فلسطين مكسدخول

الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
5 مشترك

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية غربية باللغة العربية الفصحى بعنوان
الشمس العمياء
للكاتبة / كلوديا جيمسون



الملخص :

عرفت إن هذا سيحدث منذ البداية أحست بذلك المزيج الغامض من الإثارة والتململ ! ذلك الإحساس الذي يسمونه الحب!!
لم تعترف إنها بدأت تحبه منذ البداية لأن هذا أخافها حتى الموت ! لكنه كان أمر حتمي لا يمكن تجنبه ، مثله مثل الألم الذي جاء مع الحب
تعرف أنه محكوم على حبها بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته رجل تخلى عن الحب بكل بساطة رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات فكيف لفتاة مثلها بسيطة وعادية الجمال أن تأمل في إذابة ذلك القلب ؟
لن تستطيع إنه لا يريد الناس لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته وانعزاله عن العالم إنه ليس بحاجة للناس
لقد فقد أعز ما يملكه ، ولم يعد قادراً على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه وكم كانت غبية عندما اعتقدت أنه تكيف فلا شيء ولا أحد قادر على تقديم العزاء له

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
هز رأسه راضياً :
- انهي قهوتك ، ثم أذهبي
- هه ؟
قلدها :
- هه ؟ إلى الفراش اذهبي إلى النوم
- بالتأكيد لا ! لدينا برنامج ومواعيد يجب أن نحافظ عليها ، ثم لن نستطيع ترك وايلي ينزف حتى الموت في غابة استوائية !
رمى جان رأسه للوراء ضاحكاً هذع الفتاة لا يمكن مقاومتها تباً لها ً تباً للطفها ً لإخلاصها ، وأنوثتها ، ولجعلها إياه يحس بالحياة أربع ساعات كل يوم
- هذا غير صحيح وايلي سيعيش وتعرفين هذا يجب أن يعيش ليخبر القصة ، وليحارب في يوم آخر والأن كفى محاولة لإلهائي ! اذهبي ونامي
على مضض ، تركته أقفلت الستائر لتمنع نور الصباح واستلقت فوق الفراش ما هي إلا دقائق حتى وجدت نفسها تبكي
لم تقاوم البكاء ، تركت نفسها تبكي إلى أن لم يعد هناك مزيداً من الدموع وساعدها هذا ، واسترخى الضغط العصبي قليلاً
لكنها جسدياً كانت أسوأ بكثير كان صدغاها يضجان بشدة ويداها ترتجفان وهي تلتقط الهاتف لتقول لغريفز أنها لن تتناول الغداء اليوم وأبدى غريفز الاحتجاج مشيراً إلى أن الطعام قد يكون فيه الشفاء وشكرته بريندا لكنها لم تقبل احتجاجه

*****************************

في المطبخ ، ساد صمت مطبق بينما كان غريفز ينظر مفكراً إلى سماعة الهاتف لقد بدت غريبة جداً
- حسناً جداً غريفز شكر لك أحسنت في أخباري هلا صببت لي القهوة بما أنك هنا ؟
كان المركيز يجلس في كرسي مريح قرب النار في غرفة الجلوس وبدا غريفز مجفلاً قهوة وفي هذه الساعة يبدو أن الروتين في هذا المنزل قد خُرق !!
- لم أرد أن أزعجك مسيو مارك لكن الآنسة توماسون بدت شاحبة جداً هذا الصباح أعني بدت مريضة أعني أن أقول أنها في العادة فتاة لطيفة جداً ومرحة !
- حسناً غريفز تابع تحضير الغداء كالعادة فالآنسة توماسن ستأكل ، ستتناول الغداء معي
كاد الخادم العجوز الأمين يوقع إبريق القهوة من يده
- أنا أنا آسف ماذا قلت ؟
- قلت أن الآنسة توماسن ستتغدى معي اليوم
- معك سيدي ؟ أتعني في غرفة الطعام معك ؟
ضحك جان باختصار :
- أين غير هناك ؟ صب فنجانين من القهوة وضعهما على الطاولة
لم يقل غريفز شيئاً أخر فعل ما قيل له وترك الغرفة مشوش الفكر
أشعل جان سيكارة يتصارع مع نفسه يجب أن يذهب إليها إنه على الأقل مسئول ولو جزئياً عن توترها وهذا ماهو واثق منه إنها مخلوقة حساسة وقد عاملها بفظاظة و لا يمكن لأحد أن يفعل هذا لفتاة مثل بريندا ، دون أن يكون لفعلته أي تأثير
تباً ! لماذا يجب أن تكون مدركة وشديدة الحساسية ؟ لماذا ليست كبقية السكرتيرات لا يهتممن سوى بثمن الطعام والثياب ، أو تتجاهله ؟ إنها أكثر حكمة من سنوات عمرها إنها لا تلائمه وما كان يجب أن يستخدمها أصلاً
حتى كتاباته تأثرت لم يحدث من قبل أن قام بمثل هذا التغيير الكبير في مخطوطاته وهذا الأمر يسبب لها مزيداً من الضغط لكنها لم تتذمر يوماً ، كانت دائماً تقول شيئاً مشجعاً : أوه أجل ! هكذا أفضل لم أدرك هذا حتى قلته لكن
كانت لها طريقة غريبة في معرفة متى تتكلم ومتى تبقى صامتة لم يشعر أبداً من قبل لا في حياته السابقة ولا في حياته الحالية ، بمثل هذه الراحة في الصمت المشترك تباً !
بمقدوره الآن أن يجعلها تشعر أفل حالاً وهو مدين لها بذلك لم يكن يريد أن يلمسها لا يريد أن يفعل هذا فملامستها يعني في الواقع أن يعرفها ، وأن يعرفها تعني أنه لن ينساها بعد أبداً
لكن هذه مشكلته وسيتدبر أمره بطريقة ما حين يأتي وقت رحيلها ، سيتمكن ، كما في السابق ، أن يمحو ذكراها من حياته
آه كم كان على استعداد يوماً أن يتخلى عن الكثير ليعرف فتاة مثلها لكن الأوان فاته الآن ، وقد تأخر به الوقت كثيراً كثيراً جداً
ظنت بريندا أن غريفز هو الذي يقرع بابها فأحست بالتوتر لأنها لا تريده أن يرى وجهها المحمر المبلل لكنها لن ترده خائباً دون أن ترد خاصة أن كان لطيفاً معها هذا الصباح
نادت :
- إذا كنت قد جئت بالشاي غريفز ، أتركه خارج الباب أرجوك أنا ارتدي ثياب النوم
انفتح الباب وأجفلها الصوت المخملي الدافئ فجلست مستقيمة
- جئتك بالقهوة
- جان ! أنا أوه
- لا تجزعي لا أستطيع أن أراك ، ألا تذكرين ؟
كان يقف بالباب وكوب قهوة في كل يد من يديه يبتسم لها
لم تعرف ما تقول كانت صدمة هو يأتي إليها هكذا
- أنا لست في الواقع

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
آه كنت تقولين هذا لأنك لم ترغبي في أن يقتحم أحد خلوتك أنا آسف أعرف هذا الشعور
- سأجعل من حالتك هذه استثناء لأنك لن تعرف كم أبدو رهيبة
ضحك ضحكة منخفضة :
- هلا أخذت القهوة مني وأخبريني أين هي الكرسي ؟
وقفت بريندا وأخذت منه الكوبين :
- الكرسي قرب طاولة الزينة إلى يسارك مباشرة ، على بعد حوالي ثلاثة أقدام
انتظرت إلى أن جلس وأعادت له كوبه
- كيف حدث أنك تتناول القهوة قبل الغداء ؟ أنا التي لست على مايرام !
تراجعت عنه تراقبه وهو يلاحق صوتها إلى أن جلست على السرير كان يتعرف على الغرفة ، غرفة لا يمكن أن يكون على معرفة بها وأكملت :
- آسفة كنت أمازحك أنا في الواقع على مايرام
- هناك زهور في غرفتك ؟
- أجل ، إنها أمامك مباشرة على حافة النافذة لكن الستائر مغلقة ويدهشني أنك شممت رائحتها
وقفت مجدداً واستمرت في الثرثرة بتوتر :
- سأفتح الستائر التقطت الزهور من الغابة هذا الصباح استيقظت باكراً اليوم وأنا
رفع جان يده يسكتها :
- بريندا أرجوك أن تسترخي ! ى تحاولي أن تكوني مبتهجة مرحة وأنت تشعرين بالحزن ، فأنت لا تخدعين أحداً
جلست مجدداً تحتسي القهوة علها تعطيها القدرة على أن تتصرف بشكل طبيعي لكن هذا ليس بالأمر السهل ، خاصة وهي قد اعترفت لنفسها أنها تحبه لقد أفسدت عليه يومه وهو هنا ليقول لها شيئاً عن عملها
- أنا آسفة بشأن الإملاء يا جان لكن بالإمكان التعويض في الغد بكل تأكيد

أحزنته ملاحظتها هل تظن فعلاً أنه هنا ليحدثها عن شيء لا أهمية له ؟ أم أنها تتكلم لأنها بريندا المهتمة المفكرة بمصلحته دائماً ؟
- أنا لست هنا لأتحدث عن العمل
- إذن لماذا أنت هنا ؟
- هل ستصعبين علي الأمر ؟ ليس من السهل أن أعتذر ، وتعرفين هذا الاعتذار ليس سهل لرجل مثلي
قطبت مسرورة لكن مرتبكة قليلاً :
- وكيف يكون رجلاً مثلك ؟
- رجل نسي أخلاقه الحميدة لأنه ببساطة لم يحتج إليها منذ زمن طويل رجل لم يعتذر من قبل أبداً عن تصرفه تصرف بدا بارداً دون لزوم
وشرب قليلاً من قهوته كان يمنحها طبقة من طبقات نفسه لكن ماذا تعني هذه الطبقة ؟ وما قيمتها ؟القليل جداً
أغمضت عينيها بشدة لتقاوم اندفاع الدموع منها ياإلهي لا تدعني أظهر أية مشاعر ، فيحس بها ، سيسمعها ، ستصل إليه وأنا لا أريد لهذا أن يحدث
تنحنحت :
- هناك تناقض ما في مكان ما إذا كنت متبصرة كما تظن ، فأنا بالتأكيد سأفهم تصرفك !
ولكونها غبية ظنت نفسها قادرة على أن تتحداه ، ظنت أنها ستتمكن من أن تقول له أنها تعرف كل أسراره وإنه في أعماقه لا يهتم بشيء أو بأحد لكنها لم تستطع فهذا لن يؤلمه ، لكنه سيسبب لها ألم أكبر من أن تتحمله الآن تمسكت بصمتها فهناك أمان في الصمت
هز كتفيه :
- أستطيع القول أنك تفهمينه إلى حدود ما لكن فهم معاملتي السيئة لك لا يعني أنها تعجبك لقد سمعت الألم في صوتك الآن للتو ، وسمعته الكثير من المرات من قبل وأنا اعتذر لأني لم أفعل سيئاً يجعلك مرتاحة في منزلك المؤقت وعدا عن هذا حملتك عملاً أضافياً في الأسبوع الماضي وأنا واثق أن كل هذا ساهم في إحساسك بالتوتر اليوم بريندا ، هل ستظهرين لي أنك قبلت اعتذاري بأن تتناولي طعام الغداء معي اليوم ؟
استقبلت الدعوة بمشاعر مختلطة أردت استبقاء الحواجز بينهما لم تعد تريد فرصة لتقترب منه ، بعد أن تبين لها أنه جامد صلب
أغمضت عينيها دون إرادة منها هذه المرة :
- سأكون مغتبطة جداً بأن أتناول معك الغداء
بررت لنفسها لقد قبلت الدعوة لأن كرامته كانت على المحك ثم إنه أعتذر ألم يفعل ؟! فكيف يمكنها أن ترفض ؟
- ماذا ترتدين بريندا ؟ فستان ، تنورة أم ماذا ؟
لم تسمع كلمة :
- أنا آسفة ماذا قلت ؟
- -سوف أدلك كيف تدلكين بعض الأماكن في رأسك ليزول صداعك وهذه هي المرحلة رقم اثنين لأجعل بريندا أفضل حالاً
- لا تكن سخيفاً ! قلت لك أنني تحسنت ! وكثيراً !
- أنت كاذبة ! هيا راقبي حركة يدي وقلديها وسيزول صداعك في خمس دقائق
وراح يدلها على الأماكن التي يجب أن تدلكها عند أعلى رقبتها وعند صدغيها وعند فقرات ظهرها العليا
- دعي رأسك يتجه للأمام دعيه الآن يرتاح
وراح يرشدها لتحرك رأسها حركات دائرية أزالت منه التوتر
- أفضل حلاً ؟
- أوه شكراً لك

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
تحرك للأمام يجذبها لتقف
لم تستطع بريندا إخراج صوت حتى لو أرادت بل رحبت بلمسته ، فهذا هو جان يقول لها : مرحبا ويراها لأول مرة
كانت على وجهه تلك النظرة المركزة المألوفة عيناه مغمضتان وقلبها يخفق بصوت مرتفع حتى انها خشيت أن يكسر صوته سحر اللحظة كان هذا أكثر مما تستطيع أن تتحمل
- جان أرجوك
فتح عينيه فوراً ، تتطلعان إليها باعتذار صامت وابتسامة حزينة تشد فمه :
- أنت لطيفة جداً بريندا وجميلة جداً
وابتعد عنها صاحت متألمة :
- أوه ! لا! لا تقل هذا أنا لست جميلة أنا لست جميلة جان !
فتح الباب ، واستدار يواجهها بابتسامة :
- آه عزيزتي بريندا ألم تعلمي بعد أن الجمال في الإنسان يأتي من أكثر من مصدر ؟
غاصت في سريرها لطيفة إنه هو اللطيف الذي جاء لزيارتها ليحاول أن يجعلها أفضل حالاً
لقد جاء الوقت الذي يجب أن تعطي فيه أدركت هذا الآن منذ اعترافها الأخير لنفسها بمشاعرها نحوه لم تهتم إلا بنفسها ، بمشاعرها ، ولم تتوقف لتأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن تفعله له
إنه معجب بها وهي متأكدة من ذلك وإلا لماذا انزعج نفسه هكذا ؟ قد يكون لأنه يواجه خطر خسارته سكرتيرته صحيح أن هذا ليس كل ما ترغب فيه لكن ما حصلت عليه وستحاول جهدها أن تظهر له أن الحياة تستحق أن تعاش
يجب أن تدفعه إلى الحياة مجدداً ، يجب أن تبين له أن بإمكانه أن يكون سعيداً حتى لو لم يستطع أن يرسم أنه عمل شاق طويل ويكاد أن يكون مستحيل لكن عليها أن تجرب يجب أن تجرب ثم أليس هذا الحب ؟ العطاء لسوف تفعل أي شيء لمن تحبه ، وهي تحب جان مارك أكثر من أي شيء في العالم
من الآن فصاعداً لن تتوقف لحظة لتفكر بنفسها ستفكر فقط فيه إذا كان هنالك وقت تستخدم فيه شيء من المكر أو التخلي عن كبريائها ، فستفعل ، ستفعل أي شيء إزالة الثلج عن قلبه المتجلد وستفعل هذا باسم الحب

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
7/ مقاومة !

أمن لها تناول الغداء مع المركيز أول فرصة حقيقية لمعرفة شيء عنه تحدثا عن نفسيهما مجرد تفاصيل عامة جعلت الحديث يجري بسهولة وأدركت بريندا غرابة أن تعرف القليل عن جان في وقت تعرفه فيه جيداً كان الأمر وكأنها تتناول الغداء مع صديق حميم لم تره منذ عشرين سنة
أكد لها جان أنه فعلاً نصف انجليزي لجهة أمه ، لكنه تربى وتعلم في باريس
سألته : كيف اخترت أن تعيش في انكلترا ؟
- ورثت هذا المنزل عن والدي تركته لهما جدتي لأمي ، اللايدي والتري لقد تقاعد والدي هنا منذ كنت في العشرين من عمري كنت في الجامعة ولم يكن لي رغبة في ترك فرنسا أمضيت أمي خمساً وعشرين سنة في باريس مع أبي ، ولطالما وعدت نفسها بأن تنهي أيامها في بلدها انكلترا وهذا ما فعلته لطالما أحببت هذا المنزل كنت أجي دائماً لأزور والدي ّ الكثير من عطلات الطفولة كنا نقضيها هنا ، وأنا أعرف كل أنش من المكان وأحببت انكلترا دائماً لذا بدا لي من المنطقي أن أعود لأعيش هنا في مكان مألوف جداً وأحبه ، بعد أن فقدت بصري
كان هناك ثغرات في القصة طبعاً فبالتأكيد أن منزله في باريس مألوف كذلك له ويحبه ؟ فلماذا انتقل إلى هنا ؟ ربما بتركه باريس ، ترك وراءه ماضيه كرسام وماذا عن زوجته ؟ هل كانت معه هنا في أيامه الأولى ؟ لم يذكرها جان ولن تجرؤ بريندا ان تطرق هذا الموضوع الخاص فهي تخوض معه الكلام بحذر
- ماذا عن أقربائك ؟ لا بد أن لديك عائلة على كلا الجانبين من القناة فلماذا لا يزورونك ؟
- كانوا يزورونني في البداية ، لكنهم واحد أثر الآخر فهموا الرسالة بأنني لا أريد أي تطفل
- الآن من يحاول المخادعة ؟ أنت تعني أنك أفزعتهم واحداً إثر الآخر !
ابتسم ابتسامة عريضة :
- حسناً جداً واحداً واحداً أخفتهم
- وماذا عن غريفز؟ . أين موقعه وسط كل هذا ؟
- أوه لقد جاء غريفز إلى الخدمة وهو في الرابعة عشرة , وهو الآن في الرابعة والستين هل تصدقين هذا ؟ عمل لجدتي ، ثم لوالدي ّ حين ورث المكان أخذته معي إلى باريس وأقفلنا القصر هنا بعد وفاة والدي ّ ، وبقي معي ثلاث سنوات قبل الحادث بعد الحادثة عدنا إلى هنا وتعرفيت الباقي
تعرف الباقي ؟ لا زال لم يذكر زوجته بعد !
دخل غريفز يحمل صينية عليها قصعة كبيرة من سلطة الفواكه الطازجة , أطباق وبرطمان من الكريما وضع كل شيء على الطاولة بدقة شديدة وسكبت بريندا الفاكهة ، تلاحظ نظرة الموافقة من غريفز وهي تعيد كل شيء إلى مكانه ووضعه الأصلي
قال جان :
- كنت أقول للآنسة توماسن ، أنك مع العائلة منذ أن كنت في الربعة عشرة أليس هذا صحيحاً غريفز ظ
كانت النظرة التي رمقها بها غريفز نظرة ذهول : حقاً ؟
وكأنما ظنها قد حققت إنجازاً مذهلاً باجتذابها مثل هذه المعلومات منه فغمزت له بمكر ، ولم يعرف غريفز كيف يتصرف
ابتسمت بريندا إذن فهو ليس ذلك الغامض على أي حال !
- أوه هذا صحيح مسيو تركت المدرسة في الرابعة عشرة وأخذتني اللايدي والتري عندها بالطبع في تلك الأيام كان لدينا الكثير من العمال في المنزل كان جداك دائماً يقيمان حفلات كثيرة ، ولا يمر وقت دون أن يبقى في المنزل ضيوف بما فيهم أنت سيدي
أنهى خطبته وغادر الغرفة بوقار كما دخل
- وماذا كان والدك يعمل ، جان ؟ أعني في باريس قبل تقاعده ؟
كشر المركيز قليلاً :
- كان سياسياً خلال الحرب كان رمزاً قيادياً في المقاومة الفرنسية
ثار إعجاب بريندا في الحال :
- حقاً ؟ لا شك أنك سمعت قصصاً عن هذاهل حصلت على أفكار لكتابك منها ؟ من مغامرات والدك أثناء الحرب ظ
- بعضها أجل ومن قصص غريفز أثناء الحرب لقد شاهد الكثير من المعارك وصدقي أو لا تصدقي إنه راوية ممتاز
لم تستطع إلا أن تضحك
- لا لن أصدق !
ثم اعترفت بالاسم المستعار الذي أطلقته على غريفز ، فضحك جان وقال :
- إن غريفز رجل حريص جداً ولا يثق بأحد بسهولة
- و لا أنت
ساد صمت طويل لكنه لم يكن صمتاً مربكاً ترك جان الصمت معلقاً بينهما وأدركت بريندا انه تحذير بامكانها الوصول إلى هنا دون المزيد وقبلت بهذا للوقت الحاضر
حين عاد للكلام غير الموضوع بالكامل بدأ يسأل بريندا عن نفسها ، عن طفولتها ووالديها
بعد الغداء ذهبت بريندا إلى غرفتها لتحصل على النوم الذي تحتاجه كثيراً حين استيقظت ، كان اللم لا زال موجود ، وفي قلبها سيبقى لكن على الأقل ها هي تتعلم كيف تعيش معه
حين وصلت منتصف السلم ، وقفت مسمرة مكانها من غرفة الجلوس ، تناهى إليها صوت البيانو بمعزوفة لشوبان تعرف باسم ( في أعماق الليل ) لكنها لم تسمعها ابداً بمثل هذه الحدة في الموسيقى
لم يكن هذا ما أوقفها بل كان غريفز كان يقف في الردهة ، خارج الباب الموصد لغرفة الجلوس ، حين ظهرت بريندا استدار وابتسم لها ابتسامة فعلية !!
على الفور ارتبكت واغتبطت الابتسامة من غريفز إطراء كبير لكن لم يكن لديها فكرة عن سبب هذا الشرف ثم أشار نحو المطبخ

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
لحقت به دون كلمة ، لا تفهم أبداً تصرفه الغريب حين وصلا إلى الداخل همست له :
- ما الأمر ؟ لقد سمعت المركيز يستمع إلى التسجيلات من قبل لماذا تبدو عليك السعادة هكذا ؟
- هذا ليس تسجيلاً آنسة
استدار عنها يعرض صنع الشاي ، لكن بريندا أمسكت بذراعه :
- هل هو مسيو مارك ؟ ماذا يعني هذا غريفز ؟ أخبرني أرجوك !
هز كتفيه ، وأحناهما إلى الأمام دليل ارتباك
- لست واثقاً كل ما استطيع قوله لك أنه لم يمس البيانو منذ خمس سنوات
حدقت بريندا به :
- هذا رائع! أرجوك ، أريدك أن تخبرني شيئاً و أرجوك لا تراوغني أرجوك ثق بي ما الذي حدث مع زوجته الطلاق ؟
لكن غريفز لم يصغ إلي شيء ، وعادت الستائر فوق وجهه واستدار بعيداً عنها
- سأصنع الشاي لدي بعض الكيك بالكريما في البراد أتحبين تناول واحدة آنسة ؟
غاصت بريندا في كرسي المطبخ المحاولة كانت تستحق العناء لكنها كانت تستحق العناء وأجبرت نفسها على المرح
- لا شكراً لقد زاد وزني مؤخراً
ظنت أنه تمتم شيئاً حول الطعام وقالت :
- ألن تنضم إلىّ في شرب الشاي غريفز ؟ أنت دائماً مشغول ألا يمكنك الراحة عشر دقائق ؟
- لا أمانع آنسة
بعد استقرارهما حول طاولة المطبخ حاولت مرة أخرى كانت الموسيقى قد تغيرت ، لكن طالما هي مستمرة تبقى بأمان
- ماذا حدث وقت الحادثة ؟ أعني هل تعرف التفاصيل ؟ لم أقرأ الكثير عنها في الصحف
أطلق غريفز نفساً بطيئاً وخشيت أن يكون هذا دليل نفاذ صبره معها ثم ذهلت لرده
- طبعاً أعرف التفاصيل كنت في الطائرة معه
_ أوه ! أوه أنا آسفة لم يكن لدي فكرة
- لا بأس في هذا لقد حلمت بما جرى طويلاً ولم يعد يزعجني الكلام عنه كانت طائرة صغيرة خاصة كنا نطير من باريس إلى لندن لإجراء مقابلة حول أول معرض لمارك هناك كنا نحن الاثنان فقط والطيار وحدث تسرب للوقود طبعاً الطيار لم يعلم بهذا ، كان هناك خطأ ما بالعدادات ولم تسجل النقص بدأ المحرك يتقطع وفعل المسكين الطيار كل ما يستطيع لينزلنا سالمين وحطت بنا الطائرة في حقل في ( ديفون ) وتحطمت مسيو جان لم يصب بأذى تقريباً أما أنا فعلقتوعرفت أن ساقي انكسرت كانت ملتوية وعالقة تحت مقعدي ولم أكن أشعر بها وحررني المركيز جرني بعيداً عن الحطام قبل أن تنفجر الطائرة بعد أن أوصلني عاد إلى الطيار فصحت به مرات ومرات صحت به أن يعود لكنه لم يسمعني أو تجاهلني لكنه لم ينجح بأي حال ، حين وصل على بعد أمتار ن حصل انفجار هائل كاد يكلفه حياته ، عدا بصره
ساد صمت رهيب ، والاثنان يتصوران ماحدث
- لقد شاهت الانفجار بالطبع ؟
- أجل آنسة لكن المسألة لم تكن هكذا فقط كان الطيار ميتاً مسيو مارك لم يكن يعرف لكنني رأيت وجههنظرت إلى قناع الموت عليه قبل أن يجرني المركيز
كانت الموسيقى الناعمة لا تزال تتناهى إلى المطبخ غطت بريندا وجهها بيديها ، وأبقتها مع استقرار معاني كلام غريفز في رأسها مر وقت طويل قبل أن تجد صوتها :
- أليس هناك أمل أبداً ؟ بصره أعني هل قالوا له شيئاً ؟ ماذا عن المستقبل ؟ جراحة ربما ؟ ألم يعطوه أي أمل ؟
- لقد تكيف مع الوضع الآن وعاش معه خمس سنوات
- هذا لا يرد على سؤالي
نظر إليها وكأنه يخاف أن يقول :
- حسناً بعد سنتين من الحادثة ، تلقى رسالة قرأتها له كانت من بروفسور سويسري ، صديق قديم للعائلة أنه رائد في التقنيات الحديثة أخصائي عيون طلب من المسيو الذهاب ‘لى عيادته في سويسرا لإجراء الفحوصات لكنه لم يعده بشيء طبعاً طلب فقط فحص المركيز
مالت للأمام متلهفة : حسناً ؟ ماذا حدث ؟
نظر إليها بعجز :
- رمى الرسالة في النار
- ماذا ؟لم يذهب ؟ لم يحاول معرفة ما إذا ؟
- بعد أسبوعين ، أرسل ابن عم له إلى سويسرا لإيصال لوحة كانت أمراً عجيباً، لم يرسل رداً ، بل أحدى لوحاته فقط وكانت أحدى أشهر لوحاته كذلك تلك التي في البستان ، تعرفينها
- أعرفها لدي نسخة عنها في شقتي وهل كانت هذه نهاية المسألة ؟
- ليس تماماً وصلت رسالة أخرى من البروفسور بعد أسبوع تقريباً كانت كانت دفقاً من التهجمات جعلت المركيز يضحك ويمكنك معرفة ما حل بها لكن البرفسور لم يستسلم اتصل بعد شهر تقريباًوبالطبع لم أعرف ماذا جرى

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
ألم يحصل اتصال منذ ذلك الوقت ؟
- ولا كلمة
اشتدت يداها في قبضتين
- لا أفهم غريفز أنا لا أفهم
- حسناً جداً أنا أفهم لم يعرض البرفسور شيئاً أكثر من فحص عادي لكن المركيز كان قد كيف نفسه ، ولن يسمح لنفسه أن تأمل إضافة إلى هذا ، فالمستشفى في لندن قالت له دون مواربة أن لا أمل أبداً لذا استطيع أن أفهم أنا حاولت الحديث معه في ذلك الوقت ، آنسة ، لكنه كاد يكسر رأسي قال إن هذا شيء يعرفه في أعماقه وأنه سيبقى أعمى لما تبقى من حياته
نظرت إليه بريندا بعجز , ومحبة :
- أنت لا تمضي أيامك بيسر هنا أنت في الخدمة سبع ليال في الأسبوع لكن هل أنت باق هنا لأن المركيز أنقذ حياتك ؟
- أوه لا آنسه ! ولو كان المركيز يظن بي هذا لما سمح لي بخدمته أنا باق لأنني كنت دائماً مخلصاً للعائلة ويعرف هذا
انسحب جان إلى عالمه الخاص لكن بريندا ضاعفت جهودها للتواصل معه بقيت في المنزل نهاية الأسبوع ، وتمكنت من أن تنضم إليه في نزهة قصيرة ، لكنه بقي على مسافة منها حتى وهما جنب إلى جنب
كان المركيز يقاومها في كل إنش من الطريق أسقمها كشف غريفز لها ، وزاد حبها عمق للمركيز مع كل يوم وما من مرة ارتبكت في المهمة المستحيلة التي حددتها لنفسها
في نهاية الأسبوع التالي ، عادت لشقتها لتأخذ بريدها وبضع فواتير ، وشيك الراتب من الوكالة ، وبرنامج الشهر القادم للأوبرا
ذهبت إلى منزل دان ، والتقت مدبرة المنزل الاسكتلندية التي استخدمها دان واستقرت وكأنها في منزلها في غرفة الضيوف واضطرت بريندا أن تنام في غرفة ابن أخيها ، لكنها لم تمانع في هذا بل كانت مبتهجة لأن مدبرة المنزل لطيفة جداً وواضح أنها ناجحة جداً مع دان والولدين
السيدة ماكفر ايد ، أو داغمار كما تفضل أن تنادى ، امرأة في أوائل الأربعين ولها ابن ترملت حين كان الصبي في الثالثة من عمره ، وأمضت كل سنواتها التالية مدبرة منزل ابنها الآن في الثامنة عشرة ، ويدرس في جامعة لندن ليصبح طبيباً وداغمار فخورة جداً به
بدا دان أكثر استرخاء الآن وقد خف الضغط عليه وسرّ بريندا أن ترى هذا في ستة أسابيع تغيرت حياته كثيراً نحو الأفضل ستة أسابيع ؟ هل مضت حقاً ستة أسابيع منذ ذلك اليوم الذي دخلت فيه مكتب المركيز جان مارك ؟ التفكير بكم ممكن أن يحدث في مثل هذه البرهة القصيرة أمر مذهل ، بل مخيف
شارف شهر نيسان على نهايته ، كانت الحدائق في قصر المركيز مليئة بالزهور وتشوقت بريندا لرؤية الورود في قمة إزهارها ووعدت نفسها أن تسير عبرها مع جان وترسم له بالملكات كل شيء تراه كم كانت تتشوق لهذا !
كوفئ صبر بريندا حين طلب منها المركيز أخيراً تناول العشاء معه كانا يعملان من نصف ساعة تقريباً ، وبدا في مزاج نكد بحيث أن آخر شيء تتوقعه كان الدعوة للعشاء
كانت تقرأ له إملاء اليوم السابق وكالعادة كانت تكاد تمثل المشهد
- توقفي !
أمر المركيز رفع رأسها بحدة :
- آسفة ؟
- قلت توقفي ! واشطبي الجملة الأخيرة بل الصفحة كلها إنها كلام سخيف !
أجفلت بريندا :
- أوه ! أظن من العين أن نشطبها وايلي مستغرق في الذكريات وهذا ما يجعله إنساناً أكثر
- هذا ليس من طبيعته ليس من المفروض أن يكون إنسانياً ألغيها !
وأدار كرسيه ليواجه النافذة وانتظرت بريندا
- لقد فعلت ما طلبت جان وأنا مستعدة ، إذا كنت مستعداً
استدار ونظرة اعتذار على وجهه :
- بريندا هل تتناولين العشاء معي الليلة ؟
- أجل سأكون مسرورة جداً
بدا عليه الشك ك
- حقاً بريندا ؟ أعني ألا
دخل غريفز ودهشت بريندا للمقاطعة ، وانزعج المركيز :
- ما الأمر غريفز ؟
- أنا آسف مسيو مارك ، لكن الناشر على الهاتف يقول أن الأمر طارئ
نظر غريفز إلى بريندا بتساؤل ، فهزت كتفيها دلالة عدم إدراك ، فهي لم تستطع فهم سبب إظهار جان لمشاعره
- وماذا يريد في مثل هذه الساعة ؟ لا تكاد تصل إلى الثامنة لابد أنه يعرف أنني أعمل الآن !
- لقد اعتذر لهذا وقال شيئاً عن اضطراره للسفر اليوم
- حسناً جداً سآخذ المكالمة في مكتب بريندا قل له أن ينتظر
مع خروج غريفز ، استدار جان إلى بريندا
- بريندا ، ارتاحي اليوم لا استطيع الكتابة أنا لست في مزاج مناسب أخرجي في نزهة في السيارة أو أي شيء سأراك في غرفة الجلوس في السابعة مساء
- طبعاً
كانت محتارة ، لكنها لن تظهر له هذا وقفت متجهة إلى الباب فاجأها بالقول :
- بريندا ارتدي شيئاً جميلاً
ارتدي شيئاً جميلا؟
وأصبحت الآن أكثر ارتباكاً

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
تحرك للأمام يجذبها لتقف
لم تستطع بريندا إخراج صوت حتى لو أرادت بل رحبت بلمسته ، فهذا هو جان يقول لها : مرحبا ويراها لأول مرة
كانت على وجهه تلك النظرة المركزة المألوفة عيناه مغمضتان وقلبها يخفق بصوت مرتفع حتى انها خشيت أن يكسر صوته سحر اللحظة كان هذا أكثر مما تستطيع أن تتحمل
- جان أرجوك
فتح عينيه فوراً ، تتطلعان إليها باعتذار صامت وابتسامة حزينة تشد فمه :
- أنت لطيفة جداً بريندا وجميلة جداً
وابتعد عنها صاحت متألمة :
- أوه ! لا! لا تقل هذا أنا لست جميلة أنا لست جميلة جان !
فتح الباب ، واستدار يواجهها بابتسامة :
- آه عزيزتي بريندا ألم تعلمي بعد أن الجمال في الإنسان يأتي من أكثر من مصدر ؟
غاصت في سريرها لطيفة إنه هو اللطيف الذي جاء لزيارتها ليحاول أن يجعلها أفضل حالاً
لقد جاء الوقت الذي يجب أن تعطي فيه أدركت هذا الآن منذ اعترافها الأخير لنفسها بمشاعرها نحوه لم تهتم إلا بنفسها ، بمشاعرها ، ولم تتوقف لتأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن تفعله له
إنه معجب بها وهي متأكدة من ذلك وإلا لماذا انزعج نفسه هكذا ؟ قد يكون لأنه يواجه خطر خسارته سكرتيرته صحيح أن هذا ليس كل ما ترغب فيه لكن ما حصلت عليه وستحاول جهدها أن تظهر له أن الحياة تستحق أن تعاش
يجب أن تدفعه إلى الحياة مجدداً ، يجب أن تبين له أن بإمكانه أن يكون سعيداً حتى لو لم يستطع أن يرسم أنه عمل شاق طويل ويكاد أن يكون مستحيل لكن عليها أن تجرب يجب أن تجرب ثم أليس هذا الحب ؟ العطاء لسوف تفعل أي شيء لمن تحبه ، وهي تحب جان مارك أكثر من أي شيء في العالم
من الآن فصاعداً لن تتوقف لحظة لتفكر بنفسها ستفكر فقط فيه إذا كان هنالك وقت تستخدم فيه شيء من المكر أو التخلي عن كبريائها ، فستفعل ، ستفعل أي شيء إزالة الثلج عن قلبه المتجلد وستفعل هذا باسم الحب

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
7/ مقاومة !

أمن لها تناول الغداء مع المركيز أول فرصة حقيقية لمعرفة شيء عنه تحدثا عن نفسيهما مجرد تفاصيل عامة جعلت الحديث يجري بسهولة وأدركت بريندا غرابة أن تعرف القليل عن جان في وقت تعرفه فيه جيداً كان الأمر وكأنها تتناول الغداء مع صديق حميم لم تره منذ عشرين سنة
أكد لها جان أنه فعلاً نصف انجليزي لجهة أمه ، لكنه تربى وتعلم في باريس
سألته : كيف اخترت أن تعيش في انكلترا ؟
- ورثت هذا المنزل عن والدي تركته لهما جدتي لأمي ، اللايدي والتري لقد تقاعد والدي هنا منذ كنت في العشرين من عمري كنت في الجامعة ولم يكن لي رغبة في ترك فرنسا أمضيت أمي خمساً وعشرين سنة في باريس مع أبي ، ولطالما وعدت نفسها بأن تنهي أيامها في بلدها انكلترا وهذا ما فعلته لطالما أحببت هذا المنزل كنت أجي دائماً لأزور والدي ّ الكثير من عطلات الطفولة كنا نقضيها هنا ، وأنا أعرف كل أنش من المكان وأحببت انكلترا دائماً لذا بدا لي من المنطقي أن أعود لأعيش هنا في مكان مألوف جداً وأحبه ، بعد أن فقدت بصري
كان هناك ثغرات في القصة طبعاً فبالتأكيد أن منزله في باريس مألوف كذلك له ويحبه ؟ فلماذا انتقل إلى هنا ؟ ربما بتركه باريس ، ترك وراءه ماضيه كرسام وماذا عن زوجته ؟ هل كانت معه هنا في أيامه الأولى ؟ لم يذكرها جان ولن تجرؤ بريندا ان تطرق هذا الموضوع الخاص فهي تخوض معه الكلام بحذر
- ماذا عن أقربائك ؟ لا بد أن لديك عائلة على كلا الجانبين من القناة فلماذا لا يزورونك ؟
- كانوا يزورونني في البداية ، لكنهم واحد أثر الآخر فهموا الرسالة بأنني لا أريد أي تطفل
- الآن من يحاول المخادعة ؟ أنت تعني أنك أفزعتهم واحداً إثر الآخر !
ابتسم ابتسامة عريضة :
- حسناً جداً واحداً واحداً أخفتهم
- وماذا عن غريفز؟ . أين موقعه وسط كل هذا ؟
- أوه لقد جاء غريفز إلى الخدمة وهو في الرابعة عشرة , وهو الآن في الرابعة والستين هل تصدقين هذا ؟ عمل لجدتي ، ثم لوالدي ّ حين ورث المكان أخذته معي إلى باريس وأقفلنا القصر هنا بعد وفاة والدي ّ ، وبقي معي ثلاث سنوات قبل الحادث بعد الحادثة عدنا إلى هنا وتعرفيت الباقي
تعرف الباقي ؟ لا زال لم يذكر زوجته بعد !
دخل غريفز يحمل صينية عليها قصعة كبيرة من سلطة الفواكه الطازجة , أطباق وبرطمان من الكريما وضع كل شيء على الطاولة بدقة شديدة وسكبت بريندا الفاكهة ، تلاحظ نظرة الموافقة من غريفز وهي تعيد كل شيء إلى مكانه ووضعه الأصلي
قال جان :
- كنت أقول للآنسة توماسن ، أنك مع العائلة منذ أن كنت في الربعة عشرة أليس هذا صحيحاً غريفز ظ
كانت النظرة التي رمقها بها غريفز نظرة ذهول : حقاً ؟
وكأنما ظنها قد حققت إنجازاً مذهلاً باجتذابها مثل هذه المعلومات منه فغمزت له بمكر ، ولم يعرف غريفز كيف يتصرف
ابتسمت بريندا إذن فهو ليس ذلك الغامض على أي حال !
- أوه هذا صحيح مسيو تركت المدرسة في الرابعة عشرة وأخذتني اللايدي والتري عندها بالطبع في تلك الأيام كان لدينا الكثير من العمال في المنزل كان جداك دائماً يقيمان حفلات كثيرة ، ولا يمر وقت دون أن يبقى في المنزل ضيوف بما فيهم أنت سيدي
أنهى خطبته وغادر الغرفة بوقار كما دخل
- وماذا كان والدك يعمل ، جان ؟ أعني في باريس قبل تقاعده ؟
كشر المركيز قليلاً :
- كان سياسياً خلال الحرب كان رمزاً قيادياً في المقاومة الفرنسية
ثار إعجاب بريندا في الحال :
- حقاً ؟ لا شك أنك سمعت قصصاً عن هذاهل حصلت على أفكار لكتابك منها ؟ من مغامرات والدك أثناء الحرب ظ
- بعضها أجل ومن قصص غريفز أثناء الحرب لقد شاهد الكثير من المعارك وصدقي أو لا تصدقي إنه راوية ممتاز
لم تستطع إلا أن تضحك
- لا لن أصدق !
ثم اعترفت بالاسم المستعار الذي أطلقته على غريفز ، فضحك جان وقال :
- إن غريفز رجل حريص جداً ولا يثق بأحد بسهولة
- و لا أنت
ساد صمت طويل لكنه لم يكن صمتاً مربكاً ترك جان الصمت معلقاً بينهما وأدركت بريندا انه تحذير بامكانها الوصول إلى هنا دون المزيد وقبلت بهذا للوقت الحاضر
حين عاد للكلام غير الموضوع بالكامل بدأ يسأل بريندا عن نفسها ، عن طفولتها ووالديها
بعد الغداء ذهبت بريندا إلى غرفتها لتحصل على النوم الذي تحتاجه كثيراً حين استيقظت ، كان اللم لا زال موجود ، وفي قلبها سيبقى لكن على الأقل ها هي تتعلم كيف تعيش معه
حين وصلت منتصف السلم ، وقفت مسمرة مكانها من غرفة الجلوس ، تناهى إليها صوت البيانو بمعزوفة لشوبان تعرف باسم ( في أعماق الليل ) لكنها لم تسمعها ابداً بمثل هذه الحدة في الموسيقى
لم يكن هذا ما أوقفها بل كان غريفز كان يقف في الردهة ، خارج الباب الموصد لغرفة الجلوس ، حين ظهرت بريندا استدار وابتسم لها ابتسامة فعلية !!
على الفور ارتبكت واغتبطت الابتسامة من غريفز إطراء كبير لكن لم يكن لديها فكرة عن سبب هذا الشرف ثم أشار نحو المطبخ


descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
8 / ليلة بلون الورد

حين التقته في غرفة الجلوس , تلاشى بعض من ارتباكها ، كان جان يقف قرب المدفئة ، يرتدي ثياب سهرة ، ويبدو فائق الأناقة في سترة من المخمل بلون أحمر داكن وقميص أبيض مزركش بدت كل ذرة فيه ارستقراطية ومع لمسات الفضة في شعره ، بدا مميزاً ووقوراً جداً
ما أن رأته بريندا حتى أحست بانقباض في حلقها كم تحبه وسيم ، موهوب ، بعيــــــــــــــــــــــــــد المنال
عند سماعه لها ، استدار فوراً يتقدم إليها :
- بريندا تشرفني صحبتك
ضحكت بخجل :
- أظن أن الشرف لي ! هل ترتدي دائماً بمثل هذه الروعة للعشاء ؟
- آه لا ! أغير دائماً بالطبع لكنني لا أبالغ هكذا عادة
- إذن ، لم الليلة ؟
- الليلة مميزة ، اليوم أول أيام شهر أيار
- وماذا ؟
- إنه يوم مولدكأليس كذلك ؟
أحست بالسعادة وخيبة الأمل معاً سرها أنه تذكر يوم مولدها وخاب أملها لأن دعوته لها كانت بداعي الواجب وليس رغبة في صحبتها
تمنى لها السعادة ، ثم كانت هناك خطبة قصيرة بالفرنسية مرت دون أن تفهمها
ضحكت بريندا :
- أوه يا إلهي ! أنا لا أفهم ماذا تقول لكني واثقة أنه قول لطيف
- أنا أتمنى لك الصحة الجيدة مع إكمالك الرابعة والعشرين ، وأتمنى لك سنوات عديدة قادمة
أشار نحو الأريكة الأقرب إلى النار وجلس بجانبها :
- لا بد أنك تعلمت الفرنسية في المدرسة أخبريني كم هي جيدة فرنسيتك ؟
اختارت ردها بدقة ، تتذكر جيدا الجملة الافتتاحية في مقابلتها الأولى
- متوسطة
فهم ما تعني على الفور ، وضحك بصوت مرتفع :
- أوه بريندا ! لا تكوني متوسطة أبداً إذا أردت فعل شيء أي شيء يجب أن يكون كاملاً !
- فكرة جيدة ! لكن عزيزي جان ، لسنا كلنا موهوبين مثلك
قال وهو لا يزال يضحك :
- هناك طريقة وحيدة لتعلم الفرنسية الذهاب لفرنسا ! أخبريني هل زرت يوماً باريس ؟
- لاام أذهب أبداً إلى فرنسا
وضع يده على قلبه وكأنه جرحته :
- هذا رهيب ! رهيب ! ويجب أن نفعل شيئاً
انتقل مرحه إليها ، فاسترخت سعيدة وماهي إلا لحظات ، حتى دفعها جان لتتكلم عن نفسها مجدداً
- قلت لي مرة إن والديك فكرا أن يوجهاك ‘لى المسرح وأنت صغيرة فماذا حدث ؟
- لا شيء كبرت وهذا كل شيء ! وبدا من الواضح ساعتها أن ليس لدي الجمال ولا الموهبة لعالم الأضواء وكما قلت لك ، أنا لست ذلك الجمال الذي تفكر به
كان المهم أن تؤكد له هذا ن فهي لا تريده أن يتوهم شيء حولها
رد بصوت هادئ ومنخفض وجاد :
- وأنا قلت لك ، الجمال يأتي من النفس
أسرتها ملاحظته بالطبع ، لأنها تعرف أنه صادق عدا عن هذا ، كان يحاول أن يجعل ذكرى ميلادها سعيدة
- وماذا عن دروس البيانو ؟
- فشلت في النهاية مع أنها استمرت أطول من صفوف البالية والرقص الإيقاعي
- وهل أخذت دروس في الغناء ؟
نظرت بدهشة إليه :
- أجل لكن كيف عرفت ؟
- لقد سمعتك
- آسفة ؟
- سمعتك تغنين في الحمام وكان الغناء لطيفاً جداً
- أوه لا! لا يمكن أن تسمعني ! الجدران هنا سميكة جداً
ضج بالضحك :
- هدئي من روعك ما شيري بريندا أستطيع أن أسمع العشب وهو ينمو ! يجب ان تكوني عرفت هذا الآن تعالي
- إلى أين ؟
- إلى البيانو طبعاً ستغنين مقابل عشائك
- لن أفعل !
- إذن ستغنين لي
- لن أفعل بالتأكيد

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
لكنها وقفت مكملة :
- على أي حال سأنضم إليك في أغنية ثنائية
جلسا على مقعد البيانو ونظر جان إليها مترقباً:
- حسناً ماذا ستغنين ؟
قالت أول شيء خطر في بالها :
- ( أنت ضوء القمر ) أتعرفها ظ
ضحك :
- أعرفها لكنها تناسب ما بعد العشاء أما الآن فنريد شيئاً صاخباً !
فكر لحظة :
- حسناً جداً أعطني نغمة ( بوغي ) من الدرجة الثامنة للسلم الموسيقي
شهقت ك
- لا نستطيع لعب ( بوغي ووغي ) على أساس النغمة الثامنة !
- ولم لا ؟ الآلة هنا لمتعتنا أعزفي يا امرأة أعزفي !
وعزفت خمس دقائق وكانت منطلقة بأعلى صوتها بالأغنية المناسبة إلى أن خطر ببالها صورة غريفز في المطبخ والنظرة التي على وجهه فانهارت ضاحكة بهستريا حين تمكنت من أخبار جان عما تفكر به ، رعد ضاحكاً بدوره
تفوق غريفز على نفسه فكان العشاء ممتازاً ، وفي منتصف العشاء كانت بريندا تقارب النشوة في سعادتها ، ولم يكن هذا بسبب العشاء الفاخر وحده
حين أعطاها جان علبة صغيرة ملفوفة بشكل جميل ، نظرت إليه باتزان :
- لي أنا ؟ أوه جان ما كان يجب !
- بالطبع يجب إنها مجرد إشارة صغيرة على افتتاني افتحيها !
كانت قلادة فضية على شكل فراشة معلقة في سلسلة ناعمة كانت رائعة جداً فتأثرت بريندا جداً
- إنها جميلة ! أنا أشكرك جان
- ماذا ترتدين الليلة ؟ فستان ؟
- أجل ، إنه كحلي بلون منتصف الليل ، بياقة مفتوحة والقلادة ستزينه بجمال
وضعت القلادة حول عنقها وهي تشعر بتأثر
وكان لدى غريفز مساهمة في يوم مولدها حين جاء بالحلوى ، قدم لها علبة كبيرة من الشوكولا المصنوعة يدوياً :
- سنوات سعيدة عديدة آنسة ! و لا تقولي لي إنك لن تجرؤي على أكلها ً
قفزت دموع سخيفة إلى عينيها وهي تشكره بحرارة لا بد أن غريفز هو الذي أختار القلادة بالنيابة عن المركيز
لم يلعبا البيانو بعد العشاء فقد تغير المزاج ، وعادا إلى غرفة الجلوس يتحدثا وهما يتناولان القهوة
- هل كان هناك شيء خاطئ هذا الصباح ؟ اعني ، تلك المخابرة من الناشر ، هل كان يسأل متى سينتهي الكتاب ؟
- لا لاروس العجوز كان مهتاجاً في الواقع لقد اتصلت به شركة سينمائية أمريكية يريدون إنتاج آخر كتاب لي كفيلم
- حقاً ؟ يا إلهي ! هذا مثير جداً ! أليس كذلك ؟
- بالفعل ؟
نظرت إليه بدهشة :
- طبعاً أمر مثير ! وسيكون هذا رائع لمحبيك
بدا وكأنها لا يعرف عما تتكلم :
- محبين ؟
قراؤك يا سخيف ! أنا متأكدة أنهم سيسارعون لمشاهدة النسخة السينمائية لقصصك
أخذ يفكر بالأمر ك
- أجل أعتقد أن هذه إحدى الطرق للنظر إلى المسائلة
- وأنا أعتقد هذا ثم أنت مدين لهم بذلك ، أعني أن لا ترفض
- لم أرفض الأمر عائد لروس سيجني كثيراً من المال
ابتسمت لنفسها جان في موقف لا يفكر فيه بالمال الذي سيجنيه هو وأكمل يؤكد لها :
- لن أمانع لكن قيل لي أن الأمر سيحتاج إلى بعض الوقت في استشارات بسيطة مع المؤلف بإمكانهم المجيء هنا
أنهى التفكير مع نفسه بصوت مرتفع ، ونظرت بريندا إليه بارتياب هل يفكر بأن يربك كل روتين حياته ؟
إذن المسألة هي كما فكرت فيها تماماً ! جان لا يهتم أبداً لسكوت ستيفن كتاباته كانت مجرد تنفيس ، وسيلة لإعطاء مخرج للطبقة الأعمق من نفسه واستعادة ذكرى ما كشفه لها غريفز ، طريقة فقدانه لبصره في جهد لإنقاذ رجل ميت يا الله لا عجب أن يكون بحاجة إلى متنفس !
وضعت بسمة في صوتها :
- أتعرف سألتك يوماً منذ متى وأنت تكتب ولقد أعطيتني رداً غير لطيف ! وكان ذلك سؤالا بريئاً كنت فقط أتساءل كم مضى وأنت تكتب باسم سكوت ستيفن
تحولت عيناه إلى لون بني متوهج ، مليء بالمرح :
- أذكر هذا والرد على سؤالك الحالي هو نعم ، كنت أكتب قبل أن أصاب بالعمى ولمجرد التسلية وكنت أكتب الشعر هل اكتفيت الآن ؟
لم تقلق بريندا مع كل يوم يمر ، كانت تعرف المزيد والمزيد عن جان لكنها لن تتركه يعرف كم عرفت ليس بعد في يوم ما ستستخدم كل ما عرفته لتهز هذا الرجل حتى أعماقه ستعيده إلى الحياة , حتى لو اضطرت إلى جرحه بشدة لكن عليها أن تأخذ وقتها في هذه اللحظات ليس لديها ما يكفي من قوة لتؤثر عليه
- عزيزي جان يجب أن أتمنى لك الآن ليلة سعيدة وشكراً على الأمسية الرائعة

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
أعطاها تلك الابتسامة التي تجعلها تحس كأن الشمس أشرقت
- تصبحين على خير يا بريندا وشكراص لك ، لقد تمتعت بالأمسية أيضاً
- حقاً ؟ أتعرف أنت لغز محير أجدك مضيفاً رائعاً لكنك جعلتني أنتظر طويلاً لأنال حظوة قضاء المساء معك وأنت لم تدعني هذا المساء إلا لأنه عيد ميلادي
- لا هذا غير صحيح عيد ميلادك عذر جيد ، هذا كل شيء مجرد عذر للتطفل على خلوتك
- لست أنا من يحتاج إلى خلوة جان لو كنت أنت راغباً فأنا على استعداد لتناول العشاء معك كل ليلة
- عزيزتي بريندا أنت لطيفة جداً
- لا دخل للطف في هذا لقد كنت فعلاً أنانياً وتعرف هذا
اعتذرت لتصرفك المعادي للاجتماعات ثم انسحبت تماماً ! أنا لدي احتياجات أيضاً وظننتك تلاحظ هذا إذا أردتني أن أكون سعيدة حقاً هنا ن يجب أن تعطيني المزيد من صحبتك
انضم حاجباه في عبوس شديد ك
- أهذا ما تريدينه حقاً ؟
- أجل هذا ما أريد هذا ما أحتاج إليه
ابتسم وبدا سعيداً ، لكنه لا زال مرتاباً قليلاً
- حتى مساء الغد إذن
- - حتى مساء الغد جان
تركته بريندا في غرفة الجلوس صعدت السلم إلى غرفتها كل درجتين بخطوة واحدة ، وهي تعرف أنها حطمت الحاجز كانت مهتاجة ومع أنفاسها المتثاقلة كانت تغني :
- لوني اليوم وردي وردي وردي وردي !!

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
9 / ابقي بعيدة

منذ ذلك اليوم لم يفترقا ، كانا يعملان كرئيس وسكرتيرته ، ويتغديان ويتعشيان كصديقين كانا يلعبان البيانو دائماً مع أن بريندا كانت تفضل الجلوس والاستماع بدلاً من المشاركة جان كان طيباً ، حقاً طيباً لكن يجب أن يكون هكذا ، فهو رجل موهوب جداً ، أي شيء يضع ذهنه فيه سيكون سيده وسيبرز فيه !
تحدثا وقت الغذاء عن الفن ، تحدثا في الموسيقى ، في السياسة ن والتاريخ ، وكان جان معيناً لا ينضب من المعلومات ، وازدادت معرفة بريندا وتحسنت أذواقها في أشياء كثيرة
سارا معاً حول أرض المنزل الواسعة تحت المطر أو الشمس ، وحين تراجع أيار أمام حزيران أصبحت الورود مكتملة لكن بريندا لم ترسم حديقة الورود له بالكلمات كما خططت ، بل قام جان لها بذلك وما كانت مندهشة فليس من المبالغة القول إن جان يعرف كل إنش من الحدائق كما يعرف المنزل من الداخل أتم الجنائنيون تشذيبها وقاموا بعمل رائع في المحافظة على المرجة وكأنها بساط أخضر ومع تحرك حزيران ليفسح المجال لتموز ، كان كل شيء في الحدائق رائعاً وقطعت بريندا الورود لتضعها في كل غرفة من الطابق الأسفل ، مما اضطر غريفز للخروج وشراء آنية جديدة لكنه كان سعيداً فقد أصبح من الواضح الآن أنه معجب جداً ببريندا وأعجب جان بالورود في المنزل وكان يسأل دائماً أين توجد بالضبط وفي أي نوع من الآنية هي
لم تعد بريندا تزور أخاها كما كانت تفعل بانتظام في الواقع كان دان متفقاً جداً مع مدبرة منزله ولم يعد بحاجة إليها وأصبحت زياراتها إلى سواري زيارات واجب لتسأل عن الولدين وكان جان يسألها دائما عنهما ، ويهتم بما يفعلانه أكثر من مرة , دعته بريندا للانضمام إليها حين كانت تخرج معهما لكنه لم يقبل أبداً
لكن الكتاب لم يسر مثلما يجب في بعض الأيام كان جان يتخلى عن العمل تماماً ، ويتناولان الفطور في الخارج فوق المرجة قرب بركة السباحة ، يتنعمان بشمس الصباح وبريندا تقرأ له الصحف كانت بريندا راضية عن تقدم الكتاب ببطء فبالنسبة لها يمكن لجان أن يأخذ خمس سنوات لإكماله
كانت سعيدة بشكل محموم ، ماعدا معرفتها أن هذا الوقت الجميل سينتهي يوماً لكن مع انطواء الأيام أصبحت أكثر أملاً جان كان يتمتع وكانت واثقة من هذا ولو ظلت كتاباته تسير ببطء ، فلربما أبقاها معه دائماًولم تكن تأمل بشيء أكثر من هذا ، فمن الواضح المؤلم أن جان لم يكن يهتم بها جسدياً أو رومانسيا في الواقع ، وصلت علاقتهما إلى مرحلة لم يعودا يتلامسان وأي محاولة من الإمساك بيده أو ذراعه كان يقابلها بالصد ، لكن بطريقة لطيفة ولم يكن يقال شيء ما ، كان فقط يتجنب لمستها وتطبق الستائر فوق وجهه
بالنسبة لبريندا ، كان هذا مؤلماً ، لكنها تقبلت هذا ولن تحاول تغيير الأمور بأية طريقة ، فهي لا تريد أن تخاطر بأي نوع من الانسحاب في هذه المرحلة
أحبته إلى درجة الدمار ، إلى درجة لم تعد قادرة على السماح لنفسها بالتفكير باليوم الذي يجب أن تغادر فيه المنزل لكن كل الآمال التي احتضنتها في أن يوظفها جان بشكل دائم ، تشتت حين زاره الناشر روس وأمضى الرجلان بعد الظهر في المكتبة ، ولم يدعوا بريندا للجلوس معهما ولا حتى لتسجيل الملاحظات وكان واضحاً ، بهذا ، أن أية خطط كان يضعها جان للمستقبل لا يشملها سكرتيرة
لكن معرفتها هذه لم تخفف من اشتياقها لقضاء بقية حياتها مع الرجل الذي تحبه ولم تكن بريندا تريد أن يحصل هذا ولكنه حصل

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
أما جان حسناً من الصعب القول كم حقتت من تقدم بالنسبة لمشروعها الخاص بكل تأكيد ، بدا جان أكثر سعادة هذه الأيام لكن لم يسمح لها بأن تعرف ماذا يجول برأسه : كيف يحس حقاً حول الحياة ؟ حديثهما لم يذهب أعمق من المواضيع العامة كان وكأنما هناك جزء من نفسه يرفض مشاركته أحد كان لا زال غامضاً جداً
كان اليوم هو ثاني يوم سبت في شهر تموز خرجت بريندا للتسوق ولشراء زي تحضر به عرس كاتلين التقت الفتاتان باكراً بعد الظهر قالت كاتلين :
- كان يجب أن نفعل هذا في وقت مبكر بدلاً من تركه إلى ما قبل الزفاف !
لم تعلق بريندا كلن يجب أن تشتري ثوبها منذ أسابيع مضت لكن كاتلين كانت راغبة في مساعدتها على الاختيار ، وهي كانت في ( ليدز ) في نهايات الأسبوع التي سبقت ، وقامت بريندا بجهد لإسعاد صديقتها
- لا بأس نحن في منتصف الطريق ولم يبق لدينا أكثر من مئة متجر لنفتش فيها قبل أن نصاب بارهاق !
كانت الساعة قد وصلت للخامسة قبل أن تجدا الشيء المناسب ، نظرت الفتاتان إلى بعضهما في مزيج من الإرهاق والتعب والرضا وضحكت كاتلين :
- عظيم هل نطعم أنفسنا الآن ؟
- أكاد يغمى علي من الجوع !
بعد ذلك ، كانتا جالستين في زاوية مطعم إيطالي صغير قالت كاتلين :
- أتسأل إذا كان الأمر يستحق كل هذا العناء ! أعني كنت سأرضى تماماً بمراسم صغيرة في مكتب تسجيل الزواج لكن أهل جون أصروا على زفاف كنسي كبير ، أتصدقين هذا ؟ إنهم راغبون ( في الأفضل ) لابنهم الوحيد
ضحكت بريندا ، غير مقتنعة بحجج صديقتها :
- وأنت أردت هذا كذلك ، هيا الآن ن أنا سعيدة جداً لك ، وأتمنى لك حظ سعيد
رفع شيء ما في صوت بريندا رأس كاتلين إليها بحدة أحست بالذنب ، لقد تركت طوال بعد الظهر دون أن تسأل بريندا عن حالها ولم يعد من الصعب الآن رؤية أن هناك شيئاً خاطئاً :
- بريندا بم كنت تفكرين إنه جان أليس كذلك ؟ ماذا كيف حالك معه ؟
- جيدة جداً
وأخبرت صديقتها عن الطريقة الرائعة التي نمت فيها علاقتها مع جان وكيف أنه دعاها للعشاء معه يوم عيد ميلادها ، وكيف أنهما منذ ذلك الوقت لا يفترقان لكن وهي تتكلم ، تمكنت حتى هي من سماع مرحها المزيف في صوتها وعرفت أنها لا تخدع كاثلين فتلاشى صوتها وقد صدمها تهديد الدموع ، حين وجدت صوتها ثانية ، أكملت ترفع يدها احتجاجاً :
- أعرف ماذا ستقولين ، كان يجب أن أترك منزله منذ أسابيع ، وما كان يجب أن أنا من خارج وسطه ، أعرف هذا في الأساس نحن من عالمين متباعدين ، وهذه هي المشكلة وأنا
جعلتها النظرة في وجه كاثلين تتوقف كاثلين فتاة ذكية ، وتعرف بريندا منذ وقت ، هكذا لم يكن من الصعب أن تعرف الحقيقة :
- لكن هذا لن يكون له فارق أبداً لو أنه مهتم بي أعرف هذا لكن أنا الأمرفقط
- أوه بريندا ! أكره أن أراك تتألمين هكذا أليس هناك أية مشاعر من ناحية جان ؟
تأرجح السؤال معلقاً في الهواء وهزت بريندا رأسها ك
- نحن صديقان ، وهذا كل ما في الأمر بالنسبة له
وصبت بريندا مافي قلبها لأذنين عطوفتين دون أي حرج ودون الأمل بشيء كاتلين صديقة طيبة وأكثر صدقاً من أن تعرض عليها أملاً ، في وقت يعرف كلاهما أن ليس هناك أمل

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
قالت كاتلين :
- كان يجب أن أرى هذا قادماً أول مرة أخبرتني فيها عنه ، كان يجب أن أرى كل هذا آتياً عرفت أنك معجبة به ، لكن أوه بريندا، يجب أن أقولها : الأمر ميؤس منه ! اقطعي كل ارتباطاتك واخرجي من هناك !
- لكن لكن ألا تظنين أنه مع الوقت قد
ولم تستطع إنهاء السؤال إنها تعرف الرد مسبقاً
- كاتلين لقد قلت لك وجهات نظري حول الطريقة التي قطع فيها نفسه عن الحياة الطريقة التي يشتاق فيها إلى الرسم إنني أحاول أن أظهر له أن هناك أشياء أخرى يستطيع أن يعيش لأجلها السعادة في مجرد العيش يوم بيوم وأعرف أنني تقدمت كثيراً هكذا ن ألا تظنين
بالغم منها عاد السؤال مرة أخرى ، فجاء صوت كاتلين لطيفاً وصارماً :
- لا لا أظن أنه سيقع في حبك مع الوقت ولو كنت في ذات وضعك ن كنت سآمل بهذا لكن ألا ترين أن فكرتي الأولى كانت محقة ؟ إنه لا يزال يحب زوجته ألا ترين ذلك ؟ إنه لم يقطع نفسه عن الحياة فقط بل عن المشاعر كذلك ، وهنا الحاجز الحقيقي بريندا إذا كان أحد قد تمكن من اختراق هذا الرجل ، فهو أنت وأنا واثقة أنه معجب بك كثيراً لكن
لم تنه جملتها ، لا تحتاج لأن تنهيها فقد أنهتها بريندا بنفسها
_ لكن طوال هذا الوقت ، لم يعط دليلاً على إعجابه
وأكملت كاتلين :
- أظنك تخدعين نفسك بأنه حزين على رسمه لقد خسر زوجته لرجل آخر ، وهذا ما لن يستطيع التغلب عليه
هزت كتفيها تنظر لبريندا بعجز وحزن :
- أنا آسفة ، لكنني أعتقد من الحكمة أن تغادري سيلينا هاوس بأسرع وقت ممكن
قالت بريندا بهدوء :
- لا بأس في هذا
لم تكن واثقة من صحة نظرية كاتلين ، لكن النصيحة جيدة ، ولا يهم من منهما على حق ، فالواقع يبقى أن جان لا يحبها مهما طال يقاءها معه
قالت وهي تودع كاتلين :
- سأشتاق إليك عندما تنتقليت شمالاً
- هاي ! لا تبعد ليدز مليون ميل! ستأتين لقضاء نهاية الأسبوع معنا من وقت لآخر ألن تفعلي ؟
- طبعا سأفعل إلى اللقاء أراك الأسبوع المقبل في الكنيسة
لم تضحك كاثلين ففي تلك اللحظة بدت تعيسة :
-أنا آسفة لأن الأمور انقلبت هكذا بالنسبة إليك بريندا ، في وقت أنا
وصمتت مدركة كم أن الكلمات غير لبقة :
- أوه بريندا لطالما كنت صعبة الإرضاء بالنسبة للرجال ! ولقد وقفت الآن أمام رجل هو
أنهت بريندا كلامها :
- غير مكترث أجل ولا يمكن الوصول إليه أنت محقة أنت محقة
لامست ابتسامة حزينة شفتي كاثلين :
- هل ستغادرين ، وتفتشين عن عمل آخر ؟ لا لن تفعلي هذا ما ظننته !
هزت كتفيها وقالت بريدنا بصوت منخفض :
- أنا أوذي نفسي أعرف هذا لكن ما بيدي حيلة أنا سأضطر إلى تركه في القريب العاجل على أي حال لكنني لن أرحل قبل دقيقة من اضطراري للرحيل

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
10 / لأجلها فقط

كون جان لا يزال يحب زوجته السابقة ، فكرة لم تعطها بريندا مصداقية في البداية ، أما الآن فقد جعلها الحديث مع كاثلين تعود مجدداً أيمكن أن تكون هذه الحالة ؟
هناك طريقة واحدة لمعرفة الحقيقة ، لكن بريندا انكمشت لمجرد التفكير فيها بإمكانها سؤالها عن ماضيه ، جعله يتحدث عن حياته يوم أن كان مارك لا داعي لأن تتكلم عن زوجته ، لكن بمجرد جعله يتكلم عن حياته كرسام ، ستتمكن أن تعرف ماهي مشاعره الآن حول رسمه بعدها ستعرف بالتأكيد ما إذا كانت نظرياتها صحيحة ما إذا كان حقاً فقدانه القدرة على الرسم ، هو ما يمنعه من أن يكون حياً
لكن فكرة طرق الموضوع أخافتها لم تتحدث معه يوماً عن مارك كان مفهوما ً من البداية أنه لا يريد هذا عدا عن هذا كانت تخشى أن ينقلب غضبه العميق عليها لو لامست مثل هذا الموضوع المتأزم هناك اعتبارات أخرى فلو اكتشفت أنها كانت تعمل على أساس خاطئ طوال هذه الأشهر ، فستضطر إلى مواجهة واقع أن لا جدوى من البقاء هناك أبداً
لم تكن ترغب أن يتضح لها أن لا شيء تستطيع فعله لجان وطالما لديها العذر للبقاء ، فلحياتها معنى
مرت الأيام دون رحمة زفاف كاثلين جاء ومضى تابعت الحياة في منزل جان سيرها كما كانت طوال فترة الصيف الجميل تشارك جان وبريندا أياماً رائعة وأمسيات طويلة متكاسلة ، كصديقين طوال الوقت كانت بريندا تتعلق بيأس بالعذر الواهي ، إنها باقية لأجل جان واستطاعت تجاوز معرفتها بأنها تحضر لتحطيم قلبها لا محالة يوماً بعد يوم لأن حبها يوماً بعد يوم كان يزداد عمقاً
يا للأسف لو أن كتاب سكوت ستيفن جرت كتابته بالسرعة الطبيعية لكانت ستغادر سيلينا هاوس في أيلول فحجز خدمتها كان لستة أشهر ، أكثر أو أقل بأسبوعين لكن الكتاب لا يكاد يصل إلى نصفه ولم يذكر لها جان أي شيء عن استمرارية توظيفها وهذا موضوع آخر كانت تخاف الخوض فيه
كانت قد أمضت طوال بعد الظهر في السرير مصابة بصداع ، وكان جان يعرف سبب مرضها لكنه هذه المرة لم يحاول تخفيف التوتر وهذا أفضل ، فهي الآن لن تتحمل اهتمامه دون ردة فعل ، دون الانهيار ، دون أن تخبره كم تحبه وهذا آخر ما ترغب أن تفعله
الليلة الليلة ستكلم جان لأجلها ولأجل جان معاً يجب أن تعرض هذا الموضوع بشكل حاسم لقد آن الوقت لمحاولة جعله يتكلم عن ماضيه وستعرف ساعتها أين هو موقفها
انتظرت إلى ما بعد العشاء , إلى أن جلسا في غرفة الجلوس كانا يجلسان بهدوء ، ويشربان القهوة بريندا مكورة على الأريكة تتمتع برؤية جان في مقعده المريح ، كانت تفكر بالمرة الأولى التي رأت فيها غرفة الجلوس هذه الفكرة أعطتها وسيلة رائعة كبداية لحديث :
- أتعلم أنني أحب هذه الغرفة حقاً ؟
ابتسم جان :
- أجل فلها جو نابض بالحياة أليس كذلك ؟ لقد كان هذا المنزل مكاناً سعيداً جداً في الماضي
- أتعلم أحب غرفة الطعام كذلك بكسوة جدرانها البيضاء والزرقاء ديكور المنزل كله رائع من صممه ؟
- صممته مؤسسة ديكور في لندن ، لكنني اخترت الألوان بنفسي بمساعدة غريفز طبعاً !
حين لم يتلق رداً على ما قال ، ابتسم :
- ألست مندهشة ؟ أم أنك أدركت حتى الآن أن لاشيء خاطئ في مخيلتي أو ذاكرتي للألوان ؟
- حدث هذا منذ زمن ماذا عن الأثاث ؟ أكان لأمك أم أنك جئت به من من باريس ؟
- بعضه لي لقد جئت معي بقطعي المفضلة مثل طاولة خشب الأطلس ، المرآة الأثرية هناك ، واللوحة فوق المدفأة
كانت بريندا تراقبه بحذر ، ومعدتها تتقلص :
- ولوحاتك ؟
رفع رأسه نحوها بسرعة ، بدهشة ، وكأنما خاب أمله فيها ثم تصلب وجهه وأصبحت نظراته محترسة
قال ببطء :
- حسناً جداً بريندا ما الذي تريدين قوله عن مارك ؟
- لا شيء بالتحديد أنت من يقلقني
بدا مسروراً لاعترافها لكن صوته كان متوتراً وهو يتكلم :
- وبعد ؟
أخذت نفساً عميقاً ، خائفة أن يفقد أعصابه
- حسناً لقد استبقيت لك أربعة لوحات لمارك ويبدو ويبدو هذا لي غير مناسب يجب أن تكون في معرض عام يجب أن تعطى للعالم وخاصة أن عددها لن يزيد أبداً
لقد بدأت وحضرت نفسها للموجهة مرت لحظة طويلة لم يتكلم وحين تكلم استخدم ذلك الصوت الهادئ الذي يحجب مشاعره :
- أليس لي حقوق ؟ ألا يحق لي الاحتفاظ بأربعة منها ؟
فكرت بالأمر جيداً :
- ربما لك الحق ، لكن لكنك تستبقيها بأعذار خاطئة
صمتت لحظة ، أصابعها مكورة بشدة ، حتى أن أظافرها كادت تقطع راحة يديها :
- أعتقد أنك تحتفظ بهذه اللوحات لأنك لا تستطيع ترك الماضي وشأنه
وحصلت على ردة فعل رحبت بها بريندا وخافت منها في نفس الوقت فقد وقف عن مقعده وأخذ يسير في الغرفة بخفة الفهد :
- أيتها الحمقاء ! لقد أمضيت خمس سنوات أفعل هذا بالضبط ! لقد تركت الماضي وشأنه ! والآن أتسمحين بأن تسحبي كلامك ؟ آرس لونغا فيتا بريفاز !
- أنا لا أعرف ماذا تعني !
- أعني أن الفن طويل ، والحياة قصيرة ، هل فهمت الآن ؟
- لا
فجأة ودون توقع منها هدأ :
- حسناً جداً بريندا دعيني أشرح لك الفن يعيش طويلاً فإذا كان جيداً حقاً

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
يعيش باستمرار في وقت يموت فيه أجيال من الناس وأنا فخور ومبتهج لأنني تمكنت من إنتاج هذا العمل ! وأشكر الله على الموهبة التي أعطنيها للعديد من السنوات ، لكنها ذهبت الآن وتقبلت هذا ، كل ما أتمناه أن يتقبله الآخرون سأبقى أعمى لما تبقى من حياتي وهذا شيء أعرفه اللوحات الأربعة في هذا المنزل هي لسعادتي صدقيني أستطيع أن أراها أكثر مما ترينها أنت ، وماذا يستطيع المرء أن يطلب أكثر من اللذة التي يعطيها الفن ؟ حين أموت هذه اللوحات ستمر إلى أيد أخرى تقدّرها ولا يهمني ما إذا كانت ستعرض للناس أو لشخص واحد طالما تعطي السعادة فكل شيء على ما يرام أنا لا أفكر على أساس امتلاكها بل أفكر على أساس أنها عندي كقرض موقتاً هي هنا لإعطائي السعادة وهذا لا علاقة له بترك الماضي وشأنه
كانت الخطبة رائعة إنه يقول الحقيقة وهي متأكدة من ذلك ، ويعني كل كلمة قالها :
- إذن أنت فعلاً تكيفت مع واقع أنك لن ترسم مجدداً ؟
- أجل لقد تكيفت
كل هذه الشهور وهي تحمل أفكار خاطئة خاطئة !
- تقول أنك ممتن لما أنعم الله عليك من موهبة والقدرة على إنتاج الجمال الذي سيستمر في الوجود عبر الأجيال وقلبك ألا يحن أبداً للعودة ؟
- عودة القدرة على الرسم ؟ لا لم يعد قلبي يشعر بشيء
استدار عنها ، فأطرقت برأسها وعيناها تحرقهما الدموع هذا كل شيء لقد أصبحت أيامها معدودة لم يعد هناك ما تستطيع القيام به لمساعدته ، ما عدا ربما
قالت بصوت لا يكاد يصل الهمس :
- فهمت لكن قل لي لماذا تبقى سجيناً هنا ؟ لماذا لا تخرج معي ولو لمرة واحدة ؟
استدار بسرعة :
- سجين ؟عم تتحدثين ؟ هناك فرق كبير بين السجين والناسك !ّ أنا أبقى هنا لأنني اخترت البقاء ، وليس لأنني مضطر! أحب الهدوء والخلوة هذا كل شيء
قالت تتحداه :
- حسناً جداً أثبت هذا لي أخرج معي هذا الأسبوع
كتمت أنفاسها أنها تريد هذا بشده له كما لها تريد ولو مرة واحدة أن تخرجه من المنزل أن تقضي أمسية جميلة معه ، تستطع أن تحتفظ في ذاكرتها بها بعد أن تتركه
قال :
- لست مضطراً لأثبت شيئاً لأي كان بريندا لقد خيبت أملي لماذا أخرج بحق الله ؟
قالت ببساطة ، تدعو الله أن يكون مهتماً لأن يفعل هذا الأمر الصغير لجلها :
- لأنني أطلب منك هذا فسيعطيني هذا الكثير من السعادة جان
عادت إلى فراشها لكن لتقضي ليلة بلا نوم إذن جان ليس حزيناً لفقدانه لقدراتهالآن لم يعد هناك أمامه سوى خيار مواجهة ما يتعذر عليها الهرب منه لقد كانت مخطئة وكاثلين محقة !
في الأسبوع التالي ستغادره سيكون الآن أفضل منه لاحقاً ستقول له بعد أن يقضيا الأمسية في الخارج معاً ستحصل على هذا أولاً صحيح أنها رغبة سخيفة وتعرف هذا !! إلا أنها تريد أن تقضي أمسية معه بالخارج مجرد أمسية واحدة يقضيانها وكأنهما شخصان عاديان يتمتعان بموعدهما
ليس كثيراً أن تطلب هذا !
مضى يومان على هذا ن كانا يجلسان في المكتبة وقد عاد وايلي إلى نشاطه مرة أخرى لكن العمل لم يكن يجري جيداً ، واختارت بريندا لحظة سيئة لتقول لجان عن خطتها :
- هل اشتريت لنا بطاقتين للأوبرا؟ بريندا هذه فكرة سخيفة أنسها !
- هل ستتراجع عن وعدك ؟
- أنا لم أعدك بشيء أنت تفترضين الكثير !
لم تستطع أن تغضب منه ، إنه محق فهو فعلاً لم يعدها بشيء
- ولماذا هي فكرة سخيفة ؟ لو أنني دعوتك إلى البالية لفهمت وجهة نظرك لكن هذه موسيقى جان ولا تحتاج إلى عينين لتتمتع بالموسيقى الجيدة وأنت تتمتع بالموسيقى ، ولا تستطيع أن تقول لي العكس
كان صعباً عليها الظهور بمظهر طبيعي لكنها أكملت ك
- ظننت أنها ستكون أمسية جميلة لنا وستكون بكل تأكيد تغيير بالنسبة لي
ها قد طارت كبرياؤها من النافذة لكنها لم تتوقف :
- أنا حجزت مقصورة خاصة كي لا يزعجنا أحد لو وصفت لك المنظر وأخبرتك ماذا يرتدي الجميع أرجوك جان أفعل هذا لأجلي
تنهد مارك داخلياً أفعل هذا لأجلها ؟ يا إلهي ! سيفعل أي شيء في العالم لأجل هذه الفتاة أي شيء ! لقد حاول طويلاً مقاومتها من البداية لكن مقاومتها كانت كمحاولة السباحة في الرمال المتحركة
لقد أصبح يعرف بريندا أكثر مما تعرف نفسها إنها تفعل هذا متعمدة لكن ليس من المفترض أن يعرف هو بهذا آه يالها من طفلة حلوة ثمينة ! لقد تمشت معه ، عملت معه ، تحاربت معه ، تحدثت وأصغت إليه كانت عيناه ، وسمحت له بعض الأحيان أن يكون عينيها
فعلت كل هذا لأنها اللطف بعينه ولأنها بحاجة ماسة لأن يحتاجها أحد
لقد سمح بلطفها وتقبله لأن التقبل عطاء لقد أراد كثيراً أن يعطيها ، أن يجعلها سعيدة وهي سعيدة الآن ليبارك الله قلبها ، وستترك المنزل وهي تعلم أنها حركت جان مارك ليعيش من جديد وهو فهم هذا
كان إخراجه من عزلته هو هدفها الرئيسي الآن ، وما من شك أنه هدفها الأخير أنه شيء تمهد له منذ شهر وسيذهب سيعطيها الأمسية التي ستذكرها دوماً ، وسيظهر أنه يقضي أجمل أمسية في حياته لأجلها ؟

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
أجل سيفعل هذا لأجلها !
رأت بريندا وجهه ينفرج بابتسامة ، وطار قلبها فرحاً لقد ربحت ! ربحت !
- هل ستخرج معي ؟ ستخرج ؟ كنت تمازحني ، أليس كذلك ؟ التذكريتين ليوم الجمعة ، أيناسبك هذا ؟ هاي سأذهب لأجد غريفز فكر فقط أنه سيتمكن من أخذ أمسية كاملة من الراحة !
ضحك جان :
- أنا سأقول له لقد فكرت لتوي بأمر ما النظرة التي ستكون على وجهه حين يعرف أنني سأخرج لن تتمكني من تحملها لذلك سأقول أنا له !
وكانت أمسية للذكرى مرة حلوة، نظرت إليها بريندا كخطوة هائلة إلى الأمام لمصلحة جان وكنهاية لفصل جميل جداً من حياتها
ارتديا أفضل ما لديهما ، وقادت بريندا سيارة جان الجاغوار إلى قلب لندن كانت تعرف أنها لا يمكن أن تحبه أكثر من هذا ، ولكنها كانت تحس بتقارب أكبر بينهما هذا المساء ، ليس فقط لأن جان مضطر للإمساك بذراعها ، بل كذلك لأنها أحست أنه يتمتع بوقت رائع
جلسا خلال الأوبرا يحضران عرضاً مفضلاً لكليهما من وقت لآخر ، كانت تهمس له ، ترسم بالكلمات المشاهد والديكور والأزياء وضحكا معاً لسخافة الحبكة المسرحية ، وبقيا صامتين والمؤدون يغنون من كل قلوبهم
مع انتهاء العرض أعلن جان أنه سيأخذها إلى العشاء في فندق ( السافوي )
كانت قد أدارت المحرك لتوها ، وأصيبت بصدمة :
- السافوي ؟ أوه لقد ظننت
كان لديها أفكار خاصة حول عما سيفعلان فيما تبقى من السهرة
نظر إليها جان بحيرة :
- تشعرين بخيبة أمل لماذا ؟
- لا لست هكذا هل حجزت ؟
- لا ليس الحجز ضرورياً في مثل هذه الساعة من الليل بريندا هل من خطب ما ؟
- أبداً ! الأمر فقط أنني فكرت أن نذهب في نزهة بالسيارة إنها ليلة دافئة جميلة فكرت أن نجلس على تل مرتفع قرب المنزل تل يشرف على الأضواء اللامعة في البلدة الجديدة
ابتسم :
- آه ! لنعود شباباً ! يا لهذا الطيش ! لكن ماذا سنفعل بخصوص الطعام ؟
ثارت حماستها لأنه وافق على خططها :
- هناك محل يبيع سمك ورقاقات البطاطس خارج مطعم السنونو
ولم تكمل حديثها فقد كان يضحك بشدة :
- ماذا بك ؟ ماذا قلت ؟
فجأة أخذت تضحك بدورها لأن ضحكته معدية ، ومضت برهة طويلة قبل أن يتمكن من الكلام ، بينما بريندا تنطلق بالسيارة :
- بريندا لا أصدق هذا ها أنا أعرض عليك عشاء فاخر في فندق سافوي ، وأنت تريدين الجلوس فوق تلة وأكل السمك ورقائق البطاطس لا أظن أنني قادر على تحمل هذا !
قالت بصوت معاتب :
- جان مارك ! لا تقل لي أنك عشت حياة الطبقة الراقية حتى إنك لم تذق الطعام الانكليزي الشعبي ؟
- لا تكوني سخيفة لقد عشت على أشياء مماثلة أيام الدراسة أو ما يماثلها في فرنسا

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
- إذن لماذا تضحك كثيرا ؟
كانت نصف آسفة لسؤالها هذا ، لأنه تجهم فجأة وأحست بعينيه على وجهها :
- أنت لا تأبهين البته لثرائي أليس كذلك ؟
ردت بجدية مماثلة :
- لست أدري ما تعني أتعني الثراء المادي ؟
كانت ضحكته جوفاء :
- وما غيره ؟ أنا في الواقع مليونير ياحلوتي خلال أيام حياتي ، صرفت قدراً كبيراً من المال كذلك وها أنت تشترين تذاكر الأوبرا وتعرضين شراء العشاء لي !
جعلتها لهجته تشعر بارتباك بسيط ما الذي يدور في دماغه ؟! لم تستطيع فهمه أبداً فقد أخذ الحديث منحنى غريب بالنسبة إليها ، وقامت بجهد لإعادة الضحك :
- هاي مهلك قليلاً ! أنا لم أقل شيئاً عن دفع ثمن السمك والبطاطس
ونجحت على الأقل في الوقت الحاضر فقد عاد جان إلى طبيعته لكنها في ما بعد لاحظت أنه أصبح هدئ ومحترس
كانا يجلسان على التلة ، يتمتعان بالمنظر كل بطريقته حين أحست بريندا بدافع لتسأله ماذا به ! لكنها لم تسأل ، أبقت فضولها مكبوتاً، لأنها خافت بيأس أن يفسد شيء عليهما الأمسية
كان جان في الواقع يبعد أميالاً ، سنوات عديدة في أفكاره يا الهي ! لماذا يفكر بإليان الآن ؟لماذا الآن في وقت كل شيء يريده هو الإحساس بقرب بريندا ؟ جسدياً كان يحس بوجودها كان عطرها الوردي الرائحة يختلط بهواء الليل النقي يغزو أنفه وأحاسيسه كانت تجلس قريبة جداً منه حتى يكاد يحس بكل حركة لرأسها ، ويرى تقريباً عينيها تشربان بعطش من المنظر الذي أمامها ، كم تتمتع بالأشياء البسيطة ! يا لها من طفلة بريندا !
لقد بدا يحبها منذ زمن بعيد يوماً بعد يوم ، كان ذلك الحب يزداد عمقاً لكنه لم يكن واهماً في حبه ويعرف أن لاشيء سينتج عنه لا شيء أبداً لقد تأخر الوقت كثيراً
عما قريب سترحل ، ولن تعرف أبداً أنها رمته مباشرة إلى عذاب أسوأ بكثير مما كانت عليه حياته من قبل وكيف يمكنه أن يستمر في العيش دونها ؟وذكر نفسه أنه أستطاع من قبل أن يتكيف ، لكن هذا لن ينفع الآن فالأمر مختلف مختلف جداً
لقد دخل في كل هذا وعيناه مفتوحتان واعيتان كما يقال ولا مجال للوم أحد ماعدا نفسه لكن أيمكن أن يلوم نفسه لأنه إنسان ؟
أجل خاصة أنه علاف ما ستكون عليه النتيجة فمع حبه لبريندا الذي يتعاظم كل يوم ، كانت قوته تخونه لقد أراد المستحيل : أراد أن يمضي كل دقيقة لما تبقى من حياته معها ن أرادها بكل ما تعني كلمة حب من معنى لا يجرؤ على هذا ببساطة لا يستطيع الوثوق بنفسه ، وحبه لها هو إطلاق لعنان نفسه وهذا الذي سيجعل حياته المستقبلية جحيماً لا يطاق
تحركت بريندا إلى جانبه ، تقول شيئاً لم يسمعه بالرغم منه عاد يفكر بإليان التوى فمه بانزعاج وهو يبعد الفكرة عنه إنه لا يريد التفكير بها الآن ليس الليلة
- تعالي بريندا يجب أن نذهب ، لقد أصبح الجو بارداً
جاء صوته بحدة أكثر مما كان ينوي فنظرت بريندا إليه بدهشة أين كان مستغرقاً في أفكاره لتوه ؟ لماذا ازداد تجهمه طوال المساء ؟
- ماذا ماذا بك جان ؟ ما الخطب ؟
لم يرد وهي تصعد للسيارة أحست بالغثيان من شدة القلق ، نظرت إليه مرتبكة بدا مجهداً ، فانتظرت إلى أن دخل المنزل لتسأله مرة أخرى ما خطبه فحتى هذه اللحظة لم يكن لديها خيار سوى إعادة السؤال مرة أخرى ، جان لم يتكلم أبدا خلال رحلتهما ، وازداد ذعرها لفكرة أنها قد تكون ارتبكت غلطة مريعة في إقناعه بالخروج من المنزل أيمكن إن تكون أخطأت الليلة في سعيها لتظهر له أن الحياة لا زالت تتقدم ظ هل نجحت فقط في تذكيره كم ينقصه ؟
- جان أنت لم تتمتع بهذه الأمسية صحيح ؟
كادت تموت للتعبير المؤلم الذي مر سريعاً على وجهه
- كانت أروع أمسية أمضيتها منذ زمن طويل وأتمنى لو أنني فعلت هذا من قبل الآن ، شكراً لك
أحست بقلبها يخفق ويديها ترتجفان ، لماذا يكذب عليها ؟ ما الذي حدث هذه الأمسية ليجعله يتغير بهذا القدر ؟
دون تفكير مدت يدها تلامس يده أجفل قليلاً وأطبقت عيناه ، فسارعت إلى إبعاد يدها عرفت لحظتها أن الأمسية كانت غلطة شنيعة , وعرفت كذلك ما الذي يجري في رأسه
- الليلة ذكرتك بشيء ما أليس كذلك ؟ كنت كنت تفكر بماضيك ؟
لم ينكر جان هذا ولم يقل شيء بل هز كتفيه
غضت بريندا شفتها السفلى بقسوة ، ممتنة لأول مرة أنه لا يستطيع رؤيتها ، رؤية وجهها ، والألم فيه ، الدموع الصامتة التي أخذت تلمع في عينيها لو كانت راغبة في إثبات أن كاثلين على حق ، فقد حصلت عليه الآن لقد كان جان يفكر باليان الليلة :
- أنت كنت تفكر بزوجتك أليس كذلك ؟

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
نظر إليها بحدة وفضول وشدت بريندا من عزيمتها تحارب لتسيطر على النحيب المتصاعد إلى حنجرتها قال بنعومة :
- أجل في الواقع كنت أفكر فيها تعالي ، لنتناول شيئاً ساخناً قبل أن ننام أنا بحاجة إلى شيء
لم تتحرك فقد لزمها كل ذرة من قوة إرادتها لتسيطر على الهستريا المتصاعدة داخلها ولتجبر صوتها على الخروج بما يشبه الوقار :
- لا شكراً سأنسحب إذا كنت لا تمانع فأنا متعبة
استدار جان وهي تصعد السلم ، وعيناه ضيقتان قليلاً :
- كما تشائين هل هناك شيء خاطئ بريندا ؟
تمسكت بريندا بدرابزين السلم لدعم نفسها أحست أن ساقيها تكادان تنهاران تحتها يجب أن تقول الآن ومع أن قلبها وروحها كانا يصيحان أن لا يجب أن تقول له أنها راحلة :
- لا لكن كنت أفكر مؤخراً أن عملي الستة أشهر تكاد تنتهي أعرف أنني وعدتك أن أبقى إلى حين انتهاء كتابك لكن يجب أن نبحث الأمر في وقت ما نظراً إلى أنك لم تصل بعد لمنتصف القصة
جعلها التعبير الذي احتل وجهه ، تصمت هل هذه خيبة أمل ، حيرة أم ماذا ؟ لكن حين تكلم اتضح لها بألم أنه لم يكن خائباً :
- أجل يجب أن نبحث الأمر اتفاقنا كان فقط لستة أشهر ولا يمكنك البقاء هنا لأجل غير مسمى ربما نتحدث بالأمر غداً ؟
- لا فأنا ذاهبة إلى حفلة عيد ميلاد ابنة أخي غداً ولن أعود قبل يوم الأحد
أصبح متصلباً معها :
- حسناً جداً سنتكلم يوم الأحد ليلة سعيدة
ما إن أغلق باب غرفة الجلوس وراءه ، حتى ركضت بريندا ما تبقى من السلم والدموع تتدفق على وجهها
رمت نفسها على السرير ، وذراعاها تلتفان بشدة على معدتها ، وكأنما هذا يمنع الألم في داخلها هذا كثير على مثل هذه الأمسية الجميلة ! وستكون فعلاً للذكرى هل ستتمكن يوماً أن تنسى أن المرة الوحيدة التي خرجت فيها مع جان ، أمضى فيها نصف الأمسية يفكر بزوجته التي فقدها لرجل آخر ؟ الزوجة التي لا زال يحبها !!

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
أزعجت محاولات التصرف بشكل طبيعي في حفلة ميلاد ابنة أخيها ، بريندا إلى أقصى الحدود وتهربت من منزل أخيها صباح الأحد الباكر ، وعادت بسرعة أكبر مما يجب إلى سيلينا هاوس
لكن ما إن وصلت إلى البوابات الطويلة الحديدية حتى أوقفت السيارة ثم تراجعت قليلاً ، لا تريد جذب اهتمام الكلبين إنها بحاجة إلى بعض الوقت لتفكر قبل مواجهة جان
أفلتت منها ضحكة جوفاء وقت للتفكير ؟ هذا كل ما كانت تفعله في الأسابيع العديدة الماضية ، ومع ذلك لا يزال تفكيرها مشوش ولأجل سلامة عقلها يجب أن تترك العمل لجان في أسرع وقت ممكن لكن لو أرادها أن تبقى حتى نهاية مدتها أربعة أو خمسة أسابيع أخرى فستفعل لقد وافقت على الاتفاق من البداية عدا عن هذا لن تستطيع رفض أي طلب له ، مهما سبب لها القبول من ألم
مدت يدها تدير المحرك ثم أطفأته على الفور ياإلهي!! ألن يتوقف دماغي عن الدوران في حلقات ؟ يا لضعفها وترددها !
دفنت وجهها بين يديها ، تحس بتعرق جبهتها كان داخل السيارة كالفرن وكانت تشعر بخفة في رأسها ماذا ستقول لو طلب منها البقاء ستة أشهر أخرى إلى أن ينهي كتابه ؟ ماهو العذر الذي ستعطيه للرفض ؟ هناك إمكانية كبيرة أن يسألها هذا فهي على كل الأحوال بارعة في عملها لكن كيف يمكنها البقاء ستة أشهر وهي تحبه وتريدهوتعرف إنه يريد امرأة أخرى ؟!!
كان دماغها يدور فأجبرت نفسها على الانطلاق بالسيارة وهي لا تزال عالقة في عذاب التردد
فتح لها غريفز البوابة ودخلت المنزل بالمفتاح الذي معها لم يكن هناك أثر لجان في غرفة الجلوس أو المكتبة في المطبخ رأت البخار يتصاعد من غلاية الماء ، وافترضت أن غريفز أخذ القهوة إلى غرفة جان لكن هذا غريب لماذا هو في غرفته في يوم جميل كهذا ؟
صعدت إلى جناحها وما إن انتهت من ارتداء ملابسها ، حتى قرع غريفز الباب ودخل يبدو عليه الاضطراب والحيرة
- ما الأمر غريفز ؟
- لست أدري حقاً آنسة ، مسيو مارك كان مكتئباً جداً اليوم لقد امضي الكثير من الوقت على الهاتف وسهر كثيراً ليلة أمس
- لا شك أنه يفكر بكتابه إنه لا يسير على ما يرام
- على أي حال آنسة ، عرف بعودتك وطلب مني أن أسألك الذهاب إليه إنه في غرفة الجلوس الآن
- سأنزل حالاً شعري مبلول سأمشطه قليلاً
انكمشت معدتها إذن جان يريد التكلم معها مباشرة ! سيطلب منها أن تبقى ، أن تنتظر لحين انتهاء عمله ؟


descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
لم يكن جان في غرفة الجلوس كان يجلس خلف منضدته في المكتبة وتذكرت بريندا أول مقابلة لهما كان يرتدي الأسود كما كان يفعل في الأيام الأولى ، وتسألت عن مزاجه الآن
لم تكن المنضدة هي الحاجز الوحيد بينهما كان متباعداً جداً
- جان .
لم يحاول الالتفاف حول الموضوع :
-بريندا ، لدي أخبار جيدة لك ، أخبار تناسبك لقد اتصل بي روس بالأمس ويريدني السفر إلى أمريكا معه يوم الجمعة سنستقل الطائرة بعد الظهر إلى كاليفورنيا وسنبقى هناك بضعة أسابيع لنجري نقاشاً مع كاتب السيناريو ، ومخرج الفيلم وبالطبع ، أنا لا أطلب منك مغادرة المنزل فورا منتصف الأسبوع يناسبك أكثر لكن هذا وضع نهاية لنقاش كان سيجري بيننا أليس كذلك ؟
مهما طالت حياتها، لن تنسى بريندا صدمة كلاماته ترك المنزل وسط الأسبوع ؟ وسط الأسبوع !!؟ ارتفعت يدها إلى فمها ، وكل ما استطاعت أن تفكر به في تلك اللحظة هو انحراف النفس البشرية أفلت القرار من يدها وقال لها عقلها إن هذا أفضل لكن قلبها بدا إن له إرادة بنفسه إنها ليست مستعدة لهذا بعد! ويجب أن تواجه الحقيقة الآن كانت تعتمد على البقاء معه شهر على الأقل
- بريندا ؟
حاولت السيطرة على نفسها كان كل شيء من حولها يتحطم إلى شظايا صغيرة
- أنا ألا يمكن أن أجيء معك ؟ أعني أنا لا أفكر بالمغادرة فوراً وستحتاج إلى سكرتيرة
لوح بذراعه دلالة صرف نظر :
- لا روس سيأخذ سكرتيرته الشخصية آسفلهذا لكنني أعرف أنك لن تواجهي مشكلة في إيجاد عمل جديد
نظرت إليه عبر ستارة من دموع والغصة في حلقها تجعل من الكلام مستحيلاً كيف تمكن من إبلاغها هذا ، هكذا ؟ كيف يمكنه أن يتحدث كرجل أعمال ؟ كل ما يشعر به شيء من الإحراج لأن فترة الإنذار بترك العمل قصيرة ولهذا هو متباعد ! ألا يهتم بها ؟أليس لديه فكرة كم يجرح مشاعرها ببروده هذا ؟ وبعد خمسة أشهر من الصداقة !!
لم ترغب في قول شيء من هذا لكن حاجتها تغلبت على منطقها وعلى كرامتها :
- لا فهذا وداع كما أخشى ، لكنني أود أن أقول
- لكن يمكنني انتظارك ! أستطيع البقاء مع غريفز
- لا تكوني سخيفة أينما أذهب ، يذهب معي غريفز
- وماذا عن الكتاب ؟ لم نكد نتجاوز منتصفه ؟
وكادت تضحك على خداعها لنفسها :

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
- تعرفين كما أعرف أن الكتاب كله أخطاء يجب أن أعيد التفكير به لأبدأ من جديد ولا أستطيع أن أقول متى سأعاود كتابته احتاج إلى راحة لبضعة أسابيع لا احتاج للعمل بنفس السرعة التي كنت أعمل بها وتعرفين بالضبط ما أعني بهذا أليس كذلك ؟
أوه بلى تعرف تماماً ما يعني بكلامه هذه الأيام ليس غاضباً جداً ، لذا لا يحتاج إلى التنفيس عبر الكتابة ليس غاضباً لكنه لا زال غارقاً في ذكريات إليان !!
أخذ رأس بريندا يدور أحست أنها قريبة من الإغماء كانت يداها ترتجفان فأمسكتهما بشدة معاً وكأنها تصلي ك
- أنا لا أفهم لماذا أنت ذاهب إلى أمريكا لقد قلت إن باستطاعة هؤلاء الناس أن يأتوا إلى هنا
ابتسم فخوراً بنفسه :
- أعرف والشكر في كل هذا لك أخرج من المنزل في أسبوع ، وأغادر البلاد في التالي !
أرادت بريندا أن تضحك لهذه السخرية إذن لقد أعادت جان إلى العالم الخارجي وسيغادر البلاد ويتركها
لو أنها تستطيع الذهاب الآن محتفظة بوقارها لو أنها فقط تستطيع إيقاف هذه الدموع وتصافحه وتتمنى له الخير بكل تأكيد هذا أفضل والأفضل أن لا تراه مجدداً أبداً! من الأفضل أن تحرم من بضعة أسابيع أخرى معه أسابيع ستكون مرة حلوة كتلك التي مرت
لكن المنطق لا دور له هنا ، وانهارت تنتحب بهدوء وعجز محطمة :
- بريندا أرجوك
كان في صوته شيء من الدهشة ومد يده ببرود إلى جيبه ليعطيها منديله :
- بريندا لماذا تكدرت بالله ؟ أنا ممتن لك وتعرفين هذا ، كنت لطيفة جداً معي في الأشهر الأخيرة ولن أنسى
قاطعته بغضب :
- لطيفة !! لطيفة ! جان أنا أحبك أتسمعني ؟ أحبك ولقد أحببتك منذ زمن طويل !
هيمن الصمت في الهواء بينهما لقد قالتها ولا يمكن أن تسحبها والأهم ، أنها لم تهتم بشيء أبداً لا تهتم كم أنها غبية كبيرة الآن ظهرت
لثوان طويلة بقى جان مارك دون حرك ثم تقدم إليها ، وعيناه مغمضتان بحيث لم تستطع قراءة أفكاره
- بريندا عزيزتي بريندا هل يتسع لطفك إلى درجة أن تقولي لي هذا ؟ يا طفلتي العزيزة !
دفعت يده عنها ، تكره منه محاولة إظهار العطف عليها :
- لا تتهمني جان بهذا لقد قلت لي كم أنا لطيفة عشرات المرات وأنت الآن تتهمني بذلك أنا أحبك أحبك أكثر من أي شيء في العالم وهذا أمر لا علاقة للطف فيه

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
تلاشى صوتها لا جدوى من كل هذا إنه لا يريد أن يصدقها ، أو أنه يرفض أن يصدقها ، وهذه طريقته بالبقاء من عزلاً لإبقائها على مسافة منه ، لأنه لا يستطيع بأية طريقة التجاوب لاشيء عنده يعطيه ، لاشيء يمكنه يعطيه لها
- بريندا إصغي إلي أشعر بالغرور لكلامك هذا لكن إحساسك ليس حقيقياً مع الوقت ، سترين أنه امتداد للطفك ، لطبيعتك اللطيفة ألا ترين هذا ؟ لديك قدرة عطاء كبيرة وهذا من الأمور الأولى التي عرفتها عنك لقد أخبرتني عن طريقة عنايتك بوالديك قبل أن يموتا ثم حين التقط دان وولديه الرشح ، أول ما أردت عمله هو الإسراع إليهم حتى أنك أردت التخلي عن شقتك , وعملك كي تعتني به وبولديه فعلت كل هذا دون التفكير بنفسك وما كنت تفكيرين بحياتك الخاصة ، تدعين أنك واقعية ، لكنك رومانسية لأقصى الحدود وقد قلت لك هذا مئة مرة جئت إلى هنا ورأيت فيّ رجل عزل نفسه عن الحياة ، وقمت بجهد عنيد كي تتواصلي معي ، كي تظهري لي أن الحياة لا زال لديها أشياء تقدمها لي حسناً لقد نجحت وسأبقى إلى الأبد ممتناً لك لأجل هذا
تضاعف الألم في قلبها إنه يتكلم عن الامتنان وهذا آخر شيء تريده منه لم تقل سيء لا داعي لأن تقول شيء وأكمل :
- صمتك يخبرني الكثير أفهم مشاعرك تعتقدين أنني مخطئ ، تعتقدين أنك تحبينني صدقيني ، سترين الأشياء مختلفة جداً بعد مضي بضعة أسابيع عزيزتي ، أنا عشت أكثر منك وسرعان ما ستعرفين أنني محق ، ستعدين النظر في فترة إقامتك هنا ، وستكون ذكرى مبهجة كما أرجو لكنها لن تكون أكثر من ذلك مع الوقت ، ستلتقين بشخص ما وستحبينه حقاً ، وأرجو الله أن يكون شخصاً يستطيع تقديم حياة طبيعية لك و يستحقك
- جان أريد الذهاب الآن أشعر فعلاً أن الأفضل لي أن أترك الآن في الحال
نظرت لعينيه كانتا كئيبتين كما كانتا مرات عديدة فيما مضى إذن فهو يشعر بشيء نحوها ! ليس كثيراً ، لكن بما يكفي لكي لا يتمكن من إخفاء عطفه عليها ولم يكن هذا محتملاً لكليهما
قال :
- أجل ربما أنت على حق سيكون هذا الأفضل
تجرك مبتعداً فاتجهت مسرعة نحو الباب :
- دعيني أعرف متى كنت مستعدة
- لا ! لا تأت لوداعي ! إذا أردت أن تسهل علي ّ هذا قليلاً فابق حيث أنت أرجوك
هز رأسه ببطء وابتسامة متشنجة تشد أطراف فمه :
- وداعاً بريندا
- وداعاً جان
بقيت معظم ثيابها دون توضيب ورمتها في السيارة دون اعتناء كانت تتحرك كرجل آلي وكان غريفز يراقبها متكدراً :

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
هذا كل شيء آنسة ، لم يبق شيء في غرفتك أنا لست أدري ماذا يجري لكنني آسف جداً لرؤيتك هكذا
أجبرت نفسها على الابتسام
- ستذهبان لأمريكا يوم الجمعة هذا ما يجري بعد خمسة أيام ، ستكون مع سيدك في كاليفورنيا المشمسة أوه غريفز لا تنظر إلى هكذا ! سيشرح لك كل شيء
- لكنك ستعودين ألن تفعلي ؟ حين نعود ؟
- لا جان لن ينهي كتابه على الأقل ليس الآن إنه وداعاً غريفز اعتن بنفسك !
صعدت وراء المقود وأنزلن زجاج نافذتها :
- غريفز لديك عنواني إذا كان هناك إذا ظننت يوماً أنني قد أعني إذا كان المركيز
ولم تعرف ماذا تريد أن تقول لكن غريفز فهم :
- سأفعل آنسة أعرف مشاعرك
وراقبها وهي تبتعد مرتبكاً لانقلاب الأحداث المفاجئ ثم دخل متصلباً ليكلم سيده متلهفاً لكي يعرف ماذا يجري حقاً

عند منتصف الليل ، كانت بريندا لا تزال تلبس البنطلون والتي شيرت وتجلس في مطبخ شقتها ، تمسك بين يديها فنجان قهوة ومنذ زمن طويل لم تذكر أنها صنعته لا تذكر أنها قادت سيارتها من ( باكنغهامشاير ) إلى ( بادنغتون ) لكنها تتذكر كل كلمة مرت بينها وبين جان ، بعد ظهر هذا اليوم حتى آخر كلمة
لم يكن إحساسها يضاهي أي إحساس خبرته في حياتها الرجل الذي سمح لها أن تدخل عالمه بالقليل القليل من المشاعر ، تركها مع قلب يتألم بحبه وبالاضافة إلى هذا عرفان بالجميل كيق يمكنه أن يرجع حبها له إلى اللطف ؟ كيف يمكنه أن يخلط بين الاثنين ؟ ربما كانت هذه طريقته لتجنب المزيد من الإحراج كانت الساعة الثالثة صباحاً حين ذهبت للفراش أخيراً ، ولم تكتب شيء في مفكرتها وماذا يمكنها أن تكتب ؟!
استيقظت بريندا في الساعة الخامسة فبعد ستة أشهر من الاستيقاظ مبكراً ، تكيفت على هذا وسيطول أمد عودتها إلى طبيعتها ما هي إلا ثوان حتى امتلأ تفكيرها المشوش بالتساؤل :
ما الذي ارتكبته من غلط جعله لا يطلب منها البقاء ؟ سيغيب في كاليفورنيا أسبوعين فقط كما قال !! فلماذا لم يسألها متابعة الإقامة أو العودة بعد أن يعود ؟ لا يتعلق الأمر بخوفه من أن تحرجه فهي في تلك المرحلة لم تكن قد باحت له بمشاعرها بعد
كل ما فعلته أنها قالت لجان أنها تريد أن تناقش معه مسألة العمل لو أنها لم تقل هذا لم تقل شيئاً عن رحيلها لربما كان أبقاها معه ولربما كانت معه الآن
خرجت من السرير تشعر بالتعب مع حلول ساعة الغداء استحمت وارتدت روبها لتعود وتجلس مجدداً تحدق في الفراغ

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
ما كان يؤلمها هو الإحساس بالنبذلن تتغلب على الطريقة التي صرفها بها جان ببرود تام كل تعاليمها الأخلاقية وعقلها السليم لم يحضراها لمثل هذا أبداً
من كانت تخدع طوال تلك الأشهر ؟ يمكن للمرء أن يخدع نفسه فترة قصيرة إذا استطاع بالطبع كانت تأمل بمستقبل مع جان بالرغم من كل شيء استمرت بالأمل إنها من البشر وكيف لبشري أن يحب بمثل هذا العمق دون أمل أن يعود له ولو القليل من حبه ؟ القليل القليل فقط
قدم يوم الأربعاء وهي تجلس على الأريكة كانت تعيش على التوست والشاي فقط لا تزال ثيابها ملقية على الأرض لم يتصل بها أحد ولم تتصل هي بالعالم الخارجي حتى الوكالة فالعمل سيكون مستحيلاً لها الآن كل ما تريده أن تتكور في مكانها وتموت صحيح أن حياتها كانت فارغة قبل أن تلتقي بجان لكنها الآن قاحلة عقيمة ! بالنسبة لها لن يكون هناك سواه أو أحد مثله أنه كل شيء أرادته واحترمته في رجل
كانت لا تزال غير قادرة على النوم بعد منتصف الليل بقليل ، قامت بشيء لم تفعله من قبل ، خرجت من شقتها تسير في الشوارع لمدة ساعتين كانت تحاول أن تهدئ تفكيرها ، أن توقفه عن الدوران في حلقات فارغة أن توقف نفسها عن القول : لو أنني فقط لو أنني فقط
صباح الجمعة أخرجها رنين الهاتف الحاد من غفوتها وسارعت لتجيب قد يكون جان !!ولكن قبل أن تصل للهاتف أنبت نفسها لن يكون هذا جان فحتى لو أراد لن يطلب عودتها الآن وقد بدت حمقاء أمامه وأحرجته بإعلانها حبها وكأنها مراهقة مهووسة
وكن دان :
- بريندا ، ما الذي يجري ؟ اتصلت بمنزل المركيز ليلة أمس وقال رجل لي ذو صوت أجش أنك لم تعودي تعملين هناك ماذا حصل هل أنهى كتابه ؟
- أجل أنتهى ، وانتهت الوظيفة
فيما بعد ستخبر دان الحقيقة لكنه لن يعرف أبداً ما حصل فعلاً لم تقل كلمة لدان بل بقيت هادئة وتركته يثرثر وهي تصغي لمحت نفسها في المرآة أنها تبدو كالشبح ، تحت عينيها دوائر سوداء شعرها غير مغسول غير مسرح وتبدو سقيمة
قال دان :
- أريد رؤيتك نهاية الأسبوع
- ماذا ؟ أوه لا لن آتي هذا الأسبوع أنا لست على ما يرام لا استطيع تتحمل الولدين
- لا أريد أن أراك أختي سأجيء لأراك هناك هناك شيء أريد أن أقوله لك
نظرت بريندا مستغربة لسماعة التلفون :
- حسناً جداً أعني بالطبع تستطيع المجيء
يا إلهي يجب أن تتماسك كيف تستطيع أن تخفي عن دان أن عالمها أنهار إلى قطع متناثرة ؟
- غداً بعد الظهر ؟
- أجل أجل دان في أي وقت تشاء
بعد أن وضعت السماعة أجبرت نفسها على أن ترتب نفسها وبيتها قليلاً لا تريد أن يجدها أخوها كالميتة والشقة في فوضى منذ اتهمها بأنها تقع في حب جان تجنبت أن تذكر المركيز أمامه إلا بصورة عفوية
قبل الظهر خرجت لتشتري القهوة والخبز وفيما بعد ذهبت للتنزه في حديقة عامة صغيرةوأخذت تتذكر أرض سيلينا هاوس
وهي تستدير عائدة لشقتها ، رأت سيارة تاكسي متوقفة أمام مدخل المبنى ولم يخطر ببالها أن شخص ما يزورها ، لذا لم تستعجل حتى وصلت للباب الرئيسي ، رأت لفافة ضخمة تستند إلى الجدار ، وسائق التاكسي يضع أصبعه على جرس بابها ومضت ثوان قبل أن تجد صوتها :
- هل هل هذا لي ؟
بدا الارتياح على وجه السائق :
- أنت الآنسة توماسون ؟ أجل وهذه أيضاً
وضع في يدها لفافة صغيرة وحمل اللفافة الكبيرة للداخل
- أجل أنا أسكن الطابق الأول
كانت تعرف ما بداخل اللفافة كما كانت ملفوفة بشكل جيد لكن الشكل لا يمكن إخفاؤه ،أسندها السائق على جدار غرفة الجلوس وأعطته بريندا إكراميته وشكرته ثم وقفت تنظر للوحة بلا تصديق
لماذا ؟ لماذا فعل جان هذا ؟ بماذا فكر وهو يرسل لها لوحة أصلية قيمتها آلاف الجنيهات ؟ هل هذا دليل آخر على العرفان بالجميل ؟ الجميل الذي لا تريده ؟
ركعت على ركبتيها وانتزعت اللصوق الصغير فوق الورق الأسمر تحت الورق كان هناك كرتون مضلع للحماية ، وضعت ثقباً فيه لترضي فضولها برؤية أي لوحة هي لا تنوي فتحها أو استبقاءها لن تستطيع هذا
كانت اللوحة التي تحتل مكانها فوق المدفأة في المكتبة تلك التي أثارت ذكرياتها لأول مرة يوم تعرفت على المركيز
نظرت لساعتها يجب أن يكون هناك تفسير لهذا لقد قدم لها جان العذر المناسب لتتصل به
لكن الوقت متأخر جداً لم يكن هناك أحد بالمنزل لا شك أن ساكنيه متجهان الآن لأمريكا لقد وقت التسليم في هذا الوقت عن قصد لعلمه أنه لن يكون موجوداً مع وصول سائق التاكسي للندن إنه لا يريد أن يتحدث إليها وهذه اللوحة مجرد هدية ولا يجب أن تقهم أي شيء منها

descriptionالشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون - صفحة 2 Emptyرد: الشمس العمياء للكاتبة / كلوديا جيمسون

more_horiz
على أي حال ، هناك شيء أهم من هذا فقد تذكرت اللفافة الصغيرة الأخرى ، وفتحتها دونما اهتمام
كانت اللفافة شريط مسجل فتحركت كالبرق لتجلب مسجلتها بيدين مرتجفتين
كان صوت جان الهادئ يتحدث إليها بوضوح وكأنه يجلس قربها :
( مرحباً بريندا أرسل لك هذه اللوحة لأنني أعرف كم تحبينها إنها لك وأرجو أن تعتبرينها ضيفة في منزلك كما كنت أفعل ، وضبت اللوحات الثلاث الأخرى وأرسلتها إلى المعرض الذي عرض أولى لوحاتي في انكلترا فأنا مستعد للتخلي عنها وأعرف أن هذا سيسعدك )
ساد صمت قصير حين تكلم ثانية ، كانت الكلمات أكثر بطئاً :
( ستدركين الآن أنني أهتممت بملاحظاتك حين ناقشنا أول مرة أمر مارك كان لدي إحساس أنل لم تصدقيني حين قلت أنني تركت الماضي وشأنه وهذا هو الدليل هناك أشياء كثيرة أخرى في الحياة أحصل منها على سعادتي ن وأشكرك لك وداعاً بريندا واذكريني من وقت لآخر )
لأول مرة منذ تركته ، بكت بريندا سيطرت شهقات متشنجة عليها وتركت جسدها خاليا من الطاقة إذن جان فعلاً رجل أكثر سعادة هذه الأيام على الأقل ذاب جليد قلبه بما يكفي ليزعج نفسه بإرسال هدية لها
جلست على الأرض ، تكرر سماع الشريط مرات ومرات لقد جاء دورها الآن لتتكيف عليها كذلك أن تواجه المستقبل مستقبل دون جان لم يعد يحتاج إليها ويجب أن تترك الماضي وعواطفه ن يجب أن لا تفكر بنفسها أو بألم قلبها يجب أن تكون ممتنة لأنها تمكنت من القيام بشيء ما مهما كان صغيرا لجان مارك
وربما بعد قليل من الوقت ، سيتمكن من نسيان إليان !!
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد