكيدي لن يكون هناك تراجع ، ولن تضطر لتغيير سكرتيرتك ، ولسوف التزم بالمهمة هذه حتى النهاية قلت ستة أشهر هذا بالتقريب ما يلزم لإنهاء مؤلفك أترى فكرة العيش في الريف تروقني الأراضي التابعة لمنزلك عظيمة دون شك وتبدو كأنها صورة على بطاقة ميلاد بريدية ، شيء غير حقيقي وجميل وساتمتع بالسير في هذه الأراضي في وقت الفراغ استكشفها وأراقبها تتغير مع الفصول
تلاشى صوتها لرؤيتها نظرة التركيز التي استقرت على وجهه، وما أردت قوله تالياً أصبح صعب :
- أنا أنت تستطيع أن ترى بنفسك أنني لست من النوع الفاتن أو المتقلب ولا شيء في لندن على شكل رقص أو سهرات أو رجال ساشتاق إليه

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
فأنا مثلك أتمتع بحياة الهدوء ، أدرك أنك كنت تمتحنني ، تحاول رسم صورة لي ن لكن هذا يجعلني متوترة وكل ما تريد معرفته في الواقع ما إذا كان بالإمكان الاعتماد علي حسناً وكالتي يمكنها دعم ليس قدراتي فحسب بل استقامتي وأهليتي بالثقة بصراحة لا أجد معنى لسؤالك الأخير لكنني سأرد عليه لا ، لست متزمتة وبعد عملي ككاتبة اختزال في المحكمة ن لم يعد من السهل أن أصدم بشيء ولا يدهشني ما قد يفعله الناس
صمتت فجأة وقد أحست أن خطبتها الصغيرة قد تحولت عن مسارها بفعل التوتر الذي كانت تعاني منه وبدا أن دهرا قد مر قبل أن يتكلم الماركيز :
- أحسنت لكنني أؤكد لك أن لي أسباباً لطرح هذه الأسئلة كلهاأما السؤال الأخير ، فسببه أن كتبي غير متحفظة كثيراً بعض الأحيان فإذا كنت من النساء اللواتي لا يطقن سماع شيء عن الدم والرصاص والعنف في أبشع أشكاله فلن يروق لك العمل!
دم رصاص ؟نظرت لفمه عنف في أبشع أشكاله ؟ طافت عيناها فوق وجهه في النور الذي بدأ يتلاشى بدت بشرته أكثر دكنه ، تعطيه نظرة شريرة
سألته بهدوء :
- من أنت ؟ واضح أنك تستخدم اسم مستعار مسيو لو ماركيز ألم تصل بعد للمرحلة التي تجعلك مستعداً لإخباري عن الاسم ؟
- بلى وصلناإنه سكوت ستيفن
سكوت ستيفن لقد سمعت به طبعاً الجميع تقريباً يعرف هذا الاسم لقد كتب عدة قصص وآخر اثنتين كانتا قنبلتين قويتين الانفجار حققتا أفضل المبيعات في العالم
التقط الماركيز علبة سكائر فضية :
- أترغبين في سيكارة ؟
- لا شكراً لك
- ألا تدخنين ؟
- في مناسبات قليلة لكنني لا أريد الآن شكراً
أن يكون هذا الرجل هو سكوت ستيفن الكاتب الشهير عالمياً ، مسألة أصبحت مفهومة لكن الغموض الذي كانت تقاومه منذ أن سمعت أسمه الحقيقي لم يحل بعد ..كانت كتاباته عنيفة لا رقة فيها لماذا لا يتوقف هذا الجرس عن الرنين ؟ لماذا تعتقد أنه لا زال هناك هوية أخرى لهذا الرجل ؟
قاطع أفكارها :
- هل ستبقينني منتظراً طوال اليوم؟ أتوقع منك نوعاً من التعليق
- أوه ! أجل أنا آسفة أخشى أن لا أكون قد قرأت مؤلفاتك لكنني أعرف طبيعتها هز كتفيه وكأنه لا يهتم :
- أريد أن أعرف ما إذا كنت ستكونين سعيدة في العمل بمثل هذه المواد ؟
جاء دورها لتهز كتفيها بلا اكتراث :
- لم لا ؟ أعني إنها قصص خيالية ، أليست كذلك ؟
أطلق نفس طويل أهو مرتاح أم نافذ الصبر ؟
- هذا إذا كان هناك خيال فعلاً هناك أمران أود أن أوضحهما لك قبل أن يتخذ كل منا قراره أنا بحاجة لمن يبدأ العمل يوم الاثنين مباشرة كدت أصل إلى نهاية الفصل الأول من روايتي الحالية ثم توقفت عدة أيام وأنا أحاول إيجاد سكرتيرة جديدة ، هذا أمر محبط وسيء بالنسبة للكتاب أفهم أنك حره في أن
تابع المركيز كلامه ولكن بريندا توقفت عن الإصغاء أصبح تفكيرها مشوشاً وعيناها تستقران على شيء حرك ذكرى مراوغة فوق المدفأة ، حيث كان المركيز يقف لوحة أصلية رأتها من قبل مرة واحدة ومنذ زمن طويل
من هذه المسافة كان توقيع الفنان غير واضح ، لكنها لم تكن بحاجة أن تقرأه لأنها تعرف الرسام أنه فريد من نوعه واسمه مارك
مارك أوه بالطبع ! بالطبع !
التصق نظرها باللوحة بينما كانت الذكريات تتسارع في رأسها وكأنها قطع أحجية المقالة التي رأتها في المجلة المعلومات صورته عدة صور !
في جزء من الثانية توضح كل شيء ، وكونت القطع صورة كاملة وذكرى مؤلمة شهقت وهي تقف ببطء عن كرسيها ، وقالت بصوت يكاد يكون أدنى من الهمس

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
ياإلهي ! أنت أعمى !
ثم تخبطت وهي تدرك أنها كانت فاقدة للباقة
- أنا آسفة الأمر أنني معجبة جداً بأعمالك ولدي نسخة طبق الأصل عن لوحتك الشهيرة ( بستان في فرساي ) وأردت فقط أن أقول
وتلاشى صوتها لقد كانت غير لبقة ، حمقاء خرقاء اللوحة التي أشارت إليها كانت آخر لوحة أكملها مارك قبل أن تصيبه المأساة التي حرمته نظره وحرمت العالم من فنه
استدار المركيز عنها كانت عقدة أصابع يديه بيضاء وهي ممسكة برف المدفأة في سعي للسيطرة على نفسه وهذا لم يحدث أبداً من قبل الغرباء الآخرون ، ممن قابلهم ، لم يتعرفوا عليه ولا حتى على لوحاته وهو من ظن نفسه آمناً من هذا النوع من التطفل
أنه غبي غبي أن يخاطر بأن يتعرف عليه أحد ذلك التعرف الذي لن يأتي إلا بالألم لكن لن يحدث هذا مرة أخرى ! الليلة سيعري منزله من لوحاتهكلها
غبي أحمق ! لو أنه فقط يستطيع أن يفعل هذا ! لكن المشكلة كانت هذه الفتاة !! من المؤسف جداً أن يتركها تذهب من يده هذه الفتاة التي تتحدث عن بطاقات الميلاد البريدية وعن مراقبة تغيير الفصول لكن يجب أن يتركها ترحل لقد تعرفت إليه وكانت معجبة به ولا يستطيع تحمل الموقف ولا الشفقة التي ستشمل دون شك عملهما معاً يجب أن يتخلص منها الآن
تسألت بريندا لماذا لم يقل من هو ؟ ولماذا لم يخبرها على الأقل عن عماه ؟
كان تعرفها عليه كرسام آخر شيء أراده فهو لم يستدر عنها ساعة ذكرت عماه ، بل ما إن ذكرت فنه ن، وهذا ما أخبرها كل ما احتاجت إلى معرفته أدركت أن حياته كرسام لا يجب أن تذكر أمامه مرة أخرى
عماه أمر تغلب عليه منذ زمن بعيد ، أكانت ستحصل على العمل أم لا ، فهي ببساطة يجب أن تنهي هذه المقابلة بملاحظة صائبة
أخذت نفساً عميقاً تهدي نفسها ، وتكلمت بطريقة عملية ، صوتها لا يظهر أي أثر للعاطفة :
- آسفة لدخولي في أمور جانبية فبعد أن أظهرت معرفتي بمارك ن أستطيع الآن نسيان أمره وأتابع البحث في العمل الذي بين أيدينا لكن المكان أصبح مظلماً هنا وبما أنني أدرك أن لا فرق لهذا عندك ، فسيكون أكثر راحة لي لو أنك أضأت المصباح لننهي المقابلة
استدرار المركيز ببطء ليواجهها ، فأحست أن قلبها قفز إلى فمها فهل ذهبت بعيداً في جرأتها ؟
فقد جان مارك دوبا فندال القدرة على الكلام مؤقتاً ثم ابتسم وتحولت ابتسامته إلى ضحكة غيرت معالم وجهه لتطرد عنه كل الظلال ، تنير عينيه السوداوين وتكشف أسنانه البيضاء وعلقت أنفاس بريندا هذه المرة في حلقها كان هذا وكأن الشمس برزت من خلف غيمة سوداء وقال :
- المقابلة انتهت والعمل لك

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
3 - يقرأ ابتسامتها

كانت يدا برينا مازالت ترتجفان قليلاً وهي تصب الماء الغلي في إبريق الشاي يجب أن تتصل بدان فوراً وتخبره أنها لا تستطيع العودة إلى ( سواري ) ويجن أن تنهي الغسيل وتنظف الشقة ، وتعطي الزهور التي اشترتها بالأمس للسيدة العجوز التي تعيش في آخر الرواق
في الغد ستنتقل إلى ( سيلينا هاوس )
لكن بدلاً من أن تتابع عملها ، جلست قرب المدفأة ، لا تستطيع أن تتصل بدان الآن ولا تستطيع فعل شيء قبل أن ترتب أفكارها التي تكونت بعد لقاءها بالماركيز جان مارك دوبافندال سكوت ستيفن الكاتب ومارك الرسام
من هو حقاً ؟ لا زالت مرتبكة لأحداث اليوم أنه رجل له أوجه كثيرة بكل بساطة لا تستطيع مقارنة الرجل الذي قابلته اليوم بالفنان الذي أبدع تلك اللوحات الرومانسية الجميلة !!
في تقييمها له خلال المقابلة ظنته دون إحساس كم هي مخطئة !
اتجهت عيناها إلى ما قد يكون أكثر ممتلكاتها مدعاة للفخر نسخة طبق الأصل عن آخر لوحة له ، كان منظر لبستان في منتصف الصيف وشابان صغيران يسيران عبر الأشجار الفتاة ترتدي فستاناً بلون أزرق وقبعة عريضة أما الشاب يرتدي ثيابا بيضاء والابتسامة على وجهه ، النظرة في عينيه إعلان صامت عن حبه الذي يشعر به نحو رفيقته
هل تمثل هذه الصورة مارك نفسه أيام صباه ؟ مارك والفتاة التي تزوجها ؟ أوه أجلالمركيز متزوج تذكرت هذا من المقال الذي قرأته عنه ، والصورة التي أظهرته مع زوجته ، وجعلها هذا تفكر كم هما جميلان معاًفزوجته كانت مذهلة الجمال
كان هذا منذ خمس سنوات ، خلال السنة التي ماتت فيها سالي زوجة أخيها في شتاء تلك السنة ، أقنعت بريندا أخيها دان بأن يرافقها إلى عرض بريطاني لفنانين فرنسيين غير مشهورين في بريطاني وكانت في الواقع محاولة لإخراج دان من سجن نفسه
جال مارك في المعرض لا يظهر اهتماماً بشيء من ناحية أخرى أحبت بريندا كل شيء تقريباً رأته كانت لوحات مارك ناعمة ورومانسية ويومها اشترت النسخة التي تحتفظ بها الآن فشراء الأصلية أبعد من قدراتها فحتى النسخة سلبت كل مدخراتها
رافق المعرض دعاية صحفية كان أبرزها رواية عن الحادث الذي تعرض له مارك في اليوم السابق للمعرض كان مسافر من فرنسا إلى انكلترا في طائرة خاصة تحطمت وهي تحط
هكذا كان مارك وقت المعرض ملقى دون وعي في أحد مستشفيات انكلترا ولم يكن أحد يعرف بأن الفنان فقد بصره لكن أعلن هذا في مطلع السنة وذكرت المجلة اسم المركيز الكامل وأنه معروف في الوسط الفني باسم مارك
هذه الأيام لوحاته تساوي الكثير من المال ولا يسمع أحد ذكر لاسمه بالنسبة لعالم الفن مات مارك لكن الماركيز جان مارك دوبافندال حي يرزق وكذلك سكوت ستيفن
هزت بريندا رأسها عجباً لتذكرها كل شيء الماركيز جان مارك دوبافندال رجل غير عادي ومتفوق والعمل له لن يكون مجرد وظيفة بل تجربة فريدة ثمينة ، وأحست بسعادة لا تفسير لها لهذا
أجاب أخوها على الهاتف من أول رنة :
- بريندا! الحمد لله ! لقد بدأت أقلق عليكأين أنت ؟
- في منزلي
- أوه لا ألومك ليس من السهل الوصول إلى هنا في هذا الطقس ، كيف كانت المقابلة ؟ هل أعجبه منظرك ؟
بدا لها السؤال دون لباقة أبداً لكنه سؤال طبيعي خاصة أمام الكلمات بريندا اللاذعة له ساعة فراقهما
- يبدو إنني أعجبته
ضحك دان : لا تبدين واثقة

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
ابتسمت بقلق :
- حسناً لقد حصلت على الوظيفة
وتابعت تشرح له انه ستنتقل على سيلينا هاوس في اليوم التالي ولم تقل له شيء عن رب عملها على الرغم من أن سألها إذا كان كاتب معروف
-قالت :- أجل إنه معروف جداً لكنه شديد الحرص على إخفاء هويته لذا لا استطيع أن أقول لك اسمه المستعار عبر الهاتف
في الواقع لن تستطيع أن تعطي اسمه لأحد إلا إذا أعطاها إذنه
في الحادية عشرة ، خرجت من المغطس بعد أن بقيت فيه لفترة طويلة غنت ثلاث أغنيات مفضلة لديها ثم غسلت شعرها فالغناء عادة طفولية لم تكبر أبداً لتتجاوزها انتهت من الغسيل والكي ، والشقة أصبحت نظيفة الآن
آخر مهمة لبريندا كانت مثبطة للهمة فهي منذ استطاعت أن تكتب ، كانت تحتفظ بمذكرات ربما كان هذا لا معنى له لكنه عادة متأصلة وهي مراهقة كانت لديها فكرة كتابة قصة حياتها يوماً لكنها تدرك الآن أن هذا أمر سخيف وكم ستكون أمر قراءة مثل هذه المذكرات أمر ممل ! مع ذلك استمرت في تسجيل سطر أو سطرين كل ليلة من مذكراتها
لكن الليلة تختلف ، الليلة ستحتاج إلى أوراق زائدة بالرغم أنها تكتب المذكرات بالاختزال! توقفت تضرب القلم بخفة على أسنانها كيف ستتمكن من وصف الرجل الذي تفكر فيه طوال المساء ؟ أين يجب أن تبدأ ؟الجلة الأولى هي الأصعب في العادة ، وبعد ذلك تتدفق الأفكار بسهولة وكان الوقت منتصف الليل حين دخلت فراشها

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
كان غريفز يرتدي نفس الملابس المخيفة التي كان يرتديها في اليوم السابق وهو يقول لبريند :
- إذا كان هناك شيء تريدينه آنسة ، فالتقطي سماعة الهاتف واضغطي على زر الجرس أنه يعمل كهاتف داخلي إلى المطبخ ، كما يحتوي على خط خارجي
هزت رأسها تفهماً ، لكن مع شيء من الارتباك
غرفة نومها كانت جناحا يحتوي على غرفة ملابس وغرفة جلوس ثلاث مقاعد ، وجهاز تلفزيون ، وراديو وغرفة نوم كبير مع حمام ، وبالرغم من أن المركيز أعطاها حرية التنقل ، إلا أن هذا بالتأكيد يعني التزامه بالبقاء في جناحها خلال وقت الفراغ ، في الواقع هنا يوجد كل ما تحتاج إليه
تأكدن هذه الفكرة عندما قال لها غريفز بأنها سيأتيها بالعشاء إلى غرفة جلوسها في الساعة الثامنة وأكد لها أن المركيز يبدأ العمل في الصباح الساعة السابعة تماماً مكملاً كلامه بسؤالها متى تريد الفطور ، وماذا تريد أن تأكله ؟.!
- آه مجرد شاي وتوست ، أرجوك هل من المناسب أكثر أن أتناول الفطور في المطبخ ؟
لم يهز حتى كتفيه بل قال بصراحة أن الأمر عنه سيان ، وسيكون مسروراً بأن يأتيها بالطعام هنا
- حسن جداً الساعة السادسة إذن شكراً غريفز
توقعت أن يتركها لكنه التقط حقيبتها ووضعها إلى جانبها على السرير :
- ربما تنزلين إلى المطبخ بعد إفراغ حقيبتك لأريك أين يوجد كل شيء
ابتسمت دون أن تفهم سبب دعوته لكنها كانت راغبة في أن تماشيه
- أترين آنسة توماسن من المهم جداً أن يبقى كل سيء في مكانه الصحيح في المنزل ، الماركيز يعرف كل تفاصيل البيت وما يحيط به من أرض ويجب أن تفهمي أنه لو تحرك أي شيء من مكانه ، فسيتسبب هذا له بانزعاج كبير وقد يكون خطراً عليه سيأتي وقت قد تحتاجين فيه إلى شيء من المطبخ فلو كان هناك سكاكين ملقاة هنا وهناك أو زجاجة
- آه أجل أجل فهمت سأضع هذا نصب عيني أؤكد لك , فلا تقلق
- من السهل جداً أن ينسى المرء آنسة توماس لذلك أرجوك أن تتذكري دوماً كما أطلب منك التأكد دائماً من إقفال الأبواب خلفك وأن لا تدعيها مواربة أبداً
كان لديها إحساس أن غريفز لن يكون مسروراً أبداً لو نست شيئاً مما يقول وبحركة من رأسه تدل على الاحترام تحرك نحو الباب لكنها سألته :
- غريفز هل كنت مع المركيز منذ مدة طويلة ؟
- هكذا وهكذا لكنني أعرفه طوال حياته
هكذا وهكذا؟ ماذا يفترض بهذا التعبير أن يعني ؟
- أتعرف أنني أعرف من هو حقاً؟
استدار وهو يفكر بكلماته قبل أن يرد عليها :
- لقد قال لي آنسة توماسن أنك تعرفين من كان
حدقت بالباب بعد أن أقفله (تعرفين من كان) ؟ من غير الصيغة للماضي غريفز أم الماركيز ؟ على أي حال واضح أن الماركيز يرغي في أن يبقى ماضيه ميتاً ومدفون
في الساعة العاشرة قررت بريندا أن تقوم بشيء جيد أن تنام باكراً فالعاشرة من الآن وصاعداً ستصبح ساعة نومها المعتادة في الستة شهور القادمة
بعد أن ضبطت المنبه استندت للوسائد والمفكرة في يدها تحاول جمع أفكارها ، ثم كتبت : ( اليوم انتقلت إلى سيلينا هاوس وسميت هذه اللحظة باسم ( غريفز الغامض ) ! وليس لدي فكرة ما إذا كان يوافق أو لا يوافق على وجودي وليس الأمر مهماً فأنا هنا لأودي عملاً )
توقفت مترددة عند آخر جملة كتبتها أجل إنها هنا لتؤدي عملاً فما هو الذي يشعرها بتململ في أعماقها ؟ هل ترتاب بأن المركيز صعب التعامل ؟
لا لاشيء من هذا ، ففي الواقع ذلك الإحساس الغامض كان متلازماً مع شيء لا تستطيع فهمه !!وبهزة من رأسها أنهت مذكرات يومها بجملة أخرى ولكي تحدد ماهي مشاعرها الآن : منزوية ، متفتحة الفكر ، أم محايدة كتبت ( الأبيض هو لوني اليوم !

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
لكن صدمة مواجهتها للماركيز في الصباح الباكر أعادت لها ذلك الإحساس على الفور الذي اعتقدت أنها تخلصت منه كان يجلس في كرسي دوار ، يبتعد قليلاً عن منضدته نصف مستدير نحو النافذة ، بحيث أن بريندا صدمت بجانب وجهه القوي المنحوت بدقة
هذا الصباح وهو ينظر نحو الشرق ، حيث الشمس تشرق ببطء ، بدت عيناه رماديتين كئيبتين والجناحان الفضيان على فوديه يتناقضان بشكل دراماتيكي مع شعره الأسود
أحست بريندا بتقلص معدتها وعاد ذلك الإحساس هذا إذا تركها أصلاًوبخت نفسها لأنها تأثرت بوسامته المذهلة
وهي تقفل الباب خلفها ، رأت أصابع يده اليمنى تمر بخفة فوق ساعتهوقال :
- أنت دقيقة جداًكما توقعت تماماً هل جناحك مرض؟
- أكثر من مرض شكراً لك
لاحظت أن الكرسي الذي استخدمته خلال المقابلة قد أزيل من مكانه وأصبح إلى جانب المنضدة الكبيرة في مواجهته تماماً
أشار جان مارك نحو الكرسي :
- اجلسيسنبدأ العمل سنرتاح لتناول القهوة عند التاسعة
جلست بريندا متوترة ، مذهولة للطريقة التي التقت عيناه بعينيها بشكل صحيح ، لم تعتد بعد على فكرة أنه لايستطيع أن يراها
سألها :
- أيمكنك أن تقرأي اختزال شخص آخر ؟ آخر سكرتيرة لي تركتني فجأة بسبب أزمة عائلية وآخر صفحات من مخطوطة المؤلف لم تطبع بعد من عاداتي الاستماع إلى آخر صفحتين أو ثلاثة قبل متابعة الإملاء
- دعني القي نظرة ، فهذا يعتمد على استخدام المقاطع معظم المختزلين يطورون طريقة خاصة بهم
- أتعنين أنهم ينحرفون عن القواعد ؟
ابتسمت :
- أعني أنهم ينحرفون عن القواعد
التقط دفتر ملاحظات عن الطاولة وسأل :
- لماذا تسليك الفكرة ؟
رفرفت بريندا مندهشة للطريقة التي قرأ فيها الابتسامة في صوتها
- أنا ليس الأمر هكذا إنها الطريقة التي عارضت فيها رأيي وقلت لي بالضبط ما أعني
- ليس لدي وقت للدوران حول الموضوع
أخذت بريندا الدفتر منه وقد أجفلت لملامسة أصابعه لأصابعها وأحمر وجهها بشكل غبي وأخذت تفتش لتجد آخر بضع صفحات من الاختزال
بدأت تقرأ بصوت مرتفع ، وما هي إلا لحظات حتى أصبح من الواضح أن أسلوب الماركيز في الكتابة مقتصد بقدر كلامه كان الأسلوب جداً واضح ، يتحرك ضمن مسيرة ثابتة أثارت اهتمام بريندا على الفور وأسرتها
كانت الشخصية الرئيسية لرجل اسمه وايلي ، رجل قاسي القلب ، يفعل أي شيء مقابل المال في هذه المرحلة من القصة كان في لندن يتلقى تعليمات عن مهمة طُلب منه تنفيذها في بلد استوائي في القارة الإفريقية
لم تكن المادة تشبه ما اعتادت بريندا أن تقرأه لكنها عرفت إنها ستتمتع بها ويالها من طريقة لكسب العيش ، وهي تراقب بفضول انكشاف غموض القصة !
- هل أنت جاهزة آنسة توماسن ؟
التقطت قلمها : تفضل
ارتد إلى كرسيه وهو يميل عليها ، ويبدأ الإملاء
( لم ينتظر وايلي ليسمع ما تبقى بل وقف على حين غرة على قدميه واتجه للباب يصيح بشورتمان -:- إنس الأمر المهمة مستحيلة نظر إليه شورتمان ببرود إنه يريد وايلي ولا أحد غيره
- ما قولك لو ضاعفت أجرك ؟ عند سماعه هذا استدار وايلي عن الباب ن وشفتاه مكورتان بتكشيرة :- سأقول إنها ممكنة )
بالنسبة لبريندا ، كان صباحاً غريباً طريقة جديدة للعمل ، كان إملاء المركيز يأتي باندفاع قصير وطويل وفي الصمت بين الجمل وهو يجمع أفكاره، لم تكن تحرك عضلة خوفاً من أن تلهيه أو تزعجه وما إن حلت الساعة التاسعة حتى كانت متلهفة لفنجان قهوة
وقف المركيز ، وتحرك قليلاً يمدد ساقيه بطريقة الفهد :
- لقد قرعت الجرس لغريفز سيأتينا بالقهوة بعد بضع دقائق كيف الحال ؟
- الإملاء على ما يرام
كم هي كفاءة هذا الرجل ، كم هو منظم !
نظرة لساعتها :
- مسيو لو مركيز أود الاتصال بالوكالة إذا أمكن لا شك أن المكتب مفتوح الآن ، ومن الأفضل أن يعرفوا أين أنا
- بكل سرور هناك هاتف في مكتبك المجاور لمكتبي تماماً
أشار إلى باب مشترك في زاوية الغرفة لم تلاحظه من قبل :
- وبإمكانك كذلك توبيخهم نيابة عني ؟
- أرجو المعذرة ؟
- لقد جئت إلى هنا يوم السبت دون أي فكرة عن هذه الوظيفة كبداية ، لم يقل لك أحد أن هذه الوظيفة تتطلب الإقامة هنا لقد سمعت الانزعاج في صوتك آنسة توماسن ، وسمعت الطريقة التي حاولت بها تغطية نقص المعلومات التي وفرتها لك الوكالة وأنت الآن على وشك توبيخهم وهذا من حقك
غادرت بريندا الغرفة دون أن تقول شيء وجلست قرب الهاتف في مكتبها دون التقاط السماعه

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
نباً! كم كانت شفافة خلال المقابلة ! كانت تعلم أن الحواس الأربعة المتبقية لمن يفقد البصر تزيد حدة وتصبح أكثر فعالية لكن المركيز يستطيع قراءة أي إحساس ، كل تأثر في الكلام ، كل تنهيدة أو ابتسامة!
لم تكن بيتي في الوكالة وبدا أنها لن تعود إلا قبل الغد ، تنهدت وأعادت السماعة لمكانها كان غضبها قد تلاشى ، فعلى أي حال لقد حصلت على العمل وهي تقوم الآن بعمل جيد
لم يكن في مكتبها مدفأة نار ، لكن كان فيه سخاناً لتدفئة مركزية ، والأرض مكسوة ببساط صوفي سميك بلون صدئي يعطي الغرفة الحياة ولاحظت أن فيها آلة طباعة وبجانبها كومة من أوراق مطبوعة ، الصفحات الأولى من الفصل الأول لرواية المركيز أو رواية سكوت ستيفن
عند عودتها إلى المكتبة تابع الوقت تقدمه بشكل مرض ، إلى أن ارتكبت بريندا أول غلطة حين توقف المركيز عن الإملاء سألته :
- أين يمكن أن تجد مخطوطتي آخر كتابين لك ، فأنا أرغب في قراءتهما
أجابها بصوت لطيف :
- إنهما في الدرج الأعلى من خزانة الملفات لكن أطلبي من غريفز نسخاً مطبوعة ستكون أسهل عليك
ساعتها تخلت عن حذرها وسألته :
- هل مضى عليك زمن طويل وأنت تكتب سيد لو مركيز ؟
مرت ظلال على وجهه وغاب الهدوء المعتاد من صوته :
- كنت أكتب قبل أن تبلغي عهد المراهقة بكثير
شدت بريندا على قبضتيها وانغرست أظافرها في راحتيها ماذا من المفترض أن يكون هذا ؟ امتحان لقابليتها على تحمل الصدمات ؟ حسناً جداً لن ترد لن تعطيه الرضا بسماع ردة فعلها ! إنها لم تقصد الإشارة إلى ماضيه ، بل كانت تتسأل فقط كم مضى عليه من وقت وهو يكتب باسم سكوت ستيفن وتأكدت من شيء واحد لن تسأله بعد الآن أي سؤال يمكن تفسيره ولو من بعيد على أنه أمر شخصي

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
4/ تذوب كالماء

تركت الأيام الأولى في ( سيلينا هاوس ) بريندا في حالة ارتباك
كانت مقتنعة أن المركيز رجل وحيد أختار أن يعيش بعيداً عن أي مكان ليحمي شخصيته الحقيقية كان يرتدي الأسود ولا يبتسم أبداً ، يكتب كتباً مليئة بالعنف مع ذلك يعيش في منزل مليء بالألوان ، والجمال والرومانس
على جدار الدرج ، وفي ردهة الطابق الأول حيث جناحها ، رأت لوحتين أخريتين من لوحات مارك وتذكرت بوضوح محتويات غرفة الجلوس هنا وهناك ، أشياء ثمينة وجميلة هناك أشياء كثيرة تسعد العين
كل هذا في منزل سكوت ستيفن ؟ كل هذا في منزل رجل لا يبصر ؟ لمن كل هذه المباهج البصرية ؟
خلال أربعة أيام ، حسب عملها ، لم يأت زائر واحد ، ولا حتى مخابرة هاتفية
أين هي زوجته ؟ هل سافرت إلى مكان أكثر دفئاً لتمضية الشتاء ؟ ربما تكون مجنونة لتفكر بأن تتركه يتم كتابه لوحده ؟ لكن المركيز قال أنه يعيش وحده ربما تركته نهائياً ؟
وجدت بريندا من الصعب التوافق معه فهل هو فعلاً صعب المراس ؟
كان الثلج لا زال يغطي الأرض ، ويحاول منع الربيع من الظهور لكن الربيع قادم لا محالة
أضاءت المصابيح وعادت للجلوس تتمتع بغرفة جلوسها ، مع أنها تشعر برغبة في الخلاص منها ربما السبب أنها تشعر بالوحدة ربما لأن هذا المنزل موحش كأمسياتها في لندن لكنها كانت تعرف هذا عللا الأقل ، المناظر حولها أفضل بكثير مما تراه من شقتها في بادنتغتون
لقد عرفت لماذا أعطاها المركيز الوظيفة بعد رفضه لأربع سكرتيرات من الوكالة ، بالرغم من إشارتها الخرقاء لماضيه لأنها أظهرت أنها لم تضطرب لعماه ولا أحرجها أبداً ، فهو لا يتحمل أحداً لايستطيع التعاطي مع إعاقته كما يتعاطى معها هو بينهما على الأقل في هذه المسألة ، كان هناك تفاهم غير ملفوظ لكن لماذا تشعر بالحاجة للتواصل معه ؟
كانت محاولاتها للحديث ، تصد بجملة قصيرة، لا تترك لديه أي شك أن لا يرغب في المزيد من التفاهم
دق غريفز عللا بابها بعد الثامنة بقليل ، وتقبلت منه العشاء مبتسمة وقالت له :
- طعامك دائماً رائع غريفز أين تعلمت الطبخ جيداً هكذا ؟
تابع تحضير المائدة على الطاولة الصغيرة أمامها ، وهو يقول :
- تعلمت ؟ لا أذكر حقاًأظن هذا أمر طبيعي هل ستتناولين القهوة في ما بعد آنسة ؟
- لا شكراًهل يتم إيصال كل شيء إلى المنزل ؟ أعني الخضار والسمانة و
- أجل كل الخدمات العادية آنسة سأذهب إلى القرية غداً هل هناك شيء تريدينه ؟
تنهدت : لالاأنا فقط
كان غريفز مثله مثل المركيز ، لديه طريقة متفوقة في تحويل الحديث إلى موضوع آخر مع ذلك اغتنمت الفرصة لتسأله سؤال مباشر :
- لماذا يعيش المركيز في انكلترا ؟ أنا أذكر أنني قرأت في مكان ما أنه نصف إنكليزي ، في الواقع لكنني أذكر كذلك أن المقال قال أن منزله في باريس ؟
لم يتغير تعبير وجه غريفز وقال وهو يتحرك نحو الباب :
- كنت أعتقد أن الجواب واضح آنسة لاشك أنه يحب المقام هنا عمت مساء آنسة
التقطت بريندا الشوكة مقطبة ألم يكن غريفز الغامض ظريفاً الآن ؟ كيف يمكن للمركيز أن يحب الحياة هنا وهو يعيش كناسك ولا يمكنه أن يتمتع حتى بمناظر الريف الانكليزي ؟!
كانت الأمسية لا زالت أمامها ، وتسألت ماذا ستفعل بها لأول مرة لم تشعر برغبة في القراءة ربما ستجلس طويلاً في المغطس ، ثم تشاهد التلفزيون قليلاً لكن أولاً ستتصل بدان ، إنه يتوقعها في نهاية هذا الأسبوع ، لكنه لا يعرف بعد أنها ستعمل أيام السبت ولن تصل إلى ( سواري ) حتى بعد الظهر
حياها دان بحرارة أكثر من المعتاد :
- بريندا ، أحمد الله على اتصالك كنت سأحاول الاتصال هذا المساء ، لكنني لم أجد رقم هاتف السيد غريفز ، هل هو رقم خارج الدليل أم ماذا ؟
ضحكت بريندا :
- بإمكانك قول هذا لكم ما الخطب ؟ كان بإمكانك الاتصال بمكتب بورك لتحصل على الرقم
- كنت سأفعل هذا غداً ، على أي حال لا شيء خاطئ سوى أنني كنت سأستبقيك بعيدة هذا الأسبوع ، فكلنا مصابون برشح مزعج
غاص قلب بريندا :
- أوه أنت تعلم أنني لا ألتقط الرشح بسرعة وسأجيء على أي حال أظنك ستكون مسروراً ليد تساعدك إذا لم يكن الولدان على ما يرام
- لا تكوني عنيدة لا داعي للمخاطرة وأنت تبدئين عملاً جديداً
وعطس كأنما يبرهن كلامه :
- لكنك بحاجة إلى مساعدة ، دان يمكنني على الأقل أن أطهو
قال أخوها بصوت حازم :
- لالاتفعلي والدة سالي قادمة غداً وستبقى معنا بضعة أيام وسنكون بخير
- وهل هي قادمة من ( ثاونتون ) ؟
كما كانت سالي الأم شخصية لطيفة جداً ، لكنها لم تكن ممن يتحملون طقس الربيع ، ومن الظلم المجيء بها من ( سومر ست ) لتعتني بثلاثة مرضى
وتوقع دان سؤالها :
- أعرف أعرف أنا لم أرسل في طلبها إذا كان هذا ما تفكرين فيه حدث أنها اتصلت وكلمها دايفد أولاً وقال لها بمرح إنه لم يذهب إلى المدرسة بعد ذلك لم أستطيع أن أبعدها
- هه هل أعلنت عن طلب مدبرة منزل ؟ أنا واثقة أنكم لا تتناولون طعاماً جيداً وعلى الأرجح أنكم التقطتم الرشح لأنكم بحاجة إلى الفيتامينات المناسبة

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
ضحك دان :
- هذا ممكن لقد نشرت الإعلان في الصحف المحلية يوم الثلاثاء ، والأمس ، واليوم ، لكن حتى الآن لم أتلق مكالمة واحدة
- إذن من الفضل أن تعلن في الصحف الوطنية
- لكن هذا مكلف أختي !
- دان !
- سأفعل ! أعطني رقم هاتفك لأتصل بك في الأسبوع المقبل
أعطته بريندا الرقم وحذرته أن يتصل قبل الحادية عشرة صباحاً
بعد ذلك أمضت بقية الأمسية مع التلفزيون ستذهب إلى منزلها هذا الأسبوع ، لكن لن تقضي يوماً ونصف أمام التلفزيون لقد بلغت مرحلة تتشوق فيها للحديث ستزور شخصاً أو تمضي السهرة مع كاثلين ، هذا إذا كانت موجودة
لكن نهاية الأسبوع تحولت إلى شيء كريه فمساء السبت لم يرد هاتف كاثلين ، إحدى صديقاتها المتزوجات أصيبت بالأنفلونزا المنتشرة والأخرى لديها أنسباؤها يقيمون لديها لنهاية العطلة هكذا اضطرت بريندا إلى القيام بزيارة منفردة للسينما
مع حلول نهاية الأسبوع استقرت بعملها استقرت ؟ لكنها لم تشعر من قبل بأنها غير مستقرة ، قلقة فلماذا تحس بالسعادة ؟ كان الرد على هذا غريباً لكن عليها أن تكون صادقة مع نفسها إنها سعيدة لأن العمل ينقلب إلى متعة .وهناك قصة وايلي بطل سكوت ستيفن وهناك نوع من الأمن العاطفي الذي تجده طبعتها في الروتين لكن فوق كل هذا ، كان هناك لذة أن تكون في رفقته
كان يسحرها أكثر فأكثر مع مرور الوقت أصبحت الآن قادرة على مشاركته صمته حين يصمت خلال الإملاء لكن أفكاره لا يمكنها مشاركتها طبعاً فهو دائما مشغول بكلمة وايلي التالية , عمل وايلي القادم ، بينما هي مشغولة في المركيز نفسه
مرة بعد أخرى كانت تنظر إلى لوحة مارك فوق المدفأة ، ثم تنظر مجدداً إلى سكوت ستيفن وليس إلى المركيز هذا الرجل تغير إلى درجة مأساوية كما تغير عمله صحيخ أنه لا يزال مبدعاً لكنها ببساطة لا تستطيع التوفيق بين الرومانسية والحساسية اللتين كان يتسم بها مارك ن مع الفظاظة والعنف الفائضين من سكوت ستيفن
في مكان ما بين الفنان والكاتب ، يوجد الرجل نفسه وهو نفسه من يذهلها أنه الرجل الذي يجمع اليوم خلاصة ما عاناه ، ضحك له ، خاف منه ، تلذذ به
جان مارك الرجل
يوم السبت من ثاني أسبوع لها في سيلينا هانس تغير الطقس أخيراً أستيقظت لترى الشمس الشاحبة تعلو السماء الليلة ستتقدم كل الساعات ساعة إيذاناً بوصول الربيع
ألقت بريندا على رئيسها تحية الصباح ثم وربما نتيجة لمعنوياتها المرتفعة ألقت تعليقاً على الطقس قالت مبتسمة :
- لقد شاهدنا آخر الثلج ومع أنه كان جميلاً ، فلقد كرهته لأنه أبقاني داخل المنزل كثيراً لكنه سيذهب الآن ، الثلج يذوب الأشجار تبدو كأنها تذوب
مال إلى الوراء وأصابعه تضرب بخفة على الذراع الخشبي
- أتعنين أن الدفء بدأ هجومه ؟

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
لم يكن سؤالاً بل كان طريقته لإقفال الحديث وأجابت :
- حسنا جداً ، إذا شئت أن تصف الأمر هكذا
استدار إليها الوجه الجميل :
- لكن ألست أنت الفتاة التي قالت لي أنها واقعية ؟ آنسة توماسن ، الواقعيون لا يتكلمون عن ذوبان الأشجار
ذهلت بريندا إنه على حق لكن متهذا ؟تبادل حديث ؟ أم أنه نوع من التأدب لمجرد أنه سمع التوتر في صوتها ؟ لا ليس مجرد أدب ، لأنه كان ينظر إليها الآن بتوقع وكأنه يريد رداً ثم ابتسم لها فضحكت أسعدتها ابتسامته كثيراً ، لأنها تستطيع العد على أصابع اليد الواحدة عدد المرات التي تفضل عليها بواحدة خلال أربعة عشر يوماً
- مسيو لو مركيز هناك شيء أريد أن أسألك عنه سوف أرى أخي بعد الظهر ومن الطبيعي أن يطرح أسئلة عمن أعمل له إنه يعرف أنك كاتب لكن هل استطيع أن أقول له من أنت ؟
أحنى رأسه باختصار يعطيها الإذن ، وزادت ابتسامته اتساعاً :
- بالطبع تستطيعين ، فأنا واثق أن أخاك يكتم السرولا أعتقد للحظة أنه سيضع إعلاناً في التايمز
قالت بخفة :
- لا ليس حول هذا الأمر
- عفواً ؟
- آسفة أنس الأمر
ذكرتها فكاهته بمشكلة دان ومدبرة المنزل ، وارتفع حاجباه قليلاً :
- ما الذي لامسته بكلامي ؟ هل يعمل أخاك لصحيفة وطنية هل هذا هو الأمر ؟
- لا دان محامي ، الأمر فقط أنك ذكرتني بأمر آخر من المفترض أن ينشر إعلاناً لمدبرة منزل هذا الأسبوع ، فهو بحاجة ماسة إليها في الواقع ، أنا قلقة عليه ، حتى كدت لا أجيء أصلاً للمقابلة ، ! أردت أعني لاهذا غير صحيح لم يسمح دان
ولم تعد راضية عن نفسها ، فتلاشى صوتها أنها الآن فعلا تتكلم مع المركيز وأصبحت متوترة مربوطة اللسان إنها تثرثر ولا يمكن أن يكون مهتم بأي حال !!
لكنه كان مهتم إذ قال بصوته المخملي :
- أكملي شرحك كانت الطريقة التي حثها فيها على الكلام لطيفة جداً لم يدفعها بل مال إلى الأمام وذراعاه على الطاولة ويداه مضمومتان بخفة أمامه ، وعلى وجهه تلك النظرة المهتمة :
أخبرته عن دان وولديه وكيف أنهم بحاجة ماسة لمن يعتني بهم وكيف تطوعت لهذه المهمة بنفسها وكيف رفض دان وكانت مسترخية تماماً وطبيعية بحيث لم تفكر بآخر كلماتها :
- هكذا قلت لدان أنه يتصرف كا لأطفال وأنني في النهاية سأصبح عمة عانس على أي حال لكنني لم استطع تغيير رأيه بل أصر على أن تكون لي حياتي الخاصة ، وهذا كل شيء
مرت ثواني قبل أن يعلق :
- إنه على حق تماماً ، يجب أن تعيشي حياتك يبدو أن دان رجل طيب أخبريني المزيد عنه
ساد الصمت مجدداً وتلعثمت بريندا كان يجب أن تدرك أنه لا يظهر الأدب فقط ن فهذا ليس أسلوبه لقد كان يهتم فعلاً بعائلتها لكنها لا تستطيع تصور السبب
- بريندا؟ هل لي أن أدعوك بريندا ؟
- بالطبع !
- وهل ستتمكنين من مخاطبتي بما هو أقل من الرسميات ؟
أقل من الرسميات ؟!!
- أجل مسيو مارك
ابتسم ومال إلى الأمام أكثر يقول لها وكأنها معاقة :
- حاولي هذا جان جـ ان !!
- ارتفع حاجبا بريندا ذهولاً وذكرت الاسم كالببغاء كما لفظه تماماً
- أجل لكنه كما ترى دان عادي جداً ، حتى أنه من الصعب تصفه حقاً
بدأت تلعب بدفترها ، شفتها السفلى عالقة بين أسنانها ، وهي تفكر بأفضل طريقة لوصف أخيها :
- دعني أقول هذا لو كان دان مثلاً بناية فسيكون مبنى البلدية لأنها عملية وفعاله ، إذا كنت تعرف ما أعني ولو كان لوناً فهو اللون الكاكي ، لون دافئ متعقل ، لكنه مضجر
لم يضحك المركيز ، بل العكس دخل روح القول :
- فهمت الفكرة الإحساس ولو كان زجاجاً ، لكن إبريق عادي أليس كذلك ؟
ضحكت :
- تماماً
- وإذا كان ماء ، فما هو الشكل الذي يأخذه ؟

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
آه ! هذا تشبيه جيد ! لأن الماء يتخذ عدة أشكال وله عدة مزاجات لذا سيكون دان أجل سيكون بركة كبيرة وهادئة وأنا آسفة لأن أقول هذا ، راكدة قليلاً
هز المركيز رأسه ببطء واهتمام :
- وأنت بريندا لو كنت ماء فماذا تكونين ؟
فكرت بجهد ، مسرورة لأنه مهتم :
- مثله تماماً كما أخشى
- مخطئة !
أصبحت ابتسامته وميض أبيض جعل دقات قلبها تتسارع بدت عيناه مختلفة بدت دافئتين ومليئتين بالمرح فقالت له متحدية :
- حسن جداً أخبرني إذن ماذا أكون ؟
تراجع المركيز فجأة ، وقال بلهجة تصرف النظر :
- في وقت آخر يجب أن نضغط سير عملنا الآن
وكأنما اكتفى من العبث التافه أو أنه أدرك فجأة أنها تضيع له وقته أحست بريندا بارتباك وانزعاج سخيف
حين انتهى من الإملاء قبل الحادية عشرة بقليل ، وقفت وقالت له :
- سأسافر فوراً إلى سواريوسأطبع عمل اليوم مساء الغد حين أعود
هز {اسه دون تعليق فتركت الغرفة بينما كان يستدير بكرسيه ليواجه النافذة لا شك أن الشمس أصبحت عالية جداً الآن ، لكنه لا يشعر بحرارتها عبر النافذة وماذا عن الثلج ؟ هل ذاب كلياً أم أن الأشجار لا زالت تذوب ؟!!
كان راضياً بوجودها هنا هذه الفتاة التي تجيء معها بروح الورد إلى الغرفة كل صباح لم يكن يستطيع معرفة نوع عطرها ربما عطر انكليزي له رائحة انكليزية لطيفة
ابتسم جان لنفسه بقلق آه لكنه اليوم لن يستطيع المقاومة !!
كيف يمكن أن تظن نفسها واقعية وهي في أغلب الأوقات تقول أشياء بجمل شاعرية ؟
وصوتها ذلك الصوت الناعم الفائق الأنوثة ، بضحكته الخجولة وقهقهته التي تخرج من من أعماق حنجرتها إنها تبتهج بالأشياء البسيطة باستطاعته سماع الحماس المؤثر حين قالت ذات صباح في وقت سابق من الأسبوع إن طائر عقعق وقف لتوه خارج النافذة ، ثم كأن الأمر بالغ الأهمية ، أضافت :
- أوه وليفته جاءت تقف معه ! الحمد لله ، فالمثل يقول ( غراب واحد للأسى ، اثنان للفرح) أتعرف هذا ؟
ولم يرد ، لم يعرف تماماً كيف يرد ، وكأنه نسي كيف يتكلم بهذا المستوى لكن كان هناك أوقات كان فيها لا لا يجب أن ينظر إلى الخلف لقد أصبح هناك نظام لحياته الآن ، ومن دونه لن يستطيع أن يكون فاعلا غي حركاته روتينية ، هناك حدود فرضت عليه لكنها حدود من السهل أن يعيش معها ، حدود أخذت وقت طويل وتطلبت تدريباً لدماغه يجري دماغه الآن فوق خطوط روتينية محددة لا تسمح بالتسكع ولا بالعواطف
كون بريندا عميقة الإدراك ، حساسة ، أمر عرفه من الطريقة التي أنهت فيها المقابلة الأولى في الواقع تصرفت وكأنها قرأت أفكاره لكنه لم يدرك أنها رومانسية هكذا لم يدرك أنها ستكون كأنفاس الهواء النقي بهجة لن يتحمل التجاوب معها
لكنه اليوم استجاب ، أحس بالحاجة أن يتقرب منها إلا أن هذا لن يحصل مرة أخرى ، لا يجب يحصل مرة أخرىفهذا أمر خطير جداً ! أنه لا يجرؤ على المخاطرة بأي شيء يزعج حيلته أي عودة للعواطف والأفكار التي لزمه خمس سنوات من القتال ليغلبها ويدفنها
لا أنه ببساطة ، لن يجرؤ على السماح لنفسه أن يشرب من النبع الحلو المترقرق الذي اسمه بريندا ، مع إطلالة الربيع

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
5 / الرسم بالكلمات

نظرت بريندا نظرت بريندا لى أخيها دان بترقب تسأله :
- حسناً ! ما رأيك بالمركيز حسبما قلته لك عنه ؟
كان دان ينفخ غليونه ، وقد أدهشته الجدية في صوت أخته :
- إنه لا يشبه الصورة الذهنية التي رسمتها لسكوت ستيفن ، لكن الأمر جيد ان تعملي لمثل هذا المؤلف المعروف هه ؟ أنا فعلاً أتمتع بكتاباته !
كانت خيبة أمل بريندا مساوية لانزعاج الذي أحست به أملت أن يفهم دان لماذا هي فضولية ؟ لكن كان يجب أن تعرف أنه لن يفهم
كانت ردة فعل دان لسماعه عن هويتي المركيز الأخيرتين ، مختلفة تماماً عن ردة فعلها لقد تأثر كثيراً لدرجة الاهتياج بمعرفة أن شقيقته تعمل لدى سكوت ستيفن لكنه لم يكن مهتماً أن يكون ذات الرجل هو مارك ، الرسام الذي فنه يبهج الناس ، لو أنه فقط
لكن هذا هو دان الذي سأل ممازحاً :
- لماذا صمت كنت تتكلمين عن الرجل منذ ساعةلاتعدي رأيي يوقفك !
ابتسمت بريندا هل استمرت في الكلام لساعة فعلاً ؟ لا شك أن دان ضجر منها :
- آسفة هل أبدأ بتحضير العشاء ؟ سيأخذ بعض الوقت ، متى سيعود الولدان من الحفلة ؟
- لا تقلقي عليهما فلن يرغبا في العشاء بعدما يحشوا بطنيهما بالكيك والآيس كريم طوال بعد الظهر لكن ، هيا بريندا تابعي كلامك ماذا كنت تسأليني ؟
لم تجد جدوى من متابعة الحديث
- أوه لاشيء أنا فقط كنت أتسأل ما إذا كنت توافق معي على أنه رجل وحيد
- أستطيع القول أنه كذلك فعلا لكنه كما قلت لقد أختار أن يعيش أميالاً بعيداً عن أي مكان دون أن يزوره أحد ، لكن ماذا يهمك من كل هذا على أي حال ؟ هل أنت معجبة به ؟
ردت بعنف :
- لا تكن سخيفاً! إنه رجل متزوج ! إضافة إلى هذا ، أنت لا تعتقد أن رجلاً مثله قد يهتد بفتاة مثلي !
- لا أرى لماذا لا لماذا تقللين من قيمة نفسك دائماً كلما اقتربنا من موضوع الرجال ، أو موضوع جاذبيتك وأنوثتك ؟
- هيا دان أنت أخي وأتوقع منك الصراحة فلنواجه الأمر أنا لست ملفته للنظر !
أخذ يملأ غليونه مجدداً ، وبدا انشغاله بهذا يزعجها ثم أجاب :
- لكن المركيز لا يعرف
- دان ؟
- لا أنا لا أعني شيئاً سيئاً وتعرفين هذا كل ما أقوله أن الرجال لا ينجذبون إلى النساء دائماً بسبب مظهرهن وأنت تعرفين هذا كذلك ماذا عن شخصيتك الرائعة ؟ ماذا عن إخلاصك , ذكائك , وصبرك ؟
الصب إنها تفقده الآن وبسرعة
- أنت أخي أنت ملزم بأن تعتقد أن لدي هذه المواصفات أنت منحاز
- كلام سخيف ! وبما أنن ذكرنا الموضوع دعيني أوضح لك أمراً آخر أنت لست غير جذابة صحيح أنك عادية المظهر لكنك لا تتزينين جيداً لتظهري أفضل ما عنك صحيح ؟ أعني لو فعلت شيئاً لشعرك ووضعت بعض الزينة ، فستتمكنين من جذب الكثير من الرجال ممن
قاطعته :
- ممن سيكتشفون فيما بعد أنني لست جميلة فعلاً
- إذن كنت ستقول إنني أكاد أصل الرابعة والعشرين ولقد آن الوقت لأتزوج
لم يلحظ دان توترها بل بدا مشغول الفكر بشيء آخر ما عدا غليونه ثم قال ببطء وكأنه حل معضلة :
- أوه أجل أذكر أين رأيت هذا الآن جان مارك ليس متزوجاً في الواقع لقد طّلق منذ مدة أذكر أنني قرأت هذا
جاهدت فبقاء صوتها غير مضطرب وسألت :
- هل أنت متأكد ؟
- تعرفين أن لي ذاكرة قوية بالطبع أنا متأكد ! لقد قرأت هذا لكنني كنت أحاول أن أتذكر أين همم هذا صحيح مارك كان متزوج من امرأة اسمها اليان ولقد هربت مع رجل آخر شخص في السينما كانت امرأة جميلة جداً أذكر صورتها
رفعت نظرها لترى دان يراقبها بغير رضا ظاهر :
- أختي أنت تقعين في حب هذا الرجل أليس كذلك ؟
- دان إذا قلت هذا مرة أخرى سأخرج وبإمكانك تحضير العشاء لنفسك
- أنا لم أرك متوترة الأعصاب هكذا منذ زمن طويل حسناً إذا كنت ستأخذين بنصيحتي ،

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
أوقفي هذا قبل أن يحدث يجب أن تتركي ذلك المنزل فوراً
وقفت مرة أخرى شديدة الاضطراب :
- عم تتكلم ؟
ماذا هناك لأوقفه قبل أن يحدث ؟! أن تترك سيلينا هاوس ؟ كيف يمكنها أن تفعل ذلك ؟ حتى لو أرادت
لكن الفكرة لم تتطور فملاحظة دان التالية قلبت التوازن وأفقدته أعصابها تماماً :
- أعني أنني لا أريدك أن تتورطي مع رجل أعمى أتريدين ذلك ؟
كادت بريندا البطيئة الغضب ، أن تنقض على عنقه :
- ماذا ؟ وما دخل بصره في كل هذا ؟
لم يبدو على دان الخجل بل دس غليونه بين أسنانه وكلمها وكأنها في العاشرة من عمرها :
- أنت الآن سخيفة تعرفين الرد على هذا كما أعرفه أي نوع من الحياة ستعيشين مع رجل أعمى ؟ يجب أن تقضي على هذا في مهده أعني لماذا هو ؟ حتى ولو كان سكوت ستيفن ! لماذا تتوجهين إلى رجل لا تستطيعين حتى
- كف عن هذا !
عبرت الغرفة لتفتح الباب :
- سوف أبدأ بتحضير العشاء أنا آسفة دان ، لكنني لا أريد المزيد من الجدل حول هذا ليس الآن , ولا أبداً فأنت لا تعرف عما تتكلم
لكنها ببساطة لم تستطع ترك الأمر هكذا ورجعت بسرعة إلى باب غرفة الجلوس :
- أجد كلامك عن إعاقة جان مقرف ! والأسوأ من هذا أنها تخيفني لأني أتسأل بأي قياس تقيس قيمة الرجل؟!
كانت لا تزال منزعجة حين دخل دان المطبخ بعد نصف ساعة لكنها ابتسمت له فهو أخوها وهي تحبه بغض النظر عن أي شيء
أنهما مقربان من بعضهما لكن تفكيرهما مختلف تماماًلف ذراعه حولها :
- آسف ليس في وسعي إلا أن أكون أخاك الكبير
- أعرف ولا بأس بهذا أخي الأكبر
لكن كان هناك أوقات تحس أنها أكبر منه سناً بكثير
- هاي ! لم تسمعي أخباري عن مدبرة المنزل
أحست بالذنب فوراً لقد تكلمت كثيراً منذ وصلت ونست هذه المسألة :
- وهل وجدت واحدة ؟
- ليس بالضبط , لكنني متفائل نشرت إعلان في صحيفة التلغراف نشرة واحدة فقط وتلقيت خمس مخابرات لكن هناك امرأة واحدة تبدو واعدة إنها اسكتلندية وستأتي لتراني في الأسبوع المقبل وبالطبع يجب أن أدفع لها المصاريف لكنها بدأت لطيفة جداً على الهاتف ، إنها مدبرة منزل منذ سنوات ، تعمل في منزل ضخم لأحد اللوردات لقد كتبت كل شيء هنا ، وسأكتب طالباً للتزكية الرجل الّي كانت تعمل عنده مات وأصبحت بلا عمل ، لكنها قالت أن بإمكاني طلب التزكية من ابنته
ارتفع حاجبي بريندا قليلاً:
- وهل قلت لها أن هذا المنزل يحتوي على أربعة غرف نوم فقط لكن هناك ولدان للرعاية ؟
- طبعاً ؟
تركت بريندا منزل أخيها بعد الظهر واتجهت لتأخذ ملابس من شقتها ، ثم ذهبت لمنزل كاثلين كانت لا تزال متحمسة للحصول على رأي آخر حول المركيز ورأي كاثلين سوف تقدره تعرف أنها تستطيع التحدث إليها بثقة ، ومن المهم الاستماع لرأي امرأة
فتحت كاثلين الباب وابتسامة عريضة على وجهها :
- هاي ! ادخلي بريندا ادخلي ! مضى زمن طويل لم أرك فيه ! أنا مسرورة لأنك هنا فسيعطيني وجودك عذراً للتوقف عن التنظيف !
- لقد اتصلت بك عدة مرات في الأسبوع الفائت
ملأت كاثلين إبريق الماء ، وأخرجت فنجاني قهوة
- آه حسناً لدي أخبار لك ! كنت في ( ليدز ) وسأعود لهناك نهاية الأسبوع المقبل سأنتقل أنا وجون إلى ليدز بعد زواجنا ! لقد عرضت عليه وظيفة في المكتب الرئيسي وظيفة مكتبية ! أليس هذا عظيماً ؟ هذا يعني أنه لن يسافر كثيراً الآن وسيعود للمنزل كل ليلة
ابتسمت بريندا :
- إنها أخبار جيدة ! ماعدا أنني سأكون آسفة لفقدانك سأشتاق إليك إذن ستسافران عدة مرات إلى هناك إلى أن تجدا منزلاً ، أليس كذلك ؟
- أجل أوه هل تحبين تناول سندويش ؟
- لا شكراً وستنتقلان مباشرة بعد الزواج في نهاية شهر تموز ؟
مضت النصف ساعة التالية بحديث كاثلين عن خططها ، حفلة العرس , خاتم الزواج وغيرها أخيراً غيرت كاثلين الموضوع ن مدركة إنها تكلمت كثيراً عن نفسها
مالت إلى الأمام تربت على يد صديقتها :
- آسفة بريندا أنت لم تتفوهي بكلمة ، لقد اشتقت لرؤيتك وهذه هي المشكلة أعرف أنني كنت مقتصدة جداً بعد الخروج معك ، لكننا نحاول توفير كل بنس
- لا بأس في هذا أفهم
- قصي علي أخبارك إذن سمعت أنك تعملين لسكوت ستيفن ! أمر مثير هه ؟ وسمعت كذلك أنه غريب الأطوار
لم تندهش بريندا لقيل وقال الوكالة الذي وصل كاثلين ، لكنها انزعجت للوصف المهين لسكوت ستيفن فضاقت عيناها مفكرة :
- إلى من كنت تتكلمين ؟ هل قالت لك بيني هذا ؟
- لا لكنني كنت أعمل مع أليكس ماديستون هذا الأسبوع وكان قد أجرى مقابلة مع سكوت ستيفن

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
تنهدت بريندا ، أليكس ماديستون انضم إلى وكالة بورك منذ ستة أشهر ، وهو على الأرجح أسرع مختزل صحيح أنه جذاب لكن لا عمق لشخصيته خرجت معه بريندا مرة واحدة وأحست بالضجر ، قالت لكاثلين :
- مع كل مظهره الجذاب فهو أسوأ رجل قابلته ، ولا يمكنه أن يفهم رجل مثل سكوت ستيفن لا استطيع أن أتصور لماذا أرسلته بيني للمقابلة !
- لا أعرف السبب لكنني سمعت أن عدة أشخاص أرسلوا إلى هناك وسأل اليكس على من حطت المهمة رحالها فقلت أنك بدأت العمل فعلاً قبل أسبوعين أوه لقد أخبرني أليكس كذلك أن السيد ستيفن أعمىهل هذا صحيح ؟
- هذا صحيح جداً لكنه ليس غريب الأطوار ، أؤكد لك أنه غامض قليلاً هل سمعت شيء آخر عنه ؟
- لا لا شيء
إذن ما من أحد من الذين قابله عرف أن سكوت ستيفن هو مارك الرسام
- اسمعي كاثلين ، لا أريد لهذا أن تنتشر ، لكن سكوت ستيفن كان يعرف باسم آخر
- إذن سكوت ستيفن هو اسم مستعار خمنت هذا
- لا أعني بلى إنه ولست أدري أن كان هذا يعني لك شيء ، أنه جان مارك مارك اسم الشهرة
ارتفع حاجبا كاثلين دهشة :
- الرسام ! ذلك الذي فقد بصره ! أجل بالطبع أعرفه وأنت لديك لوحة له أليس كذلك ؟
- إنها نسخة طبق الأصل أجل في الواقع اسمه الكامل لو ماركيز جان مارك دوبافندال
أصغت كاثلين بهدوء بينما مضت بريندا تقص عليها كل شيء عن المركيز وأسلوب حياته أخيراً قالت بريندا :
- على أي حال لا أستطيع تقييمه هل لديك أفكار ما ؟
صمتت كاثلين برهة ثم :
- لا بد من وجود امرأة متورطة في كل هذا , فهل هو متزوج ؟
ابتسمت بريندا :
- ابحثي عن المرأة كان لدي فكرة مماثلة لكنه في الواقع مطلق ويبدو أن زوجته هربت مع ممثل نشرت القصة في الصحف
- هكذا إذن يبدو هذا غريباً أليس كذلك ؟ أعني أنه جميل المظهر وكل شيء لصالحه أستطيع أن أرى سبب انجذابك إليه غريب كيف أنه عزل نفسه عن الحياة تماماً لا يبدو أن عماه يشكل مشكلة كبيرة له ومما قلته لي فهو يتصرف جيداً أتسأل
- ماذا ؟
- لو كان لا زال يحب زوجته ؟ يشتاق إليها ؟
- إليان ؟ لالاأظن لا أعتقد أن هذا ممكن
قالت كاثلين بحزم :
- بل ممكن جداً يبدو لي هذا منطقياً ويبين سبب ماهو عليه الآن هل ترغبين في المزيد من القهوة ؟
- لا شكراً من الأفضل أن أذهب لا أريد أن أعود في الظلام فهناك خطر أن أضيع اسمعي ، سأعطيك رقم هاتفي لكن أرجوك لا تتصلي قبل الحادية عشرة
سجلت كاثلين رقم الهاتف ووعدت بريندا أن تتصل
بعد التفكير طوال طريق العودة ، صرفت بريندا النظرة عن فكرة كاثلين جان لا يزال يحب زوجته السابقة ؟ لا لا يبدو صحيحاً لكنها لم تتوقف لتسأل نفسها لم كل هذا التصميم ؟ ولم كل هذا الاهتمام ؟!
في الوقت الراهن هناك عمل ينتظرها ، ومغامرات وايلي ستلهها عن أفكارها أوقفت سيارتها في المرآب وذهبت فوراً للعمل
حين وصلت للردهة بعد أن أنهت طباعتها ، رأت المركيز يدخل عبر باب في نهاية الرواق توقف واستدار بعد أن سمع وقع قدميها بالرغم من وجود السجادة السميكة :
قال :- مساء الخير بريندا
ثم رحل !!
لم يسألها كيف حالها ، ولا ما إذا كانت قد لاحقت ما تأخر عليها من عمل لا شيء دخلت غرفتها ورمت نفسها متعبة على السرير تتذكر تمتعه بالطريقة السخيفة التي وصفت بها دان !! لقد فهمها جان فوراً لكن هذا كان حديثهما الوحيد حتى اليوم
لن يسمح بأن يدفعها هذا لأن تكون منسحبة متحفظة مثله ، ! هكذا كانت تخبره متى سنحت لها الفرصة عن الأشياء اللطيفة التي كانت تحدث خلال سيرها في الأراضي المحيطة بالمنزل ، مثل الزهور الزعفرانية التي كانت تشق الأرض والنرجس البري بمحاولاته الشجاعة للبقاء بعد ثلج الشهر المنصرم أو كانت تخبره إذا خرجت للتفرج على واجهات المحلات ، أو أنها حضرت ندوة قراءة شعر أو عن الكتب التي استعارتها من مكتبته وبالطبع لم تكن تحصل على رد لكنها مع ذلك كانت تستمر في الثرثرة في وقت استراحة القهوة مصممة على أن لا تصدها تصرفاته ، مصممة أن تستمر في أن تكون نفسها
بعد حوالي الشهر من انتقالها للسكن في سيلينا هاوس حدث لقاء قصير خارج ساعات العمل جعلها تدرك أنها تصل للمركيز طوال الوقت ولو بطريقة محدودة كانت الساعة تكاد تصل للتاسعة مساءً حين خرجت إلى الحديقة كانت السماء سوداء مرصعة بالنجوم والقمر بدراً فضياً التقطت رائحة سيكار جان قبل أن تستقر عيناها عليه كانت ساقاه الطويلتان ممدودتين أمامه ، يداه داخل جيبيه ، يجلس دون حراك ضائعاً في أفكاره
كانت قد رأته هكذا أكثر من مرة ، في المكتبة عند الصباح ، يفكر يحدق نحو الظلمة التي تخصه وحده كانت تعلم في تلك اللحظات أنه لا يفكر في كتابه ،

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
لأن عينيه تكون كليلتين ، رماديتين ، وتمر ثوان طويلة قبل أن يحس بوجودها
هكذا كان الآن جلست لإلى جانبه بصمت ، تحس بحزنه قبل أن يتكلم :
- السماء جميلة جداً اليوم
للحظات لم يرد لم يتحرك ثم أدار رأسه إليها :
- صحيح بريندا ؟
أكمل بصوت هادئ جداً :
- ارسميها لي إذن بالكلمات
بالكلمات ؟! أحست بالرعب ، لأنها لا تريد أن تخذله ، غير واثقة مما يتوقعه منها :
- هيا بريندا لا تفكري في الأمر لاتحاولي أن تختاري الكلمات تكلمي فقط ، لديك أجمل طريقة في وصف الأشياء ، أتعرفين هذا ؟ أنها موهبة ! يجب أن تحاولي أن تكتبي عن نفسك ، وأعني ما أقول أرجوك ارسمي لي المنظر الآن
وفعلت تدفق الكلام منها بسهولة دون وعي رسمت السكون ، الصمت ، الأشجار وظلالها ، القمر ، النجوم ، حددت معالم البيوت والأنوار المشعة منها التي تستطيع أن تراها براقة غير متحركة
في تلك الدقائق القليلة أحست أنها سعيدة بشكل لا يصدق ما أروع أن تتمكن من إعطاء البهجة بمثل هذه السهولة والبساطة وما أروع أن سألها أن تفعل !
كان بإمكانها الاستمرار في الرسم إلى الأبد أرادت أن تسير معه في الأراضي كلها حول المنزل ، حول العالم ، وتصف له كل شيء تراه
لكن اللحظة السعيدة انتهت بسرعة فجأة وقف وتحرك مبتعداً عنها :
- أرجو أن تعذريني الآن
- جان ؟
- يجب أن أفكر بعمل الغد تصبحين على خير
كان هذا كصفعة على وجهها ، وتدفقت الدموع من عينيها راقبته يسير مبتعداً وحزنه ملتف حوله كالعباءة كان حديثاً ممتعاً ، ولا شك أن مارك الفنان كان يتفجع على لحظات كهذه
صدمها إدراكها هذا فدفنت وجهها بين يديها التي أصبحتا باردتين جان مارك لا زال يلبس أثوان الحزن
أفلتت منها صيحة صغيرة بعد أن بدا لها كل شيء ، ووجدت نفسها فجأة مع أعماق جان مارك
فكرت بكل التناقضات في حياته ، في المنزل المليء بالفن والألوان وتصورته يتحرك في المكتبة ويداه تمران بمحبة فوق التماثيل إنه حزين على فنه ذلك الذي لن يتمكن بعد اليوم أن يبدعه طالما هو حي ولا أن يشهد هذا المنزل والجمال الذي فيه واللوحات المعلقة به لقد وضع جان الماضي خلفه وقاطع الجميع وكل شيء ما عدا فنه ماعدا الجمال هذه الأشياء لا يتحمل العيش بدونها
إنه يعرف كل أنش في منزله ! يعرفه حقاً إنه قادر على رؤية الجمال المحيط بوضوح يماثل وضوح رؤية بريندا بل أفضل بكثير
في عتمة نهاية الليل كانت بريندا لا تزار تفكر والدموع تتدفق من عينيها دموع ليست من أجل جان بل لأجل نفسها استطاعت سماع كلمات دان ودوى اتهامه في رأسها أنت تقعين في حب هذا الرجل ، أليس كذلك ؟! وصاحت لنفسها عالياً معترفة : - أجل أحبه أحبه ! و لا آبه بشيء البته !
إنها تعرف أن هذا لن يأتيها سوى بتحطيم قلبها لأن جان مارك لن يشعر بشيء نحوها
كانت تعرف أن هذا سيحدث منذ البداية عرفت ذلك الإحساس الغامض المختلط بالتململ
ابتسمت بحزن ، تفتح صفحات مذكراتها يالها من تعبيرات ملطفة ، وتبريرات ، تلك التي استخدمتها خلال أسابيع في جهد لإخفاء مشاعرها الحقيقية نحوه ، وياله من أمر سخيف تفعله ، تحاول أن تخدع نفسها هكذا !لماذا لم تعترف أنها بدأت تحبه منذ البداية وأن هذا أخافها حتى الموت ؟
كونها تحب جان هذا أمر حتمي لا يمكنها تجنبه ، مثله مثل الأم الذي جاء مع الحب الاثنان لا يمكن فصلهما لأنها تعرف أن حبها لا طائل منه ، محكوم عليه بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته
كانت العزلة ، والبرودة ، والتعاسة في داخل جان بعيدة عن الملمس لم يكن دفئه الظاهر وحساسيته والمرح حقيقة كانت مجرد طبقات سمح لها بأن تلمح بعضها لأنها حاولت جاهدة لتحصل على هذه الميزة ، لكن هذه الطبقات لم تخدعها فمن خلفها رجل تخلى عن الحياة بكل بساطة رجل لايهتم بشيء أوه رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات
كيف يمكن أن تأمل لفتاة مثلها في إذابة ذلك القلب حتى لو تمكنت من أن تجد طريقاً يقودها إليه ؟ لن تستطيع
صحيح أنها في الفترات التي يتحدث فيها إليها تحس بأن هناك تفاهم وألفة بينهما إلا أنه يتراجع بعده فوراً وكأنه يحس أنه خذل نفسه أنه لا يريد الناس لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته ، انعزاله عن العالم جان مارك بكل بساطة ، ليس في حاجة للناس
لقد فقد بصره ، قدرته على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه كانت غبية إذ اعتقدت أنه تكيف ! لا شيء لا أحد يمكنه تقديم العزاء لمثل هذا النوع من الفجيعة و لا عجب من وجود أوقات تستطيع فيها أن تشعر بحزنه وكأنه ملموس
نظرت إلى مذكراتها لم تستطع الاعتراف بكل هذه الأفكار على الورق إضافة إلى هذا ما تشعر به نحو جان هش جداً ومعرض للخطر وثمين أكثر من أن تصفه بالكلمات إذاً ستترك في الصفحة جملة واحدة فقط لن تخاطر فيها بأي تشويه للمشاعر ، للألم أو اليأس ، إذا بقيت ملتزمة برموز اختزالها وكتبت بسرعة لوني اليوم هو الأزرق

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
6 / كيف يرى الأعمى ؟

خلال الأيام التالية كان على بريندا أن تقوم بجهد كبير ، لتظهر وكأنها لم تتغير بأي طريقة ولم يكن هذا سهلاً ذات صباح استيقظت مع صداع أليم وإحساس بالذعر يتصاعد في حلقها نظرت إلى ساعتها الرابعة والنصف لقد نامت بشكل سيء مرة أخرى حوالي ثلاث ساعات ومن الأفضل لها أن تنهض فلن تنال نوماً هادئاً إلى أن تجد حلاً لحبها الذي لا ثمرة له نحو جان مارك هذا ما عليها أن تفعله وإلا فستكون الأشهر المتبقية عنده لا تطاق
ارتدت بنطلوناً وكنزة سميكة ومررت مشطاً في شعرها ، وارتدت البوط في قدميها نزلت السلم بسرعة متجهة للباب الخلفي لكن ما كان عليها أن تزعج نفسها بالتسلل بخفة القطة ، كان غريفز في المطبخ وهذا يعني أن المركيز مستيقظ أيضاً
- صباح الخير غريفز
كان يجلس إلى طاولة المطبخ يشرب الشاي ويقرأ ، يرتدي بيجاما كحلية مقلمة بشعة ، فوقها روب بني حاولت بريندا تجنيبه الإحراج بالسير مباشرة إلى خارج باب المطبخ لكنه كان قد وقف ما أن دخلت ، وكأنها ضبطته بفعل شرير
سارت وسارت إلى أبعد مما سارت من قبل ، إلى أن وصلت الغابة في نهاية الأرض لكن هذا لم ينفعها كثيراً في العتمة ، التقطت زهوراً من حافة الغابة ، ثم عادت إلى المنزل حين لم تعد تطيق تحمل الضجيج في صدغيها
وهي تصعد المرجة في مؤخرة المنزل ، رأت الأنوار مضاءة في قاعة بركة السباحة صحيح أنها رأت هذا أكثر من مرة ، لكنها لم تر بعد من يستخدمها
كان المركيز هناك ، يقطع الماء بسرعة خارقة ، يسبح طولاً بعد طول وقفت بريندا تراقبه كانت قريبة بما يكفي لتراه هبر الأبواب الزجاجية ، لكنها بعيدة بما يكفي حتى أنه لم يحس بوجودها
حين خرج من الماء ، بلعت ريقها تحس بعقدة الذنب لتطفلها العرضي على خصوصياته
كان يجب أن تتحرك لتوها كان يجب أن تبتعد عن الأنظار كي لا يلمحها غريفز من نافذة المطبخ لكنها لم تفعل وظلت تراقبه يقف قرب البركة يبعد الشعر الأسود عن وجهه لم تع سوى إحساس بالرهبة لجماله الرجولي وهي تتأمله لدقائق طويلة
كان غريفز يخرج الأطباق من آلة الغسيل كان يرتدي ملابسه الآن وقد حلق ذقنه وأصبح مرتباً:
- صباح الخير مرة أخرى آنسة توماسن لقد استيقظت باكراً اليوم
ظنت بريندا أنها رأت نظرة الرضا في عينيه :
- أجل غريفز أيمكن أن تجد لي إناء لهذه الزهور ، وحبتين من الأسبرين ؟
هز رأسه إيجابا وضعت بريندا الزهور على رف المغسلة ، وأدارت غلاية الماء الكهربائية
- سأحضر لك الشاي والتوست آنسة
ثم أعطاها فازة من الكريستال وعلبة أسبرين قالت :
- لا أريد التوست اليوم شكراً الشاي فقط ، وسأشربه هنا
- مسألة الأسبرين تثير الاهتمام سمعت أنك لو وضعت قرصين منه في الماء ، تساعد الزهور على الحياة فترة أطول
في أي وقت آخر كانت بريندا ستضحك لنكتته غير المقصودة لكن كان الضحك بعيداً عنها هذا الصباح ، وأوضحت له ببساطة سبب طلبها للأسبرين كانت طريقته في إبداء التعاطف شهقة :
- إذن لهذا خرجت باكراً ؟
تنهدت :
- لم أستطع النوم هل تستيقظ دائماً في منتصف الليل ؟
- لا ، آنسة بل الرابعة والنصف كل يوم مسيو لو مارك يتناول القهوة في غرفة السباحة في الخامسة ثم يسبح ، ويحب تناول الفطور عند الساعة السادسة إذا عذرتني يجب أن أحضر فطوره الآن
أخذت بريندا أزهارها إلى فوق واستحمت يجب أن تحاول التماسك لا تريد أن تبدو مختلفة
لم يساعدها الأسبرين كثيراً ومع حلول الثامنة والنصف كان الصداع قد عاد بشدة ، بحيث وجدت صعوبة في التركيز على دفتر الاختزال حين دخل غريفز بالقهوة ابتسمت له شاكرة فقد وضع قرصين من الأسبرين على الصينية كم هو بارع إنها لا تريد أن يعرف جان أن هناك خطب ما ، ولن يعرف الآن شيئاً ، وهز غريفز رأسه باختصار
لكن جان مارك لم يكن بحاجة لأن يرى الأقراص ليعرف أن هناك شيئاً خاطئاً ، فقد أحس بأنها ليست على ما يرام منذ عدة أيام
- ما بك بريندا ؟ ما الخطب ؟
أجفلها الاهتمام القلق في صوته
- خطب ؟لا شيء
قال بلهجة تحذيرية : بريندا
- أوه أنا فقط لا أنام جيداً يجب أن آخذ قيلولة بعد الظهر
إلى أي مدى هو سيء ؟
- ما هو السيئ ؟
- صداعك ، أيتها الفتاة الماكرة ! كم هو سيئ صداعك ؟
ضحكت ، يبدو وكأنه عالم نفسي ، ولأنها أحست أنها بحاجة إلى قليل من الارتياح ضحكت
- جان أنا بخير تماماً أرجوك لا تقلق
أصدر لسانه فرقعة عدم رضا وتركها بحيرة صامتة إلى أن استسلمت :
- حسناً جداً ! حسناً جداً ! إنه متواصل !

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
هز رأسه راضياً :
- انهي قهوتك ، ثم أذهبي
- هه ؟
قلدها :
- هه ؟ إلى الفراش اذهبي إلى النوم
- بالتأكيد لا ! لدينا برنامج ومواعيد يجب أن نحافظ عليها ، ثم لن نستطيع ترك وايلي ينزف حتى الموت في غابة استوائية !
رمى جان رأسه للوراء ضاحكاً هذع الفتاة لا يمكن مقاومتها تباً لها ً تباً للطفها ً لإخلاصها ، وأنوثتها ، ولجعلها إياه يحس بالحياة أربع ساعات كل يوم
- هذا غير صحيح وايلي سيعيش وتعرفين هذا يجب أن يعيش ليخبر القصة ، وليحارب في يوم آخر والأن كفى محاولة لإلهائي ! اذهبي ونامي
على مضض ، تركته أقفلت الستائر لتمنع نور الصباح واستلقت فوق الفراش ما هي إلا دقائق حتى وجدت نفسها تبكي
لم تقاوم البكاء ، تركت نفسها تبكي إلى أن لم يعد هناك مزيداً من الدموع وساعدها هذا ، واسترخى الضغط العصبي قليلاً
لكنها جسدياً كانت أسوأ بكثير كان صدغاها يضجان بشدة ويداها ترتجفان وهي تلتقط الهاتف لتقول لغريفز أنها لن تتناول الغداء اليوم وأبدى غريفز الاحتجاج مشيراً إلى أن الطعام قد يكون فيه الشفاء وشكرته بريندا لكنها لم تقبل احتجاجه

*****************************

في المطبخ ، ساد صمت مطبق بينما كان غريفز ينظر مفكراً إلى سماعة الهاتف لقد بدت غريبة جداً
- حسناً جداً غريفز شكر لك أحسنت في أخباري هلا صببت لي القهوة بما أنك هنا ؟
كان المركيز يجلس في كرسي مريح قرب النار في غرفة الجلوس وبدا غريفز مجفلاً قهوة وفي هذه الساعة يبدو أن الروتين في هذا المنزل قد خُرق !!
- لم أرد أن أزعجك مسيو مارك لكن الآنسة توماسون بدت شاحبة جداً هذا الصباح أعني بدت مريضة أعني أن أقول أنها في العادة فتاة لطيفة جداً ومرحة !
- حسناً غريفز تابع تحضير الغداء كالعادة فالآنسة توماسن ستأكل ، ستتناول الغداء معي
كاد الخادم العجوز الأمين يوقع إبريق القهوة من يده
- أنا أنا آسف ماذا قلت ؟
- قلت أن الآنسة توماسن ستتغدى معي اليوم
- معك سيدي ؟ أتعني في غرفة الطعام معك ؟
ضحك جان باختصار :
- أين غير هناك ؟ صب فنجانين من القهوة وضعهما على الطاولة
لم يقل غريفز شيئاً أخر فعل ما قيل له وترك الغرفة مشوش الفكر
أشعل جان سيكارة يتصارع مع نفسه يجب أن يذهب إليها إنه على الأقل مسئول ولو جزئياً عن توترها وهذا ماهو واثق منه إنها مخلوقة حساسة وقد عاملها بفظاظة و لا يمكن لأحد أن يفعل هذا لفتاة مثل بريندا ، دون أن يكون لفعلته أي تأثير
تباً ! لماذا يجب أن تكون مدركة وشديدة الحساسية ؟ لماذا ليست كبقية السكرتيرات لا يهتممن سوى بثمن الطعام والثياب ، أو تتجاهله ؟ إنها أكثر حكمة من سنوات عمرها إنها لا تلائمه وما كان يجب أن يستخدمها أصلاً
حتى كتاباته تأثرت لم يحدث من قبل أن قام بمثل هذا التغيير الكبير في مخطوطاته وهذا الأمر يسبب لها مزيداً من الضغط لكنها لم تتذمر يوماً ، كانت دائماً تقول شيئاً مشجعاً : أوه أجل ! هكذا أفضل لم أدرك هذا حتى قلته لكن
كانت لها طريقة غريبة في معرفة متى تتكلم ومتى تبقى صامتة لم يشعر أبداً من قبل لا في حياته السابقة ولا في حياته الحالية ، بمثل هذه الراحة في الصمت المشترك تباً !
بمقدوره الآن أن يجعلها تشعر أفل حالاً وهو مدين لها بذلك لم يكن يريد أن يلمسها لا يريد أن يفعل هذا فملامستها يعني في الواقع أن يعرفها ، وأن يعرفها تعني أنه لن ينساها بعد أبداً
لكن هذه مشكلته وسيتدبر أمره بطريقة ما حين يأتي وقت رحيلها ، سيتمكن ، كما في السابق ، أن يمحو ذكراها من حياته
آه كم كان على استعداد يوماً أن يتخلى عن الكثير ليعرف فتاة مثلها لكن الأوان فاته الآن ، وقد تأخر به الوقت كثيراً كثيراً جداً
ظنت بريندا أن غريفز هو الذي يقرع بابها فأحست بالتوتر لأنها لا تريده أن يرى وجهها المحمر المبلل لكنها لن ترده خائباً دون أن ترد خاصة أن كان لطيفاً معها هذا الصباح
نادت :
- إذا كنت قد جئت بالشاي غريفز ، أتركه خارج الباب أرجوك أنا ارتدي ثياب النوم
انفتح الباب وأجفلها الصوت المخملي الدافئ فجلست مستقيمة
- جئتك بالقهوة
- جان ! أنا أوه
- لا تجزعي لا أستطيع أن أراك ، ألا تذكرين ؟
كان يقف بالباب وكوب قهوة في كل يد من يديه يبتسم لها
لم تعرف ما تقول كانت صدمة هو يأتي إليها هكذا
- أنا لست في الواقع
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد