7/ مقاومة !
أمن لها تناول الغداء مع المركيز أول فرصة حقيقية لمعرفة شيء عنه تحدثا عن نفسيهما مجرد تفاصيل عامة جعلت الحديث يجري بسهولة وأدركت بريندا غرابة أن تعرف القليل عن جان في وقت تعرفه فيه جيداً كان الأمر وكأنها تتناول الغداء مع صديق حميم لم تره منذ عشرين سنة
أكد لها جان أنه فعلاً نصف انجليزي لجهة أمه ، لكنه تربى وتعلم في باريس
سألته : كيف اخترت أن تعيش في انكلترا ؟
- ورثت هذا المنزل عن والدي تركته لهما جدتي لأمي ، اللايدي والتري لقد تقاعد والدي هنا منذ كنت في العشرين من عمري كنت في الجامعة ولم يكن لي رغبة في ترك فرنسا أمضيت أمي خمساً وعشرين سنة في باريس مع أبي ، ولطالما وعدت نفسها بأن تنهي أيامها في بلدها انكلترا وهذا ما فعلته لطالما أحببت هذا المنزل كنت أجي دائماً لأزور والدي ّ الكثير من عطلات الطفولة كنا نقضيها هنا ، وأنا أعرف كل أنش من المكان وأحببت انكلترا دائماً لذا بدا لي من المنطقي أن أعود لأعيش هنا في مكان مألوف جداً وأحبه ، بعد أن فقدت بصري
كان هناك ثغرات في القصة طبعاً فبالتأكيد أن منزله في باريس مألوف كذلك له ويحبه ؟ فلماذا انتقل إلى هنا ؟ ربما بتركه باريس ، ترك وراءه ماضيه كرسام وماذا عن زوجته ؟ هل كانت معه هنا في أيامه الأولى ؟ لم يذكرها جان ولن تجرؤ بريندا ان تطرق هذا الموضوع الخاص فهي تخوض معه الكلام بحذر
- ماذا عن أقربائك ؟ لا بد أن لديك عائلة على كلا الجانبين من القناة فلماذا لا يزورونك ؟
- كانوا يزورونني في البداية ، لكنهم واحد أثر الآخر فهموا الرسالة بأنني لا أريد أي تطفل
- الآن من يحاول المخادعة ؟ أنت تعني أنك أفزعتهم واحداً إثر الآخر !
ابتسم ابتسامة عريضة :
- حسناً جداً واحداً واحداً أخفتهم
- وماذا عن غريفز؟ . أين موقعه وسط كل هذا ؟
- أوه لقد جاء غريفز إلى الخدمة وهو في الرابعة عشرة , وهو الآن في الرابعة والستين هل تصدقين هذا ؟ عمل لجدتي ، ثم لوالدي ّ حين ورث المكان أخذته معي إلى باريس وأقفلنا القصر هنا بعد وفاة والدي ّ ، وبقي معي ثلاث سنوات قبل الحادث بعد الحادثة عدنا إلى هنا وتعرفيت الباقي
تعرف الباقي ؟ لا زال لم يذكر زوجته بعد !
دخل غريفز يحمل صينية عليها قصعة كبيرة من سلطة الفواكه الطازجة , أطباق وبرطمان من الكريما وضع كل شيء على الطاولة بدقة شديدة وسكبت بريندا الفاكهة ، تلاحظ نظرة الموافقة من غريفز وهي تعيد كل شيء إلى مكانه ووضعه الأصلي
قال جان :
- كنت أقول للآنسة توماسن ، أنك مع العائلة منذ أن كنت في الربعة عشرة أليس هذا صحيحاً غريفز ظ
كانت النظرة التي رمقها بها غريفز نظرة ذهول : حقاً ؟
وكأنما ظنها قد حققت إنجازاً مذهلاً باجتذابها مثل هذه المعلومات منه فغمزت له بمكر ، ولم يعرف غريفز كيف يتصرف
ابتسمت بريندا إذن فهو ليس ذلك الغامض على أي حال !
- أوه هذا صحيح مسيو تركت المدرسة في الرابعة عشرة وأخذتني اللايدي والتري عندها بالطبع في تلك الأيام كان لدينا الكثير من العمال في المنزل كان جداك دائماً يقيمان حفلات كثيرة ، ولا يمر وقت دون أن يبقى في المنزل ضيوف بما فيهم أنت سيدي
أنهى خطبته وغادر الغرفة بوقار كما دخل
- وماذا كان والدك يعمل ، جان ؟ أعني في باريس قبل تقاعده ؟
كشر المركيز قليلاً :
- كان سياسياً خلال الحرب كان رمزاً قيادياً في المقاومة الفرنسية
ثار إعجاب بريندا في الحال :
- حقاً ؟ لا شك أنك سمعت قصصاً عن هذاهل حصلت على أفكار لكتابك منها ؟ من مغامرات والدك أثناء الحرب ظ
- بعضها أجل ومن قصص غريفز أثناء الحرب لقد شاهد الكثير من المعارك وصدقي أو لا تصدقي إنه راوية ممتاز
لم تستطع إلا أن تضحك
- لا لن أصدق !
ثم اعترفت بالاسم المستعار الذي أطلقته على غريفز ، فضحك جان وقال :
- إن غريفز رجل حريص جداً ولا يثق بأحد بسهولة
- و لا أنت
ساد صمت طويل لكنه لم يكن صمتاً مربكاً ترك جان الصمت معلقاً بينهما وأدركت بريندا انه تحذير بامكانها الوصول إلى هنا دون المزيد وقبلت بهذا للوقت الحاضر
حين عاد للكلام غير الموضوع بالكامل بدأ يسأل بريندا عن نفسها ، عن طفولتها ووالديها
بعد الغداء ذهبت بريندا إلى غرفتها لتحصل على النوم الذي تحتاجه كثيراً حين استيقظت ، كان اللم لا زال موجود ، وفي قلبها سيبقى لكن على الأقل ها هي تتعلم كيف تعيش معه
حين وصلت منتصف السلم ، وقفت مسمرة مكانها من غرفة الجلوس ، تناهى إليها صوت البيانو بمعزوفة لشوبان تعرف باسم ( في أعماق الليل ) لكنها لم تسمعها ابداً بمثل هذه الحدة في الموسيقى
لم يكن هذا ما أوقفها بل كان غريفز كان يقف في الردهة ، خارج الباب الموصد لغرفة الجلوس ، حين ظهرت بريندا استدار وابتسم لها ابتسامة فعلية !!
على الفور ارتبكت واغتبطت الابتسامة من غريفز إطراء كبير لكن لم يكن لديها فكرة عن سبب هذا الشرف ثم أشار نحو المطبخ